أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلال الفرتي - المجتمع المدني و مازق الانتقال الديمقراطي














المزيد.....

المجتمع المدني و مازق الانتقال الديمقراطي


جلال الفرتي

الحوار المتمدن-العدد: 4658 - 2014 / 12 / 10 - 13:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غياب المجتنع المدني و مأزق الانتقال الديمقراطي

خلال عقد الثمانينات من القرن الماضي عاد مفهوم المجتمع المدني ليبرز بقوة مشكلا مجالا خصبا للعديد من الدراسات و الابحاث التي يغلب عليها الطابع النظري التجريدي للمفهوم اكثر من ارتباطه بابحاث ميدانية ؛ كما برز بالموازاة مع ذلك اهتمام بمفاهيم جديدة كالديمقراطية و التعددية و حقوق الانسان ... هذه المفاهيم التي اصبحت انذاك موضة ثقافية و سياسية يحاول الكل التغني بها سواء الدولة او الجماعات الرافضة لها ؛ الامر الذي مان يطرح التساؤل عن القيمة التاريخية و العلمية لتلك المفاهيم ولذلك النقاش الاكاديمي في غياب ثقافة سياسية تحدد العلاقة التنازعية بين الدولة و المجتمع .
ولعل ذلك الاهتمام بقضايا المجتمع المدني قاد الى توجيه الخطاب حول ضرورة الديمقراطية ؛ حول مصيرها وحول الفئات الاجتماعية التي من المفروض ان تحتل صدارة الاهتمام في اطار مجتمع عربي كانت فيه الديمقراطية وما زالت تمارس بالوصاية من قبل النخب ؛ كما ان مسالة المجتمع المدني طرحت وبصفة تلقائية علاقة هذا الاخير بالتحولات الاجتماعية و بالتغيير الاجتماعي .
لقد كان الخروج الجماهيري او مايصطلح عليه جدلا بالربيع العربي المحك الاساسي لمدى وجود مجتمع مدني عربي قادر على الوقوف في وجه السلطة الحاكمة.
ان القول بوجود مجتمع مدني يقتضي اولا تحديد طبيعة ونوعية العلاقة بينه وبين السلطة ؛ ليس من منطق التشريع لاقامة مؤسسات صورية تصنف ضمن مواقع المجتمع المدني (احزاب ؛ نقابات ؛ جمعيات ...) ولكن باعطاء مضمون حضاري و عقلاني لهذه المؤسسات ؛ كما ان مشروعية التساؤل عن مجتمع مدني من عدمه يقتضي التساؤل عنا اذا كان المجال الاجتماعي و السياسي يسمح ولو جزئيا بالتخلي عن تلك العلاقات الزبونية و الباتريمونيالية التي تتحكم في سيرورته و تعطيه احدى تمظهراته و تجلياته ؛ و كذا مدى قدرة الاحزاب و الجمعيات نقل فضائها المدني المزعوم الى حيز المجتمع الاهلي .
ان مختلف الثيارات السياسية التي حاولت الالتفاف على ارث الربيع العربي لم تكن في الواقع لتشكل مجتمعا مدنيا مستقلا عن الدولة ؛ هذه الاخيرة الاي كان حضورها قويا و فعالا لدى مختلف التنظيمات الموازية للدولة ؛ ولعل هذا الالحاق القسري للدولة و مراقبتها للمجال الاجتماعي لم يساهم الا في بروز مجتمع كدني صوري تابع للدولة ؛ كما انه قاد الى بروز جماعات اسلامية رافضة لكل ارث الدولة الحديثة من مؤسسات و اجهزة .
صحيح ان تسلط الدولة العربية قاد الى اغتراب فئات واسعة من المجتمع و الى بروز نزعات استئصالية لدى ثيارات سياسية و دينية ؛ ولكن مفهوم المجتمع المدني في الادبيات السياسية لم يقترت بترشيد السلطة و عقلنتها ؛ بل بالوقوف ضد الدولة ؛ و ليس السلطة .
ولعل هذا المنظور الذي يحاول يجعل من المجتمع المدني اطارا للوقوف ضد الدولة ، قاد الى نوع من القصور في فهم و ادراك طبيعة المجتمع المدني ؛ فهذا الاخير لا يحيل بالضرورة الى الثورة ضد الدولة كمؤسسات ؛ بل الوقوف ضد تجاوزات السلطة السياسية و ايجاد قنواة و أليات للحوار من اجل تجاوز منطق السلطة في تدبير الشان العام ؛ وفي غياب مجتمع مدني قوي مستقل عن اجهزة الدولة ؛فان هذه الاخيرة تصبح بالضرورة تسلطية و استبدادية .



#جلال_الفرتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة بنكيران بين منطق الاحتكام الى الوثيقة الدستورية و التس ...
- الطبقة الوسطى بالمغرب و اجهاض المشروع الحداثي
- ازمة السياسي والعودة الى المقدس


المزيد.....




- ترامب عن محادثات وقف إطلاق النار: سنستعيد 10 رهائن من غزة قر ...
- واشنطن تلغي تأشيرات 8 قضاة برازيليين دعماً لبولسونارو
- -الأمير النائم- يغادر الحياة
- العشائر تتقدم في مدينة السويداء في ظل تعثر التهدئة
- بريطانيا تعتقل 55 شخصا خلال مسيرة لحركة -فلسطين أكشن-
- رئيس الوزراء السوداني: عودة المؤسسات التنفيذية إلى الخرطوم خ ...
- السعودية.. وفاة -الأمير النائم- بعد دخوله في غيبوبة دامت 21 ...
- السعودية.. من هو -الأمير النائم- بعد إعلان وفاته إثر تعرضه ل ...
- مباحثات أردنية سورية أمريكية لدعم تنفيذ اتفاق الهدنة في السو ...
- بهدف الوصول إلى السويداء.. استمرار توافد مقاتلي العشائر إلى ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلال الفرتي - المجتمع المدني و مازق الانتقال الديمقراطي