أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عبد الله الأحمد - واشنطن ترسم خريطة جديدة للشرق الأوسط















المزيد.....

واشنطن ترسم خريطة جديدة للشرق الأوسط


علي عبد الله الأحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1297 - 2005 / 8 / 25 - 11:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(يجب إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط من جديد).
هذا ما طالبت به العديد من الأصوات في الولايات المتحدة في أعقاب الهجمات التي تعرضت لها في الحادي عشر من أيلول 2001.
وإذا كانت إرادة الرئيس الأميركي جورج بوش قد اختارت العراق لتبدأ منه رسم الخريطة الجديدة التي تتعدى العراق لتطال كلاً من سورية ومصر والسعودية والسودان سواء بتغيير الأنظمة في تلك الدول أم بتقسيم أراضيها.
فالأميركيون يحتفظون بالملفات داخل الأدراج إلى أن يحين التوقيت الذي يرونه مناسباً لإظهارها، ولهذا ظهرت الانتقادات ا لأميركية الآن لكل من مصر والسعودية وسورية بحجج مختلفة مثل (حقوق الإنسان) و(انتشار المشاعر المعادية للغرب) و(تمويل المدارس الإسلامية المتشددة) وتقديم المساعدة المالية واللوجستية للمقاومة العراقية والفلسطينية و(انتشار الفساد) حتى أن الأمر وصل ببعض الموالين لإسرائيل باعتبار السعودية (عدو) وطالب البعض بتقسيمها مع عدد من دول المنطقة إلى دويلات صغيرة تدور في فلك أميركا وإسرائيل. فالتقارير الأميركية تشير إلى طرح فكرة إجلاء آلاف الفلسطينيين إلى العراق بمن فيهم عرب 1948 على طريقة الاتفاق الذي تم بين رئيس الوزراء العراقي عام 1952 نوري السعيد وبن غوريون رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك وتفتيت الوطن العربي إلى دويلات يسهل هضمها.
وبالفعل الولايات المتحدة تسعى وبشكل صريح لأن تحكم العالم من خلال إحكام سيطرتها على الشرق الأوسط وبتروله متبعة سياسة (العصا والجزرة) فإما القبول بالوجود العسكري الأميركي في الخليج بشكل دائم للسيطرة على حقول النفط وخاصة بعد سقوط بغداد أو الحكم على من يرفض ذلك بأنه عدو.
الدليل على ذلك المبادرة التي أطلقتها إدارة الرئيس بوش للربط بين المساعدات الاقتصادية والإصلاح الديمقراطي وتشجيع نشر الإصلاح التعليمي وحرية الرأي وقيام مؤسسات المجتمع المدني.
والمشكلة التي ترفض الولايات المتحدة ومن حولها فهمها هي أن أصل المشكلة ليست في الديمقراطية أو غيرها بل هي المشكلة الفلسطينية والانحياز الأميركي الكامل لإسرائيل. إن مشروع الشرق الأوسط الجديد يعكس تفكير المحافظين الجدد في واشنطن الذين ضغطوا في اتجاه احتلال العراق، واليوم يضغطون على سورية بحجة تصديرالارهاب إلى العراق والتدخل في الشؤون اللبنانية.
ومنذ الحادي عشر من أيلول 2001 دأب صقور واشنطن على إيجاد حجة مفادها أن السياسات الأميركية في الشرق الأوسط ليست مسؤولية عن ظهور ما يعتبرونه الإرهاب الإسلامي، وإن جذور الإرهاب كامنة في ما يدعون أنه تخلف وتعصب العالمين العربي والإسلامي، وذلك يعني أن الشرق الأوسط غير المطروق بالإصلاحات يشكل تهديد للعالم الغربي إذاً لا بد من تغيير خريطته بما يتناسب مع المصالح الغربية.
هذه هي الفلسفة التي دفعت الولايات المتحدة لتحرير العراق ونشر الديمقراطية فيه.
ويتضح ذلك كله من الفقرة الأولى من ورقة العمل الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط الكبير إذ أنها تقول (ما دامت كتلة الأفراد المحرومين سياسياً واقتصادياً تنمو باطراد في هذه المنطقة، فإننا سنشهد زيادة في التطرف والإرهاب والجريمة الدولية والهجرة غير المشروعة).
وبعدئذ أوجزت ورقة العمل المذكورة البرنامج المفصل المعني بنشر الديمقراطية وأنظمة الحكم السليمة في العالم العربي، والمعني أيضاً ببناء مجتمع المعرفة وتوسيع نطاق الفرص الاقتصادية في كل أرجاء المنطقة.
ولكن ورقة العمل أغفلت الإشارة إلى الصراع العربي ـ الإسرائيلي وهو ما يعكس طبيعة تفكير (صقور) واشنطن الموالين لإسرائيل والذين يرفضون الاعتراف بأن دعم أميركا الأعمى لإسرائيل التي تقمع الفلسطينيين بلا أية شفقة هو المصدر الرئيسي لمشاعر العداء العنيفة تجاه الأميركيين وهو بالتالي مصدر للإرهاب المعادي لأميركا.
ويرى هؤلاء بأن منطقة الشرق الأوسط الكبير تعاني من نقص شديد في الديمقراطية والحرية وإسرائيل هي البلد الوحيد في المنطقة التي تتمتع بالحرية والديمقراطية، بينما يرى الزعماء العرب أن الإصلاح يأتي من الداخل وليس من أميركا وغيرها.
وهناك العديد من الدول الأوروبية ترى أن الصراع العربي الإسرائيلي يشكل المحور في مستقبل المنطقة، إذ أنه سمم كل العلاقات وبات يهدد بابتلاع المنطقة كلها في هوة الكارثة.
ويعتبر الكثيرون حتى داخل واشنطن بأنه لم يكن العراق يشكل خطراً حقيقياً على أميركا ولكن خطورته قد تكون على إسرائيل، وإن الوجود العسكري الأميركي الحالي في الخليج العربي والعراق كون خطراً على المنطقة مما يؤدي إلى حروب محلية ضده وتزايد موجة العنف في المنطقة وهذا ما نراه الآن في العراق وحتى في دول الخليج العربي, وما يحدث في السعودية دليل على ذلك.
والإدارة الأميركية قامت بحملة دبلوماسية واسعة لشرح مخططاتها الخاصة حول الشرق الأوسط الكبير، ويسعى المشروع إلى تشجيع الإصلاحات الديمقراطية والانفتاح الاقتصادي في العالم العربي والإسلامي وخفض مستوى الفقر والدول التي ستلتزم بذلك سيقدم لها الدعم وستحظى بعلاقات متميزة مع واشنطن.
ومنطقة الشرق الأوسط الكبير تمتد من المغرب وموريتانيا غرباً إلى أفغانستان وباكستان شرقاً، ومن تركيا شمالاً إلى اليمن جنوباً.
والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا تريد الولايات المتحدة التغيير في هذه المنطقة؟ وهل الوضع الحالي يضر بمصالحها؟
بالطبع لا، فالأمور مستقرة والسيطرة الاقتصادية أيضاً مستمرة وبالتالي فما الداعي لأن تتورط في معركة تغيير الأنظمة وخاصة أنها لا تمتلك البديل الجاهز والمريح لمصالحها، أو البديل الديمقراطي كما تسميه واشنطن.
فمسألة الديمقراطية اختلفت بعد أحداث الحادي عشر من أيلول وأصبحت الولايات المتحدة تتبع أساليب بوليسية مع أي مشتبه به.
إن المصلحة الاقتصادية الأميركية لا تصب في اتجاه التغيير الكامل للأنظمة، فلو كانت واشنطن تريد منع العراق من غزو الكويت 1990 لفعلت ولو أرادت إسقاط صدام حسين من وقتها لفعلتها أيضاً فلماذا الآن؟!
من المؤكد أن إسرائيل هي التي تقف خلف الإصرار داخل بعض الكوادر الأميركية لتدمير العراق على أساس أن بغداد مصدر خطر عليها، وهذا ما حصلت عليه، إن السبب الرئيس خلف الهوجة الأميركية الحالية واحتلالها للعراق، ليس امتلاك الأخير أسلحة دمار شامل، ولا الخلاص من صدام حسين بذريعة أنه يشكل خطراً على جيرانه، وإنما لكي تبقى في المنطقة أطول فترة ممكنة بحجة إعادة الأمن والديمقراطية للعراق.
ومن المؤكد أن الولايات المتحدة تهمها مصالحها وليست صداقاتها، فهي تدافع عن الديمقراطية فقط في المناطق التي تعارضها.
وأخيراً فهل سينال المشروع الأميركي دول المنطقة، أم أنه مجرد مغامرة أميركية تريد من ورائها إرهاب دول المنطقة وخاصة بعدما رأت هذه الدول ما حصل في العراق؟!



#علي_عبد_الله_الأحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإصلاح السياسي في الوطن العربي


المزيد.....




- أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير ...
- مقتل أربعة عمال يمنيين في هجوم بطائرة مسيرة على حقل غاز في ك ...
- ما الأسلحة التي تُقدّم لأوكرانيا ولماذا هناك نقص بها؟
- شاهد: لحظة وقوع هجوم بطائرة مسيرة استهدف حقل خور مور للغاز ف ...
- ترامب يصف كينيدي جونيور بأنه -فخ- ديمقراطي
- عباس يصل الرياض.. الرئيس الفلسطيني وزعماء دوليون يعقدون محاد ...
- -حزب الله- يستهدف مقر قيادة تابعا للواء غولاني وموقعا عسكريا ...
- كييف والمساعدات.. آخر الحزم الأمريكية
- القاهرة.. تكثيف الجهود لوقف النار بغزة
- احتجاجات الطلاب ضد حرب غزة تتمدد لأوروبا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عبد الله الأحمد - واشنطن ترسم خريطة جديدة للشرق الأوسط