أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طاهر عبد - ديمقراطية الآسد















المزيد.....

ديمقراطية الآسد


طاهر عبد

الحوار المتمدن-العدد: 1302 - 2005 / 8 / 30 - 06:37
المحور: كتابات ساخرة
    


...يارزاق ياكريم ... الله مع الصابرين ...الله ارحم الراحمين هكذا تبدا حياته يوميا متسلحا بالايمان حامدا شكورا على كل شيء وخاصة الآرث الثقيل الفقر المتراكم ,و الذي يكبر كمتوالية هندسية ..انها الحتمية التي تفرضها تربية المحيط ...الله يمتحن عباده الصالحين يختبر قوة ايمانهم وقوة تحملهم للشدائد يسخطهم يسلط عليهم ظلاما(جمع ظالم ) يرسل جنوده ليزللزل الآرض وبرمشة عين تتهاوى كل بيوت الطيبين المؤمنين وتبقى شامخة فيلات الخرسانة الكونكريتية تخطوها جنود الله عبرة للناجين ....وعذاب اليم للكافرين ...يرزق من يشاء ويسخط من يشاء ويذل من يشاء . ويبقى توسونامي للفقراء والمشردين.
بدت خطواته ثقيلة كعادتها ...تحميه الملابس الرثة ويتضاعف وزنه بالهم والمجهول ...اسرج حماره الذي اعتاد ان يتحمل مع صاحبه الذل والهوان ...وراح يغني نبتدي من الحكاية ...مرت نسمات الصبح عليلة ببردها المنعش ...ومر بطرقات القرية المنهكة والتي تنام مثل جريح نزفت دماؤه طوال قرون .....وجوه المارة تحمل الحزن لكنها تتسلح بالآيمان الفطري ..تخفي وراءها قصص كثيرة ,تدفقت من الفجر تسترزق ماكتب اليها تحت شعار ومامن دابة على الآرض الااورزقها على الله .
تموز يختزن النار والسراب يبدأ مع اول ساعات النهار ولاملاذ حتى بظل شجرة, قطعوها حين عادت المدن والقرى الى عهد الدف والآنارة من خلال الحطب حيث تمتع الجميع انه طلق تكنولوجيا العصر كلها انارة وتلفزيون وهاتف وانترنت ولم تعد سوى الرومانسية (رومانسية الشمع ) ودخان اللالة والفانونس والي الله مفضل عليه يشعل اللوكس ...استحضر كل هذا حين مر ببيوت القرية كانت وجهته ككل مرة يشحذ الرزق ..جمع كل الصحون والزجاجيات على اختلاف انواعها وحرص ان يحافط عليها انها راس مال ثمين فبدونه لايمكن له ان يبدل الثياب القديمة بهذه الزجاجيات (مواعين الفرفوري) ولن يمر يومه ممتعا ان احتكت بعضها ببعض ....لم ينسى علف الطبقة الكادحة(البروليتاريا) حماره ولامتاعه اليومي بعض التمر الوجبة الغذائية الكاملة وخبز الشعير الذي يقوي المعدة والمطعم باليورانيوم المخصب الذي نثرته طائرات الحلفاء منذ 15 عشر سنة خلت .
منتصف النهار ومازالت الخالة ام صبيح والخالة ام عاشور وزوجة الشرطي وابنةالقابلة الماذونة ام عادل جميعهن يجادلن بالحصول على اكبر كمية من صحون الفرفوري مقابل بعض الملابس الذي فاضت عن الحاجة وهو كعادته في ان يوظف كل الخبرة المتراكمة وبلسانه الممزوج بالكلام والتعليقات الجميلة يرخي ويشد في ان يقيم هذا وذاك ....هذا قديم ياخالة وهذا والله مايسوة ... الله غفور رحيم والحلف وسيلة لكسب الرزق يحدث نفسه ويضحك مع الجميع من حوله حيث يسال حماره عن ذلك ليؤكد موافقةالحمار ....تنفس الصعداء حين استرزق هذا الصباح ببدلة جيدة ستباع بسعر جيد وقمصان وسراويل سيتصبح جيدة بعد غسلها وكويها وترتيبها .
مر بالمدينة التي رغم حركتها يتراكم عليها الموت الرباني البطيء وتحاصرها من كل زاوية السيارات المفخخة والهمجية التي تنسف نفسها بعد حلم جميل ب حور العين السبعون الحصة اليومية للمؤمن في فردوس الله .....الناس ينظرون اليه بعيون بلهاء وهو يصرخ في اعماقه أين المفر واينما تولو فثمة وجه الله (الذي لايلتفت الى بلدي وناسي ) ....السلام عليكم كسر صمته مع نفسه ومع اللاخرين بالسلام على من اتعتبتهم حرارة منازلهم وراحوا يجدون ملاذا بالمقاهي فربما ثمة حوار سياسي ممل يحشرون انفسهم فيه ويعودون ادراجهم بعد نهار طويل ممل الى استحضار كلمة (معقولة ) التعليق التقليدي كلما انتكسنا واكتشفنا اننا ننخدع للمرة الآلف من نفس الزاوية والموضوع والمكان والزمان .. جاي من فضلك شوية ثكيل ...تفضل اغاتي هذا الآستكان من راس القوري ...شكرا اغاتي ....سكب الشاي في الصحن كعادة كل الذين حوله ونفخ فيه ليبرد وشربه بسرعة وكأنه فقرة من فقرات الدستور الجديد الذي يحافظ على كل ماهو اصيل ....مرت الى سماعه همسات اثنين كانا يتناقشان بالسياسة كالعادة الهمس المعتاد بالصوت الجهوري الذي ياتي عليه ومن خلاله كل الظالون والتائهون ...
هذه هي الديمقراطية ياأخي عمرك انتخبت شخص تعرفه الآن انتخبت
...... عمرك قريت دستور ورايك كان الآساس في تثبيته او الغائه او تغيره
......... ياأخي احمدوا اله وامريكا على هذه الديمقراطية ياأخي ....الجمعية الوطنية من كل لون وجنس حتى (مخانيث ) موجودين فيها ...
هذه موديمقراطية .....
.موديمقراطية يكعدون على طاولة واحدة شيعي وسني وكردي وتركماني ومسيحي وصابئي, شيوعي وقومي واحرار وديمقراطيين واسلامين متشددين ومتحررين تره انتو كلش بطرانيين اكثر من هذه الديمقراطية شتريدون رئيسنا كردي ورئيس وزارائنا شيعي يااخي عمرك شفت اكثر من هيج ديمقراطية ...اكلك حكومة اقليم كوردستان اعضاء بالجمعية الوطنية واعظاء في حكومات دولية ومؤسسات أخرى ...اخوانا الشيعة الموجودين بالحكومة عندهم اكثر من راتب واكثر من تقاعد ..ومن اكثر من جهة ودولة .
.عمرك شفت اكثر من هذه الديمقراطية كل المسوؤلين بالدولة يحملون جوازات اوروبية .اتريد احجيلك اكثر ياأخي صار عندنا عشرات من الآ حزاب شفت الرحمة الي احنا بيها يأخي احتياطي النفط العراقي يكفي العالم 120 سنة انتم ليش ضايجين من امريكا جايه تطلع النفط واتجيب النا سيارات (الدولفين) وليلى علوي على الآقل نشبع همبركر من ماكدونالد واطفالنا ويه كل وجبه يعطوهم لعبة الكترونية .....يأخي اني سمعت امريكا راح تغطي سماء العراق بسقف ثانوي وتسويه كله تبريد بس راح تخلي فتحات صغيرة يخرج منها الزرقاوي وجماعته ليذهبوا الى سوريا يعيدون تنظيمهم بمساعدة الطاغوت الاكبر .
......جائه صوت غريب غير مؤلوف لم يسمعه من قبل ...يأخي كل هذا وانت تكعد كل يوم تكفر كل هاي الرحمة الي انتم فيها وانت ماراضي الله هم مايقبل .....كان صوت الحمار يخترق سمعه بين مصدق وبين خياله الخصب والذي دوما كان يجعله يتحدث لحماره عن يوميات الوجع دون ان ينتظر أي رد منه ..هذه المرة نطق هذا المخلوق الكادح العجيب ليسال صاحبه ...لقد كرر هذا الآخ المتحمس للنقاش كلمة الديمقراطية هل لك ان تتفضل علي وتشرحها بالتفصيل الممل ...الديمقراطية هي المشاركة الجماعية هي احترام الآخر هي التنازل لللآخرين من اجل مصلحة الوطن هي احترام القوانين هي الوقوف بالدور في مكان وقوف الباصات او البريد هي ان تعمل بصدق وتساهم بصدق ...كثيرة هي الآشياء التي تعنيها الديمقراطية ...ثم انت ليش مدوخ نفسك ...سوك ...ديخ .....هررررررررر.

فك سرج الحمار وحط اثقاله بعد جهد يوم طويل ....مرت الساعة... النهار يودع الجميع ويترك سموم الحر تجثوا على شوارع المدينة تنتظر خراطيم الماء من كل بيت لتترشرش لتأتي لذة الغروب ....عاد ليتفقد حماره ويسقيه لم يجده عبثا حاول ايجاده , باحة الدار ليست كبيرة ليختفي هذا الحمار اين ذهب ؟ ركض سريعا مر بكل الشوارع يسأل هنا وهناك لاجواب ...اليأس تمكن منه وارجعه الى داره ....بقي مع الحلم والتمني والدعاء ان يرجع هذا المخلوق الكادح الصبور ليعينه على بلواه ....؟

الغابة مازالت تئن تحت شعارها (البقاء للآقوى ) والليل خيم على اجواءها ....مالذي اتى بك الى هنا ايها الصديق ...حاوره الآرنب مالذي تفعله ونحن نحسدك ......بيت يأويك وصاحب يرعاك تجد من يقدم الآكل والشراب والرعاية اليك ماذا تفعل بهذا العراء وهذا العالم ...جئتكم احمل مسؤولية كبيرة يجب ان تفيقوا وتفهموا وتستوعوا انها الديمقراطية ستخلصنا جميعا من عبثية الآفكار المتشددة ومن الدكتاتوريات والتسلط ستخلصنا من الآنانية والتبعية والتهميش ...انها عظيمة .....تجمعت السناجب والفئران والصراصر على حماس صاحبنا الحمار وغيرها من الحيوانات المستضعفة ليتمتعوا بهذا القادم من مملكة البشر ينقل بشرى عودة المسيح والمهدي ليخلصهم من كل شيء سيء ...الجميع استمتعوا وحلموا وفاضت خيالاتهم بالفتح الجديد أنه العم سام جاء يحمل الهدايا (الديمقراطيات) أنه ......افاق الجميع على صوت الآرنب ليكسر هذا الصمت وهذا الحلم بصرخة يمكننا نحن المستضعفين ان نقتنع لكن بعد شرح طويل سيتفظل عليها به الحمار حامل ألاحلام الوردية الينا والمخلص ...لكن مالذي يمكن ان يقنع ملك الغابة (الآسد ) وهو الذي يحمل العنجهية والآستبداد والظلم ......تبخرت احلام اليقطة للجميع واستشعرو الخطر لو سمع الآسد سخافات الزميل الحمار والذين سوف يؤيدونه ارتعبوا خافوا فرو الى جحورهم .....ارجوكم عودوا لن نخسر شيء ..قال الحمار اننا نموت بكل الآحوال ياكلوننا يدوسون علينا لن نخسر شيئا جميعنا يجب ان يصمد ولو تنازلنا قليلا فيما بيننا سنقنع الآسد وسوف نقنعه تدريجيا لكننا يجب ان نتماسك جميعنا .....اثارت كلمات الحمار الحماسة ,الفحولة وولدت شعورا بالعظمة عند اصغر نملة وحشرة مرورا بالسباع والضباع والخنازير الى الفيل الضخم ...اتفقوا جميعا ان يتشكل وفدا من بعض أعضاء الجميعة....عفوا من الحيوانات ليقنعوا بريمر ....اسف فكري مشتت ومتأثر بالسياسة بالقطر العربي الشقيق العراق ذهبوا ليقنعوا الآسد ...ترجل الناطق باسم الحكومة عفوا وفد الحيوانات ليطرق باب الآسد بكل ادب ولطف ورقة وخوف لدرجة لم يسمع احد طرقاته ...اطرق بقوة اكبر نادى هذا وذاك ...هاهو الآسد يطل من شرفة عالمه..متخم من الآكل والنوم كان فطوره الصباحي لحم غزال ... فراشه حرير وراتبه الشهري بالدولار تحميه المصفحات من كل صوب ...ماذا تريدون زمجر باعلى صوته خر الجميع ذعرا منه ماذا تريدون ...الجميع وبصوت واحد قال الحمار لديه اقتراح يريد ان يقترحه عليك .....تفضل يامفتي عصرك ....انها الديمقراطية سيدي ....ماذا قلت ....الديمقراطية سيدي ..وماذا تعني هذه التي قلت عليها أنها لعبة بسيطة ولاتكلف شيء سوى ان نرحم بعضنا البعض ولانرسل سيارات مفخخة لبعضنا البعض ..لانكفر المذاهب واهل الكتاب لانفجر المساجد ولاالكنائس ..لانقتل الآبرياء من الشرطة والجيش ولاتوجد لدينا بيشمركة ولافيلق بدر ولاسنة ولاشيعة نتداول السلطة بشكل سلمي يقودنا عقلاء القوم ويعلم اولادنا فقهاء القوم نحترم الآديان السماوية نحترم الآنثى كالذكر لآنشتمها ونقول (حشاك) ...ماذا اقول ياسيدي الكثير الكثير كلها جمال هذه الديمقراطية ..

..استرخى الآسد وقت من الزمن استأنس بالكلام ..كيف له ان يفكر بهذه الطريقة من اين تعلم كل هذا ...بصوت اقرب الى الغضب ..من اين اتيت بهذا الكلام ؟ الحمار مغلوبا على امره متورطا بما جاء كبش فداء الآسد لايعرف غيره الآن الجميع من حوله فروا يرقبون النتيجة انها حتمية كيف لهذا الحمار ان يتجرأ ويقول للآسد ان التداول السلمي على السلطة وووو .... ...من اين تعلمت كل هذا واين سمعته ...سيدي سمعت الآنسان يخاطب الآنسان عن كل هذا .....وكيف تجروء على توجه لي هذه الآفكار الهدامة ..كيف وانتم الحيوانات تتقاتلون مع بعضكم وتقتلون بعضكم مثل البشر ..يأكل القوي منكم الضعيف من سيرأف بالآخر وكل منكم له مخالب لاترحم ...كيف تجرأ ..هذه المرة اصبحت لامحالة.ان الحمار سوف يقدم وجبة ساخنة غداءا للآسد هذا اليوم ......الحمار استجمع كل شجاعته وشغل عقله ..واسترسل بالكلام لكننا لن نبدأ بالتنافس على عرشك سيدي ملك الغابة انك كبيرنا وحامينا وراعينا انت القائد الملهم القائد الفذ القائد الضرورة حامي البوابة الشرقية للوطن .....راح ينشد الحمار كل شيء تبتدعه بعثيته الآصيلة المتجذرة المؤمنة ..سنبدأ بأقل السلوكيات ..ونحن الحيوانات (الشعب ) متفقين فيما بيننا المهم ان تتفق الرؤوس الكبار .. الآسد (القائد الضرورة ) غبي تحميه الآسوار العالية والرعاع ...خاطب الحمار من اين ستبدأوؤن وماهي الخطوة الآولى ...المسالة سيدي القائد سنعلم الحيوانات النظام ...عاد الآسد (القائد الضرورة) ليكبر غباءه بالطلاسم التي يمليها الحمار المتورط ...مثلا سيدي القائد انت لديك تواليت تتوجه اليه كل صباح لتفكر في اوضاع الرعية والغابة سنحاول ان نحترم الدور من يأتي اولا يدخل اولا وهكذا دواليك ...كيف تجرا ايها الحمار ان تقول هذا لي تشاركني الحفرة عفوا التواليت ...لالالالا سيدي لم اقصد هذا سنبني تواليت اخر مجاور لتواليتكم وسيحترم الجميع النظام وسيكون اول درس نتعلم منه الديمقراطية واحترام حقوق الآخرين .... . اشرقت الشمس تظافرت الجهود من الجميع بنوا التواليت مجاورا لتواليت القائد الضرورة ...فرحين بالآتفاق المبدئي لبدء التجربة الجديدة وأول نقطة من الدستور الجديد اتفق عليها (الحمد لله).

الحمد لله تصرفت بالوقت الصعب واقنعت الآسد كدت اموت من الخوف ..وغدا اول يوم رجاءا ايها الآخوة لاتخذلوا الرعية المستضعفين تنازلوا قليلا ستجني الآجيال القادمة ثمار وعينا وتمسكنا بالديمقراطية .
لم ينم الحمار ليلته ..كان يحلم بأول تجربة تخلصهم من الفوضوية والتخلف والعنجهية والآستبداد ....انها مرحلة جديدة ..غدا يوم جديد ...غفت عيناه قليلا ونام ...صحا مذعورا بين الحلم والحقيقة بين الوعي واللآوعي يسأل ماهذه الجموع ولماذا انتم واقفون بهذه الطريقة ...الفيل يتألم واقفا بالمكان الآول وبعده جائت النمور والضباع والكلاب والدجاج والخنازير كل يتالم من وضع ما ويمسك بطنه ....سال الحمار بصوت عالي لماذا لم يدخل احد من الصباح لحد الآن الم نبني التواليت امس هل هناك مشكلة ......نعم مشكلة كبيرة الآسد في الداخل ..والمشكلة اتفقنا بالآمس لن نزاحمه على تواليته سنجلس عندالمقعد الذي بجانبه ..متى تتحررون من مخاوفكم .....كسر هذا الجدال رأيا تقدم به الآرنب ...اريد ان اقول لكم اقتراح اتمنى ان توافقوا عليه ..رغم انه لاينسجم مع الديمقراطية هل تسمحوا لي ان ادخل اول الحيوانات ..ساجازف بنفسي وان حصل لي مكروه فأنا اصغر الجميع ...اعترض بعض الحيوانات وأخرين انسحبوا من الدور ..اخرين اقترحوا ان يعرضوا الآمر على الجمعية الوطنية ...لالالالا ..لاوقت لدينا انها تجربتنا الاولى ..لنسمح للآرنب هذه المرة لكن هذه المرة فقط لن نسمح بالتجاوز غير هذه المرة ....الخطوات كانت ثقيلة للآرنب كان خياله خصبا مما ينتظره في الداخل ..امتزج الخوف بالرغبة بالحلم بالمجهول وفتح باب التواليت ..وحيا الآسد ..كان وجه باسما .....الجميع في الخارج متلهف لسماع او رؤية شيء يجيب على هذه التساوؤلات التي بدأت تكثر وتكثر .. انتظار طويل ....وبعدها اذا بالآرنب مرمي الى الآعلى ولمسافة بعيدة ..تراكضت الحيوانات واذا بمأساة حقيقية ..الارنب رائحته عفنة كريهة مكسور محطم مخذول ... (الخراء ) يخر من كل جهة........هل تكسر التواليت ....مالذي حصل ..اجب ...جميع الحيوانات تريد متلهفة معرفة ماذا حصل ....جابت عينا الآرنب الجميع ..هذه الوجوه البائسة التي كانت ومازالت تحلم بغد حالم على الآقل بقضاء الحاجة بجانب رئيس الجمهورية عفوا الغابة المتمقرط الجديد ....استعاد انفاسه الآرنب واسترسل ...فتحت الباب ودخلت وجدت الرئيس (رئيس الغابة) يبتسم حييته واجابني كيف حالك اجبته والطمئنينة بدأ تتملكني بخير ....هذا اول يوم لكم بممارسة مايسمى ...التي قال عنها الحمار ...الديمقراطية سيدي نعم هذه كيف الحال ..جيد الجميع أخذ دوره وينتظر ليقضي حاجته عندما اخرج انا ....سكت الآرنب برهة ...الجميع قال وبعدييييييييييييييييييين.....انقضت حاجتي ولم اكن بالحقيقة بحاجة كبيرة للتواليت لكني استأنست بالتجربة الجديدة وجازفت بحياتي من اجلكم وجهزت حالي لآخرج الآسد قال انتظر شوية ....همهمت في قرارة نفسي ..ربما الآسد يريد ان يأخذ رأي بموضوع معين ...حول الرعية او حول الدستور الجديد للغابة ..انتظرت ....جميع الحيوانات .....وبعدييييييييييييين مرت الدقائق ثقيلة علي كررت على سماع الآسد اننا في اليوم ا لآول للتجربة ولآاريد ان يتهمني البعض بأنني استغل الموقف لآاسترخي اكثر من اللآزم في بيت الراحة واستأذنته ان اعود اليه في أي وقت يشاء ......قال لي انتظر ....وبعدين ياأخي احجيلنا ...نظرت اليه وعيوني تحمل الف توسل دعني اخرج ...تنحنح الآسد وعرفت انني ازعجت مزاجه ...هنا راودتني الآفكار الرهيبة العجيبة الغريبة وسرح خيالي ....لآاريد ان اقول لكم بماذا فكرت وفكرت ....يأاخي وبعيدن ....خرجت حسرة كبيرة من الآرنب ......ليستقر الحال به وهو يقول لابعدين ولاقبلين ..بعد ماخلص الآسد من قضاء حاجته مسح بي مؤخرته (طيزه) ورماني ...هنا هتف الجميع بالروح بالدم نفديك ......نعم نعم لديمقراطية الآسد.
...... خرج بسرعة على سماع صوت انفجار ملآ المكان كله ..وتناثرت الآشلاء هنا وهناك ..كان مأتما ....الخبر ملآ الصحف اليومية ....تم تفخيخ حمار بالمتفجرات وادخاله الى خيمة العزاء وقد قتل مالايقل عن 55 شخص وجرح 80 ..وقد تبنى الآسد الشجاع الضاري الملهم ....العملية وكانت عقوبة للحمار لتبنيه افكار بني البشر .



#طاهر_عبد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طاهر عبد - ديمقراطية الآسد