أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيبال جوزيف سيبال - أنا تونسية علمانية لست إرهابية ولن أصوت للسبسي















المزيد.....

أنا تونسية علمانية لست إرهابية ولن أصوت للسبسي


سيبال جوزيف سيبال

الحوار المتمدن-العدد: 4646 - 2014 / 11 / 28 - 00:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لست هنا لكي أحصي أخطاء السيد الباجي قايد السبسي على مدار حملته الانتخابية أو أخطاء نظيره السيد المنصف المرزوقي المرشحين للرئاسة بتونس. ولست هنا لكي أسرد مسيرة كل منهما و تاريخهما السياسي لأن كل هذه الأشياء لا تخفى على العموم ولا يستطيع أحد تضليل الحقائق مهما فعل. أنا هنا كتونسية عاشت في ظل حكم النظام البائد و شهدت ثورة 14 جانفي و تنفست كجميع التونسيين و التونسيات الحرية من خلال ثورة الكرامة والديمقراطية.

يلاحظ و بطريقة سريعة كيف تحول التنافس من أجل الرئاسة إلى مشهد أقل ما يقال فيه انه مهزلة ذلك أنه لا يكفي أن يجند الإعلام من أجل دعم رئيس حزب حركة نداء على حساب منافسه بل تحول الأمر إلى محاولة بعض الإعلاميين التملص من الانتقاد بتبريرات خاوية و مفتقرة للمصداقية هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى و بعد فوز حزب نداء بالمرتبة الأولى صرح أحد قيادييه أن أهل الجنوب هم أناس جهلة ذلك لأن أغلبيتهم لا تدعم حزبه ثم وفي خضم السباق نحو قصر قرطاج لم يتوانى الباجي قايد السبسي في تصريح له عبر وسيلة إعلام فرنسية بنعت من يدعمون منافسه دكتور المرزوقي بالإرهابيين و السلفيين الجهاديين. هذا التصريح سبب رجة لا في نفوس أنصار منافسه فقط بل حتى في نفوس من ساند حملته الانتخابية.

ذلك أن تصريحا مماثلا يعد خطرا على الديمقراطية المنشود إرسائها و لا يليق بشخص يسعى أن يكون رئيسا لكل الشعب التونسي. إذ يفترض من الرئيس الذي سيقع انتخابه أن يكون ضامنا للحرية و الديمقراطية و أن يسعى لتوحيد الصفوف لا لبث البلبلة و الإرباك. نعت ثلث الشعب التونسي بالإرهابيين جعل العديد يراجعون حساباتهم في هذه الديمقراطية الجديدة التي تعتمد الترهيب في الخطاب. إذ أنه لا يجوز إلقاء تهمة الإرهاب على أشخاص هم بصدد القيام بحقهم المشروع في انتخابات تنم عن إرادة حرة.

يلاحظ سريعا كيف يتم الهجوم على كل من استهجن هذا الخطاب عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة من ثلة تدعي إنها النخبة المثقفة و بالتالي يتم التسويق لدعم السبسي بنعت أنصار الدكتور المرزوقي بجموع تدعم الإرهاب وقد وصل الحد بنعتهم بالفضلات. كل هذا البطش و التجنيد من أجل فوز السبسي. و لا أحد منهم يحاول أن يكون في صف الديمقراطية الفاعلة لا الصورية ولا أحد منهم يحاول أن يجلب الانتباه إلى الأساليب غير الديمقراطية من أجل منافسة المفروض أن تكون نزيهة. كل أقوال و أفعال السبسي و الأساليب المعتمدة للتأثير على الرأي العام أشياء مشروعة مهما تخللها من نقائص وزلات وأخطاء. وجميع أقوال وأفعال وتصرفات منافسه الدكتور المرزوقي وأنصاره تعد غير مشروعة ويتم تضخيم أدق الجزئيات ورفض أي دفاع. إذ لا حق له ولا لمسانديه الاحتجاج على شراسة الهجوم ضدهم.

و ما حفزني لكي أنشر المقال و أعبر عن رأيي وموقفي أنني انتظرت اعتذارا أو موقفا شجاعا لتنديد بهذه الممارسات إلا وما راعني أنه يقع مرة أخرى الهجوم الشرس على أنصار المرزوقي لأنهم وحسب ما تداولته المواقع الاجتماعية يدعون لمسيرة سلمية احتجاجا على نعتهم بالارهابيين و هذا الفعل لم أجده منصفا لحق أنصار المرزوقي ووجدته عملا بشع اذ كيف يسلب منهم كل حق في الاحتجاج ويتحول من يصفونهم بالارهابيين والظلاميين والسلفيين الجهاديين وغير ذلك من النعوت إلى حقوقيين ومثقفيين ودعاة للديمقراطية

موقف كهذا كان كافيا لأتخذ قرار الوقوف في صف أناس كل ذنبهم أنهم اختاروا من يرونه صالحا وضامنا للحرية
وحتى عندما عرض المرزوقي فكرة المناظرة التي تعد تقليدا ديمقراطيا عريقا وراقيا في جميع الدول المتقدمة ورفض السبسي هذه المناظرة ووصفها بتناطح الأكباش وجدنا كالعادة من يسوق إلى أنه قرار صائب مم يزيد في توسيع الهوة ويدفعنا إلى الجزم بأن المسألة تتعلق بالمرزوقي كشخص لا كسياسي. إذ في خضم التهم التي لا تحصى ضده نجد أنها كلها تهم تلقى رواجا في العالم الافتراضي ولا تمت بصلة بالواقع فتهمة الإرهاب ليست من شأن أي شخص عدى القضاء و المصالح المعنية. هكذا تكال التهم عشوائيا وبدون حجج واثبات لتجد مستقرا فقط عند هؤلاء الذين يؤمنون بأن كل الطرق ممكنة لإدراك الغاية مهما كانت سفالتها
.
و هذا أيضا لا يرتقي بمقام ثورة حاول ويحاول المشاركون فيها بالقطع مع جميع الأساليب الخسيسة للوصول للحكم و القطع مع جميع أعمال التضليل و التعامي عن الحقائق و خاصة القطع مع ممارسات العهد البائد وغيره من الدكتاتوريات العربية التي حولت مسألة الإرهاب الىوسيلة لتثبيت كراسيهم وحجة أمام جميع الممارسات القمعية وانتهاكات لحقوق الإنسان فبدل أن نقف كتلة واحدة ضد جميع أنواع الإرهاب نجد الآن في تونس من ينعت ثلث الشعب التونسي بالإرهابيين.
صراحة وبدون إرجاع السادة القراء للوراء بقراءة تاريخ الباجي قايد السبسي الذي لم يكن قط ديمقراطيا ينم تصريحه المباشر باتهام من صوتوا لنظيره المنصف المرزوقي في الدور الأول و من سيصوتون له في الدور الثاني بالإرهاب أنه مازال يعيش بعقلية الغطرسة التي لم يتخلص منها بعد. الأجدر أن يكون واعيا بأهداف الثورة وواعيا أن الشعب التونسي هو وحده الذي له القدرة على انتخاب من سيتولى بلاده عن طريق انتخابات نزيهة لا يؤثر فيها لا الإعلام الذي يتوجب أن يكون موضوعيا ولا ثلة من المثقفين ينسبون لجموع الفقاعات الفكرية ولا بخطابات الترهيب والتطويع
.
ونعت أكثر من مليون تونسي بالارهابيين يطرح عديد التساؤلات لما يتم التشبث بأن تكون الانتخابات الرئاسية مسألة شخصية و لما يتم رفض جميع أسس الحوار ولما يتم اعتماد خطابات التهديد سواء المباشر أو المبطن من قبل سياسيين لنرى التفاوت بين حجم التهم وقلة الحجة و في أغلب الأحيان انعدامها

لأختم ما سبق وانطلاقا من تصريح السبسي الغير ديمقراطي أنا تونسية أنشر مقالات بموقع يساري وعلماني انتقدت دائما التعصب والتطرف سواء عند السلفيين أو عند من ينسبون لأنفسهم الحداثة. أنا حنان عاشقة للحياة و داعمة لثقافة التعايش السلمي بين جميع الأطياف وداعمة لبناء ديمقراطية فعالة. أنا التي ترفض أن ينعت أبناء بلدها بالإرهابيين لمجرد أنهم مارسوا حقهم الشرعي و الديمقراطي. لست متحزبة ولست أملك شيء من الايدولوجيا السلفية في قناعاتي ولكني أقول للسبسي لن أصوت لك ليس لأنك كما يدعي البعض حامي البلاد من الإرهاب وليس لأنك تبلغ من العمر 88 سنة وليس لأن رصيدك النضالي خاو وليس لأنك الباجي قايد السبسي كشخص لن أصوت لك لأنك لم ولن تكون ممثلا للديمقراطية التي يرومها التونسيين. لن أصوت لك ببساطة لأننا جميعنا أبناء تونس ومن صوتوا لمنافسك المرزوقي هم تونسيون لهم الحق في التعبير كما يشاءون ولا يليق إلقاء التهم جزافا وبهتانا ثم يلمع كل شيء ويمر عليه مرور الكرام. لقد جعلت من الانتخابات حلبة مصارعة أشخاص ونفوذ بدل من جعلها تليق بمن سيكون يوما راعيا للإرادة الحرة.

أنا تونسية علمانية لست إرهابية ولن أصوت للسبسي. وحتى إذا فاز سأحترمه بصفته كرئيس الدولة وعسى أن يرتقي النقد ويطهر نفسه من مصطلحات التشويه و المراوغة ليتم الدفع بثقافة احترام الرأي المخالف التي كان دكتور المرزوقي مرآة تعكس لها بصبره مدة 3 سنوات على جميع النعوت و الأوصاف المشينة والهجوم الشرس بالرغم من أنه كان رئيسا للدولة والسبسي الذي لم يصبر حتى على من انتقد سنه بوصفه مرشحا للرئاسة وقام بخطاب مباشر في حملته الانتخابية صرح فيه أنه مستعد لكي ينزع ثيابه ليثبت أنه بصحة جيدة بين الأول و الثاني كان الصبر و الحكمة في عدم الخضوع للاستفزاز و التشننج في صف دكتور المرزوقي و على ما أعتقد تونس في حاجة لرئيس يصبر على شعبه لا أن يصفهم بالارهابيين.....



#سيبال_جوزيف_سيبال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس : اعتذاري لنفسي أمام جبناء النفوس - المعارض محمد مواعدة ...


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيبال جوزيف سيبال - أنا تونسية علمانية لست إرهابية ولن أصوت للسبسي