أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن محمد الصمادي - في ظل غياب القضاء العادل؟؟















المزيد.....

في ظل غياب القضاء العادل؟؟


حسن محمد الصمادي

الحوار المتمدن-العدد: 1294 - 2005 / 8 / 22 - 06:25
المحور: حقوق الانسان
    


في ظل غياب القضاء العادل؟؟
على المواطنين السوريين حماية المثقفين الكبار... من المتطاولين المنافقين الصغار ..

في صلب قضية التنمية السياسية في مجتمعاتنا العربية وفي جوهر الدعوة إلى الإصلاح - وهي ليست جديدة ولا طارئة - تكمن مشكلة بالغة الأهمية والدقة، وهي تلك المتعلقة بأخلاقيات النقاش السياسي. لسنا بحاجة للتذكير أن هذه الأخلاقيات - وهي مجموعة القيم التي تضبط السلوك - ترتقي إلى مستوى التقليد، الذي يحظى بموافقة الجميع، في المجتمعات الديمقراطية المتقدمة. ومن البديهي أن النقاش السياسي لا يجمع أطرافا متفقين على كل شيء، فأهميته بالنسبة لأي مجتمع تكمن في اختلاف الآراء. وقد سقطت إحدى أعظم الدول الإمبراطورية خلال التاريخ، أمام أنظارنا في القرن العشرين - وأقصد الاتحاد السوفيتي - لأنها لم تعط أية قيمة لتعددية الآراء. وبلا شك أن جيلا كاملا من المثقفين والزعماء العرب تربى على تقليد يسمى "الحزب الواحد" و"الرأي الواحد" و"الزعيم الذي لا يشق له غبار". إن الناس لا يولدون عبيدا، ولكن يمكن في الدول القمعية والديكتاتورية تربيتهم على عقلية العبودية وتكييفهم، بالطريقة التي استعملها العالم بافلوف مع كلبه، أي ما يسمى: رد الفعل الشرطي. إن هؤلاء هم الذين تقوم عليهم دعائم الحكم الذي يكرهه جميع أحرار العرب...لا بل جميع الناس الأحرار.
أردت بهذه المقدمة أن أشير إلى ظاهرة ينبغي بلا شك مقاومتها، لأنها في أصل الداء الذي ينخر المجتمعات العربية، وأعني بذلك، افتقار البعض ممن يوصفون بالزعماء السياسيين إلى حد أدنى من قواعد تلك الأخلاقية التي تحدثنا عنها أعلاه. فلقد قرأت مؤخرا لا أقل من أربع مقالات، كتبت تقريبا بطريقة واحد، وبهدف واحد يبدو أنه التشهير ببرهان غليون. وقد أوردتها نشرة "كلنا شركاء" الالكترونية. نزل كتابها إلى حضيض الاتهامات والشتائم، في حين أن الشخص الذي أرادوا إيذاءه، يتحلى في مواقفه بالاتزان والعقلانية إضافة إلى أخلاقه العالية وأدبه الجم حتى مع خصومه السياسيين.
لو التزم كتاب هذه المقالات المذكورة بأدب الحوار، وناقشوا أفكار برهان غليون، لربما كان من الأسهل أن يقنعوا بعض الناس بوجهة النظر التي يدافعون عنها، انطلاقا من مبدأ نسبية الأفكار. ولكنهم تركوا جانبا نقاش الأفكار، وانزلقوا إلى سهولة الشتائم التي يتقنها أيضا كل الصعاليك والزعران والبلطجية. أسوق إليكم بعض الأمثلة:
يكتب الرجل الخرفان منذر الموصلي وهو عميل المخابرات السورية حتى الآن مع نظيره خالد العبود تحت عنوان "نحن مع القائلين بالإصلاح" ما يلي: "بالأمس القريب طلعت علينا فضائية (...) بحملة قذرة مسعورة ضد سورية وتحت يافطة الديمقراطية ، وكان يديرها مثقف سوري هارب سيء الأداء سيء الشكل والصورة وسيء الكلام." ويضيف: "هم جميعا حفنة من الخونة المرتبطين بأجهزة السي آي إي هكذا صراحة وعلنا وهو ما يجيز لنا أن نفضحهم ونتصدى لهم صراحة وعلنا لأن الانحياز للأعداء هو خط احمر، وها نحن نطالب الحكومة بفتح تحقيق واسع ضد هؤلاء وإحالتهم للمحاكمة العلنية وعلى رأسهم أيضا المدعو برهان غليون الذي تجاوز مع آخرين حدود القانون وحدود الأخلاقيات في حملاتهم الجائرة والوقحة." - كذا!
هل هذه طريقة في النقاش؟ هل من المعقول نشر مثل هذا الكلام في أي صحيفة؟ وافرض أنها توزع بالبريد الالكتروني وليست مطبوعة، أفلا توجد قوانين للصحافة تمنع كيل الاتهامات للناس وتعرض أصحابها للمحاكمة بتهمة التشهير؟ إن هذا السؤال موجه لا لأصحاب النشرة وحسب، وإنما أيضا للهيئات القانونية والحقوقية السورية والعربية.
وأما خالد عبود، فيقول في افتتاحية الوحدوي : "بالغ الكاتب برهان غليون من ظهوره على شاشات القنوات الفضائية العربية وغير العربية" ... ونحن نتساءل: ما العيب في ذلك، إذا كانت هذه القنوات ترى من المفيد لجمهورها جعل غليون يتكلم؟ أما كون عبود لا يوجد من يأخذ بيده وقلمه المخابراتي إلى الفضائيات العربية وقد ملت من استضافة أمثال العبود والموصلي وكون العبود لا يرى في ذلك فائدة، فالأمر مفهوم، إذ لا احد يدعوه. ثم ها هو يفصح بعد ذلك عن نواياه، موجها الكلام مباشرة إلى البروفسور، وقائلا: "كان الأولى أيها (السور بوني) أن تفيدنا كيف يمكن أن نحمي ثوابت الأمة لا أن تشرّع لنا الهزيمة وتسليم البلاد، وأن تشرّع لنا كيف يمكن أن نتنازل عن أرضنا وحقوقنا" - كذا!
فهل يصدق أحدكم أن برهان غليون الذي له أكثر من ثلاثين كتابا وعددا لا أستطيع أن أحصيه من المقالات في الدفاع عن العرب وقضاياهم، "يشرع الهزيمة والاحتلال"؟
ثم ها هو الزنديق المتملق خالد العبود يفصح أكثر عندما يتهم غليون صراحة بأنه يحاول الانغماس في "المشروع الأمريكي"، قائلا: "أعني أن المشروع الذي تقرؤونه ونقرأه للولايات المتحدة في المنطقة والعالم معروف جدا، وأنتم تحاولون الانغماس في هذا المشروع، تقدمون أنفسكم قامات ممسوخة قادرة على تمريره أو القيام بواجب الخدمة تجاهه". ولكن أن يكون العبود عميلاً منذ عشر سنوات والى الآن للمخابرات السورية فهذا أمر جيد ؟؟- كذا!
وفي هذه النقطة، يلتقي عبود، النائب في البرلمان ومدير تحرير "الوحدوي" وهو كما تم وصفه في أحد المقالات بأنه تلميذ الزنديق محمد شحرور المهندس الفاشل فضلاً عن أنه المدعو خالد العبود معروف عنه بالتزلف والتملق للبعث ولو على حساب حزبه وأمينه العام المشهود له بالحكمة والنزاهة والدقة في وزن الأمور – التقى هذا الزنديق مع الرجل الخرفان منذر الموصلي، الذي يجهد لاستعادة مقعده في البرلمان، حيث يتفقان على توجيه تلك التهمة "القديمة" التي درجت كل الأنظمة القمعية على توجيهها لمن يتحدث بحرية ويعبر عن اختلافه مع "القيادة".
والحقيقة أننا لا نحتاج إلى الدفاع عن برهان غليون، فخير من يفعل ذلك، هو كتبه ومقالاته ومحاضراته، إضافة إلى حضوره التلفزيوني الذي يبدو أنه أصبح يحسد عليه من طرف من لا يلتفت إليهم أحد. ولكن أردنا فقط من خلال مثالين بسيطين أن نذكر البعض بآداب النقاش. وإذا أصروا على توجيه تهم "العمالة" و"الخيانة" الخ... فإن هناك قوانين تحمي كبار العقلاء من كبار الحاسدين، وأصحاب الكفاءة الفكرية من العسس ومصادري الفكر.وإنني أدعو السادة القراء بمطالعة الحلقات الثلاث التي كتبها الدكتور عزيز ياسين عن المدعو خالد العبود لما فيها من حقائق عن تاريخ الأسود في الانترنت كما وصف.



#حسن_محمد_الصمادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يحكم من... في الجبهة الوطنية التقدمية وما سر الصراعات الد ...


المزيد.....




- الأمم المتحدة تطالب بإيصال المساعدات برّاً لأكثر من مليون شخ ...
- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن محمد الصمادي - في ظل غياب القضاء العادل؟؟