أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد جبر - همسات صحفية 8 : ثقافة الحوار وخرفان بانورج














المزيد.....

همسات صحفية 8 : ثقافة الحوار وخرفان بانورج


سعاد جبر

الحوار المتمدن-العدد: 1310 - 2005 / 9 / 7 - 11:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


همسات صحفية8 : ثقافة الحوار وخرفان بانورج

تجتاح المجتمعات العربية اسقاطات متنوعة تخترق عوالم الزمان والمكان لتبلغ قمة المصاب في الذات العربية ، حيث تتواكب عليها خطابات القيادة العليا المتواترة صباحاً ومساءً وما على الأذن إلا الاستماع والإنصات العميق للإملاءات وإحكام إغلاق لغة الحوار ، وهكذا تتوالى الإسقاطات من انعكاسات رموز القيادات إلى رموز المؤسسات إلى الزوج والزوجة في محضن الأسرة ، مما تمخض عنه سعار تمادي حوار الطرشان من قبل طرف يملي وطرف خانع صامت مكبوت عن التعبير ، فغدت لغة الحوار المتكافئة بين الأطراف في وأد مطلق .

وتتواتر في عالمنا العربي لغة لسان مرتفع يتكلم وأذن مستسلمة تستجيب لنداء الأمر والنهي ، وهذا ما سلطت الأضواء عليه مقالة " الأذن وثقافة الحوار" للكاتب د. تيسير عبد الجبار الألوسي (1) في صحيفة المرصد الإعلامي الحر ، واشار الكاتب إلى ضرورة التواصل الإيجابي مع الأخر وتنقيته من معيقات التفاعل الحواري المتكافئ " حتى لا يغلق آذاننا شئ من ذاك وحتى نفتحها واسعة مرتاحة بعيدة عن غيض أو إزعاج من إنصات للسان العدو قبل الصديق وجب أن ننظف تلك المسالك بأدوات التسامح والتواضع والتفاعل الإيجابي مع الآخر.." وبذلك يتوازى دور اللسان والأذن بطريقة الإيجاب لا السلب ولن يطمس دور الأذن حيث رحاب الحوار وثقافته ، واختتم الكاتب مقالته " وهلموا نسمع بعضنا بعضا بكل الود والحب والتسامح... كما نسمع معزوفة تعجبنا أو غناء يجذبنا أو عندليبا يشدونا ويرقصنا.. حينها ستخلو الساحة من ثقافات الوحشية وأفعال السادية والدموية والصراخ والعياط والعويل ومناحات المقاتل والمغازي ليسود الوئام والتصالح والروح البشري الإنساني المهذب الكريم.. لنصغِ وشكرا جزيلا لإصغائكم..."

خرفان بانورج
إن المتتبع لاسقاطات ظلمات العصور الوسطى ، يبرز لديه اعتبارها عين لغة الواقع العربي المكفهر ، وهناك حيث الظلمات وما تلاها من نهضة اوربية على أيدي عقول نيرة وهنا حيث عالمنا العربي المتأزم وارهاصاته وتداعياته عقول مفكرة نيرة تتكاتف في لغة الإصلاح التنويري عبر الدور النقدي الواعي للمجتمع وانظمته بكافة أشكالها ، لغاية إخراجها من ظلمات الخرافات وعوالم المسكوت عنه والمقموع إلى عوالم الوعي والحضارة ، وهذا ما تناولته مقالة " خرفان بانورج " للكاتب شريف الشوباسي في جريدة الأهرام (2)، إذ ابرزت إسقاطات حقيقة ( خرفان بانورج) في عالمنا العربي والمجتمع المصري ومساحات الأعلام السطحي ، في ظلال عبقرية مفارقات الأديب والفيلسوف الفرنسي رابلية ، الذي سخر طاقاته الأدبية الساخرة لتسليط الأضواء على الخرافات السائدة في مجتمعه ، ومنها معطيات لغة القطيع والانسياق الإمعي وراء الآخرين دون وعي وتفاعل عقلاني نير ، في ظل شخصيات امعية تشكل ظلالا لغيرها ، لاتقوى على تحديد مسارات استقلالية عقلانية واعيه لها في مجتمعاتها ، وهكذا تسير حكاية القص في ( خرفان بانورج) بين رجل يدعي بانورج وتاجر الماشية الجشع وتجري أجواء القص على مركب بحري ، حيث وقع شجار حاد بينهما ، وأراد بانورج الانتقام منه ، فأشترى منه خروفا بثمن باهظ ، وجره بقوة إلى سور المركب ثم ألقى به على البحر على مرأى الجميع وعلي الفور تحرك أحد الخرفان وسار في نفس مسار الخروف الأول ثم ألقي بنفسه في البحر وتلاه ثان ثم ثالث‏..‏ ثم اصطفت الخرفان الباقية في طابور لتمارس دورها في القفز‏..

وهكذا غدت ( خرفان بانورج ) مصطلحاً شائعاً في اللغة الفرنسية لانسياق الجماعة دون وعي أو إرادة وراء أفعال الآخرين .

واشار الكاتب إلى متتاليات ( خرفان بانورج ) في عوالمنا المتأزمة " وكثيرا ما تصادفنا في حياتنا الآن قطعان كاملة من‏ ( خرفان بانورج‏ ) تردد كلاما أو تفعل أفعالا لمجرد أنها سمعت أو رأت من يقوم بذلك في الصف الأول‏.

‏ومتتاليات خرفان بانورج من استبداد لغة اللسان وجبرية الاستسلام لها دون حوار متكافئ بينهما ، وبروز ثقافة الشكل لا الجوهر ، وإلى ما لانهاية خرفان بانورج في عوالم ثقافة الصمت الدامية في عالمنا العربي المتأزم ، ما زالت تعشش في اجوائنا الرمادية ، وتقتضي نداءات متعالية تصدح ليل نهار نحو لغة الإرادة الواعية وثقافة الحوار المتكافئة بعيدا عن الانسياق الأمعي في ظل التسارع الحضاري وانفجار المعرفة وامتداد الكون في كوكبة واحدة ، لاينفع في ظلالها إلا لغة الوعي الحضاري واستقلالية الذات العربية بعيدا عن ظلمات الاستبداد بكافة ألوانها القاتمة التي تحجب النور والعقل والحب معا .

............

: ( 1 ) تيسير عبد الجبار الألوسي ، الأذن وثقافة الحوار ، صحيفة المرصد الإعلامي الحر ، العدد 67 ، 25/8/2005

رابطها : http://www.freemediawatch.org/67-260805/10.htm

: ( 2 ) شريف الشوباسي ، خرفان بانورج ، جريدة الأهرام ، السنة الثانية ، العدد 43365 ، 29 / أغسطس / 2005




#سعاد_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهية الحياة في الرؤية السيكولوجية للأدب
- ثنائية - موسيقى النص ، تيار الوعي - في النص الأدبي
- سيكولوجية الحرب في مجموعة عطش الماء
- رؤية نقدية للواقع من منظور نيتشه وجاسبرز
- رؤية نقدية لواقع الإعلام العربي في ظل معادلة الإبداع
- رؤية نقدية في المشهد الثقافي السياسي في عالمنا العربي
- فنيات القص في ادب رابلية / اضاءات على روائع الأدب الفرنسي
- المرأة والأبداعية الأدبية
- تماهيات الأدب في لغة السياسة


المزيد.....




- وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع ...
- -البعض يهتف لحماس.. ماذا بحق العالم يعني هذا؟-.. بلينكن يعلق ...
- مقتل فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية (صور+ ...
- سماء غزة بين طرود المساعدات الإنسانية وتصاعد الدخان الناتج ع ...
- الناشطون المؤيدون للفلسطينيين يواصلون الاحتجاجات في جامعة كو ...
- حرب غزة في يومها الـ 204: لا بوادر تهدئة تلوح في الأفق وقصف ...
- تدريبات عسكرية على طول الحدود المشتركة بين بولندا وليتوانيا ...
- بعد أن اجتاحها السياح.. مدينة يابانية تحجب رؤية جبل فوجي الش ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن عدد الضحايا الفرنسيين المرتزقة ف ...
- الدفاعات الروسية تسقط 68 مسيرة أوكرانية جنوبي البلاد


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد جبر - همسات صحفية 8 : ثقافة الحوار وخرفان بانورج