أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليمان عباسي - الخدعة الاسرائيلية الكبرى















المزيد.....

الخدعة الاسرائيلية الكبرى


سليمان عباسي

الحوار المتمدن-العدد: 1294 - 2005 / 8 / 22 - 06:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل الحديث عن الأهداف الحقيقية للانسحاب الإسرائيلي الشكلي من قطاع غزة وبعيداً عن المبالغات والمغالطات و لكي نجانب الحقيقة يجب أن نتفق أولا على عدم الربط بين الانسحاب من غزة والسلام العادل.
هذه النتيجة يجب أن تكون مكشوفة و معروفة للجميع و يخطئ من يظن غير ذلك.فقرار الهروب من غزة هو قرار إسرائيلي قصري وإن بدا اختيارياً ولأسباب فلسطينية أولاً و لفوائد يرجو شارون أن يجنيها لقاء هذا الهروب فخطط شارون واضحة و معلنة ومن يتجاهلها حرٌ في أن يخدع نفسه و لكن لا يجوز أن يخدع الآخرين وللأسف الشديد فإن كثيراً من الأقلام و المحطات الفضائية المشبوهة تحاول التركيز على جانب واحد من مشهد الانسحاب الأحادي محاولةً للترويج بأن الحلم الفلسطيني تحقق والمعاناة الفلسطينية انتهت وعلى العرب و المجتمع الدولي أن يتعامل مع غزة على أنها الدولة الفلسطينية الموعودة وبالتالي يجب وقف المقاومة الفلسطينية و تجريدها من السلاح متجاهلين أن قطاع غزة يشكل 1,5 فقط من الأرض الفلسطينية.
و لتسليط الضوء على كافة جوانب هذا الهروب لا بد من ذكر الدوافع و الأسباب الحقيقية رغم اعترافنا بأن الانسحاب الإسرائيلي من غزة يشكل اختراقاً للفكر الصهيوني وبداية النهاية للحلم الصهيوني ونهايةً للمقولة الصهيونية بأن كل أرض فلسطين هي أرض يهودية.

الأسباب الفلسطينية: من المعروف أن الفكر الصهيوني يقوم أساساً على احتلال الأرض و تفريغها من سكانها,
وشارون اتخذ قراره بعد أن وجد أنَ إسرائيل لا تستطيع استيعاب الفلسطينيين ولا تستطيع طردهم رغم كل
المحاولات الوحشية المتتالية سواءً بالاجتياحات أو الاغتيالات أو هدم المنازل أو عمليات القتل الجماعي
التي قامت بها الآلة العسكرية الإسرائيلية بفعل الصمود الشعبي و الأسطوري و عمليات المقاومة الباسلة
مضافاً إليها تداعيات نشر 30 ألف جندي إسرائيلي لحماية 8500 مستوطن موزعين على 21 مستوطنة
وتكلفته المادية الباهظة على الخزينة الإسرائيلية,كل هذا وضع شارون وآلته العسكرية المدعومة أمريكياً
أمام مأزق الانسحاب من غزة ودفعه إلى كسر((قدسية الاستيطان)) وإن وعد بالمزيد منه في الضفة الغربية.
لقد لعب قطاع غزة بمساحته الضيقة((365 كيلو متر مربع)) و كثافته السكانية العالية((54000 شخص
في الكيلو المتر المربع الواحد)) و بآلاف شهدائه وآلاف الجرحى وآلاف الأسرى القابعين في سجون الاحتلال
الدور الأكبر في الحد من الاندفاع الصهيوني التوسعي و تراجع في الفكر الصهيوني .


الأسباب الإسرائيلية: رغم أن الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة انسحاباً قسرياً و ليس اختيارياً كما أسلفنا فإن
شارون يحاول تسويق الانسحاب كتنازل مؤلم قدمه من أجل السلام للحصول على مزيد من الفوائد و الدعم
لقاء هذا الهروب و سنوجز بعضها:
1- نقل إسرائيل إلى واقع أمني و سياسي و اقتصادي و ديموغرافي أفضل حسب أوهامه.
2- التحول من الاستيطان غير المفيد ليدعم الاستيطان المفيد ومن هنا كان قراره بتفكيك المستوطنات التي
لا مستقبل لها بغرض ضمان مستقبل مستوطنات كبيرة في الضفة الغربية(( تفكيك المستوطنات في قطاع
غزة بالإضافة إلى تفكيك أربع مستوطنات صغيرة في الضفة الغربية يسكنها 647 مستوطناً ))
من هنا نجد أن الانسحاب بمجمله ومع كل الضجة المحلية و العالمية المرافقة يشكل 2% من المستوطنين
وفي الضفة الغربية هناك 250 ألف مستوطن وفي القدس العربية 190 ألف يهودي هم أيضاً مستوطنين
3- تجميل و تحويل الصورة الإسرائيلية من دولة محتلة إلى دولة ترفع غصن الزيتون و تقوم بتنازلات تدمع
لها العيون وأولها دموع السفاح شارون لكسب المزيد من الدعم و القبول الدولي لبقاء المستوطنات في الضفة الغربية التي يعمل على توسيعها بمصادرة المزيد و المزيد من الأراضي الفلسطينية((تصريح المبعوث الخاص للأمم المتحدة تيري لارد لارسن بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي قام عبر خطة الفصل ب((وثبة عملاقة))
تتعدى ما هو مطلوب منه في خارطة الطريق.
4- تعلم إسرائيل أن مجرد تلويحها للسلام منذ السنوات الأخيرة أعطاها تعاطفاً عربياً و إسلامياً عند يعض الحكام عرباً و مسلمين وتنازلات من جانبهم لم تكن محسوبة كمكاتب تمثيل مازالت مفتوحة في أكثر من عاصمة عربية وإسلامية واجتماعات مستمرة مع مسؤولين عرب و مسلمين يجدون لها مبررات كثيرة وبعد الانسحاب المزعوم يرجو سارون أن تتسارع الهرولة العربية و الإسلامية وهذا ما سنراه قريباً
و قريباً جداً((رسالة الملك المغربي محمد السادس إلى شارون((في الوقت الذي تطبق فيه قرارك الإيجابي المهم للانسحاب من قطاع غزة أود أن أهنئكم لحكمتكم و التزامكم الحقيقي للوصول بالتفاوض
إلى سلام عادل و دائم في الشرق الأوسط)) ((حسب إعلان رئاسة الوزراء الإسرائيلية))
ناهيك عن الدعم الأمريكي اللا محدود لشارون وتصويره ببطل السلام هناك الاتفاق الأمريكي-الإسرائيلي
المتمثل في رسالة الضمانات من بوش ((4-نيسان-2004)) تتعهد فيها الولايات المتحدة الأمريكية بتجنيب إسرائيل أي ضغط دولي بشأن إزالة أو توسعة المستوطنات في الضفة الغربية مستقبلاً وأي ضغط دولي بشأن القدس أو حق العودة للاجئين الفلسطينيين.
5- في مقابلة تلفزيونية بثها التلفزيون الإسرائيلي في 11-آب-2005 يقول شارون: إن أي تقدم بعد فك
الارتباط مرهون بتقدم السلطة الفلسطينية في مكافحة الإرهاب وتفكيك البنية التحتية للإرهاب هو بداية
خارطة الطريق.
ويقول بوش: أنه بعد فك الارتباط ينتقل عبء الإثبات حول الرغبة بالسلام إلى القيادة الفلسطينية و نيتها لمكافحة الارهاب .
هذا هو بيت القصيد والفائدة الكبرى التي يرجوها شارون كثمن مقابل لانسحابه المزعوم ألا وهو تجريد فصائل المقاومة الفلسطينية كلها من السلاح و تفكيك البنية التحتية لتلك الفصائل قبل الجلوس مجدداً للتفاوض وبذلك يريد إثارة حرب أهلية فلسطينية تعفيه من التفاوض و من الاستمرار للعملية السلمية لاستحالة
خضوع الفلسطينيين لحلمه و أوهامه وبالتالي يتم الفصل بين غزة ككيان شبه مستقل وبين الضفة الغربية و القدس ككيان محتل.
والسؤال الملح الآن ما هو المطلوب فلسطينياً في هذه اللحظة التي تعتبر نقطة تحول في النضال الوطني الفلسطيني و النظام السياسي الفلسطيني و الجواب:
1- يجب الاعتراف و التسليم بأن شارون يسير بخطة واضحة المعالم وما الانسحاب من غزة إلا جزء من هذه الخطة لإشغال القيادة الفلسطينية بقضايا عالقة كالمعابر و الميناء و المطار لتصرف النظر عن القضايا الاستراتيجية و التي تحقق المصلحة الوطنية العليا المتمثلة بإقامة الدولة الفلسطينية و عاصمتها القدس
و الكلام بغير هذا يعتبر سذاجة.
2- يجب الاعتراف و التسليم بأن شعبنا و نتيجة القهر و الإذلال الذي عاشه في العشر سنوات الأخيرة بشكل
خاص متخوفاً من أداء السلطة السياسي(( الذي يتراوح بين البدائية و التجريبية)) أكثر بعد الانسحاب.
3-يجب الاعتراف و التسليم بأن على السلطة الفلسطينية و كافة الفصائل الفلسطينية بمختلف أطيافها
و ألوانها بالاستفادة من كل تجارب الماضي المفعمة بالكثير من السلبيات التي شوهت نضال شعبنا الفلسطيني البطل لأنه بالامكان الآن إذا أحسنا التعامل مع المتغيرات الأخذ بالمبادرة وأن نفرض على المجتمع الدولي التعاطي مع القضية الفلسطينية بعقلانية انطلاقاً من مفهوم أن مفتاح الأمن في المنطقة هو الحل العادل للقضية الفلسطينية و هي معادلة تدركها إسرائيل جيداً و يجب أن يدركها العالم و الرئيس الأمريكي بشكل خاص لكي لا نفاجأ بتطورات قد تؤدي إلى وعد بلفوري جديد يحول عمليا دون نشوء الدولة الفلسطينية و بقاؤها على ورق القرارات الدولية فقط ولعقود أخرى من الزمن.
4- يجب الاعتراف و التسليم بأن مستقبل المقاومة يحدده فقط الانسحاب الكامل من كافة الأراضي الفلسطينية
المحتلة و قيام الدولة الفلسطينية و عاصمتها القدس و عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم.

سليمان عباسي.............دمشق



#سليمان_عباسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليمان عباسي - الخدعة الاسرائيلية الكبرى