أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زكي لطيف - الزواج المؤقت بين الفقه والقانون














المزيد.....

الزواج المؤقت بين الفقه والقانون


زكي لطيف

الحوار المتمدن-العدد: 1294 - 2005 / 8 / 22 - 06:37
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


المجتمعات النامية تعيش عادة في فوضى قانونية ولبس دستوري على قدر من اليقين تتمثل مظاهره في التناقض بين القانون والنظم الاجتماعية أو بين الدين والنظم والقانون العام المنظم لنشاط المجتمع وحركته المستمرة.
في البلدان المتقدمة والديمقراطية يعتبر الدستور قانون كلي وهو العنصر الأساسي في النظام القانوني والحقوقي ، الدستور مدار مركزي لنشاط الدولة والشعب معا ، والعنصر الثاني هي التشريعات والقوانين والأنظمة التي تفصل القانون الكلي وتدعوا إلى تطبيقه وتلاءم ما بين مفرداته وحيثياته وتنظم تطبيقه بحيث لا يتعارض مع قوانين أخرى مرتبط بها بشكل أو بآخر .
تأتي النظم الاجتماعية كالعادات والتقاليد والقيم والذهنية السائدة لتدور مدار القوانين والتشريعات والأنظمة ولتدور الأخيرة في مدار الدستور لتضع الدولة بمؤسساتها ومنظمات المجتمع المدني بأفراده وجماعاته في دائرة رحبة وايجابية من التطور الشامل في المعرفة والفلسفة والتقدم التقني والتكنولوجي والنهضة التجارية والصناعية .
أما في مجتمعاتنا الإسلامية وبالتحديد الشيعية فالأمر مختلف تماما فعظم المجتمعات تعيش في فوضى قانونية وحقوقية قل نظيرها في عصر الألفية الثالثة، لعل من ابرز مظاهرها الزواج المؤقت ! فهذا الزواج يقول علماء الشيعة ومفكريها بأنه حل لمشكلات الزواج الدائم وتكبيلا لنوازع الزنا والشذوذ الجنسي وغيرها من المحرمات ، وتنسب إلى الإمام علي (ع) قولة مشهورة يرددها الجميع في المحيط الشيعي" لولا أن حرمها عمر ما زنا إلا شقي" إلا أن هذا النوع من الزواج غير معمول به في المجتمعات الشيعية ومن ضمنها ايران الإسلامية التي تطبق الفقه الجعفري ويعتمد نظام الحكم فيها على أساس فقهي مستند على نظرية فقهية محكمة ألا وهي "ولاية الفقيه" فزواج المتعة في ايران ممنوع قانونا ويجري في الخفاء وهذا هوالحال في معظم المجتمعات الإسلامية الشيعية، فإذا ما كان زواج المتعة جائز ومباح فلماذا هذا التناقض المذهل ؟؟ لماذا يجيزه الشرع وتحرمه النظم الاجتماعية؟؟ لماذا يمنع في ايران وهي الدولة التي تطبق الفقه الجعفري؟ إن مجتمعاتنا الشيعة لكونها تعيش نظام شموليا متخلفا تسيطر عليه الأنظمة الاستبدادية تحيى حالة عجيبة من التناقضات المحيرة وهذا هو حال الحكم الاستبدادي الشمولي القمعي نتاجه التناقض والتعارض بين المكونات الحيوية للمجتمع الذي يحكمه ويسيطر على مقدراته ، فلو كانت هناك حرية حقيقة وانعتاق من النظام الشمولي المقيت ويتمتع المجتمع بمؤسسات قانونية ودستورية رصينة لكان الوضع مختلفا تماما، فإذا ما كان الشعب مقتنعا عبر ممثليه بالزواج المؤقت ، يحول إلى تشريع بقانون عبر السلطةالتشريعة التي تنظر فيه أما إقرارا أو تجريما فإذا ما اقر يصاحب إقراره قانون ينظم مساره في المؤسسات المدنية والقانونية والخدمية ، وإذا ما تبث بعد انقضاء ولاية السلطة التشريعية المقرة له أن قانون الزواج المؤقت غير مناسب وتسبب بمشكلات عديدة ، يطلب المنتخبون مرشحيهم في حال فوزهم إلغاء أو تعديل قاون الزواج المؤقت وبالتالي يتضح ما إذا كان الزواج المؤقت مناسب لهذا المجتمع أم لا ؟ هل أجدي إقراره في انخفاض نسبة الزنا والممارسات الجنسية الشاذة أم لا ؟ هل انطبقت عليه قولة الأمام علي (ع) المشهورة" ما زنى إلا شقي" أم لا ؟ وحتى في حال فشل الزواج المؤقت وتسببه باختناقات اجتماعية وقانونية هذا لا يعني انه قانون وتشريع خاطئ بالمطلق، بل ربما يكون صحيحا ويتمتع بنتائج ايجابية في مجتمعا آخر .
هذه هي الحالة الطبيعية لمجتمعات القرن الجديد أما أن يعمل بالزواج المؤقت بمفرداته الفقهية الحالية وبالخفاء لمعارضته لنظم المجتمع فهذا إنما يعبر عن فوضى نعيشها بكل المقاييس ومرج قل نظيره في عالم اليوم .
إن الفقهاء لا يقولون فقط بجواز الزواج المؤقت ولكنهم أيضا يجوزون الزواج من الزانية وبدون عقد مكتوب أو شهود وبعدد غير محدد من النساء ولفترات طويلة جدا من العمر ودون الاعتراف بأي مؤسسات قانونية تصادق عليه ، بالمقابل لا يحظى هذا الزواج باعتراف أي مؤسسة قانونية محلية أو إقليمية أو دولية مما يساهم في تعزيز حالة الفوضى التي تقبع فيها المجتمعات الإسلامية الشيعية.
إن التجانس ما بين الحكم الفقهي والمؤسسة القانونية أمر لا بد منه من اجل تأليب النظم الاجتماعية وكسر شوكتها لتنصاع للقانون الذي يخلقه الامتزاج الايجابي بين الفقه الإسلامي وسائر مصادر التشريع الأخرى في الدستور الذي يعبر عن ضمير الشعب في نهاية الأمر .
وما نكابده اليوم من تناقض بين بعض الأحكام الفقهية والنظم الاجتماعية فلكون مجتمعاتنا تعيش في ظل نظام سياسي واجتماعي وديني مستبد وديكتاتوري والاستبداد والديكتاتورية على نحو الإطلاق لا تعترف بالدستور والقوانين والأنظمة المنبثقة عنه كقاعدة ارتكاز للدولة والمجتمع، إنما يفرزان تناقضا في كافة جوانب حياة الفرد والمجتمع ينتج عنه العديد من الإرهاصات والاختناقات في كافة دوائر الحركة والنشاط ، وتراجع اقتصادي وثقافي شامل، ويخلق شخصية إنسانية متخلفة غير قادرة على العطاء ، وهذا ما تكابده مجتمعاتنا الإسلامية منذ حقبة طويلة من الزمن هي عمر الإسلام كآخر ديانة سماوية على وجه الأرض.



#زكي_لطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المراة السعودية انسان ام مخلوق اخر
- قيم الحرية والديمقراطية في المجتمعات الدينية


المزيد.....




- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- -قرن- ينمو في جبين امرأة صينية تبلغ من العمر 107 أعوام
- الوكالة الوطنية للتشغيل 800 د.ج تكشف كيفية التسجيل في منحة ا ...
- طريقة التسجيل في منفعة دخل الأسرة بسلطنة عمان 2024 والشروط ا ...
- تقارير حقوقية تتحدث عن انتحار نساء بعد اغتصابهن في السودان
- أنبــاء عن زيـادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى 8000 د.ج! ...
- جنود إسرائيل في ثياب النساء.. ماذا وراء الصور؟
- وباء -الوحدة الذكوري-.. لماذا يشعر الرجال بالعزلة أكثر من ال ...
- مساعدة الرئيس الإيراني: مستعدون للتعاون مع قطر في مجال الأسر ...
- لماذا تسافر ملكة جمال لبنان إلى المكسيك في أوج الحرب؟


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زكي لطيف - الزواج المؤقت بين الفقه والقانون