بشار الأسد ومحاولة الخروج من الفخ

أنور شلغين

الحوار المتمدن-العدد: 1292 - 2005 / 8 / 20 - 11:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

خليفة في قفصٍ بين ( أصيفٍ ) و ( بَغا ) يقول ما قالا له ، كما تقول البَبّغا
(هذا ما قاله الشاعر عن آخر خلفاء العباسيين الذي انهارت دولة بني العباس على يديه ) .
بعد أن أدرك بشار الأسد خطورة الفخ الذي نصبه لنفسه خارجيا وبعد أن وقعت قدمه اليمنى فيه ، ويسعى جاهداً لكيلا تهوي القدم اليسرى إليه . انتبه إلى أنه نَصَبَ لنفسه فخاً داخلياً عندما وضع نفسه تحت رحمة الحاكم العسكري لسورية اللواء الركن آصف شوكت زوج شقيقة المرأة الحديدية بشرى حافظ الأسد وأدرك حجم الخطوة التي وضع نفسه فيها وكشف أسلوب شوكت المعروف ( تمسكن حتى تتمكن ) وتذكر بشّار بعضاً من دروس العراق القريبة ، ومافعله حسين كامل صهر صدّام حسين الذي كان سائق درّاجة نارية برتبة عريف ورفعته مصاهرة صدام حسين إلى مرتبة فريق ووزير دفاع وصناعات حربية ، وما لبث أن قلب ظهر المجنّ لوليّ نعمته وهرب إلى الأردن لكي يتآمر على والد زوجته صدّام ، وإن كانت الظروف لم تساعده في ذلك الحين . وتدكّر بشّار كيف أنّ زوج بنازير بوتو ، قتل شقيق زوجته مرتضى بوتو ، لمجرّد شعوره بأنه قد يسعى لأخذ حصته من السلطة . إزاء هذه الوساوس التي راودت مخيّلة بشار الأسد ، فكّر جدياً بإعادة صديقه القديم وعرّاب توريثه السلطة ومستشاره الأول ، اللواء الركن ( المطاح به والمنبوذ ) بهجت سليمان كون المذكور خصماً عنيداً لشوكت . وتقول مصادر مؤكّدة بان سليمان سوف يعيّن نائباً لرئيس الجمهورية لشؤون الأمن القومي ( وهوالمنصب الذ ي شغله رفعت الأسد ، وبدون صلاحيات ) لكن في هذه المرة سوف يكون لهذا المنصب صلاحية الإشراف على مختلف الأجهزة الأمنية السورية إشرافاً حقيقياً يجري من خلاله إعادة هيكلتها بما يخلصها من سيطرة اللواءالركن آصف شوكت عليها وبما يعيد حاكم سورية العسكري إلى الحجم الذي تنتفي فيه أي خطورة مستقبلية على بشار الأسد ، وتؤكد المصادر أيضاً بأن وزير الخارجية الحالي فاروق الشرع سوف يعيّن نائباً لرئيس الجمهورية للشؤون السياسية وأنّ رئيس الوزراء الحالي ناجي العطري سوف يصبح أيضاً نائباً ثالثاً للرئيس السوري ، وأن ذلك سوف يحصل قبيل بداية العام القادم . والسؤال المطروح : هل سيفيد بشار الأسد بشيء ، أم أنّ السيف قد سبق العَذَل .
وأختم بقول الشاعر : ( بلد بلا طولٍ ولا عرضٍ ولا عمقٍ فكيف نقيسُه المال عند بخيلِهِ والحكمُ عند هَبيلهِ والساقطاتُ تسوسُهُ ) .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل