أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سهير ابو عقصة داود - الى اين تذهب ميزانيات بوش؟ الرقص على الاشلاء














المزيد.....

الى اين تذهب ميزانيات بوش؟ الرقص على الاشلاء


سهير ابو عقصة داود

الحوار المتمدن-العدد: 1309 - 2005 / 9 / 6 - 11:27
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


ربما تحتاج الصحافة عامة كارثة بين الحين والاخر لتجد لها مواداً ومبيعات واثارة، وربما يحتاج اي شخص لصدمة بين الحين والاخر ليقتنع ان "مصيبته" ليست خاصة ولا مميزة وانه ليس الوحيد في خانة الظلم والفقر والكوارث و"المغضوب عليهم". ربما في كل هذا شيء من صحة ومن عدم المعقول رغم واقعيته. ولكن استهجان ما اصبح عادياً بل ما كان دوماً هو هذا الاستغلال الرخيص لهذه الكوارث لا بد منه. في ولاية لويزيانا الامريكية حيث ضرب الاعصار هذه الولاية الفقيرة التي تتجمع بها غالبية سوداء ولاتينية واسيوية اتى اعصار "كاترينا" ليجرفها ويدمرها ويمحي بيوتها واكثر من عشرة الاف من سكانها.
منذ عدة ايام والصحافة مشغولة الى حد كبير بهذه الكارثة. الكثير من المقالات تحاول الربط بين العراق وبين الكارثة متسائلة سؤالاً طالماً سالناه في بلادنا: الى اين تذهب ميزانيات بوش ولماذا لم تصل الامدادات الى المدينة المنكوبة الا متأخراً؟ بوش مشغولاً بحربه الهستيرية في العراق ولا وقت ولا مكان في اجندته لقطاعات كبيرة من شعب يعيش في ظروف صعبة بدون اعصار كاترينا ومع اعصار كاترينا.
وعندنا كان دائماً الربط في الدولة اليهودية المشغولة بقمع شعب آخر وبالاحتلال وتحويل الميزانيات للمستوطنات في ظل البطالة والفقر والهوة المتزايدة بين الفقراء والاغنياء والعرب واليهود. يبدو الشبه كبيراً خاصة منذ احداث 11 سبتمبر بين اسرائيل والولايات خاصة في موضوع "الحرب على الارهاب" وفي هذا الامر ايضاً.
ولكن السؤال المطروح هو:
هل سياسة بوش او اسرائيل، مع اختلاف حكوماتها، غريبة، غير عادية، ملفتة للنظر؟
ابداً
فماذا يمكن التوقع من اكبر حكومة فاشية وراسمالية في العالم؟ ان تلتفت للشعب؟ ان تعمل من اجل رفاهيته؟ احد اكبر الاتهامات ضد بوش ان التحذيرات ضد الاعصار اتت منذ وقت ولكن احد لم يتحرك لتفاديها( هذا اذا كان ذلك ممكناً) ولكن على الاقل لاتخاذ الاحتياطات اللازمة كتفريغ السكان من المدينة والقيام بعمليات الاغاثة. سمعنا ادعاءات مشابهة بعد احداث 119 عن وجود تحذيرات كثيرة عن احتمال وقوع" الهجمات" وتجاهل الجهات الامنية والسياسية العليا لها.
لماذا نتعجب مع ان المسألة واضحة؟
يصرح بوش ان الاتهام ضده بعدم وجود قوات كافية لارسالها للمدينة المنكوبة بسبب وجود القوات في العراق غير صحيح. وانا اعتقد ان بوش محقاً في ذلك. فأكبر الية حرب لم تفرغ جعبتها كلها في العراق ولديها مايكفي لارسال جيوشاً الى اماكن اخرى في العالم لان هذه سياستها وهذه اولوياتها ولكن بوش في صد الاتهام ضده انما يؤكد على ان اولوياته تختلف عما يتوقعه من المواطن والمراقب والمتسائل.
فاذا كنت يا بوش تمتلك قواتاً لماذا اذا لم ترسلها الى المدينة المنكوبة لحفظ الامن من اللصوص الذين استغلوا الوضع لنهب المدينة، مسألة تذكر بما حدث في العراق بعد سقوط بغداد؟
ربما بوش وامثاله يسعون او على الاقل يستفيدون من الكوارث ما دامت لا تطالهم شخصياً. فما المانع من موت الالاف في نيواوريانز وفي العراق وفي فلسطين ما دام هذا الموت موجوداً تحت مظلة الكوارث الطبيعية او السياسية. يصبح ان الارهاب واصحابه العرب والمسلمين هم الكارثة على البشرية والعالم المتحضر وتصبح كاترينا المظلة الاخرى لكارثة طبيعية ولكنها تفضح من جديد أي عالم نعيشه، أي سياسة واي قوانين تحكمنا.

يقال ان مساعدات الولايات المتحدة وصلت الى تسونامي بعد يومين ولكن الى لويزيانا بعد خمسة ايام؟
امريكا تحاول تبييض صفحتها امام العالم، تحاول ان تتصور بصورة الراعي والحامي للانسانية والقيم والعدل فلا تتردد عن المنح للدول التي تجتاحها الكوارث الطبيعية. وهي من جهة اخرى تحيل الكوارث والبؤس على شعوب اخرى مشكلتها انها تطمح للاستقلال من الظلم والاحتلال وتحلم بالحرية. امريكا تقتل بيد وتتصور كأنها تمنح الحياة باليد الاخرى. على شاكلتها اسرائيل. السياسات عامة في الدول الاخرى لا تريد ان ترى وان رأت تتغاضى فالعماء افضل من البصر والخرس والصم افضل من السمع والنطق بالذات لدى الدول العربية.
فلا تدعوا ان المسألة جديدة ولا غريبة. انها صلب الحكاية. انها هي الحكاية حكاية السياسية العالمية المجنونة التي تأكل نيرانها الزهور والفقراء والذين لا حول لهم ولا قوة الا من قوة الايمان ان مصير بوش وشارون والرأسمالية ليس الا مزبلة التاريخ.

لمحة عامة عن المدينة المنكوبة:
تقع مدينة نيواورليانز قي ولاية لويزيانا على ضفاف نهر المسسيسبي وشواطي بحيرة بونثانترين عدد سكانها 473.681. نيو اورليانز هي واحدة من موانيء الشحن العام الاساسية في الولايات المتحدة. المدينة مشهورة بفن الطهي التي تعكس تأثير تعدد الحضارات فيها، ومشهورة ايضاً في موسيقى الجاز وفي احتفال "الماردي غراس"، وهو اكثر فستيفال زخرفة في امريكا الذي يقام كل شباط او أذارويحول نيواورليانز الى مدينة كرنفال احتفالية.

كانت نيو اورليانز القرن الثامن عشر عاصمة للاراضي الفرنسية في امريكا.وفي عام 1803 باع نابلويون نيو اورليانز وكامل الاراضي في لويزيانا للولايات المتحدة. نيواورليانز هي مدينة متنوعة سكانياً ويرجع هذا بالاساس لتاريخها حيث تشمل اغلبية كبيرة للسكان الافرو-امريكيين، اللاتينيين والآسيويين.
تتنوع نيو اورليانز اقتصادياً مع وجود ثلاثة قطاعات اقتصادية مسيطرة هي: البترول، السياحة ونشاطات تتعلق بالميناء. صناعاتها الاضافية تشمل الغابات، صناعة الاغذية وصيد السمك. المدينة هي ايضاً مركز مهم للتجارة الدولية.

*دكتورة في العلوم السياسية تعيش في كاليفورنيا



#سهير_ابو_عقصة_داود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في مذكرات:خارج المكان ادوارد سعيد ترجمة: فواز طرابلسي ...


المزيد.....




- مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
- من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين ...
- بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين ...
- الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب ...
- استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
- لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
- روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
- -حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سهير ابو عقصة داود - الى اين تذهب ميزانيات بوش؟ الرقص على الاشلاء