أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - ماو تسي تونغ - حول الديمقراطية الجديدة (1940)- الجزء الثاني















المزيد.....



حول الديمقراطية الجديدة (1940)- الجزء الثاني


ماو تسي تونغ

الحوار المتمدن-العدد: 1303 - 2005 / 8 / 31 - 11:34
المحور: الارشيف الماركسي
    


اقتصاد الديمقراطية الجديدة

ان الجمهورية التي يجب إقامتها في الصين لا بد أن تكون جمهورية للديمقراطية الجديدة سياسيا واقتصاديا على حد سواء . ستكون المصاريف الكبرى والمشاريع الصناعية والكبرى ملكا للجمهورية " إن كافة المشاريع أكانت صينية أم أجنبية والتي تحمل طابعا احتكاريا أو هي أكبر من أن يديرها الأفراد , مثل المصاريف والسكك الحديدية والخطوط الجوية , يجب ان تشرف عليها الدولة وتديرها , حتى لا يستطيع الرأسمال الخاص أن يسيطر على وسائل معيشة الشعب , هذا هو المبدأ الرئيسي لتحديد الرأسمال " ذلك أيضا تصريح جاد ورد في بيان المؤثر الوطني الأول للكومينتانغ المنعقد في فترة التعاون بين الكومنتانغ والحزب والشيوعي الصيني وهي السياسة الصحيحة للتركيب الاقتصاد الخاص بجمهورية الديمقراطية الجديدة ,.ففي الجمهورية الديمقراطية الجديدة الخاضعة لقيادة البروليتاريا سيكون القطاع العام دا طبيعة اشتراكية , وهو يشكل القوة القائدة في مجموع الاقتصاد القومي بيد ان هذه الجمهورية لا تصادر الاملاك الرأسمالية الخاصة الاخرى , ولا تحظر تطور الإنتاج الرأسمالي الذي " لا يسطر على وسائل معيشة الشعب " وذلك لأن اقتصاد الصين لا يبرح متخلفا جدا .

وستتخذ هذه الجمهورية بعض التدابير اللازمة من أجل مصادرة أراضي ملاك الأراضي وتوزيعها على الفلاحين الذين لا يملكون أرضا أو يملكون قطعا صغيرة , تطبق بذلك شعار الدكتور صون يات صين القائل " الأرض لمن يفلحها " وتلغى العلاقات الإقطاعية في المناطق الريفية , وتحيل ملكية الأرض إلى الفلاحين . أما اقتصاد الفلاحين الأغنياء في المناطق الريفية فوجوده مسموح به . تلك هي سياسة تحقيق المساواة في ملكية الأرض و شعار " الأرض لمن بفلحها " هو الشعار الصحيح الذي يترجم تلك السياسة ’. وفي هذه المرحلة لن نسعى على العموم الى اقامة الزراعة الاشتراكية . بيد ان أنوعا مختلفة من الاقتصاديات التعاونية التي تكون قد تطورت على اساس " الأرض لمن يفلحها " سوف تحتوي على عناصر اشتراكية .

وهكذا فلابد للاقتصاد الصيني ان يتبع طريق "تحديد الرأسمال " و" تحقيق المساواة في ملكية الأرض " ولا يجوز ابدا أن يكون " شيئا تستأثر به الأقلية ", ولا أن نسمح للرأسمالية وملاكي الأراضي القلائل بأن " يسطروا على وسائل معيشة الشعب " ولا أن نبني مجتمعا رأسماليا من النمط الأوربي الأمريكي أو نسمح ببقاء المجتمع شبه الإقطاعي القديم و كل من يجرؤ على معارضة هذا الاتجاه , لن يستطيع التوصل الى هدفه بالتأكيد بل سيرتطم بجدار من الصخر .

تلك هي العلاقات الاقتصادية الداخلية التي يجب على الصين الثورية والمقاومة ضد اليابان أن تقيمها . وسوف تقيمها حتما .

وهذا الاقتصاد هو اقتصاد الديمقراطية الجديدة . وأن السياسة الديمقراطية الجديدة هي التعبير المركز عن اقتصاد الديمقراطية الجديدة هذا .

7- دحض الديكتاتورية البرجوازية

إن مثل هذه الجمهورية ذات سياسة الديمقراطية الجديدة , واقتصاد الديمقراطية الجديدة يؤيدها أبناء الشعب الذين يشكلون أكثرمن 90 بالمائة من مجموع سكان البلاد , فلا يوجد طريق آخر سواها .

فهل نسير في طريق تأسيس مجتمع رأسمالي يخضع لديكتاتورية البرجوازية ؟ حقا ان ذاك هو الطريق القديم الذي سلكته البرجوازية الأوربية و الأمريكية, ولكن أيا من الوضعين الدولي والداخلي لا يسمح بأن تتبع الصين ذلك الطريق .

فإذا أخدنا الوضع الدولي بعين الاعتبار وجدنا أن هذا الطريق مسدود، إذ أن الوضع الراهن من حيث الأساس وضع يسوده الصراع بين الرأسمالية والاشتراكية ’ وضع تسير فيه الرأسمالية في طريق التدهور والاشتراكية في طريق الصعود . فأولا و قبل كل شيء لن تسمح الرأسمالية الدولية أي الإمبريالية بإقامة مجتمع رأسمالي في الصين خاضع لديكتاتورية البرجوازية. إن تاريخ الصين الحديث هو بالضبظ تاريخ عدوان الإمبريالية على الصين ومناهضتها لاستقلال الصين ولتطور الرأسمالية فيها. وما من ثورة وقد قامت في الصين إلا وقد خنقتها الإمبريالية , هكذا استشهد عدد لا يحصى من الأبطال الثوريين وقلوبهم مليئة بالحقد البالغ عليها , والذي يحدث في الصين اليوم هو أن الإمبريالية اليابانية القوية تغزو الصين بغية تحويلها الى مستعمرة لها , ان اليابان هي التي تسعى إلى تطوير رأسماليتها وليست الصين هي التي تطور رأسماليتها. إن البرجوازية اليابانية هي التي تمارس ديكتاتوريتها . صحيح ان الفترة الحالية هي فترة تبدل فيها لإمبريالية مجالاتها اليائسة الأخيرة ’ وهي تعالج سكرات الموت , إذ أن " الإمبريالية هي الرأسمالية المحتضرة "66- ولكن ولهذا السبب بالضبط , تعتمد الإمبريالية وأكثر من أي وقت مضى على المستعمرات وشبه المستعمرات من اجل البقاء . لن تسمح لأي مستعمرة او شبه مستعمرة بان تقيم أي مجتمع رأسمالي خاضع لديكتاتورية البرجوازية . ولما كانت الإمبريالية اليابانية غارقة في مستنقع الازمات الاقتصادية والسياسية الخطيرة أي أنها تعالج سكرات الموت , فمن المحتم عليها ان تغزو الصين وأن تحاول تحويلها الى مستعمرة , وبذلك تسد الطريق على الصين في اقامة دكتاتوريتها البرجوازية وتطوير رأسماليتها الوطنية .

وثانيا لن تسمح الاشتراكية بذلك أيضا, إن الدول الإمبريالية في العالم جميعها أعداؤنا , وإذا كانت الصين تريد الاستقلال فإنها لا تستطيع بتاتا الاستغناء عن مساعدة الدولة الاشتراكية والبروليتارية العالمية ,. وهذا يعني أنها لا تستطيع الاستغناء عن مساعدة الاتحاد السوفيتي ولا عن المساعدة التي تقدمها اليها البرورليتارية في اليابان وبريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا عن طريق نضالاتها ضد الرأسمالية في بلدانها . وعلى الرغم من أنه يمكن القول بأن الثورة الصينية لن يتحقق انتصارها الا بعد انتصار الثورة في اليابان وبريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وايطاليا وألمانيا , أو في بلد أو بلدين منهما ’ ولكن مما لا يتطرق إليه الشك أنها لن تتنصر اذا لم تدعمها قوة البرورليتارية في هذه البلدان . وعلى الأخص فإن المساعدة السوفياتية شرط لا يمكن الاستغناء عليه اطلاقا من أجل انتصار الصين النهائي في حرب المقاومة ,. وإذا رفضنا المساعدة السوفيتية فإن الثورة ستخفق , ألم تعطينا الحملات المعادية للاتحاد السوفياتي بعد عام 1917 درسا مبينا7 ؟ إن العالم اليوم يجتاز عصرا جديدا من الثورات والحروب , عصر يتحتم فيه زوال الرأسمالية وازدهار الاشتراكية . فإذا سعينا في مثل هذه الظروف الى إقامة مجتمع رأسمالي في الصين خاضع لديكتاتورية البرجوازية , بعد الهزيمة الامبريالية والاقطاعية , افلا يكون ذلك مجرد وهم ؟ وعلى الرغم من ان تركيا الكمالية الصغيرة الخاضعة لديكتاتورية البرجوازية9 قد ظهرت بعد الحرب الإمبريالية العالمية الأولى وثورة أكتوبر من جراء ظروف خاصة (نجاح البرجوازية في صد العدوان اليوناني وضعف البروليتارية ) فلن تكون هناك تركيا ثانية على الإطلاق فضلا عن أن تكون هناك تركيا يبلغ سكانها 450مليون نسمة , بعد الحرب الثانية وإكمال البناء الاشتراكي في الاتحاد السوفياتي . وبسبب ظروف الصين الخاصة ( ضعف البرجوازية ومساومتها مع العدو , وقوة البروليتاريا وحزبها الثوري ) فإن الأمور فيها لم تسر قط بتلك البساطة التي سارت بها في تركيا , أفلم تنادي العناصر البرجوازية الصينية بالكمالية بأصوات عالية بعد اخفاق الثورة الكبرى الاولى عام1927 ؟ لكن اين كمال الصيني ؟ وأين الديكتاتورية البرجوازية الصينية والمجتمع الرأسمالي الصيني ؟ فضلا عن ذلك فإن تركيا الكمالية لم يسعها في نهاية الأمر إلا ان ترتمي هي الاخرى الى أحضان الامبريالية الأنجلوفرنسية متحولة يوما بعد يوم الى شبه مستعمرة , والى جزء من العالم الامبريالي الرجعي . وإزاء هدا الوضع الدولي الراهن , فإن جميع "الأبطال " في المستعمرات وشبه المستعمرات إما أنهم يقفوا الى جبهة الإمبريالية ويصبحوا جزءا من القوى المضادة للثورة في العالم وإما ان يقفوا الى الجبهة المناهضة لإمبريالية ويصبحوا جزءا من القوى الثورية في العالم . لابد لهم أن يختاروا بين هذين الطريقين ’ وليست ثمة طريق ثالث .

وإذا ما أخدنا الوضع الداخلي بعين الاعتبار رأينا أنه كان ينبغي للبرجوازية الصينية أن تستخلص الدروس اللازمة ففي عام 1927 , ما كادت الثورة تحرز الانتصار بفضل جهود البروليتاريا والفلاحين والفئات الأخرى من البرجوازية الصغيرة حتى ركلت البرجوازية الصينية , بزعامة البرجوازية الكبرى , هذه الجماهير الشعبية جانبا , واستأثرت بثمار الثورة وشكلت حلفا مضادا للثورة مع الإمبريالية والقوى الإقطاعية وبدلت أقصى طاقاتها في الحرب " إبادة الحزب الشيوعي " التي استمرت عشر سنوات . لكن ماهي النتيجة التي أسفرت الحرب عنها ؟ واليوم , وقد تغلغل عدو قوي في أعماق أراضينا وانقضت سنتان على حرب المقاومة ضد اليابان , افتقادهم الرغبة في أن نقلوا حرفيا تلك الأنظمة البالية البرجوازية الأوربية الأمريكية , التي قد فات أوانها ؟ لقد قاموا ب " حملة إبادة الحزب الشيوعي التي استمرت عشر سنوات " ولكن لم تؤد " الإبادة " إلى ظهور أي مجتمع رأسمالي خاضع للديكتاتورية البرجوازية , فهل يفكرون في القيام بجولة أخرى ؟ صحيح أن " " حملة إبادة الحزب الشيوعي التي استمرت عشر سنوات" قد أدت إلى " ديكتاتورية الحزب الوحيد " بيد أنها في الحقيقة ديكتاتورية شبه مستعمرة وشبه إقطاعية . و بالإضافة إلى ذلك فبعد أربع سنوات من"حملة إبادة الحزب الشيوعي" ( من 1927حتى 18 سبتمبر 1931 ) أدت هذه الإبادة إلى ظهور "مانتشوقوه" وبعد 6 سنوات أخرى من الحملة أي في عام 1937 دخل الإمبرياليون اليابانيون الى أراضي الصين الواقعة جنوب السور العظيم . وإذا كان هناك أناس يفكرون اليوم في إعادة "الإبادة " لمدة عشر سنوات أخرى فسوف يكون ذلك نمطا جديدا من إبادة الحزب الشيوعي يختلف عن النمط القديم كثيرا أو قليلا . ولكن ألم يبادر امرؤ ليتحمل بكل شجاعة ومسؤولية هذه القضية الجديدة من" إبادة الحزب الشيوعي" ؟ أجل إنه وان جينغ وى الذي اصبح معاديا شهيرا للحزب الشيوعي من طراز جديد . ومن يرغب في الانضمام الى عصابته فهو حلا في ذلك . لكن أفلا يثير ذلك فيهم مزيدا من الارتباك عند التشدق بتلك الأشياء المسماة بالديكتاتورية البرجوازية والمجتمع الرأسمالي والكمالية والدولة الحديثة وديكتاتورية الحزب الواحد والمذهب الواحد . وهكذا دواليك ؟ اما لماذا أراد بدلا من الانضمام الى عصابة وانغ جينغ وى , أن يلتحق بالمعسكر المقاوم لليابان , وهو ينوي أن يركل بعد انتصار حرب مقاومة اليابان الشعب المقاوم لليابان جانبا ويستأثر بثمار النصر على اليابان ويقيم " ديكتاتورية دائمة للحزب الواحد " أفليس ذلك أشبه بأحلام اليقظة ؟ " قاوموا اليابان " " قاوموا اليابان " لكن من يقوم بالمقاومة ؟ إنكم لا تستطيعون أن تتحركوا خطوة واحدة بدون العمال والفلاحين و الفئات الأخرى من البرجوازية الصغيرة . وأن كل من يجرؤ على محاولة ركلهم جانبا سوف يتحطم هو نفسه . ألم يصبح هذا أيضا أمرا بديهيا ؟ بيد أن المتعنتين من البرجوازية الصينية ( أقصد المتعنتين وحدهم ) لم يستخلصوا درسا فيما يبدوا خلال السنوات العشرين الأخيرة. أفلا تسمعوهم لا يزالون يصيحون :" قيدوا نشاط الحزب الشيوعي " " أذيبوا الحزب الشيوعي " " عارضوا الحزب الشيوعي " ؟ افلم تروا أنهم طرحوا التدابير الخاصة بتقييد نشاطات الأحزاب الغريبة " ثم " التدابير لمعالجة مشكلة الأحزاب الغريبة " " ثم "المشروع الخاص بمعالجة مشكلة الأحزاب الغريبة " ؟ يا للعجب إلى أي مصير سيسوقون أمتنا وأنفسهم بكل هذا التقييد " وهذه " المعالجة " إننا ننصح هؤلاء السادة بكل اخلاص وصدق : عليكم أن تفتحوا اعينكم وتنظروا جيدا إلى الصين والى العالم والى ما يجري في داخل البلاد وخارجها والى الوضع الحالي حتى لا تكرروا اخطاءكم . وإذا تماديتم في اخطائكم فمع أن مستقبل امتنا سيتعرض للكوارث لكنني على تقة من أن اموركم لن تسير كما تشتهون . إنه لحتمي ومؤكد ومحقق انه إذا لم يعد المتعنتون من البرجوازية الصينية الى رشدهم فإن مستقبلهم سيكون مظلما , إذ سيسوقون أنفسهم إلى الدمار ، لذا فإننا نأمل في الحفاظ على الجبهة المتحدة الصينية ضد اليابان حتى تنتهي قضية مقاومة اليابان بالنصر عن طريق التعاون بين الجميع بدلا من ان تحتكرها عصبة واحدة , تلك هي السياسة الصالحة الوحيدة وكل ما عداها سياسة طالحة ،. هذه هي النصيحة الصادقة التي نقدمها نحن الشيوعيين فلا تلومونا بأننا لم نحدركم مقدما .

((إذا كان ثمة طعام , فليتقاسمه الجميع )) إن هذا القول الصيني المأثور في منتهى الصواب . فمادام يشارك الجميع في قتال العدو , يحق لهم ان يشاركوا في الطعام , وفي العمل , وفي التعليم . .

أما الأساليب التالية " كل شيء يؤول الي وحدي " و " لا أحد يجرؤ على الاساءة الي " , فهي اساليب عتيقة كان يتخذها السادة الاقطاعيون , ومن المؤكد أنها لا تصلح في الاربعينيات من القرن العشرين .

نحن الشيوعيين لن نبعد أيا من الثوريين , بل سنحافظ على الجبهة المتحدة ’ ونطبق التعاون الطويل الأمد مع جميع الذين يرغبون في مقاومة اليابان حتى النهاية من الطبقات والفئات والأحزاب والجماعات السياسية و الأفراد . ولكن إذا حاول بعض الناس ابعاد الحزب الشيوعي او تمزيق الجبهة المتحدة فلن نسمح بذلك ابدا . لا بد للصين من أن تواصل مقاومة اليابان , وتثابر على الوحدة والتقدم , واننا لن نتسامح مع أولئك الذين يحاولون الاستسلام وخلق الانقسام والتقهقر .

8-دحض ثرثرة (( اليساريين )) الفارغة
إذا لم يكن من الممكن سلوك الطريق الرأسمالي طريق الديكتاتورية البرجوازية , فهل يكون بالإمكان سلوك الطريق الاشتراكي طريق الديكتاتورية البروليتارية ؟ كلا هذه مستحيل ايضا .

فمما لا يتطرق اليه الشك أن الثورة الحالية هي الخطوة الأولى , وهي ستتطور في ما بعد الى الخطوة الثانية, أي الى الاشتراكية . ولن تبلغ الصين عصر السعادة الحقيقية إلا حين تدخل عصر الاشتراكية. ولكن لم يحن الوقت بعد لتطبيق الاشتراكية . فالمهمة الحالية للثورة الصينية هي محاربة الإمبريالية والإقطاعية, ولا مجال للكلام عن الاشتراكية قبل انجاز هذه المهمة . والثورة الصينية لا بد أن تمر بخطوتين , الخطوة الاولى هي الديمقراطية الجديدة والخطوة الثانية هي الاشتراكية . والأكثر من ذلك أن الخطوة الاولى ستتطلب وقتا طويلا جدا , ولا يمكن انجازها بين ليلة وضحاها. نحن لسنا طوباويين فلا يجوز لنا أن نغض النظر عن الظروف الواقعية الحالية .

إن بعض المحرضين المغرضين يخلطون عن عمد بين هاتين المرحلتين الثوريتين المختلفتين , وينادون بما يسمى " نظرية الثورة الواحدة " للبرهان على أن مبادئ الشعب الثلاث تنطبق على أي ثورة كانت , على أن الشيوعية تفقد بنتيجة ذلك مبرر وجودها , وهم يستخدمون هذه " النظرية " ليعارضوا بشدة الشيوعية والحزب الشيوعي , والجيش الثامن والجيش الرابع الجديد , ومنطقة حدود شنشي- قانسو –نينغشيا. إن غرضهم من ذلك استئصال كل ثورة . ومعارضة المضي بالثورة الديمقراطية البرجوازية وبالمقاومة ضد اليابان حتى النهاية وتهيئة الرأي العام لاستسلامهم للغزاة اليابانيين . هذه الحالة خلقها الإمبرياليون اليابانيون بصورة مخططة , إذ أدركوا مند احتلالهم انهم لا يستطيعون إخضاع الصين بالقوة العسكرية وحدها , وبالتالي بدؤوا يلجئون إلى المهاجمة السياسية والإغراء الاقتصادي , إن الهجمات السياسية تقوم بإغراء وتضليل العناصر المتذبذبة في المعسكر المقاوم لليابان ،. وتمزيق الجبهة المتحدة , ونسف التعاون بين الكومنتانغ والحزب الشيوعي . أما الأغراء الاقتصادي فهو يبدوا فيما يسمى ب" الإدارة المشتركة للمؤسسات الاقتصادية " فيسمح الغزاة اليابانيون للرأسماليين الصينيين في الصين الوسطى والجنوبية بمساهمة قدرها 51 بالمائة من رساميل مثل هذه المؤسسات حيث يكون نصيب الرأسمال الياباني 49 بالمائة

كما أنهم يسمحون للرأسماليين الصينيين في الصين الشمالية بمساهمة قدها 49 بالمائة حيث يكون نصيب الرأسمال الياباني 51 بالمائة ,وفضلا عن ذلك وعد الغزاة اليابانيون برد الممتلكات التي يملكها الرأسماليون الصينيون عن طريق توظيفها في المؤسسات كأسهم يشتركون بها . فكان بعض الرأسماليين العديمي الضمائر الذين أغرتهم الإرباح ينسون كل المبادئ الأخلاقية متلهفين الى الدخول في التجربة . لقد استسلمت منهم فئة يمثلها وانغ جينغ وى . كما أن فئة أخرى متخفية في المعسكر المقاوم لليابان تنوي أن تحدو حدو الفئة الأولي . لكن هؤلاء كلصوص يساورهم الخوف . يخافون ان يعترض الشيوعيون طريقهم , كما يخافون اكثر أن يتهمهم عامة الناس بالخيانة . لذلك فإنهم احتشدوا في اجتماع وقرروا فيه أن يهيئوا الرأي العام في الأوساط الثقافية والصحافية قبل تنفيذ رغبتهم . وحالما تقررت خطتهم هذه سارعوا الى استئجار بعض " تجار الروحانيات " 9 بالإضافة إلى بعض التروتسكيين10 ، فحرك هؤلاء أقلامهم يثيرون الجلبة والضوضاء ويسددون ضارباتهم الطائشة . ومن هنا ظهرت بضائعهم : " نظرية الثورة الواحدة " و شيوعية غير صالحة لأوضاع الصين الخاصة, ولا مبرر لبقاء الحزب الشيوعي في الصين والجيش الثامن والجيش الرابع الجديد يخربان حرب المقاومة ضد اليابان و يقومان تحت ستار حرب العصابات بالتنقلات فقط ذون الدخول في معارك , ومنطقة حدود تشنشي – قانسو – نينغشيا هي منطقة الإقطاع والحزب الشيوعي عاص وانفصالي ومتآمر ومثير للاضطرابات . إن هذه الأقاويل تستهدف خداع أولئك الذين لا يعرفون حقيقة الأحداث الجارية في العالم الذي يحيط بهم , لكن يستطيع الرأسماليون – حالما سنحت لهم الفرصة - أن يتقدموا بالمبررات للحصول على نسبة 49أو 51 بالمائة وبيع جميع مصالح الأمة للعدو . وحيلتهم هذه تسمى بحيلة " تبديل عرضة السقف بخشبة نخرة " وهي التحضير الفكري أو تهيئة الرأي العام الذي يسبق استسلامهم , إن هؤلاء السادة الذين ينادون, وعلى سيمائهم مظاهر الجدية , ب " نظرية الثورة الواحدة " ويناهضون الشيوعية والحزب الشيوعي لا يسعون في الحقيقة إلا وراء الحصول على نسبة 49او 51 بالمائة . ولشد ما عصروا أذهانهم أن " نظرية الثورة الواحدة " هي على وجه التحديد نظرية عدم قيام الثورة, وهذا ما يشكل جوهر المشكل. بيد أن ثمة أناسا آخرين لا يحملون نوايا سيئة في ما يبدو , ولكن قد ضللتهم " نظرية الثورة الواحدة " والفكرة الذاتية المحضة القائلة " بتحقيق الثورة بضربة واحدة في المجال السياسي والاجتماعي " وهم لا يفهمون أن الثورة تنقسم في سيرها إلى مراحل , و انه لا يمكننا أن نصل الى المرحلة التالية من الثورة إلا بعد إنجاز المرحلة الأولى , فلا يوجد ما يسمى " تحقيق ثورتين بضربة واحدة " ووجهة نظر هذه لشديدة الضرر أيضا , لأنها تخلط الخطوات الواجب اتخاذها في الثورة وتضعف الجهد الموجه نحو تحقيق المهمة الراهنة .

إنه لصحيح ومتفق مع النظرية الماركسية حول تطور الثورة أن نقول عن المرحلتين الثوريتين: أن أولهما توفر الشروط للثانية, أنه لابد أن تكونا متتابعتين دون السماح أن تتخللهما مرحلة ديكتاتورية البرجوازية . أما الادعاء بأن الثورة الديمقراطية ليست لها مهمتها المحددة ولا مرحلتها الخاصة , أنه من الممكن في الوقت الذي تتحقق فيه الثورة الديمقراطية , تحقيق مهمة أخرى لا يمكن القيام بها إلا في فترة أخرى مثل مهمة الثورة الاشتراكية , فذلك يترجم فكرة " تحقيق ثورتين بضربة واحدة " وهي لفكرة طوباوية يرفضها الثوريون الحقيقيون .

9-.دحض المتعنتين

ويتقدم المتعنتون البرجوازيون بدورهم ويقولون : حسنا , لقد أجلتم أيها الشيوعيون ذلك النظام الاشتراكي إلى المرحلة التالية أعلنتم ما يلي " لقد كانت مبادئ الشعب الثلاث هي ما تحتاجه الصين في الوقت الحاضر , فإن حزبنا مستعد للنضال من اجل تحقيقها تحقيقا كاملا " اذن فطوروا شيوعيتكم مؤقتا . إن مثل هذه الأقوال تحت عنوان " المذهب الواحد " قد أصبحت صيحة جنونية , وهي في جوهرها ليست سوى صيحة المتعنتين من أجل ممارسة تسلطهم البرجوازي مهما يكن من أمر يمكننا بدافع اللياقة أن نعتبرها ترجمة عن افتقارهم إلى ابسط المعارف .

إن الشيوعية هي نظام كامل للأيديولوجية البروليتارية وهي في نفس الوقت نظام اجتماعي جديد . هذا النظام الأيديولوجي والاجتماعي يختلف عن أي نظام إيديولوجي اجتماعي آخر , وهو أكثر النظم كمالا وتقدمية وثورية ومنطقية في التاريخ الإنساني فالنظام الإيديولوجي والاجتماعي الإقطاعي قد دخل في متحف التاريخ , كم أن النظام الأيديولوجي والاجتماعي الرأسمالي دخل هو كذلك في المتحف في جزء من العالم , (في الاتحاد السوفياتي ) أما في بقية أجزاء العالم فقد أصبح هذا النظام ك " شمس على وشك الغروب أو شخص مشرف على الموت قد يقضي نحبه بين لحظة وأخرى " فلن يطول به الوقت حتى يصبح في المتحف أما النظام الأيديولوجي والاجتماعي الشيوعي فهو وحده ينبض بالشباب الناضر والحيوية الدافقة , وينتشر في العالم بسرعة التيار الجارف وقوة الصاعقة , لقد فتحت الشيوعية العلمية مند دخولها الصين آفاقا جديدة أمام الشعب وبدلت في نفس الوقت وجه الثورة الصينية . وبدون إرشاد المذهب الشيوعي لن تنجح الثورة الديمقراطية الصينية قطعا , ناهيك عن مرحلة الثورة اللاحقة , وهذا هو السبب في ان المتعنتين البرجوازيين يصيحون تلك الصيحة العالية مطالبين ب " طي" الشيوعية . الواقع أن " طيها " غير جائز, لأنها إذا طويت فعلا فستقع الصين مستعبدة على الفور . إن العالم جميعه اليوم يعتمد على الشيوعية كالمنقذة ’ وكذلك الأمر إلى الصين اليوم ويعرف الجميع أن الحزب الشيوعي قد وضع , فيما يتعلق بالنظام الاجتماعي منهاجا للحاضر ومنهاجا للمستقبل , أي منهاجا أذني ومنهاجا أقصى , الديمقراطية الجديدة في الفترة الحالية والاشتراكية في المستقبل , هذان جزءان من الكل العضوي يسترشدان بالنظام الايديولوجي الشيوعي العام , و أن منهاج الحزب الشيوعي الأدنى يتماثل بصورة أساسية مع القواعد السياسية لمبادئ الشعب الثلاثة , . لمجرد هذا التماثل راحوا يصيحون بجنون ب" "طي" الشيوعية, أ فليس ذلك في منتهى السخافة ؟ وهذا التماثل وحده يوفر لنا نحن الشيوعيون إمكانية الاعتراف ب " مبادئ الشعب الثلاثة كقاعدة سياسية للجبهة المتحدة ضد اليابان " و امكانية الإعلان بأنه " لما كانت مبادئ الشعب الثلاثة هي ما تحتاجه الصين في الوقت الحاضر , فإن حزبنا مستعد للنضال من أجل تحقيقها كاملا " ولولا هذا التماثل لما أمكن ذلك الاعتراف والإعلان . ومن هنا قامت جبهة متحدة بين الشيوعية ومبادئ الشعب الثلاثة في مرحلة الثورة الديمقراطية ,و هذه الجبهة المتحدة هي بالضبط ما كان يعنيه الدكتور صون يات صن بقوله " إن الشيوعية هي الصديق الحميم لمبادئ الشعب الثلاثة " إن نكران الشيوعية يعني في الحقيقة نكران الجبهة المتحدة . لقد لفق المتعنتون تلك الحجج السخيفة لنكران الشيوعية وذلك بالضبط لأنهم يريدون أن يطبقوا – بإنكار الجبهة المتحدة – مذهب الحزب الواحد الذي ينادون به .

إن نظرية " المذهب الواحد" نظرية سخيفة أيضا. وطالما وجدت الطبقات فلا بد أن يكون لكل منها مذهب , بل قد يكون لكل جماعة من جماعات الطبقة الواحدة مذهبها . ومادام اليوم للطبقة الاقطاعية مذهب اقطاعي , وللبرجوازية مذهب رأسمالي , للبوديين مذهب بوذي , وللمسيحيين مذهب مسيحي , وللفلاحين مذهب تعدد الآلهة , ومادام بعض الناس قد نادو , في هده السنوات الأخيرة , بالكمالية , والفاشية , والحياتية13 ,و " مذهب لكل حسب عمله14 " وما شابه ذلك . فلماذا لا يمكن إذن أن يكون للبروليتاريا شيوعيتها ؟ وما دام ثمة مذاهب لا تحصى فلماذا ترتفع صيحة " اطووا " الشيوعية عند التعرض لها ؟ نقول بكل صراحة , اننا لن " نطوي " الشيوعية فمن الاحرى أن ننظم مسابقة بيننا وبينكم . فإذا هزمتم الشيوعية فسنعترف نحن الشيوعيين بسوء حظنا . أما إذا لم تهزموها " فلتطووا " انتم في اسرع وقت ممكن ذلك السلوك الصادر عن " المذهب الواحد " والمخالف لمبدأ الديمقراطية .

ولنتفادى سوء الفهم وفقع أعين أولئك المتعنتين , فمن الضروري ان نبين وبكل وضوح أوجه الخلاف والتماثل بين مبادئ الشعب الثلاثة و الشيوعية .

فنحن نقارن بين مبادئ الشعب الثلاثة والشيوعية نجد انها تتماثلان في بعض الامور وتختلفان في بضعها الآخر .

أولا , يتجلى التماثل في المنهاج السياسي الأساسي لكل المذهبين خلال مرحلة الثورة الديمقراطية البرجوازية في الصين . عن القواعد السياسية الثلاث, مبادئ الوطنية والديمقراطية ورفاهية الشعب الثورية الواردة في مبادئ الشعب الثلاثة التي أعاد الدكتور صون يات صن تفسيرها سنة 1924 , متماثلة بصورة أساسية مع المنهاج السياسي الشيوعي لمرحلة الثورة الديمقراطية في الصين . وبفضل هذا التماثل ووضع مبادئ الشعب الثلاثة موضع التنفيد قامت الجبهة المتحدة بين المذهبين وبين الحزبين . ومن الخطا تجاهل هذا الوجه من المسألة .

ثانيا - اما أوجه الخلاف بينهما فهي 1- ثم فرق في بعض أقسام المنهاج الخاص بمرحلة الثورة الديمقراطية . فالمنهاج الشيوعي الخاص بالمجرى الكامل للثورة الديمقراطية يتضمن حصول الجماهير الشعبية على السلطات الكاملة , وتحديد يوم عمل بثماني ساعات , وتطبيق برنامج الثورة الزراعية الكامل , اما مبادئ الشعب الثلاثة فلم تتضمن هذه النقاط .و إذا لم تكمل مبادئ الشعب الثلاثة بهذه النقاط اذا لم تكن هناك نية لتنفيد هذه النقاط فإن هذه المبادئ لن تكون متماثلة مع المنهاج السياسي الشيوعي للثورة الديمقراطية الا بصورة اساسية ولا يمكن ان نصفهما بالتماثل التام .2- الفرق الآخر يتجلى في وجود مرحلة الثورة الاشتراكية وعدم وجودها . إن الشيوعية تتضمن مرحلة الثورة الديمقراطية بل تتضمن فوق ذلك مرحلة الثورة الاشتراكية , وبالتالي فهي تملك الى جانب المنهاج الادنى منهاجا أقصى أي المنهاج الخاص بتحقيق نظام الاشتراكية والشيوعية . أما مبادئ الشعب الثلاثة فهي تتضمن مرحلة الثورة الديمقراطية وحدها من دون مرحلة الثورة الاشتراكية , فتملك منهاجا اذنى من ذون منهاج اقصى أعني أنها لا تملك منهاجا من أجل اقامة نظام الاشتراكية الشيوعية .3- الخلاف في النظرة الى العالم . فنظرة الشيوعية الى العالم هي المادية الدياليكتيكية والمادية التاريخية .بينما نظرة مبادئ الشعب الثلاثة الى العالم هي النظرة المزعومة التي تفسر التاريخ برفاهية الشعب , وهي في جوهرها النظرة الثنائية أو المثالية أن هاتين النظرتين الى العالم متعارضتين .4- الفرق بين التمتع بروح المثابرة على الثورة وفقدانها . فإنه تتوفر لدى الشيوعيين الوحدة بين النظرية والنشاط العملي , أي أن الشيوعيين يتحلون بروح المثابرة على الثورة . أما بالنسبة الى أتباع المبادئ الشعب الثلاثة , باستثناء اولئك المخلصين للثورة والحقيقة , فإن الوحدة بين النظرية والنشاط العملي ليست موجودة لديهم , أفعالهم تناقض أقوالهم , أي أنهم لا يتحلون بروح المبادرة على الثورة تلك هي اوجه الخلاف بين المذهبين . وبسبب اوجه الخلاف هذه , يختلف الشيوعيون عن اتباع مبادئ الشعب الثلاثة . ومما لا يتطرق إليه الشك أنه من الخطأ كل الخطأ تجاهل هذا الاختلاف ورؤية الوحدة وحدها من التناقض.

واذا فهم المرء هذه الأشياء يسهل عليه ان يدرك ما يقصده المتعنتون البرجوازيون حين يطالبون ب " طي" الشيوعية . وهذه المطالبة, إن لم يكن المقصود منها هو التسلط البرجوازي, فهي تعبر عن افتقار المتعنتين إلى أبسط المعارف.

10- مبادئ الشعب الثلاثة القديمة والجديدة

ليس عند المتعنتين البرجوازيين أي فهم على الإطلاق للتغيير التاريخي, إن معرفتهم الضئيلة تكاد أن تكون في حكم العدم . فهم لا يعرفون أوجه الخلاف بين الشيوعية و مبادئ الشعب الثلاثة, ولا أوجه الخلاف بين مبادئ الشعب الثلاثة الجديدة والقديمة.

نحن الشيوعيين نعترف ب " مبادئ الشعب الثلاثة كقاعدة أساسية للجبهة الوطنية المتحدة ضد اليابان " ونعلن بأنه " لما كانت مبادئ الشعب الثلاثة هي ما تحتاجه الصين في الوقت الحاضر فإن حزبنا مستعد للنضال من أجل تحقيقها تحقيقا كاملا " ونعترف بالتماثل الأساسي بين المنهاج الشيوعي الأدنى والأصول السياسية لمبادئ الشعب الثلاثة .و لكن أي نوع من مبادئ الشعب الثلاثة هذه ؟ إنها ليست سوى مبادئ الشعب الثلاثة التي اعاد الدكتور صون يات صن تفسيرها في " بيان المؤثر الوطني الأول للكومنتانغ الصيني " وإني أرجو من السادة المتعنتين أن يتصفحوا هذا البيان أثناء مباشرتهم أعمال " تقييد نشاط الحزب الشيوعي " و " ادابة الحزب الشيوعي " و " معارضة الحزب الشيوعي " . لقد قال الدكتور صون يات صن في هذا البيان :" هذا هو التفسير الحقيقي لمبادئ الشعب الثلاثة التي يدعو إليها الكومنتانغ " وهذا يبين لنا أن مبادئ الشعب الثلاثة هذه هي وحدها الحقيقية , وكل ما عداها فهو مزيف . إن التفسير الوارد في " بيان المؤتمر الوطني الأول للكومنتانغ "هو وحده " التفسير الحقيقي " لمبادئ الشعب الثلاثة , وكل التفسيرات الأخرى مزيفة . يا ترى هل هذا أيضا أكذوبة لفقها الحزب الشيوعي. لقد شهدت أنا شخصيا مع كثير من أعضاء الكومنتانغ اجازة المؤثر لهذا البيان .

لقد جاء هذا البيان فاصلا بين فترتين تاريخيتين لمبادئ الشعب الثلاثة. فقبل إجازة هذا البيان كانت هذه المبادئ هي مبادئ الشعب الثلاثة من نمط قديم, وهي المبادئ الثلاثة للثورة الديمقراطية البرجوازية القديمة في بلد شبه مستعمر, مبادئ الشعب الثلاثة الديمقراطية القديمة, وبالتالي فهي مبادئ الشعب الثلاثة القديمة.

أما بعد إجازة البيان فقد أصبحت مبادئ الشعب الثلاثة هذه هي مبادئ الشعب الثلاثة من نمط جديد , أصبحت مبادئ الشعب الثلاثة للثورة الديمقراطية البرجوازية الجديدة في بلد شبه مستعمر ، مبادئ الشعب الثلاثة للثورة الديمقراطية الجديدة وبالتالي فهي مبادئ الشعب الثلاثة الجديدة . أن هذه المبادئ وحدها هي مبادئ الشعب الثلاثة الثورية للفترة الجديدة .

إن مبادئ الشعب الثلاثة الثورية للفترة الجديدة. مبادئ الشعب الثلاثة الجديدة أو الحقيقية هي مبادئ الشعب الثلاثة التي تتضمن السياسات الكبرى الثلاث سياسات التحالف مع روسيا والتعاون مع الحزب الشيوعي وتقديم المساعدة للعمال والفلاحين . وسوف تكون مبادئ الشعب الثلاثة مزيفة أو ناقصة في الفترة الجديدة إذا ما خلت من هذه السياسات الكبرى الثلاث أو من أية واحدة منها .

أولا يجب على مبادئ الشعب الثلاثة الجديدة أن تتضمن التحالف مع روسيا. إن الأوضاع القائمة في الوقت الحاضر تبين لنا بكل وضوح انه إذا لم تكن هناك سياسة للتحالف مع روسيا, ولا التحالف مع بلد اشتراكي, فلابد من انتهاج سياسة التحالف مع الإمبريالية, ومن التحالف مع القوى الإمبريالية أفليس ذلك ما حدث على وجه الدقة بعد عام 1927؟ وحين يحتد النضال بين الاتحاد السوفيتي الاشتراكي والدول الإمبريالية , لن تجد الصين بدا من أن تنحاز الى هذا الجانب او ذلك , وهذا اتجاه حتمي .

فهل من الممكن أن تتجنب هذا الانحياز ؟ كلا ذلك وهم خالص . إذ أن كل قطر في العالم بأسره سينجرف إما إلى هذا الجانب أو إلى ذاك , ولن يكون " الحياد " في العالم مند الآن فصاعدا إلا كلمة خداعة . وينطبق هذا بصورة خاصة على الصين التي لن تجد أملا في انتزاع النصر النهائي بدون مساعدة الاتحاد السوفيتي . وهي تناضل دولة إمبريالية تغلغلت في أراضيها. إذا لجأت إلى التحالف مع الإمبريالية بدلا من التحالف مع روسيا , فلا بد إذن من حذف كلمة " الثورية " من مبادئ الشعب الثلاثة التي ستؤول لذلك الى مبادئ الشعب الرجعية . في التحليل النهائي فإنه لا توجد مبادئ الشعب الثلاثة " الحيادية " وإنما توجد مبادئ الشعب الثلاثة الثورية أو المعادية للثورة . إذا حاول المرء شن "نضال ضد الهجمات من الطرفين " كما قال وانغ جينغ وى في الماضي , وحاول إيجاد نوع من مبادئ الشعب الثلاثة يخدم هذا " النضال " أفلا يكون هذا العمل بطوليا ؟ . ولكن مع الأسف إن وانغ جينغ وى الذي ابتكر مبادئ الشعب الثلاثة من ذلك النوع قد تخلى عنها هو نفسه (أو " طواها " ) , وتبنى مبادئ الشعب الثلاثة التي تتضمن التحالف مع الإمبريالية . وإذا كان بعضهم يقول : إن الإمبريالية نوعان إمبريالية شرقية وإمبريالية غربية , أن وانغ جينغ وى متحالف مع الشرقية , وأنا خلافا له , متحالف مع الإمبرياليين الغربيين للهجوم على الشرق , أ فلا يكون هذا التصرف ثوريا أيضا ؟ ولكن الإمبرياليين الغربيين عازمون بأي حال من الأحوال على مناهضة الاتحاد السوفيتي والشيوعية , وإذا ما تحالفت معهم فسوف يطلبون منك أن تهاجم الشمال , وعندئد يستحيل عليك القيام بالثورة . وأن هذه الظروف جميعا تحتم على مبادئ الشعب الثورية , الجديدة أو الحقيقية , أن تتضمن التحالف مع روسيا ’ ولا يمكن على الإطلاق أن تتضمن التحالف مع الإمبريالية ضد روسيا.

ثانيا يجب على مبادئ الشعب الثلاثة الثورية, مبادئ الشعب الثلاثة الجديدة أو الحقيقية, أن تتضمن التعاون مع الحزب الشيوعي. فإذا أنت لم تتعاون مع الحزب الشيوعي فستعارضه لا محالة. ومعارضة الحزب الشيوعي هي سياسة الإمبرياليين اليابانيين و وانغ جينغ وى , وإذا كنت راغبا كذلك في معارضة الحزب الشيوعي, فذلك حسن جد . سوف يدعونك للانضمام الى شركتهم المناهضة للحزب الشيوعي. ولكن ألا يثير ذلك شيئا من الشبهة بأنك خائن ؟ و ما يضحك أيضا إن تقول : " إنني لا أتبع اليابان بل أنا بلد آخر ." لا يهمنا أي بلد تتبعه , فإذا عارضت الحزب الشيوعي فأنت خائن لأنك لم تعد تقاوم اليابان . وإذا قلت :" سوف أعارض الحزب الشيوعي بمفردي " فإن ذلك مجرد هراء . كيف يستطيع " الأبطال " في المستعمرة والشبه المستعمرة أن ينجزوا عملا مضادا للثورة على هذا القدر من الضخامة بدون الاعتماد على قوة الإمبريالية ؟ إن هذا الحزب الشيوعي لم يقضيه بالرغم من أنه قد تحركت جميع القوى الإمبريالية في العالم تقريبا لتناهضه طوال عشر سنوات , فكيف أصبح من الممكن فجأة في الوقت الحاضر أن تقضي عليه ((بمفرك) ؟ وسمعت أن بعض الناس خارج منطقة الحدود يقولون : ان معارضة الحزب الشيوعي أمر حسن , ولكن لن يكتب لها النجاح اطلاقا ." إذا لم تكن هذه الملاحظة مشاعة , فإن نصفها خاطئ , فأين وجه ((الحسن)) في (معارضة الحزب الشيوعي) ؟أما النصف الآخر فهو صحيح , إلا أنه من المؤكد أن (معارضة الحزب الشيوعي )) ((لن يكتب لها النجاح )) وأن السبب في ذلك لا يرجع الى الحزب الشيوعي بالذات إنما يرجع الى عامة الناس الذين لا يحبون ((معارضته)) ولن يتسامح عامة الناس معك بل سيكسرون دماغك إذا عرضت الحزب الشيوعي في الوقت الذي يتغلغل فيه عدو الامة في اعماق أراضينا . وتلك حقيقة مؤكدة تماما , فكل من يرد معارضة الحزب الشيوعي يجب أن يتهيأ لأن يمزق شر تمزيق . وإذا كنت لا ترغب في هذا المصير, فمن الأحسن أن تقلع عن المعارضة. تلك هي نصيحتنا الصادقة لكل جميع أولئك ((الأبطال )) المعارضين للحزب الشيوعي. وهكذا فإنه واضح كل الوضوح أن مبادئ الشعب الثلاثة في يومنا يجب أن تتضمن التعاون مع الحزب الشيوعي, و إلا كان مصيرها الزوال. تلك مسألة حياة أو موت بالنسبة الى مبادئ الشعب الثلاثة وهي ستبقى إذا تمنت التعاون مع الحزب الشيوعي, وستزول إذا تضمنت معارضته . فهل يستطيع أحد أن يتبث نقيض ذلك ؟

ثالثا - يجب على مبادئ الشعب الثلاثة الثورية مبادئ الشعب الثلاثة الجديدة أو الحقيقية , أن تتضمن سياسة تقديم المساعدة الى الفلاحين و العمال . والذين يرفضون هذه السياسة , ويقدمون المساعدة المخلصة الى الفلاحين والعمال ويعرضون عن استنهاض " الجماهير الشعبية " الوارد في (( وصية الدكتور صون يات صن )) هم في الحقيقة يمهدون السبيل لإخفاق الثورة , وآفاقهم بالذات . لقد قال ستالين :(أن المسألة القومية هي في جوهرها مسألة الفلاحين )) وهذا يعني أن الثورة الصينية هي جوهريا ثورة الفلاحين أن المقاومة الحالية ضد اليابان هي جوهريا مقاومة الفلاحين ضد اليابان إن السياسة الديمقراطية الجديدة تعني جوهريا منح السلطات للفلاحين إن مبادئ الشعب الثلاثة الجديدة والحقيقية هي جوهريا مبادئ ثورة الفلاحين . كما أن الثقافة الجماهيرية تعني جوهريا رفع مستوى الفلاحين الثقافي . و أن حرب المقاومة ضد اليابان هي جوهريا حرب الفلاحين . إن اليوم يوم تطبيق " مبدا الصعود الى الجبال " فالاجتماعات , والعمل , والدراسة , وإصدار الصحف , وتأليف الكتب , والتمثيل المسرحي , وكل شيء يجري على الجبال , وكله من أجل الفلاحين جوهريا . و في الجوهر أن الفلاحين هم الذين يقدمون كل الاشياء التي تدعم المقاومة ضد اليابان والتي نستعين بها على الحياة . ونحن حين نقول "جوهريا" انما نقصد أساسيا دون أن نتجاهل فئات الشعب الأخرى , وهذا ما قد أوضحه ستالين نفسه . أن الفلاحين يشكلون 80 بالمائة من سكان الصين, وهذا ما يعرفه كل تلميذ صغير. لذلك اصبحت مسألة الفلاحين المسألة الأساسية للثورة الصينية , وقوة الفلاحين هي القوة الأساسية للثورة الصينية . ومن حيث العدد يحتل العمال بين سكان الصين المرتبة الثانية بعد الفلاحين . فيوجد في الصين عدة ملايين من العمال الصناعيين وعشرات الملايين من العمال الحرفيين والعمال الزراعيين . لا يمكن للصين ان تحيا بدون عمالها في مختلف الصناعات , لأنهم المنتجون في القطاع الصناعي من اقتصادها . ولا يمكن للثورة الصينية أن تنتصر بدون الطبقة العاملة الصناعية الحديثة , لأنها قائدة الثورة الصينية وأكثر الطبقات ثورية . وفي هذه الظروف لا بد لمبادئ الشعب الثلاثة الثورية مبادئ الشعب الثلاثة الجديدة أو الحقيقية أن تتضمن سياسة تقديم المساعدة الى الفلاحين والعمال .فإذا كان نوع آخر من مباد الشعب الثلاثة يفتقر الى هذه السياسة ولا يقدم المساعدة المخلصة الى الفلاحين والعمال ولا يقوم ب " استنهاض الجماهير الشعبية " فسيكون مصيره بكل تأكيد الزوال .

وهكذا يتضح أن مبادئ الشعب الثلاثة التي تنحرف عن السياسات الكبرى : التحالف مع روسيا والتعاون مع الحزب الشيوعي وتقديم المساعدة الى الفلاحين والعمال , لا يرجى منها مستقبل . ومن واجب كل من له ضمير حي من أنصار مبادئ الشعب الثلاثة أن يأخذ هذه النقطة بعين الاعتبار الجدي.

إن مبادئ الشعب الثلاثة المشتملة على السياسات الكبرى الثلاث . مبادئ الشعب الثلاثة الثورية , الجديدة أو الحقيقية هي مبادئ الشعب الثلاثة الخاصة بالديمقراطية الجديدة وهي تطور لمبادئ الشعب الثلاثة القديمة , وهي مساهمة عظمى قدمها الدكتور صون يات صن ونتاج العصر الذي أصبحت فيه الثورة الصينية جزءا من الثورة الاشتراكية العالمية .

إن مبادئ الشعب الثلاثة هذه هي وحدها التي يعتبرها الحزب الشيوعي الصيني " ما تحتاجه الصين في الوقت الحاضر " ويعلن أنه " مستعد للنضال من أجل تحقيقها تحقيقا كاملا " فتلك هي مبادئ الشعب الثلاثة الوحيدة التي تتفق بصورة أساسية مع المنهاج السياسي للحزب الشيوعي الصيني في مرحلة الثورة الديمقراطية , أي مع منهاجه الأدنى .

أما مبادئ الشعب الثلاثة القديمة فكانت نتاجا للمرحلة القديمة من الثورة الصينية . وكانت روسيا في ذلك الحين دولة امبريالية . فمن الطبيعي كان لا يجوز انتهاج سياسة التحالف معها , ولم يكن في ذلك الحين حزب شيوعي في بلادنا , فإنه من الطبيعي لم يكن هناك ثمة داعية الى انتهاج سياسة التعاون مع الحزب الشيوعي , كما لم تكن حركة العمال والفلاحين في ذلك الحين قد أظهرت كامل أهميتها السياسية وأثارت انتباه الناس . فمن الطبيعي أنه لم يكن ثمة سياسة التحالف معهم . وهكذا فمبادئ الشعب الثلاثة الخاصة بالفترة التي سبقت اعادة تنظيم الكومنتانغ عام 1924 هي مبادئ الشعب الثلاثة من نمط القديم وقد فات أوانها . وما كان الكومنتانغ يستطيع التقدم الى الامام اذا لم يطورها الى مبادئ الشعب الثلاثة الجديدة . وقد أدرك الدكتور صون يات صن بذكائه هذه النقطة , مساعدة الاتحاد السوفياتي والحزب الشيوعي الصين فأعاد تفسير مبادئ الشعب الثلاثة بحيث أضفى عليها الخصائص التاريخية الجديدة , وترتب على ذلك تشكيل الجبهة المتحدة بين مبادئ الشعب الثلاثة والشيوعية , واقامة التعاون بيت الكومنتانغ والحزب الشيوعي الصيني لأول مرة وكسب عطف الشعب في ارجاء البلاد والقيام بثورة 1924 –1927 .

لقد كانت مبادئ الشعب الثلاثة القديمة ثورية في المرحلة القديمة , إذ أنها كانت تعكس الخصائص التاريخية لتلك المرحلة . ولكن إذا حاول المرء لأن يرجع إلى ذلك الشيء القديم حتى في المرحلة الجديدة ,بعد قيام مبادئ الشعب الثلاثة الجديدة أن يعارض التحالف بين روسيا بعد قيام الثورة الاشتراكية , أو يعارض التحالف مع الحزب الشيوعي بعد تأسيس الحزب الشيوعي , أو يعارض سياسة تقديم المساعدة الى الفلاحين والعمال بعد ما استيقظوا وأظهروا قوتهم السياسية الجبارة فإن محاولاته لن تكون سوى سلوك رجعي يعبر عن الجهل بتطورات الوضع . ولقد كانت الردة بعد عام 1927 نتاجا لذلك الجهل ويقول المثل القديم : (( من يدرك تطورات الوضع فهو انسان عظيم )) وإني لآمل أن يتذكر هذه العبارة أنصار مبادئ الشعب الثلاثة الحاليون

إن مبادئ الشعب الثلاثة إذا ما كانت من نمط قديم فلن يكون هناك تماثل أساسي بينها وبين المنهاج الشيوعي الأدنى, لأنها تنتسب الى المرحلة القديمة وقد فات أوانها . وإذا كانت ثمة مبادئ شعب ثلاثة تناهض روسيا والحزب الشيوعي والفلاحين والعمال فإنها رجعية وهي لا تحمل أدنى تماثل بينها وبين المنهاج الشيوعي الأدنى, بل هي عدو الشيوعية فلا مجال عندئذ للحديث عن أي شيء. فيجب على أنصار مبادئ الشعب الثلاثة أن يمعنوا النظر في هذه الناحية أيضا.

ومها يكن من امر فإن دوي الضمائر الحية لن يتخلوا أبدا عن مبادئ الشعب الثلاثة الجديدة إلى أن تتحقق بصورة أساسية مهمة مناهضة الإمبريالية والإقطاعية . إنما يتخلى عنها أمثال وانغ جينغ وى . رغم أنهم يطبقون بنشاط مبادئ الشعب الثلاثة المزيفة التي تناهض روسيا والحزب الشيوعي والفلاحين والعمال , إلا أنه سيظهر بطبيعة الحال جماعة من دوي الضمائر الحية ومحبي العدالة يواصلون تأييد مبادئ الشعب الثلاثة الحقيقية , التي وضعها الدكتور صون يات صن . وإذا كان هناك كثير من أنصار مبادئ الشعب الثلاثة الحقيقية قد واصلوا النضال من أجل الثورة الصينية حتى بعد ردة عام 1927 , فمما لا شك في أن عدد أمثالهم سيتضاعف إلى ألوف الألوف في هذه الساعة التي قد تغلغل فيها عدو الأمة في اعماق أراضينا .وسوف نحافظ نحن الشيوعيين على تعاوننا الطويل الأمد مع جميع انصار مبادئ الشعب الثلاثة الصادقين , ولن ننبذ أيا من أصدقائنا باستثناء الخونة والمعاديين للشيوعية الذين يصرون على موقفهم حتى الموت .



النسخ الالكتروني: عسو الخطابي
تقسيم المقال إلى أجزاء هو من وضعنا نحن.N.B:

--------------------------------------------------------------------------------

6 أنظر لينين "الامبريالية أعلى مراحل الرأسمالية"

7 المقصود هنا سلسلة من الحملات المعادية الاتحاد السوفياتي قامت بها حكومة الكومنتانغ في اعقاب خيانة تشييانغ كاي شيك للثورة . ففي 13 ديسمبر 1928 اغتال الكومنتانغ نائب القنصل السوفياتي في قوانغيتشو وفي اليوم التالي اصدرت حكومته في نانكين " مرسوما بقطع العلاقات مع روسيا "فسحبت اعترافها الرسمي القنا صل السفييت في مختلف المقاطعات وامرت المؤسسات التجارية السفياتية هناك بالتوقف عن كل نشاط وفي أغسطس 1929 نضم تشييانغ كا ي شيك بتحريض من الامبرياليين , اعمالا استفزازية في الشمال الشرقي ضد الاتحاد السوفياتي أدت الى صدامات مسلحة .

8 كان كمال ممثلا للبرجوازية التجارية التركية في ايام ما بعد الحرب العالمية الاولى . فبعد أن وضعت تلك الحرب أوزارها , حرض الامبرياليون البريطانيون اليونان التابعة لهم على القبيام بالعدوان المسلح ضد تركيا , ولكن الشعب التركي بمساعدة الاتحاد , هزمت القوات اليبونانية عام 1922 وفي عام 1923 , انتخب كمال رئيسا لجمهورية تركيا وقال ستالين " إن الثورة الكمالية ثورة للفئة العليا ثورة للبرجوازية التجارية الوطنية نشأت خلال النضال ضد الامبرياليين الاجانب ثم اتجهت من حبث جوهرها في اثناء تطورها اللاحق ضد الفلاحين والعمال وضد جميع امكانيات الثورة الزراعية " راجع ستالين : " حذيث مع طلبة جامعة صون يات صن "

9 –يقصد الرفيق ماو تيسي تونغ هنا تشانغ جيون ماي وزمرته . فبعد حركة 4 مايو قام ت تشانغ جيون ماي بمعارضة العلم علانية مبشر" بالروحانيات " أو" الثقافة الروحانية فأطلق عليه اسم :" اسم تاجر الروحانيات " . وتأييدا للغزاة اليابانيين وتشييانغ كاي شيك , نشر" رسالة مفتوحة الى السيد ماو تيسي تونغ" في ديسمبر 1938 بإيعاز من وتشييانغ كاي شيك وقد قام فيها بدعاية مسعورة لإلغاء الجيش الثامن والجيش الرابع الجديد ومنطقة حدود تشنشي قانسو نينغشيا

10 – كان تروسكي 1879 -1940 زعيما لجماعة مناهضة للنينية في الحركة الثورية الروسية . ثم انزلق تماما في هوة العصابة المعادية للثورة . وطرد من الحزب الشيوعي السوفيتي من قبل اللجنة المركزية للحزب سنة 1927 وفي عام 1929 طردته الحكومة السوفيتية إلى خارج حدود البلاد .وفي عام 1932 سحبت منه الجنسية السوفيتية ومات عام 1940 خارج الاتحاد السوفيتي – المعرب

11 انظر بيان اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني الصادر في سبتمبر أيلول 1937 بشان إقامة التعاون بين الكومنتانع والحزب الشيوعي الصيني .

12 انظر" محاضرات حول مبدأ رفاهية الشعب" التي ألقاها صون يات صن في عام 1924 المحاضرة الثانية

13 الحياتية عنوان كتاب كتبه بعض الأوغاد الرجعيين الذين استأجرهم تشين لي فو أحد رؤساء مكتب مخابرات تيشيانع كاي شيك ونشر تحت اسمه الكريه وهذا الكتاب عبارة عن خليط من الاباطبل والسخافات التي تروج لها فاشية الكومنتانغ . .

14 – كان يان شي شانع أحد امراء الحرب وممثل الملاكين الكبار والكومبرادور في مقاطعة تشانشي قد طبل وزمر لهذا الشعار بدون حياء أو خجل

15 – " النضال ضد الهجمات من الظرفين " هو عنوان مقالة كتبها وانغ جينغ وى بعد خيانته للثورة في عام 1927



#ماو_تسي_تونغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الديمقراطية الجديدة (1940)- الجزء الأول
- فلنصلح دراستنا
- ضد الليبرالية
- في الممارسة العلمية، في العلاقة بين المعرفة و الممارسة العلم ...
- ضد عبادة الكتاب


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة
- إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك ... / دلير زنكنة
- عاشت غرّة ماي / جوزيف ستالين
- ثلاثة مفاهيم للثورة / ليون تروتسكي
- النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج / محمد عادل زكى
- تحديث.تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ
- تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - ماو تسي تونغ - حول الديمقراطية الجديدة (1940)- الجزء الثاني