أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حنان بديع - الخطوط الحمراء














المزيد.....

الخطوط الحمراء


حنان بديع
كاتبة وشاعرة

(Hanan Badih)


الحوار المتمدن-العدد: 1297 - 2005 / 8 / 25 - 09:55
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الخط الأحمر
اذا ما اعترفنا بأن أقوى الأسلحة على الاطلاق هي مفاتن المرأة .. فإننا لسنا بحاجة للاعتراف بأننا توقفنا طويلا أمام خبر قيام فنانة تشكيلية سوريه بخلع ثيابها في ساحة" واشانطن سكوبر بارك " ووقوفها عارية أمام وسائل الاعلام والسائحين،وقد كتبت على ظهرها باللغة العربية والإنجليزية عبارات تطالب بإيقاف الحرب في العراق وفلسطين .. وربما تمنى البعض لو كان الخبر أكثر تفصيلا وتصويرا..
لكنها خصلة دأبنا عليها..
أن نسارع الى بلع الأفكار ثم قبل هضمها نطلق اللعنات في كل الأحوال دون أن تخضع هذه الافكار والأخبار الى غربلة عقلية تمحيصية.
هذا ما فعلناه ونفعله دائما ونحن ممدون أمام أجهزة التلفاز نشاهد الفيديو كليب، هذا الفن الذي تلقفناه متأخرين منذ بدأه الغرب في أواخر السبعينات ونصر على أن نرى فيه وجه جديد للغزو الثقافي ومؤامرة لإعاقة التقدم وإفساد ثقافة المجتمع بأشكال اغترابية تعيدنا الى عصر الحريم، ونتجاهل أن هذه التقنية موجودة في المجتمعات الغربية منذ سنوات ولم تكن سببا للتخلف أو عائقا أمام التقدم العلمي او الانجازات العلمية.
هذا ما حدث .. ويحدث كلما صدمتنا أغنية شبابية هابطة أو مبتذله أو خبر صادم لتقاليدنا ومعاييرنا..
وهو ما حدث وتكرر مؤخرا في مواجهة خبر تعري الفنانة التشكيلية في واشنطن.
هذا الخبر وما تبعه من مقالات وتعليقات في الصحف المطبوعة والالكترونية والتي زادت عن الألف تعليق حيث كان الموضوع الأكثر قراءه ومتابعة..
فماذا علقوا قائلين؟
وما هي أهم التحليلات والنظريات التي تمعن في دوافع هذا التصرف الأحمق ؟
طبعا لم تكن هذه الفنانه المتظاهرة لتتوقع أن يشفع هدفها السامي دون تعرضها لهجمة واسعة لم يتعرض لها مثقف منذ زمن بعيد ..
أحدهم كتب بلغة عامية (اللي اختشوا ماتوا )
وأضاف أحدهم (أنها أرادت اظهار مفاتنها ليس الا وهي مدعاة للرذيلة )
وعلق آخر (أن العرى هو الارهاب بذاته) !
فيما بقي جمع من المثقفين مترفعا عن الرشق بالكلمات والاتهامات وارجع اهتمام الاعلام الغربي بالواقعة الى نظرية المؤامرة فلم يفعلوها الا نكاية بعقليتنا العربية التي تدعي ما ليس فيها وفي الغالب هي ليست سوى مأجورة لتشويه الصورة العربية!!
نحن بحاجة الى علم اجتماع خاص بعالمنا العربي..
وعلم نفس خاص بالعقلية العربية..
العقلية المضطربة التي تعاني من انفصام في الشخصية وتضخم الأنا ..
هذه العقلية التي تنتج كل مبررات المؤامرة على مجتمعاتنا الشرقية لسد الشعور بالنقص ازاء تهمشنا الحضاري..
لكن اذا كان التعري كنوع من الاحتجاج ليس بالأمر الجديد في التاريخ فما هو الجديد الذي فعلته هذه الفنانه العربية المغتربة بعد أن طلبت ألا يساء فهمها وهي تقوم بخطوة صادمه وغير متوقعه لتقول (لا للحرب) بطريقة فيها شيء من الفانتازيا .. أو على الأقل بطريقتها الخاصة كفنانه..
ما الذي فعلته هذه المرأة بتعبيرها الشاذ عن الألم النفسي أو برسالتها الجسدية الغاضبة ذات المضمون السياسي ؟
ألم يكن بامكانها أن تقول ما قالته بلافته ترسم أو تكتب عليها موقفها الرافض مرتديه ملابسها كاملة ؟
الم يكن بامكانها أن تصرخ وتتألم وتبكي على جدران لوحاتها في معرض تشكيلي مفترض ؟
وهل كانت ستصيب الهدف لو فعلت ؟
هل كانت وسائل الاعلام ستتناقل مضمون رسالتها بهذا القدر من الشغف والاهتمام ؟
المؤسف أن تظاهرها بهذا الشكل الفاضح الذي تخطت به الخط الأحمر لن يقدم أو يؤخر بل سيعيق تحركاتنا من أجل حرية المرأة العربية في شرقنا التعيس، حيث أسلوب هذه الفتاه غير مفهوم في عالمنا العربي ويتناقض مع رؤيتنا لمفهوم الجسد العاري، فهل هي امرأة عاهرة أم انسانه شجاعة ؟
وبعد أن فعلت وانتهى الأمر..
ما الذي حدث ؟
حدث أن حققت الهدف في واشنطن حينما جذبت أنظار وسائل الاعلام بلغة الجسد وهي لغة ملفته للانتباه في عرف الثقافة الغربية في مدينة احترفت الحرب احتجاجا على الحرب وبطريقة معيبة وقليلة الأدب وربما لا أخلاقية بالنسبة لثقافتنا الشرقية لكنها لم تكن سوى شماعتنا لنعلق عليها مبرراتنا في الهجوم، فنحن مجتمعات لا تشارك بالفعل بأي طريقة أو لغة لكن كلنا حماسة لكي نلعن صرختها الجريئة الوقحة بكل اللغات والألفاظ والشتائم.



#حنان_بديع (هاشتاغ)       Hanan_Badih#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة الكتابة
- هواية ذكورية أم فخ أنثوي


المزيد.....




- موسيقى كناوة، عندما تكسر النساء القاعدة
- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء سلسلة غارات إسرائيلية على مناطق ...
- تواصل العصابات تجنيد الاطفال رغم الأساليب الجديدة للشرطة
- المرأة التي ترعى 98 طفلا من ذوي الإعاقة
- “رابط فعال” خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت 2025 ...
- سحر دليجاني المعارضة الإيرانية: الحرب على إيران ليست دفاعًا ...
- أهم تدخلات وزارة شؤون المرأة خلال العام الأول لتولي حكومة د ...
- النساء لا يتملّكن.. مصريات محرومات من حيازة الأراضي الزراعية ...
- فارسين أغابكيان.. أول امرأة تقود الدبلوماسية الفلسطينية
- دراسة: تدمير آثار الملكة حتشبسوت لم يكن بسبب كونها امرأة


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حنان بديع - الخطوط الحمراء