أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عادل شكيب محسن - مدخل الى علم الاقتصاد ...















المزيد.....



مدخل الى علم الاقتصاد ...


عادل شكيب محسن

الحوار المتمدن-العدد: 4610 - 2014 / 10 / 21 - 13:39
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


مدخل الى علم الاقتصاد ...

كلمه الاقتصاد هي في الاصل كلمه يونانيه تعني اداره المنزل او التدبير المنزلي. فمن مسؤوليات رب الاسره ان يحدد
العمل الملائم لكل فرد من افراد اسرته بما يتناسب مع قدرته ورغبته ومصلحه العائله ككل, ومع الاخذ بعين الاعتبار
المحددات التي يمكن ان تحد من عمل افراد الاسره بسبب عدم توفر الموارد او الامكانيات الكافيه. فعلى سبيل المثال
على رب الاسره ان يحدد من يقوم باعداد طعام الغداء ومن يذهب الى السوق لشراء الخضار ومن يقوم بترتيب المنزل
ومن ينظف حديقة المنزل ومن ممكن له مشاهده التلفاز. هنا ملاحظة مسؤوليه رب الاسره بتوزيع العمل على افراد
اسرته بقصد تنظيم العمل حتى يتم تخديم امور المنزل من ترتيب وتنظيف وتسوق واعداد للطعام.
اذا وسعنا الدائره من الاسره الى المجتمع ككل. فالمجتمع ايضا بحاجه الى توزيع للعمل فيه بقصد تحقيق اكبر منفعه
ممكنه لافراده, فيجب ان يكون هناك اشخاص يعملون بالزراعه واشخاص يصنعون الاثاث واخرون يعملون في مجال
البناء والتعليم والصحه وغيرها العديد من الاعمال المطلوبه لخدمه المجتمع. لكن السؤال هنا, من يستطيع ان يحدد حاجات
المجتمع؟؟ ومن يستطيع ان ينظم توزيع افراد المجتمع للعمل فيما يحقق مصالح المجتمع بالقدر الممكن وبقصد تحقيق
اكبر منفعه ممكنه مع الاخذ بعين الاعتبار محدوديه الموارد المتاحه للاستخدام؟؟ الاجابه على هذا السؤال ستأتي لاحقاً
من خلال فهمنا لعلم الاقتصاد, وهذا هو الغرض من هذه الدراسه.
بدايةً دعونا نتعرف على معنى محدوديه الموارد. فمن المعلوم بان كل شخص يرغب في ان يملك منزلاً فاخراً وسياره
حديثه وجهز كمبيوتر بمواصفات عاليه وموبايل حديث ويقوم بجوله حول العالم ويطوف البحار بيخته الخاص ويكون
صاحب شركه ضخمه ويمضي الكثير من وقته في الاستجمام والسياحه. ايضا كل شخص يتمنى ان يعيش حياة طويله
بعيداً عن المشاكل ويدرس في اعرق الجامعات ويستمتع بالموسيقى ويشاهد البرامج التلفزيونيه ويمارس رياضته
المفضله كل صباح, ويجتمع مع رفاقه في المساء. كل هذه الاشياء امور يرغب بها كل شخص منّا, لكن هل يوجد اي
شخص يمكن له ان يملك كل هذه الاشياء معاً ؟؟ هل بامكانك ان تدرس في الجامعه وتقوم برحله حول العالم في نفس
الوقت؟؟ هل لديك المال الكافي لتشتري كمبيوتر بمواصفات ممتازه وموبايل حديث؟؟ هل تستطيع ان تكون رجل اعمال
ناجح ومعظم وقتك تمضيه مع اصحابك وفي السياحة والاستجمام؟؟ الجواب على هذه الاسئله هو ان ما تريد ان تحصل
عليه محكوم دوماً بمقدار دخلك وبسعر الشيء الذي ترغب في شرائه, بالاضافة الى ان الوقت هو شيء ثابت ومحدد بـ
42 ساعه في اليوم, فلن تستطيع ان تعمل من يومك 53 ساعه حتى تتمكن من القيام بالعديد من الامور مثل العمل
والسفر والسياحه في نفس اليوم. ايضا المجتمع لن يستطيع تأمين جميع حاجات افراده لان هذه الحاجات تحتاج الى دخل
كاف لتأمينها, ومن المعلوم بان كل مجتمع لديه دخل محدود. أضف الى ذلك محدوديه او ندره الموارد المتاحه للانتاج
في المجتمع تجعل منه ايضا عاجزاً عن انتاج جميع حاجات الافراد من السلع والخدمات المتنوعه بشكل كافٍ. ومن هنا
جاءت اهميه كلمه الندره (scarcity) في الدراسات الاقتصادية بما تعنيه من محدوديه الموارد المتاحه في المجتمع لانتاج
جميع حاجات افراده بشكل كافٍ. وايضا جاءت فكره اتخاذ القرار من خلال التفاضل بين الاشياء واختيار الشيء الممكن
والذي يحقق اكبر منفعه متوقعه. فنحن لا نستطيع ان نملك كل شيء, فعلينا ان نفاضل بين الاشياء ونختار ما يلاؤمنا
بحسب مقدرتنا المحدوده بالدخل وبالسعر وغيرها من العوامل التي تدخل في صناعه القرار.
بناءاً على فكره ندره الموارد واتخاذ القرار وبناءاً على التفاضل ما بين الاشياء المطلوبه ظهر دور علم الاقتصاد كعلم
يدرس كيف يمكن للمجتمع والافراد ادارة هذه الموارد النادره واتخاذ القرار الافضل بقصد تحقيق اكبر منفعه ممكنه.
لذلك ترى علماء الاقتصاد مهتمين بدراسه حاجات الناس واساليب تلبيتها. ايضا يمكن لك ان ترى العديد من الدراسات
التي تعكس اهتمام الاقتصاديين في دراسه العلاقه ما بين العرض والطلب, اضافه الى دراسات عديده حول تحديد
اسعار السلع والخدمات وتحديد الاساليب الافضل لتحقيق اكبر انتاجيه ممكنه بما يحقق مصالح المنتج والمستهلك. اضافه
الى ذلك, تبقى الدراسات التي تتناول محددات وعوامل النمو الاقتصادي مثل التضخم والبطاله والنمو السكاني والتجاره
الخارجيه والسياسه الماليه والنقديه وغيرها الكثير من العوامل من اكثر الدراسات اهميه في توصيف الوضع
الاقتصادي العام وتحديد المشاكل الاقتصاديه في المجتمع واقتراح الحلول الملائمه لها بحسب ظروف كل مجتمع.

محددات اتخاذ القرار:
يجب ان تعلم اولاً بانه لا يوجد شيء بالحياة يأتي مجاناً, فدوماً هناك شيء يجب ان تضحي به حتى تحصل على ما
تريد. على سبيل المثال, اذا اردت ان تختص في دراسة الاقتصاد فلن تستطيع ان تجد الوقت الكافي حتى تختص في
دراسه الكيمياء مثلاً, لان وقتك سيكون مشغول في دراسه الاقتصاد, ففي هذه الحاله انت ضحيت بدراسه الكيمياء مقابل
دراستك للاقتصاد. واذا اردت ان تدرس الكيمياء والاقتصاد معاً, فكل ساعه دراسه تمضيها في دراسه الكيمياء هي في
الحقيقه تضحية منك مقابل ساعه دراسه للاقتصاد. ايضأ اذا قررت دخول الجامعه لمتابعة تعليمك فهذا يعني بان وقتك
سيكون مشغول بالدراسه مما يجعلك تفقد الكثير من الوقت لمشاهدة التلفاز والسفر والعمل, مما يعني بانك ضحيت
بمشاهدة التلفاز والسفر والعمل مقابل اكمال دراستك في الجامعه.
كذلك الحال بالنسبة لرب الاسره, فهو المسؤول عن تلبيه حاجات الاسره وعن ادارة الدخل الوارد للاسره. ومن المعلوم
بان الدخل الوارد هو مبلغ محدود يجب على رب الاسره ان يوزعه بالشكل الامثل لتحقيق اكبر منفعه ممكنه. فهنا على
رب الاسره ان يقرر على سبيل المثال, اما ان يشتري سلع وخدمات تخدم الاسره او ان يحتفظ بجزء من هذا الدخل
لتعليم الاولاد في المستقبل. في هذه الحاله كل مبلغ يصرف في شراء سلع وخدمات هو في الحقيقه مقتطع من المبلغ
الممكن الاحتفاظ به لتعليم الاولاد في المستقبل, وكل مبلغ يحتفظ به لتعليم الاولاد في المستقبل هو مقتطع من المبلغ
الذي يمكن استخدامه في شراء السلع والخدمات التي تحتاجها الاسره. ففي هذه الحاله ايضا يمكن ملاحظه التضحيه
بشراء السلع والخدمات او التضحيه بالاحتفظ بمبلغ من المال لتعليم الاولاد بالمستقبل عند اي قرار يتم اتخاذه من قبل
رب الاسره.
وبالنظر الى المجتمع بشكل اوسع, فلكل مجتمع رصيد محدود من المال يمكن استخدامه في تلبيه حاجات افراد المجتمع
المتنوعه والمتعدده. فلو اعتبرنا بان المجتمع مكون في قطاعين فقط هما قطاع الصناعه والصحه, فكل مبلغ ينفق على
قطاع الصحه هو بالحقيقه مقتطع من المبلغ الذي كان من الممكن ان يكون من نصيب قطاع الصناعه, وبالوقت عينه اي
مبلغ يدفع على قطاع الصناعه هو ايضا مقتطع من المبلغ الذي كان من الممكن ان يدفع على قطاع الصحه. فهنا نرى
بان اي قرار يتم اتخاذه في دفع المال على قطاع الصحه يقابله تضحيه تتمثل في عدم تحويل هذا المبلغ لقطاع الصناعه,
وكذلك الحال بالنسبه لاي مبلغ يدفع على قطاع الصناعه هو بالحقيقه تضحيه بالمبلغ الذي كان من الممكن ان يدفع على
قطاع الصحه.
من خلال الامثله السابقه يمكن ملاحظه ان اي قرار يتخذ من الفرد او الاسره او المجتمع يهدف الى تحقيق اكبر منفعه
ممكنه مقابل التخلي عن شيء ما في المقابل. بما يعني لاتخاذ القرار يجب ان يكون هناك تكلفه تدفع من قبل متخذ القرار
تتمثل في قيمه الشيء الذي تم التخلي عنه مقابل الحصول على شيء اخر, وهذا ما يسمى بتكلف الفرصه البديله
(opportunity cost). فعلى سبيل المثال اذا قررت الدراسه في الجامعه فانك لن تستطيع ان تعمل, فبذلك انت خسرت
الاجر الذي يمكن ان تحصل عليه لو انك كنت تعمل بدلا من ان تكون طالبا في الجامعه. فهنا قيمه الاجر الذي خسرته
مقابل اكمال دراستك الجامعيه يمثل تكلفه الفرصه البديله لقرارك باكمال دراستك الجامعيه بدلا من العمل. اي ان تكلفه
الفرصه البديله هي قيمه الشيء الذي تم التخلي عنه مقابل الحصول على شيء اخر. مع ملاحظه ان هناك العديد من
العوامل التي تدخل في تحديد قيمه الفرصه البديله منها على سبيل المثال محدوديه الدخل والمنفعه المتوقعه والظروف
التي تحكمنا عند اتخاذ اي قرار ويمكن لهذه الظروف ان تكون ظروف اجتماعيه او اقتصاديه او سياسيه.

أهم سؤال يشغل فكر الباحث الاقتصادي:
ماذا وكيف ومن اجل من يتم انتاج السلع والخدمات؟
من خلال هذا السؤال يحاول الاقتصاديين التعرف على ما هي السلع والخدمات التي يمكن انتاجها بما يحقق اكبر منفعه
للمجتمع في ضوء تنوع الانتاج واختلاف مصادره على مستوى العالم. فهل يجب زيادة الانتاج الصناعي او الزراعي او
يجب الاهتمام اكثر في انتاج الخدمات. ايضا يبحث الاقتصاديون في كيفيه انتاج هذه السلع والخدمات من خلال استخدام
عوامل الانتاج المتاحه. اما عوامل الانتاج فيتم توزيعها الى اربع فئات:
1. الارض: هي الموارد الطبيعية التي يتم استخدامها في الانتاج, يمكن لهذه الموارد ان تكون النفط او المياه او
الغاز او الرياح او القطن او الفحم او الغابات او الثروه الحيوانيه.
2. العمل: هو الوقت والجهد الذي يبذله العمال في انتاج السلع والخدمات, ويمكن لهذا الجهد ان يكون جهد جسدي
او جهد فكري.
3. راس المال: يشمل الالات والمعدات والادوات والمباني وغيرها من المكونات التي يتم استخدامها في العمل
بغرض انتاج السلع والخدمات. هنا يجب التمييز بين راس المال المالي وراس المال المادّي. راس المال المالي
يشمل النقود والاسهم والسندات, ويلعب دور اً مهم في تمويل المشاريع لشراء الالات والمكنات التي يتم
استخدامها في انتاج السلع والخدمات, لكن بما ان راس المال المالي لا يستخدم بشكل مباشر في انتاج السلع
والخدمات مثل الالات والمعدات فلا يعد من مصادر الانتاج.
4. ريادة الاعمال: تعني تنظيم استخدام عوامل الانتاج السابقه (الارض والعمل وراس المال) بقصد تحقيق اكبر
منفعه ممكنه من انتاج السلع والخدمات.
ايضا يهتم الاقتصاديين بدراسه لمن يتم انتاج السلع والخدمات. دخل الفرد هنا يعد من اهم العوامل الرئيسيه التي تحدد لمن
يتم توجيه المنتج من السلع والخدمات, فالاشخاص اصحاب الدخل العالي لديهم المجال الاوسع في اختيار السلع
والخدمات التي يستطيعون شرائها, بينما الاشخاص اصحاب الدخل المحدود فيضيق هذا المجال عليهم بعدد محدود من
السلع والخدمات التي يستطيعون شرائها.

التفكير الاقتصادي:
لمعرفة كيف يفكر الاقتصادي يجب ان ناخذ في الحسبان بأن هناك 6 قواعد او افكار رئيسيه يعتمدها الاقتصادي
كمباديء له في التفكير. هذه الافكار هي:
1. الاختيار في الحقيقه هو مقايضة شيء بشيء اخر.
لاننا نواجه مشكله الندره التي لا تسمح لنا في امتلاك كل شيء, علينا ان نختار شيء من بين عدّة اشياء متاحه
لنا. فيمكن لك على سبيل المثال ان تكمل دراستك الجامعيه او تدخل سوق العمل. طبعاً لا يمكنك ان تدرس
بالجامعه وتعمل في نفس الوقت. هنا لديك الحريه الكامله في اختيار الدراسه او العمل. اذا اخترت الدراسه
فانت قد تخليت عن العمل, واذا اخترت العمل فتكون قد تخليت عن خيار الدراسه. من هنا يمكن ان نقول بان
أي خيار ستتخذه هو بالحقيقه يقابله التخلي عن خيارات اخرى متاحه لك. هذا ما يمكن تسميته بالمقايضه.
فالمقايضه تعني الحصول على شيء مقابل التخلي عن شيء اخر. فعندما اخترت اكمال دراستك الجامعيه
فانت بالحقيقه قمت بعمليه مقايضه ما بين الدراسه او العمل, ومن ثم ضحيت بالعمل مقابل حصولك على
فرصه اكمال دراستك الجامعيه.
2. يتم الاختيار (الاختيار الرشيد) اعتمادا على المقارنه ما بين المنفعه والتكلفه.
عند اتخاذ أي قرار يتوجب عليك المقارنه ما بين التكلفه التي ستدفعها والمنفعه التي ستحصل عليها. إلّا ان
الاختيار الرشيد يقوم على اختيار الشيء الذي يحقق لك اكبر منفعه باقل تكلفة ممكنه. فعلى سبيل المثال اذا
اردت شراء سيارة ولديك الخيار ما بين السياره A اوالسياره B. السياره A والسياره B لديهما نفس المواصفات
الرئيسيه التي تهتم لها, لكن السياره B لديها بعض الميزات الاضافيه مثل فتحه سقف ومقاعد جلد طبيعي
وغيرها من الميزات التي انت تعتبرها ميزات ثانويه, اما السياره A فمصروفها للوقود اقل من مصروف
السياره B ونفس السعر للسيارتين A و B. فالاختيار الرشيد هنا هو شراء السياره A لانها تحقق لك المنفعه
التي تريدها من خلال امتلاك السياره A للمواصفات التي تهمك وبنفس الوقت اختيار السياره A يحقق لك اقل
تكلفه ممكنه لان استهلاكها للوقود اقل من استهلاك السيارة B.
3. المنفعه تعني ما يمكن اكتسابه بعد الحصول على شيء ما.
يتم تحديد المنفعه من خلال المفاضله بين عدّة خيارات واختيار الشيء الذي يحقق للشخص المصلحه الاكبر.
اذا كان الجو حار فستفضل ان تشرب العصير البارد بدلا من الشاي الساخن, فالعصير البارد سيحقق لك
المنفعه الاكبر في الجو الحار مقارنه بالشاي الساخن. اما لو كان الجو بارد فستفضل الشاي الساخن على
العصير البارد.
4. التكلفه تعني ما يجب التخلي عنه للحصول على شيء ما.
يتم قياس التكلفه من خلال مفهوم تكلفه الفرصه البديله. كما ذكرنا سابقاً, تكلفه الفرصة البديله تعني قيمه
الشيء الذي تم التخلي عنه مقابل الحصول على شيء ما. اذا قررت ان تكمل دراستك الجامعيه فانت ستحتاج
لشراء مستلزمات الدراسه من كتب واوراق وجهاز كمبيوتر وغيرها من الاشياء, ايضاً انت لن تستطيع العمل
خلال فتره الدراسه, اذا ستخسر الدخل الذي كان من الممكن تحقيقه بالعمل, ايضا لن يكون لديك الوقت الكافي
للسفر والخروج مع الاصدقاء. كل هذه الاشياء (قيمة مستلزمات الدراسه والدخل الممكن تحصيله من العمل
المفترض والوقت الذي لن تستطيع ان تمضيه مع اصدقائك وبالسفر) يمثل التكلفه التي ستدفعها مقابل اكمال
دراستك الجامعيه. أي انك ضحيت بكل هذه الاشياء مقابل الدراسه.
5. معظم الخيارات تعتمد على هامش التكلفه والربح.
ليس دائما خيارنا اما كل شيء او لا شيء. يبقى هناك دائما هامش للمفاضله لدينا. فليس كل شيء ابيض او
اسود. هناك دوما لون رمادي ما بين اللونين. اذا ما قررت اكما دراستك الجامعيه, هذا لا يعني انك لن تستطيع
تخصيص أي وقت لتمضيه مع اصدقائك. بل سيكون هناك بعض الوقت الذي ستحتاج ان تمضيه مع
اصدقائك. لكن عليك ان تقرر كم من الوقت يجب ان يخصص لكل نشاط (الدراسه من جهة والخروج مع
الاصدقاء من جهة اخرى), هنا عليك ان تقارن ما بين المنفعه الاضافيه التي يمكن تحصيلها من ساعات
اضافيه من الدراسه مع التكلفه التي ستدفعها بالمقابل من خلال تقليل عدد ساعات خروجك مع الاصدقاء. في
هذه الحاله انت تعتمد على هامش الربح او التكلفه في اتخاذك للخيار. اما هامش الربح (marginal benefit )
فيعني العائد الذي يمكن تحقيقه من خلال زيادة النشاط. فهامش الربح لديك من خلال دراسه عدد من الساعات
الاضافيه قبل الامتحان هو تحصيل درجه اعلى في الامتحان. فالدرجه التي ستحصلها نتيجه هذه الساعات
الاضافيه من الدراسه تمثل هامش الربح عندك. اما هامش التكلفه (marginal cost) في هذه الحاله فهو انك
لن تستطيع ان تمضي هذه الساعات الاضافيه (التي ستمضيها في الدراسه) مع اصدقائك. حتى تتخذ القرار ما
بين ساعات اضافيه من الدراسه او الخروج مع اصدقائك هنا سيكون لديك المفاضله ما بين هامش الربح
وهامش التكلفه في اتخاذ القرار. اذا كان هامش الربح اعلى من هامش التكلفه عليك ان تدرس عدة ساعات
اضافيه. اما اذا كان هامش التكلفه اعلى من هامش الربح, فانت لا تحتاج الى ان تدرس عدد اضافي من
الساعات وتضحي بالوقت الذي ستمضيه مع اصدقائك.
6. الخيارت تستجيب للحوافز.
ان طبيعه الانسان تقوم على اساس تحقيق المصلحه الشخصيه. فكل شخص يسعى الى تحقيق مصلحته
الشخصيه بمختلف الطرق المتاحه بهدف تحقيق اكبر منفعه ممكنه بالاعتماد على رؤية هذا الشخص للمنفعه
الممكن تحقيقها. طبعاّ هذا لا يعني بان الاهتمام بتحقيق المصلحه الشخصيه هو انانيه, بل هي غريزه موجوده
في كل انسان منذ ولادته. اعتمادا على فهم المصلحه الشخصيه كدافع رئيسي عند كل شخص لاتخاذ اي قرار,
درس الاقتصاديون السلوك الشخصي للاشخاص وبشكل اوسع للمجتمع. فبالاعتماد على فهم مبدأ تحقيق
المصلحه الشخصيه, يمكن التنبوء بخيارات الشخص المستقبليه من خلال النظر على الحافز الذي سيساهم في
دفع هذا الشخص لاتخاذ القرار الذي يضمن له تحقيق اكبر مصلحه شخصيه ممكنه. بشكل عام الناس يقبلون
الخيارات التي تحقق لهم هامش ربح اكبر من هامش التكلفه, ويرفضون الخيارات التي تكون فيها هامش
التكلفه اكبر من هامش الربح.

الاقتصاد علم قائم بحد ذاته:
الاقتصاد هو احد فروع علم الاجتماع الذي يجمع ما بين العلم والفن, وهو مثله مثل باقي العلوم الاخرى يهتم بدراسه
العلاقه ما بين السبب والنتيجه, اضافه الى اهتمامه بتقديم الاقتراحات الملائمه والتي يمكن ان تكون حلّا للظاهرة او
المشكله محل الدراسه. اذ يهتم علم الاقتصاد بدراسه الظواهر والمشاكل الاقتصاديه من خلال دراسه وتحليل اسبابها
واثارها على الاقتصاد والمجتمع, ومن ثم يضع الاقتراحات الملائمه لحل هذه المشاكل. فظاهره البطاله على سبيل
المثال من المشاكل الاقتصاديه التي نالت قسطاً وافر اً من جهد الاقتصادين لدراسة اسباب واضرار البطاله على
الاقتصاد والمجتمع بالاضافه الى اقتراح العديد من السياسات الممكن اتخاذها من قبل الدوله والمجتمع للحد من نسبه
البطاله. ايضا دراسه الوضع الاقتصادي القائم وتحليله وتقديم المقترحات التي يمكن ان تكون سياسه مستخدمه لتحسينه
والارتقاء به من الامور محل الدراسه والاكثر اهمية بالنسبه لعلم الاقتصاد. يهتم علم الاقتصاد ايضاً بدراسه الاقتصاد
العالمي بشكل عام من خلال تحليل الواقع الاقتصادي العالمي ومن ثم وضع الاقتراحات التي تساهم في خلق سياسه
قادره على تحسين الوضع الاقتصادي العالمي والانتقال به الى اقتصاد يحقق المصلحه الاكبر لمختلف البلدان. نظريات
التجاره الخارجيه والاستثمار الاجنبي على سبيل المثال دليل واضح على دور علم الاقتصاد في تحليل الاقتصاد العالمي
ووضع المقترحات التي تساهم في وضع السياسات الداعمه له.
من المعروف بان لكل علم لغته الخاصه به, فلعلم الجبر لغه تختلف عن علم الهندسه, ولعلم الفيزياء لغته الخاصه به,
ولعلم الكيمياء ايضا لغه خاصه به ومختلفه عن باقي لغات العلوم الاخرى. كذلك الحال بالنسبة للاقتصاد. فهو علم قائم
بحد ذاته وله لغته الخاصه به, ولتكن اقتصادي ناجح عليك ان تتقن هذه اللغه بما تحويه من مصطلحات ومفاهيم قد لا
يدركها الغير مختص, اضافه الى المصطلحات العامه التي نقرؤها كل يوم في الجرائد وفي نشرات الاخبار. من هذه
المصطلحات العامه على سبيل المثال: معدل التضخم, معدل البطاله, سعر الصرف واسعار الاسهم والسندات وما الى
ذلك من مصطلحات اقتصاديه متداوله بشكل عام.
إلّا أن الباحث الاقتصادي لا يحتاج الى انابيب اختبار او مجهر ليقوم بدراسه الاقتصاد العالمي او لمعرفه تاثير سعر
الصرف على التجاره الخارجيه او مدى اهميه راس المال البشري في تحسين الوضع الاقتصادي. بل يعتمد الباحث
الاقتصادي على نظريه يقوم بدراسة مدى صحتها من خلال جمع بيانات وتحليل هذه البيانات احصائيا للتوصل الى
نتائج تفضي الى قبول او رفض النظريه. فمثلا يمكن ملاحظه ان التضخم يزداد مع زيادة الكتله النقديه المتداوله في
السوق. فهذه تبقى نظريه تفترض ان زيادة الكتله النقديه المتداوله تعد من مسببات التضخم. فلدراسه هذه النظريه يتم
جمع وتحليل البيانات ذات الصله بالعلاقة ما بين التضخم وحجم الكتله النقديه المتداوله من عدة دول, وعلى ضوء
النتائج يتم تاكيد صحه او بطلان النظريه. ايضاً من خلال النظر للعلاقه ما بين سعر النفط والنمو الاقتصادي, يمكن
ملاحظه ان ارتفاع سعر النفط يؤثر سلبا على اقتصاديات الدول المستورده للنفط وله تاثير ايجابي على الدول المصدره
للنفط. هنا ياتي دور الدراسات الاقتصاديه التي تعتمد على تحصيل وتحليل البيانات المتعلقه بسعر النفط والنمو
الاقتصادي في البلدان المصدره والمستورده للنفط, ومن خلال نتائج التحليل الاحصائي الذي يتم باستخدام العديد من
البرامج الاحصائيه سيتم معرفه ما اذا كانت الفرضيه صحيحه او غير صحيحه.
بشكل عام يمكن تلخيص الخطوات التي يقوم بها أي باحث اقتصادي في أي دراسه اقتصاديه يقوم بها للتاكد من صحه
النظريه المفترض دراستها بالخطوات الخمس التاليه:
1. تحديد النظريه محل الدراسه.
2. تحديد متغيرات الدراسه.
3. وضع النموذج الاقتصادي التي سيخضع للدراسه الاحصائيه بالاعتماد على المتغيرات التي تم تحديدها في
الخطوه السابقه.
4. تحليل البيانات احصائياً باستخدام برنامج احصائي يفي بالغرض.
5. شرح نتائج تحليل البيانات لمعرفه ما اذا كانت النتائج توافق او تخالف النظريه محل الدراسه.
لشرح الخطوات السابقه سنفترض بانك تريد دراسه العلاقه ما بين سعر النفط والنمو الاقتصادي في دوله مستورده
للنفط مثل اليابان. فستكون خطوات الدراسه كما يلي:
1. النظريه هنا هي ان ارتفاع سعر النفط يؤثر سلبا على النمو الاقتصادي في اليابان.
2. متغيرات الدراسه هي: سعر النفط العالمي, والناتج المحلي الاجمالي في اليابان كمؤشر على النمو الاقتصادي
في اليابان.
3. النموذج الاقتصادي هنا سيكون بشكل معادله خطيه تظهر مدى تأثر الناتج المحلي الاجمالي الياباني بسعر
النفط: الناتج المحلي الاجمالي = ب + ج (سعر النفط العالمي)
4. يتم ادخال البيانات على برنامج الاحصاء المستخدم وفق النموذج الاحصائي المعتمد لتحليل البيانات احصائيا.
5. بعد الحصول على نتائج التحليل الاحصائي سنعرف اذا ما كان سعر النفط يؤثر سلبا على الناتج المحلي
الاجمالي في اليابان فعندها سنتأكد من ان النظريه محل الدراسه صحيحه. اما اذا كانت النتيجه غير ذلك
فسنفترض بان تطبيق هذه النظريه غير صحيح على الحاله اليابانيه.
لكن السؤال هنا, اذا كان جميع الاقتصاديين يستخدمون نفس المنهجيه والاسلوب في التفكير الاقتصادي من خلال دراسه
وتحليل الظواهر او المشاكل الاقتصاديه واقتراح السياسات الكفيله بحل هذه المشاكل او الارتقاء بالوضع الاقتصادي
القائم لما هو افضل, فلماذا كثيرا ما نرى اختلافاً او حتى تناقض اً في اراء وتفسيرات هؤلاء الاقتصاديين لبعض المشاكل
او الظواهر الاقتصاديه محل الدراسه؟؟ على سبيل المثال قد يكون التضخم عامل ايجابي على النمو الاقتصادي بالنسبه
لبعض الاقتصادين الذين يرون فيه دافع للمنتجين لزيادة انتاجهم بقصد تحقيق الربح الاكبر, مستفيدين من زيادة
الاسعار, وفي نفس الوقت نرى في التضخم عامل سلبي على النمو الاقتصادي بالنسبه للبعض الاخر من الاقتصاديين
الذين يرون فيه كابح لقدره الناس على الشراء بسبب ارتفاع الاسعار مما يضعف من الدخل العائد على المنتجين ويحد
من رغبتهم او قدرتهم على زيادة وتحسين انتاجهم بسبب قله حجم مبيعاتهم مع ارتفاع الاسعار. ايضا يمكن ان نرى
الاختلاف جلياً بين الاقتصاديين حول مسأله سياسه الحكومه في فرض الضرائب. بعض الاقتصاديين يفترضون بان
الضريبه يجب ان تفرض على كميه الاستهلاك, بينما اقتصاديون اخرون يرون بان الضريبه يجب ان تفرض على
مقدار الدخل. فمن يفترض بان الضريبه يجب ان تفرض على كميه الاستهلاك دون الدخل يرى في ذلك حافز للافراد
على تخفيض حجم استهلاكهم واستثمار الكميه المتبقه والغير مستهلكه من الدخل مما ينعكس ايجابا على الاقتصاد
المحلي, اما من يفترض بان الضريبه يجب ان تفرض على الدخل فيرى في ذلك نوع من العداله الاجتماعية الاكبر في
تحديد كميه الضريبه, كما انه يخالف من يقول بان انخفاض الاستهلاك قد يعني بالضروره زياده في حجم الاستثمار,
فيمكن لهذا المال ان يتم ادخاره من خلال شراء الذهب او الاشياء الثمينه وفي هذه الحاله يكون قد تم تجميد هذا المبلغ
من المال دون الاستفاده منه في الاستثمار, لكن في حال تم انفاق هذا المبلغ المدخر من المال على شراء السلع
والخدمات فسيكون هناك عائد اكبر على المنتجين, مما يحفزهم على زيادة وتحسين انتاجهم, مما ينعكس ايجابا على
الاقتصاد المحلي. ايضا العولمه تعد من مواضيع الخلاف العميق بين الاقتصايين, فبعضهم يرى بالعولمه وسيله لغزو
الاسواق المحليه من قبل الشركات الكبيره في العالم مما يشكل ضرر كبير على الاقتصاد المحلي لعدم قدرة الصناعه
المحليه على منافسه هذا الشركات الكبيره, وبعض الاقتصاديين يرون في العولمه وسيله لتطوير وتحسين الاقتصاد
المحلي من خلال التعامل والاستفاده من خبرات الشركات الكبيره والدول الصناعيه المتقدمه. ناهيك عن الاختلاف
الجذري ما بين الاقتصاديين الذين يؤيدون الفكر الراسملي والذين يؤيدون الفكر الاشتراكي. فاصحاب الفكر الاشتراكي
يرون الحل الوحيد في تحسين الاقتصاد العالمي هو الاشتراكيه ,اما الراسماليه فهي عدوة الانسانيه والتطور, اما
اصحاب الفكر الراسمالي فيرون بالاشتراكيه الفكر الذي لا يمكن له ان يرتقي بالاقتصاد العالمي بسبب غياب الحوافز
والمرونه والقدره الكافيه التي يتمتع بها النظام الراسمالي. اعتماداً على ما سبق, يمكن تلخيص الاجابه عن سبب هذه
الخلافات في اراء الاقتصاديين في نقطتين رئيسيتين:
1. الاختلاف في تشخيص وفهم وتحديد طبيعه ومسببات الظواهر او المشكله الاقتصاديه. فلكل شخص وجه نظره
القائمه على مدى وكيفيه استيعابه وملاحظته ورؤيته للوضع الاقتصادي بشكل عام وللظاهره الاقتصادية محل
الدراسه بشكل خاص.
2. الاختلاف في فهم الظواهر او المشاكل الاقتصاديه يؤدي بالضروره الى اختلاف في النتائج والسياسات
المقترحه لحل هذه المشاكل او تفسير الظواهر الاقتصاديه القائمه او اقتراح الافكار التي تؤدي الى الارتقاء
بالاقتصاد بشكل عام.

علاقه علم الاقتصاد بالعلوم الاخرى:
كما ذكرنا سابقا, الاقتصاد هو علم يهتم بدراسه حاجات الناس وطرق تلبيتها, مع الاخذ بعين الاعتبار ندرة الموارد
المتاحه لتلبيه الحاجات المتزايدة للناس. اضف الى ذلك, علم الاقتصاد هو علم يقوم على دراسه وتحليل الظواهر
والمشاكل الاقتصاديه ومن ثم تقديم الاقتراحات الملائمه لحلّها, مما يساعد الحكومات في رسم سياساتها على المدى
الطويل والقصير الاجل لتحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي للمواطنين. ويرتبط علم الاقتصاد بالعديد من العلوم
الاخرى مثل علم الاجتماع والسياسه والتاريخ وعلم النفس والرياضيات والاحصاء.
جاء ارتباط علم الاقتصاد بعلم الاجتماع من خلال دراسه الاقتصاد لحاجات المجتمع من السلع والخدمات وطرق تلبيتها,
بالاضافه الى دراسة العديد من المشاكل والظواهر الاقتصاديه التي تعد مشاكل اجتماعيه ايضا, مثل مشكله البطاله
وتحسين المستوى المعيشي للافراد على سبيل المثال.
اما ارتباط الاقتصاد بالسياسه فيظهر من خلال اعتماد كل حكومه في اي بلد على خطة اقتصاديه واضحه تهدف الى
تحقيق اعلى دخل قومي ممكن واستخدامه فيما يحقق اكبر منفعه تعود بالارتقاء وتحسين الوضع العام للدوله بشكل عام.
اضافه الى ذلك, كثير من السياسات الدوليه الحاليه تربطها المصالح الاقتصاديه المشتركه, وقد شهد العالم الكثير من
التكتلات الاقتصاديه الضخمه التي اصبحت من احدى ميزات العالم الاقتصادي المعالصر, ومن هذه التكتلات الاتحاد
الاوروبي والتكتل الاقتصادي لامريكيا الشماليه (NAFTA), رابطة جنوب شرق اسيا (ASEAN), التعاون
الاقتصادي لاسيا والباسيفيك (APEC) وغيرها من الاحلاف. ايضا يمكن لقرار الحرب ان يكون له دوافع اقتصاديه
في اكثر الاحيان, فحروب الشرق الاوسط غالبا ما كانت بسبب الاطماع الغربيه في ثروات البلدان العربيه وجعل هذه
البلدان سوقا للمنتجات الغربيه. ايضاً, يمكن للاقتصاد ان يلعب دوراً هاماً في رسم السياسه الداخليه لكل دوله, فعلى
سبيل المثال تحديد نسبه الضريبه والفائده وتقليل معدل البطاله من الامور التي تنال اهتمام اي حكومه في العالم. اضف
الى ذلك سياسه بعض الحكومات نحو التأميم او الخصخصه هو قرار سياسي لكنه يقوم على اساسي اقتصادي بحت.
اما حول علاقه الاقتصاد بالتاريخ, فالاقتصاد يعتمد بشكل كبير على دراسه تطور المجتمعات من العبوديه الى
الاقطاعيه ثم الراسماليه التجاريه فالصناعيه ومن ثم الراسماليه الماليه وظهور المجتمعات الاشتراكيه, والصراع
التاريخي بين الراسماليه والاشتراكيه, واسباب ونتائج كل تطور او تراجع للمجتمعات خلال الفتره الماضيه, بهدف
معرفه الطريق الافضل لحل بعض المشاكل القائمه من خلال الاستفاده من التجارب القديمه, وللتنبوء بالوضع
الاقتصادي في المستقبل من خلال متابعه سير التطور التاريخي لبعض الظواهر الاقتصاديه او للمجتمع بشكل عام.
اضف الى ذلك, اذا ارات ان تدرس اي ظاهره اقتصاديه حاليه – لتكن العولمه على سبيل المثال – عليك ان تنظر في
اسباب نشوئها وتطورها والظروف التي ساهمت في انتشارها, اي عليك بالعوده بالزمن الى الخلف لترى سير الاحداث
التي رافقت وسببت ظهور العولمه.
اما بالنسبة لعلاقه الاقتصاد بعلم النفس, فكما ذكرنا سابقا, الاقتصاد يهتم بدراسه حاجات افراد المجتمع. لذلك فهو يهتم
بدراسه اذواق ورغبات وميول الناس وشرح العوامل التي تؤثر على رغبات الافراد. الاقتصاد يدرس ايضاً العوامل
المحفزة للافراد على الاستهلاك والعوامل المؤثرة على قرار الافراد في الاختيار وفي زياده او تخفيض الانفاق
والادخار والاستثمار وما الى ذلك.
اما الرياضيات والاحصاء, فالاقتصاد الحديث يهتم كثيرا بهما من خلال وضع النماذج الرياضيه واستخدام المعايير
والبرامج الاحصائيه لدراسه العلاقات الاقتصاديه بين المتغيرات المختلفه. الاقتصاد القياسي (econometric) يعد
الان من اهم واحدث العلوم الاقتصاديه التي تجمع ما بين الرياضيات والاحصاء والاقتصاد معاً.

الاقتصاد الكلي والجزئي:
الاقتصاد الكلي (macroeconomics) عباره عن مجموعه من النظريات المهتمه بدراسه النظام الاقتصادي بشكل
عام. فمن خلال الاقتصاد الكلي يمكن دراسة الناتج القومي الاجمالي, التجاره الخارجية, التمويل الدولي, التضخم,
البطاله, الادخار, والاستثمار. اما الاقتصاد الجزئي (microeconomics) فيهتم بدراسه السلوك الفردي للمنشأه من
خلال معرفه حجم الانتاج الذي يزيد ارباحها. ويهتم ايضاً بدراسه سلوك المستهلك من خلال متابعه كيفية توزيه انفاقه
بين مختلف السلع والخدمات المتاحه بحيث يحقق اكبر منفعه ممكنه ضمن حدود دخله المتاح. فمن خلال الاقتصاد
الجزئي يمكن دراسه العرض والطلب, المنفعه, مرونه الطلب والعرض, وكلفه الفرصه البديله.

عادل شكيب محسن
2014




#عادل_شكيب_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وزير سعودي: مؤشرات الاستثمار في السعودية حققت أرقاما قياسية ...
- كيف يسهم مشروع سد باتوكا جورج في بناء مستقبل أفضل لزامبيا وز ...
- الشيكل مستمر في التقهقر وسط التوترات الجيوسياسية
- أسعار النفط تتجه لإنهاء سلسلة خسائر استمرت أسبوعين
- -تيك توك- تفضل الإغلاق في أميركا إذا فشلت الخيارات القانونية ...
- المركزي الياباني يثبت الفائدة.. والين يواصل الهبوط
- المغرب يطرح مناقصة لبناء مزرعة رياح بقدرة 400 ميغاوات
- -BHP- للتعدين تريد شراء -أنغلو أميركان- مقابل 39 مليار دولار ...
- الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع
- مساهمو بيانات والياه سات يوافقون على الاندماج لإنشاء SPACE42 ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عادل شكيب محسن - مدخل الى علم الاقتصاد ...