أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبدالجبار نجم - تقهقر المجتمع المدني العراقي














المزيد.....

تقهقر المجتمع المدني العراقي


عبدالجبار نجم

الحوار المتمدن-العدد: 4641 - 2014 / 11 / 23 - 00:36
المحور: المجتمع المدني
    


يعاني المجتمع العراقي ومنذ اكثر من نصف قرن مشكلة الخلل البنيوي لتركيبة المجتمع المدني. فقد كان للنزوح الاضطراري لمجاميع كبيرة من ابناءالريف الى بغداد في نهاية العهد الملكي ومن ثم توطينهم داخل بغداد عقب التغير الجمهوري اثر كبير في تغيير اسلوب حياة المدينة ودخول عادات واعراف كان التعامل بها في بغداد اشبه بالمعدوم ثم لحق بعد ذلك نزوح كيفي نتيجة التطور الاقتصادي الحاصل على جماعات من المحافظات الغربية والشمالية الى بغداد ليؤكد بعض من هذه الثقافات الجديدة ويؤسس عادات واعراف اخرى لم تكن تالفهابغداد من قبل وبسبب عدم ادراك الحكومات المتلاحقة للتاثير السلبي لهذه الامواج البشرية النازحة الى بغداد تدهور المجتمع المدني البغدادي خصوصا والعراقي عموما ولم يستطع المجتمع البغدادي ان يغير من المفاهيم السلبية للمجتمعات الريفية والبدوية النازحة اليه ولم تضف اليهم بغداد الا قشور الحضارة الزائفة وتوالت الازمات نتيجة السياسات العامة الخاطئة والتي يحتاج علاجها الى عقول مليئة بالقناعات البدوية والريفية التي تؤمن بالقوة ولا شيئ غير القوة لحل الازمات وهكذا انكفا دور المدنية واستشرت العصبيات وانعكست هذه القناعات على الشارع العراقي وعلى التعاطف باقامة دولة قانون في اليلاد وكانت دولة تحكمها الاجتهادات .ازداد الوضع المدني العراقي سوء بعد الاحتلال الامريكي وتغيير نظام الحكم فقد بسط الاسلام السياسي نفوذه داخل البلاد عموما وبغداد على وجه الخصوص مستغلا الفراغ السياسي الحاصل ولما كان الاسلام السياسي فاقدا لادواته الفكرية الرصينة القادرة على محاكات العقل المتمدن وجدت ضالتها في المجتمعين الريفي والبدوي حيث لا يحتاج انتشار الفكر فيها الى طرح ايدلوجي بل يكون الانتماء متوارث اوجزء من الولاء وقد استفاد طرفي النزاع داخل تيار الاسلام السياسي العراقي منها في البقاء داخل الساحة السياسية واستلام مقادير الامور والتي دفع ثمنها مجددا المجتمع المدني العراقي واصبح في غيبة شبه كاملة كماادت احداث العاشر من حزيران وماتلاها من تصعيد خطير الى اعتماد كافة الجهات الرسمية وغير الرسمية الى الوجود العشائري في المواجهة لكسر شوكة تنظيم الدولة الاسلامية وقد يكون هذا الامر من ضمن التكتيكات التي تتبعا القيادات العسكرية كاسلوب لتحقيق الانتصار بعد موافقة القيادة السياسية .انني في الوقت الذي اتالم لكل قطرة دم تسيل من اي مواطن اتسائل هل وضعت الدولة في حساباتها كيفية الحد من دور العشائر بعد انتهاء الازمة وكيفية اعادة الحياة الى المجتمع المدني وبث الروح فيه وخلق خطوط تواصل حضارية بين المدينة من جهة والريف والبداوة من جهة اخرى لاخذ بيد هذه المجتمعات الى شاطئ المدنية والتحضر وايقاف التقهقر الذي يصيب المجتمع المدني العراقي .



#عبدالجبار_نجم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحباط الفكري العربي والتحديات
- العراق ووقفة مع الذات قبل فوات الاوان


المزيد.....




- السنغال أطلال الاستغلال
- إسرائيل تطالب الأمم المتحدة بإلغاء لجنة حقوق الإنسان بالأراض ...
- جورجيا.. اعتقال شخصين حاولا بيع -يورانيوم- لأغراض عسكرية
- لا للعنصرية ضد المهاجرين/ات بالمغرب وإسبانيا
- ضمن نهج استهداف دور العبادة .. قصف الاحتلال كنيسة دير اللاتي ...
- بن غفير يتفاخر بتجويع الأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية ...
- دعوة اليونيسف لمتابعة انتهاك حقوق الطفل خلال عدوان الكيان ال ...
- حماس: المجاعة في قطاع غزة بلغت مستويات خطيرة
- رايتس ووتش: تعليق اليونان حق اللجوء ينتهك الحقوق ويعرّض الأر ...
- جيل يُمحى قبل أن يولد: الاحتلال الإسرائيلي يواصل تنفيذ إبادة ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبدالجبار نجم - تقهقر المجتمع المدني العراقي