أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أمريكا فيراتسفالا - الاشتراكية في القرن الواحد وعشرين















المزيد.....

الاشتراكية في القرن الواحد وعشرين


أمريكا فيراتسفالا

الحوار المتمدن-العدد: 1297 - 2005 / 8 / 25 - 11:54
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


فنزويلا بلد المتوازيات

تنتقد الحركة المناهضة للعولمة مرارا لأنها لا تطرح شيئا واضحا كبديل للرأسمالية. تريد الحركة استبدال الرأسمالية، تريد أن تغير العالم ولكنها لا تتحدث عن الاشتراكية، التي هي بالنسبة لبعض أشكال اليسار هي البديل الواضح. الآن تقدم الحكومة الفنزويلية مساحة على موقعها في الانترنت للحوار حول الاشتراكية.

الرئيس الفنزويلي هيوجو شافيز ظل يشجع طوال الشهور الماضية الناس على بدء التفكير في ما هية الاشتراكية في القرن الواحد وعشرين. الآن تستطيع الدخول على الموقع الحكومي وتكتب تعليقك في عدة أسطر. فيما يتعلق بالمساحة الموجودة على: " " اشتراكية القرن الواحد وعشرين من الواضح أنها لابد وأن تكون قصيرة.

ما يجعل فنزويلا على هذه الدرجة من إثارة الاهتمام هو التطورات التي تجري عبر هذا البلد. فنزويلا هي نموذج للتنمية في عالم "يجعل من الفقر تاريخا" عبارة عن سلسلة تذكارية يمكنك شراؤها والتزين بها. في فنزويلا يجعلون من الفقر تاريخا باستخدام ثروات البلد ليجعلوا المجتمع أكثر غنى. وعندما يصبح أغلب العالم قائلا أن من المستحيل القضاء على مشكلة المتشردين في ستوكهولم، وإعادة بناء مترو أنفاق نيويورك، وإطعام وتعليم كل فرد في القارة الإفريقية، تفعل فنزويلا كل ذلك. النيوليبرالية هي نظام يقبض على ما هو ممكن لإيقافه ويقول عنه إنه أمر غير ممكن. ربما تكون اشتراكية القرن الواحد وعشرين هي أن تجعل الناس يحلمون بما هو مستحيل وتجعله ممكنا.

الرئيس التشيلي الاشتراكي سلفادور اليندي كان ماكينة أحلام في زمانه: حلم بلد أفضل في عالم أفضل متحدا مع انتخابات حرة ومزيد من إعادة التوزيع. هناك أشياء متماثلة؛ تبدو الثورة البوليفارية أنها تعمل وفقا لفكرة استهداف ديموقراطية مشاركة حقيقية. وهكذا، الشعب الفنزويلي أصبح قادرا على إدارة حقوقه اللبرالية بشكل مكثف، في انتخابات متعددة، ومن خلال برامج تنمية تزيد من وصول الشعب لحقوقه الاجتماعية. أحد أهداف اليندي كانت أن يستطيع كل الأطفال شرب اللبن كل يوم. تم الإطاحة باليندي في إنقلاب دموي عسكري، حيث لم تستطع الولايات المتحدة ولا البرجوازية المحلية تحمل انتخابات حرة تؤدي إلى إعادة توزيع بواسطة الناس الذين يطلقون على أنفسهم اسم اشتراكيين. أحد الاختلافات بين شافيز واليندي هي أن اليندي كان توا اشتراكيا عندما رشح نفسه للرئاسة؛ شافيز أصبح اشتراكيا في سياق ولايته كرئيس جمهورية.

شافيز أعلن نفسه اشتراكيا، ونادى باشتراكية مجددة، ودعا إلى التأمل في ما قد تكونه اشتراكية القرن الواحد وعشرين. ليس واضحا لماذا يريد شافيز التحدث حول الاشتراكية عندما يدبر فعلا إثارة انزعاج الولايات المتحدة إلى الدرجة التي ساعدوا فيها تمويل أحد الانقلابات ضده. لدى الناس الذين تحدثت معهم في فنزويلا آراء مختلفة. بعضهم خائف من أن ذلك سوف يولد انقلابا أكثر بأسا، وأن تجربتهم سوف تنتهي كما حدث في فنزويلا عام 73. الآخرون يعتقدون أن ذلك أمر هام ويزيد من وضوح الثورة البوليفارية.

الغير واضح في نداء شافيز هو ماذا تكون الاشتراكية كما نفهمها؟ فنزويلا ليست بلدا اشتراكيا، اقتصادها اقتصاد رأسمالي قائم على البترول وتربح البرجوازية الوطنية الكثير من الأموال بينما تتظاهر أنها الآن غير سعيدة. بالحديث إلى اليساريين القدامى والشباب في باريو 23 دي إنيرو بكراكاس كلهم قلقون من الخطب حول الاشتراكية والحديث عن خيبة الأمل الكبيرة فيما وصلت إليه البلاد الاشتراكية الحقيقية الآن. يقول أحد الشباب: "فشلت الاشتراكية في تلك البلدان، وإذا كانت تلك هي الاشتراكية فأنا لا أريدها، أنا أريد شيئا أفضل". من الواضح أن الاشتراكية في القرن الواحد وعشرين عليها أن تحل محل اشتراكية القرن العشرين مقدمة شيئا ما أفضل.

دعنا نلتقط مساحة منها: التضامن العالمي. فنزويلا بلد للمتوازيات والتضامن العالمي هو جزء من هذا التوازي. هناك بالتأكيد بعض السمات من اشتراكية القرون الماضية التي يجب أن نأخذ حذرنا منها. عدو عدوي صديقي، حقائق الشراكة التجارية المستترة، أن تهلل في كل مرة تدمي فيها الإمبراطورية دون تحليل كيف أصابها الجرح، وأن ترغم الناس على الاختيار بين أمرين – كما لو أنه ليس هناك احتمال آخر – كلها أمثلة على ذلك.

البلدان الاشتراكية السابقة، وحالة الحرب الباردة التي ولدت حالة مطلوب فيها من الناس أن يختاروا، وقد أسقط عنهم تعقيد الوضع ومفروض عليهم تبسيط للأمور زائد عن الحد – نحن أو هم – مثل هذه الطريقة في التفكير هي التي سادت. وهو ما ألفناه من إدارة بوش في الولايات المتحدة ومطالبتها العالم بأن يكون إما معهم أو ضدهم. في فنزويلا يدرك الناس على وعي بتعقيد المرحلة والتناقض الموجود فيها. جيل اليسار الشاب، الذي شب وترعرع ومارس السياسة في مرحلة ما بعد الحرب الباردة حيث الاختيار بين الشرق والغرب ليس مفروضا عليهم ولا يميلون إلى قبول فكرة أن شيئا ما هو "طيب" لأنه ليس "شرا".

المطالبة بالتضامن العالمي مع فنزويلا بواسطة تصويرها على أنها جنة على الأرض لا تفيد أي شخص.

في الحمام خارج قاعة المؤتمر، في بوليفار حيث جرت وقائع اللقاء الدولي للتضامن مع فنزويلا، قمت بتحية السيدة المسئولة عن نظافة الحمام والتي كانت تجمع الكتب المجانية عن الثورة البوليفارية التي كانت توزع على المساهمين في المؤتمر. نظرت إلى بابتسامة مهولة وقالت: "من الطيب أنك هنا، أنا أريد العالم أن يعرف أن الأمور هنا تتحسن إلى الأفضل". أشك في أن اللقاءات الدولية للتضامن مع فنزويلا تؤدي إلى حدوث ذلك. يتوالى انعقاد هذه المؤتمرات منذ ثلاث سنوات، اللقاء الأخير كان تنظيمه سيئا، دعوات في آخر لحظة وبرنامج لقاء فقير. طبقا للحضور السابقين لم يكن اللقاء الأخير أفضل كثيرا. لن يبلغ مسامع العالم شيئا لو أنك توقعت أن يشتري الناس تذاكر الطيران غالية الثمن للسفر إلى فنزويلا حتى يشاهدوا أفلاما وثائقية تستطيع أن تراها عند عودتك إلى بلدك، ورغم ذلك تلك الأفلام لا تترك سوى أثرا بسيطا على الرأي العام. الاشتراكية الجديدة يجب أن تعيد ابتداع أشكال التضامن الأممي.

عالمين بأخطار السقوط في المسارات القديمة، من الضروري أيضا تنوير الأفكار الإبداعية الجديدة، وإشاعة المبادرات العظمى. بخلق البديل البوليفاري للأمريكتين، تكون فنزويلا ق فتحت طريقا للحلم البوليفاري القديم بأمريكا لاتينية موحدة(ALBA). تلك المبادرة هي بديل لمبادرة منطقة التجارة الحرة للأمريكتين (ALCA)، الاقتراح الأمريكي للتجارة الحرة في النصف الغربي من الكرة الأرضية.

لم يستطع رئيس من رؤساء أمريكا اللاتينية أن يقوم بما قام به شافيز، رغم أن مبادرة منطقة التجارة الحرة في الأمريكتين (ALCA) مكروهة جدا على المستوى الشعبي في كل أمريكا اللاتينية، أدار شافيز ظهره للمبادرة الأمريكية وخلق مبادرته وأطلقها كأمر مواز.

مرة أخرى شافيز يبرهن على إمكانية المستحيل عندما أطلق مبادرته البديلة. غيرت الحركات عبر القارة أسماءها من حركات مناهضة للـ (ALCA) إلى حركات مناصرة للـ (ALBA). بديل أمريكا اللاتينية البوليفارية الموحدة هو أداة رائعة لحركات الجراس رووت (القاعدية) للضغط على زعمائهم الذين يدعون أنهم لا يملكون خيارا. لو حدث استفتاء على مستوى القارة على المبادرتين سوف يحقق نصرا ساحقا لبديل أمريكا اللاتينية البوليفارية الموحدة. بديل أمريكا اللاتينية البوليفارية الموحدة يقوم على تجارة عادلة أكثر منها تجارة حرة، لدى الشعب معرفة عالية بها وهي تكتسب شعبية في مناطق أوسع من المناطق التي يتم تطبيق البديل بها.

كم سمعنا مرارا عن ناس تريد اتفاقية تجارية العام الماضي؟ حدود الأمر تتبدل. ربما توفر اشتراكية القرن الواحد وعشرين للناس أدوات وأمثلة صالحة، بدلا من الإجابات الجاهزة والطرق الممهدة توا.

خلق أمريكا لاتينية موحدة ومتكاملة مع بعضها البعض كان حلما لكل زعماء أمريكا اللاتينية الكبار، من بوليفار المحرر، إلى جايتان، وتشي جيفارا واليندي. لم يحدث سابقا أن كانت القارة أقرب لصنع الحلم وتحويله إلى حقيقة مثل اليوم، ويرجع الفضل للشعوب وكفاحها المشترك معا.

رغم ذلك، التجارة مع فنزويلا ليست مؤهلا لأن تكون بلدا تقدميا. إيران بتوقيعها اتفاقية تجارية مع فنزويلا لم يجعل القمع والنقص الكلي للديموقراطية أقل رعبا عما هو عليه الآن في إيران. البرازيل والأرجنتين حليفتان مهمتان، ولكن ما زالت حقيقة أن البرازيل هي جزء من قوات الاحتلال في هاييتي، وأن الحكومة الأرجنتينية تقمع المصانع التي يديرها العمال. الاتفاقيات التجارية لا تجعل من البلدان بلدانا تقدمية. على اشتراكية القرن الواحد وعشرين أن تجعلها واضحة حقيقة أنك تستطيع أن تتاجر دون ادعاء الصداقة والتماثل.

قرأت على جدار في سيوداد جويانا: "Las paredes dejaran de hablar el dia que la prensa diga la verdad "، "سوف يتوقف الحائط عن الكلام في اليوم الذي تقول فيه وسائل الإعلام الحقيقة". يعرف الناس أنهم يتعرضون للغش، وثقتهم في وسائل الإعلام متدنية. بانطلاق إذاعة قناة تلفزيون أمريكا اللاتينية " " عديد من الخطوات تكون قد قطعت في الاتجاه الصحيح لتأسيس الثقة، ولخلق جدال سياسي في أمريكا اللاتينية وأن تكون أداة جوهرية في العملية السياسية لتربية الشعوب. ليست تلك هي الاشتراكية ولكنها خطوة عظيمة. إنها تغير حقيقي في علاقات السلطة.

كانت القنوات التلفزيونية الرسمية تعرض أفلام الكارتون ومباريات البيسبول بينما الرئيس شافيز مختطف والبلاد تقف على قدميها مقاومة ما يحدث أثناء الانقلاب الفاشل في ابريل 2002. أخبار القناة التليفزيونية التي كان يملكها مدبرو الانقلاب كانت تقول للناس أنهم سوف يمتلكون سريعا حريتهم وديمقراطيتهم، ولكن الناس ربما لم تكن قادرة على الاستماع؛ كانوا في الشوارع ليحاربوا من أجل الديموقراطية والحرية.

الاشتراكية هي كل شيء عن الديموقراطية والحرية، بالضبط نفس الكلمات التي تستخدمها إدارة بوش للتدخل مرات عديدة في شئون العالم. تأخذ النيوليبرالية الكلمات وتنزع منها معناها. لهذا ربما تهدف اشتراكية القرن الواحد وعشرين من أجل وقف إعطاء الكلمات وزنا أكبر من التغييرات الحقيقية التي تحدث. ماذا لو كان ليس مهما ما نسميها إياه؟

لو كان أني أكتب تعليقا قصيرا على اشتراكية القرن الواحد وعشرين في صفحة الانترنت بموقع الحكومة الفنزويلية لقلت: اشتراكية القرن الواحد وعشرين هي أن تبدأ في بناء مجتمعا أفضل من الأرض وتنهض به وتدع الأجيال القادمة التي سوف تعيش فيه أن تعطيه الاسم الذي يستحقه.

أمريكا فيراتسفالا

25 مايو 2005.



#أمريكا_فيراتسفالا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ??کخراوکردن و ي?کگرتووکردني خ?باتي چيناي?تي کر?کاران ئ?رکي ه ...
- عاش الأول من أيار يوم التضامن الطبقي للعمال
- اندلاع اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل أبيب ...
- الولايات المتحدة: اعتقال مئة من المتظاهرين المؤيدين للفلسطين ...
- اعتقال الشرطة الأمريكية متظاهرين في جامعة كولومبيا يؤجج الاح ...
- الحزب الشيوعي العراقي: معا لتمكين الطبقة العاملة من أداء دو ...
- -إكس- تعلّق حساب حفيد مانديلا بعد تصريحات مؤيدة لأسطول الحري ...
- انتشار التعبئة الطلابية ضد الإبادة الجماعية الإسرائيلية
- بيلوسي للطلبة المتظاهرين: انتقدوا إسرائيل كما شئتم لكن لا تن ...
- فرنسا: القضاء يوجه اتهامات لسبعة أكراد للاشتباه بتمويلهم حزب ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أمريكا فيراتسفالا - الاشتراكية في القرن الواحد وعشرين