كارثة وطنية تتطلب تعزيز التضامن بين أبناء الشعب - بيان الى أبناء الجالية العراقية في جنوب السويد

المنظمات والجمعيات العراقية في جنوب السويد

الحوار المتمدن-العدد: 1308 - 2005 / 9 / 5 - 10:44
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

شهد عراقنا الحبيب في يوم 31 آب اكبر كارثة بشرية حلت بابناء شعبنا ووطننا بعد سقوط النظام العراقي ، أذ لقي على جسر الائمة بين الأعظمية و الكاظمية ما يقارب الألف شهيد و نصف هذا العدد من الجرحى والمصابين وهم في طريقهم لتأدية شعائرهم الدينية بأحياء ذكرى استشهاد الإمام موسى بن جعفر ( الكاظم ــ ع ). أن ما حدث يشكل كارثة وطنية هزت النفوس و أثارت و تثير أشد الحزن و الألم.

حدثت الكارثة في وقت يتطلع فيه العراقيون الى اليوم الذي يتم فيه القضاء على الإرهاب و الخوف و الرعب في مجتمعنا ، والى اليوم الذي ترى الأم العراقية فيه بسمة و فرح دائمين على وجوه أبنائها، يوم يجد فيه الأب العراقي نفسه بأنه قادر على تأمين عيش رغيد وشريف لعائلته، يوم يشعر فيه الأبناء بالظروف الطبيعية الهادئة التي تساعدهم على بناء المستقبل الذي يتطلعون إليه بشغف دون معوقات ولا إكراه أو إجبار على فعل ما لا يريدون فعله. أنها أبسط مقومات الأمن و الاستقرار و الطمأنينة التي ينشدها العراقيون.
فمن يا ترى المسؤول عن هذه الكارثة؟ حتى و أن لم يكن هناك ما يؤكد الجهة التي وقفت وراء المجزرة فأن هناك من يتحمل المسؤولية المباشرة أو غير المباشرة عنها.
فالإرهاب كما هو معروف لا يتردد عن ارتكاب مثل هذه المجازر فهو يريد التخريب و المزيد من التخريب و المزيد من الخوف و الرعب في نفوس العراقيين من جهة و منعهم من تادية شعائرهم الدينية من جهة أخرى، هذه الشعائر التي يجد فيها الكثير من أبناء الشعب البسطاء المتنفس لهم للتعبير عن معاناتهم و همومهم اليومية. فالإرهاب كما يعلم الجميع سوف لن يتوقف عند هذا الحد لأن مخططه بعيد و كبير و واسع. و هنا تتحد مسؤولية الأطراف الأخرى؛
فالحكومة التي تمتلك كل الأجهزة الأمنية و المخابراتية و الإستخباراتية و قوى الجيش و الشرطة لم تكن بمستوى المحافظة على أرواح حياة هؤلاء الناس و كان عليها أن تكون أكثر جدية و استعداد خاصة وأن هذه هي ليست المرة الأولى، وما جرى في كربلاء والحلة و ديالى والموصل وغيرها لا زالت طرية في ذهن العراقيين.
كما يتحمل كل من دعى و حث على المشاركة الواسعة بهذه الفعاليات كائن من كانت الجهة التي دعت إليها سياسية أم دينية فهذه الجهات بما تمتلك من تنظيمات و منظمات و ميليشيات تتحمل مسؤولية عدم القدرة على التنظيم الجيد المنسجم مع كل هذه المخاطر القائمة و لا على المراقبة اليقظة للفعالية.
وكذلك الاحتلال، ولو أن هناك حكومة تتحمل عبء من الجانب الأمني، إلا إن عدم تسليم الملف الأمني للجهات الأمنية العراقية يقلل من فاعليتها و دورها في الواقع، و بذلك يتحمل الاحتلال أيضاً المسؤولية عما حدث ، ناهيك عن كونه المبرر الأقوى لمواصلة النشاط الإرهابي في العراق
أننا إذ نستنكر و ندين كل من كان سبباً في حدوثها وكل من يتحمل المسؤولية عنها وكائن من كان الذي يقف ورائها فإننا نطالب و بحزم الحكومة و كل المعنيين للعمل الجاد من أجل أن لا تتكرر مثل هذه المآسي أو غيرها و تجنيب شعبنا المزيد من الكوارث والفواجع مستقبلاً. وندعو الى توحيد الصفوف وتعزيز الجبهة الداخلية بين القوى السياسية والشعبية المختلفة بعيداً عن التعصب والمحاصصات الطائفية والقومية البغيضة التي تفرق و تمزق الوحدة الوطنية الصادقة لأن ذلك و حده الكفيل بالتصدي للإرهاب والانتصار عليه ومن أجل بناء مجتمع سليم و عادل تكرس فيه قيم المواطنة والعدالة و المساواة بين المواطنين دون استثناء.
كما نتقدم بعميق المؤاساة و أحر التعازي لشعبنا على هذه الكارثة الجلل, و لأهالي و أصدقاء الضحايا الصبر و السلوان و للمصابين و الجرحى الشفاء العاجل.

مالمو في 20050903
الموقعون المنظمات في جنوب السويد
منظمة الحزب الشيوعي العراقي
الجمعية الثقافية العراقية في مالمو
جمعية المرأة العراقية
رابطة المرأة العراقية
اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي
ممثلية الحركة النقابية العمالية الديمقراطية العراقية
رابطة الديمقراطيين العراقيين
رابطة الأنصار الشيوعيين
الجمعية الثقافية المندائية في لوند
الجمعية الثقافية المندائية في مالمو
الجمعية العراقية لحقوق الإنسان
المجلس العام للكرد الفيليين
لجنة دعم الدستور الديمقراطي

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل