أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مأمون التلب - نقطةٌ يولد الكون منها















المزيد.....

نقطةٌ يولد الكون منها


مأمون التلب

الحوار المتمدن-العدد: 1311 - 2005 / 9 / 8 - 08:06
المحور: الادب والفن
    















نقطةٌ يولدُ الكون منها
مأمون التلب
أغسطس 2005
(1)
ينتشل البحر من ذرّةِ الرملِ
يختار هذا الطريق لكي ينتهي عهده هادئاً تحت خطواته
صاخباً في عروقِ التواريخ:
(انتبه لعيونِ الفريسةِ
وهي تنـزّ دماً بخواطرِ من افترسْ
...
انتبه لشروق الغروب
لصبحٍ يُرَى في الظلام الكئيب فقط
كعيون القطط!!
..
انتبه للسانٍ بذئٍ
تُرصّعه حكمةٌ بشقوقٍ تقودُ لعمق التحلّل
أسفل سطح التراب
خلفَ شمس الحقائقِ والأقنعة)
...
ـــــــــــــ
(2)
ينتزع الهمس من صرخةِ الألم
لكي يتشقّق في وجههِ زمنٌ حانقٌ:
(( احترس
فبلادكَ أحلَى من الوحدةِ القاتلة
ولها صوتُ ريحٍ تساهم في خطف شمعةِ حلمك
تمضي بها صوب موجٍ يحبُّ الضياع
ويخشى التكسر في اليابسةْ
لها وقعُ خطوٍ بإيقاعِ هاويةٍ
و ارتعاشةُ وردٍ على قممٍ نائية
واختلاجةُ جمجمَّةٍ تحت قبرٍ خفيّ
لها مشهدٌ لعجوزٍ
يُساقطُ أضلاعه مع أنفاسهِ كسحابٍ

بجانبهِ يرقد القتل قطاً صديقاً
يرى كل شئ
في شتاءٍ كهذا ...
عجوزٌ يحاول أن يقرأ الكفّ
يبرزُ من كفِّه الكهف محتشداً بنقوش الحروبِ
ووحشيّة الدربِ
خسفٌ يبعثرُ بين يديه
القرى .. والمدن
ــــــــــــــ
(3)
احترس
الفتاة ستذهبُ صامتةً دائماً
وستخنقُ في كفها صفعةً
وفي لومها دمعةً ....
ستترك بصماتك الغادرة
تتجوّل في ساحةِ القلب
مثل حمامٍ حزين
ينبش الأرض بحثاً عنِ الحَبِّ
في ساحةِ الحربِ
قلبٌ وحربٌ
عناقٌ ورصاصةٌ
وزمانٌ سيمضي وننسى ملابسنا في الدواليب
عابقةً بلهاثٍ عميقٍ
وبعضُ دخانٍ يحمِّلُ في ظهرهِ
زفرةً بائسة وهو يمضي إلى الشمسِ))
ـــــــــــــ
(4)
على كتفهِ اللامعة
بكى طائرٌ من رمادٍ ... بلا عينين
لوَّح لي لحظةً وانطلق!!!
قال:
((إني أراك بساقٍ مهشّمةٍ
يتشبّثُ بيتك والأصدقاء على لحمها المهترئ.....
تجترها بتعب
وكَليلٍ طويلٍ تمرُّ بأحلامهم كاسراً
وبأنياب قرنٍ من الوحشة الساخطة
بحكايا غموضٍ
عن سحرةٍ يحملون الجراح
بجوفِ المصابيح... في ليلِ أرواحنا
ويشقّونَ صدر البيوتِ كصرخة
وفي حافةِ النافذة
يضعون المصابيح مبتلةً برذاذٍ خفيفٍ
من الدمعِ
لن يزعجوا أحداً
غير أن الصغار سينتفضون من النوم
مرتبكين
تظل ملامحهم مثلما خرجت أول الأمر من رحمٍ ضيّقٍ
يلصقون الأصابع فوق الزجاج
يطلقون تهدّج أيامهم للمصابيح وهي ترفّ كجفنْ
وتمنحهم عمرها ..........
لحناً جريئاً ستصبح أعمارهم
سيكون لهم _مثلك الآن_ سوقٌ مهشّمةٌ
ودويٌّ إذا حدقوا في مرارةِ من شقَّهم آخر الليل بالحزنِ
من مسَّهم ما يدور وراء الجدار!!!
سيكون لهم قطرة من ندى تتفتّح فوق مساماتهم
مرّةً كل عام ليشتعل القلب رغم الثلوج.....
ـــــــــــــ
(5)
.... وفي كل عامٍ وعام...
ستسجن حريّتكْ .. بدمِ الآخرين
ثم تسرقها في الليالي _كخبزٍ تعفَّن_
تمتصها قطرةً قطرةً كالجريمة
خلف ابتسامتك التافهة
يتقرفص قبحكَ مستغرقاً في صياغةِ وجهٍ جديدٍ
ليومٍ سيأتي بكارثةٍ
أنت صانعها المستتر!!


أو ستطلقُ حرّيتك
في فراغٍ مهيبٍ
وعبر خيالٍ مريضٍ تقرر:
[حرّيتي طائرٌ دون عينين
يجرُّ الليل بخفق الجناح
ويعشقُ روحَ شهابٍ هوى واحترق...
..
ساحرٌ يخلق الطير
كي ينتهي الليل في خفقات الجناح
دون أن ينطفئ...]
ـــــــــــــ
(6)
(يتمتم):
((حتى وان صرتَ طيراً
لن تتحرر من حدود السماء
سيسجنك الاسم في شكلِ ريشٍ وأجنحةٍ فانية..
وتدفنك الأغنيات
بتغريدةٍ تتفتتُ عند حدود الصدى!!))
ـــــــــــــ
(7)

وكريحٍ تداعب باباً قديماً لبيتٍ قضى نحبهُ
رحل!!
نظرةً دامعة
لفتاةٍ تراقص ظلاً على شارعٍ ميتٍ
ورحل
مثل تمتمةِ الأم في آخر الصلوات
....
يمضي
وتتبعهُ غابةٌ
((وهي تحملُ بعض الجذور على يدها للتذكّر
تترك بعض الجذور لامطار عامٍ جديد))


يتبعهُ الرمل
((من تحتهِ تتكشَّف جمجمةٌ لغريبٍ بقبرٍ خفيٍّ
قضى عمره هرماً من غرابةِ تكوينه))

ثم تتبعهُ مدنٌ
((لا تخلّف في إثرها أي شئ))
وتتبعهُ أممٌ
((تتساءل عن من يكون!!))

وتمشي نساءٌ وراء الحشود
((بصدورٍ مسطّحةٍ
فوقها تتلمّس آثار سلخٍ لأثدائهنَّ
بقايا شفاهٍ صغيرة .. ونطفة نبضٍ))
...


ـــــــــــــ
(8)
وفي نقطةٍ ما
عند التحام السماء مع الأرض
عند الأفق....
الجميع توقّف .. حتى الزمن
ومضى وحده كزمن ...
رفع الحشدُ تلويحةً خجولة..
وبعض فصولٍ مريرة
اصفرَّ بعض الورق وتجمَّع رملٌ على شكل عاصفةٍ
والهياكل تصطف كالجند
تصطكّ من حزنها ... تتساقط كالثلج ....
والنساء أغانٍ بصوتِ الغروب ....
...






ـــــــــــــ
(9)
رفع الحشد أحلامه ليقول: وداعاً
وأقول: سلاماً على الأرضِ حين تجنُّ
وحين تحنُّ لذاكرةٍ فاضحة
عظامي ستصبح أرضا
وقلبي قمر يتخبّط دون مدارٍ محدد
بين أنقاضهِ
ستولدُ من رئتيّ البحار
وتحيا أجيالٌ بسطحي ويمضي أناسٌ إلى موتهم
صوتي كلابٌ مضلَّلةٌ في الشوارع
عيوني نوافذ في كل بيتٍ
ونايٌ على كل صوتٍ
ندوبٌ بأفئدةِ العاشقين
والأصابع شوك على ساعةٍ ساكنة
وأنا لا أرى كل هذا
ولكنني في انتظار النهاية ....
ـــــــــــــ
(10)
في النهايةِ أصبحُ ثوراً بأجنحةٍ
ثمّ أخرج _جرحاً_ من الأرض
كي ما أناطح أيدي السماء الخفيّة
واسقط عما قريب
شهاباً ضريراً
فكونوا جميعاً تراباً لأسجي حياتي عليكم
_ تواريخ نارٍ _
لكي ما تقيّمني الآلهة...
أصبح ثوراً لأني رأيت عيون الفريسةِ
وهي تنـزّ دماً في خواطر من افترس
لأنّ الحروب جنينٌ مشوَّه يولد من انشقاقٍ يصيب السماء
حين تصاب بصرخةِ من وهَّجَ القلب بالذهب
شكَّل الروحَ بالثلج
والكفَّ بالسيفِ
حين تصاب بدعوةِ من تمنى تأمّل وجه الإله بمرآته
كلّ هذا سيكفي لنرفض ما جاء من مطرٍ في عصور الجفاف
_ رغم هذا الظمأ -
ما تفجَّر من ثورةِ الأرض عبر البراكين والحمم الكاذبة
يكفي لأصرخ:
((ما عاد في القلب متّسعٌ ليقين))
يكفي لامتلك الخطوة القاحلة
وأعبر بها قريتي ..
_ والأهل والأصدقاء يموتون جوعاً وبرداً بأسوارها _
(حتماً سأهمس: أن اهربوا....
وإلا سأكشف أنقاضكم بأسرارها)
.....
يكفي لاسقط منقسماً .. على نقطةٍ ما
تتراجع منها الحشود
وفي ليلةِ الرعب غادرها ساحرٌ يتسامى على برق وحدته
نقطةٌ حيث لا أحس بالأيام ... كأنني يومٌ مضى.. كأنني دمٌ فاسدٌ يعوي من جرحٍ في جسد العالم

هنا أتأمّل من سوف يلبسون ما ترك الأنبياء من اللغة الغامضة / وما ترك الحكماء من العزلةِ الحارقة/ والشعراء من الحبر والدم والانطفاء البطئ/ والفلاسفة الطيبون من النظرة الثاقبة....
أتأمّلهم ودموعي ستعكس أوجه من سحقوا بي أيديهمُ ... (وهي تصفق)
بين الشفاه التي هتفت
نزعت من قميص الصغار ارتجاف الأفق حين يحلم
اطلقت القحط عبر صفيرٍ طويلْ
يتملّص من لطخة المجزرة
أتأمّلهم بعيونٍ لطيرٍ تكوَّن من توهان الرماد
عيون تدربت عمراً لاسرقها وهي باهتةٌ ضامرة
وسأنفق عمراً لألا تذوب بقلبي فتسحقه ويصير مجرّد نايٍ
يخمِّر أعضائه في إناء البكاء
ويسكر حين يقبّل أضرحةً رسمت خطوات التواريخ
والقمم الباردة....

ـــــــــــــ
(11)

في نقطةٍ يولد الكون منها
أراني بصمتٍ أحاول:
أنتشل البحر من ذرةِ الرمل
أختار هذا الطريق لكي ينتهي العهد بي
....... للأبد









#مأمون_التلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوارٌ بعمقِ السواد
- سيرة النار
- قَرن
- صلاة ...
- صلاة ...
- نهرٌ .. وسماءٌ .. أعمق


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مأمون التلب - نقطةٌ يولد الكون منها