أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود الغيطاني - هلاوس ذهنية














المزيد.....

هلاوس ذهنية


محمود الغيطاني

الحوار المتمدن-العدد: 1304 - 2005 / 9 / 1 - 09:04
المحور: الادب والفن
    


في يوم كانت قد اكفهرت فيه السماء و نعق البوم أدخل إلى بيتي متعبا فيتزلزل كياني مندهشا.كانت زوجتي ترتدي ملابس الرجال بينما قد نبتت لحيتها مشعثة بل و نما لها شاربان كثان. اقف مشدوها غير قادر علي استيعاب الأمر إلا أنها تضحك بصوت ذكوري غليظ لتقول بوقاحة ساخرة:
- ما بالك تقف هكذا كمن فقدت زوجها؟
أحاول الإفاقة من كابوسي إلا أنه كان يزداد سوءا. أراها تنهض لتطوقني بذراعيها كما أفعل معها تماما. تعتصرني في أحضانها لتلثم شفتي بشهوانية ذكرية عجيبة. تقول بهمس:
- ماذا بك حبيبتي؟ أراك شاردة.
يمرق سهم الدهشة في عقلي فلا أدري بما حدث بعد أن أغشي علّي من فرط الدهشة.
***
أفيق من إغفاءتي صباحا غير متذكر ما حدث بالأمس. أنادي عليها باسما باسمها المحبب. حينما يرد علّي الصمت بطنينه القاسي أنهض متكاسلا لأقف تماما كالتمثال غير قادر علي النطق عندما أصل إلى باب الحمّام. كانت تعطيني ظهرها و قد أمسكت بالموس تحلق لحيتها بينما صوت صفيرها يعلو هادئا. تراني في مرآتها فترحب بي مبتسمة:
- أهلا حبيبتي ،متي استيقظت.
تقترب لتقبلني. أبعدها منزعجا فتقول بلا مبالاة:
- أجل، فهمت؛ كريم الحلاقة يضايقك.. أنا آسف.
تنتهي من حلاقتها بينما أراها تفك أزرار سروالها و تبول واقفة كالرجال تماما. تدور الأشياء من حولي ثم يغشي علّي.
***
في إحدى افاقاتي المتكررة أسمع صوتها من بعيد يناجيني:
- حبيبتي، أفيقي، ما بالك هذه الأيام كثيرة الاغماءات؟
أفتح عيني ببطيء آملا رؤيتها في صورتها الأنثوية القديمة. أكاد أبكي لمرآها الرجولي و ذلك الصوت الخشن الذي بات سمة من سماتها. عندما تراني أنظر لها تبتسم براحة لتقبلني فأشعرها تعتصر شفتي. شعور قاس بكوننا رجل يلوط رجلا ينتابني فأبتعد عنها متقززا. أحاول إبعادها باشمئزاز حينما تحاول أن تعيد الكرة فتقول مندهشة:
- ما بالك تشعرين بالقرف؟ حالتك هذه الأيام صارت عجيبة، يبدو أنك حامل.
أنظر إليها بدهشة فتطوقني بذراعيها بينما يدها تداعب صدري و كأنني قد نبت لي ثديان. أشعرها تمرر يدها علي جسدي متحسسة إياه فأزيحها ببطيء. إنها تخلع ملابسها، تتجرد و يا لهول ما رأيت. كان لها عضوا ذكريا ضخما بينما صدرها قد امتلأ بالشعر. أنظر متأملا و قد انتابتني رغبة شديدة في البكاء. أراها ترغب مضاجعتي فيغشي علّي.
***
عند استردادي الوعي كنت قد سلّمت بالأمر و اقتنعت بكوني امرأة و كونها رجلي. أفتح عيني بهدوء لأتمطى في فراشي بدعة ناعمة. أترنم بأغنية لا أذكرها فيتردد صدي صوتي الناعم الجميل. أنهض لأرتدي سوتيانا و قميصا مغريا لأسلب لب زوجي الذي كان زوجتي. أناديه بغنج مثير فلا يرد. أبحث عنه لأراه.. بل لأراها. حقيقة لست أدري؛ فلقد ظللت واقفة في مكاني فترة ليست بالقصيرة و قد تملكتني الدهشة حينما رأيته في زي أنثي تنظر إلىّ و كأنها تنظر إلى معتوه ثم تصرخ مستنكرة:
- نهار اسود، يبدو أنك جننت، أترتدي ملابسي أيها الأحمق؟
أقول بصدق و قد تملكتني الدهشة:
- حبيبي، من الذي تخاطبه؟! إني زوجتك الحامل في الشهر الثالث.
أراها تلطم خديها حتى لكأنها قد أصابها مس من الجنون، بل تكاد أن تشق قميصها فيلتبس علّي الأمر. أصرخ بصوتي الناعم:
- أنا الذي جننت أم أنت؟ أرأيت في حياتك رجلا يرتدي ملابس زوجته مثلما تفعل الآن؟ ماذا أقول للجيران عن زوجي؟ أنظر إلى ما ترتديه أولا..
و منذ ذلك الحين نبت لي ثديان و تلاشي ما بين فخذي و لم أستطع الرجوع إلى رجولتي!!



#محمود_الغيطاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخروج من الكابوس
- حول السينما النظيفة و السينما التي ماتت
- مملكة الجنة.. الانسان يعلو فوق كل شئ


المزيد.....




- شوي تشينغ قوه بسام: الأدب العربي في الصين كسر الصور النمطية ...
- تكريم الأديبة سناء الشّعلان في عجلون، وافتتاحها لمعرض تشكيلي ...
- ميريل ستريب تعود بجزءٍ ثانٍ من فيلم -Devil Wears Prada-
- ستيفن سبيلبرغ الطفل الذي رفض أن ينكسر وصنع أحلام العالم بالس ...
- أشباح الرقابة في سوريا.. شهادات عن مقص أدمى الثقافة وهجّر ال ...
- “ثبت الآن بأعلى جودة” تردد قناة الفجر الجزائرية الناقلة لمسل ...
- الإعلان عن قائمة الـ18 -القائمة الطويلة- لجائزة كتارا للرواي ...
- حارس ذاكرة عمّان منذ عقود..من هو الثمانيني الذي فتح بيوته لل ...
- الرسم في اليوميات.. شوق إلى إنسان ما قبل الكتابة
- التحديات التي تواجه الهويات الثقافية والدينية في المنطقة


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود الغيطاني - هلاوس ذهنية