أليس من العيب تسمية الحكم الذاتي تحريراً وانتصاراً !! ؟؟

محمد سعدي الأشقر

الحوار المتمدن-العدد: 1289 - 2005 / 8 / 17 - 09:55
المحور: القضية الفلسطينية
    

أليس من العيب تسمية الحكم الذاتي تحريراً وانتصاراً ؟؟!! أليس من اللا منطق واللا معقول دفع الشعب الفلسطيني للاحتفال بزجه في السجن الكبير المسمى قطاع غزة ؟؟!! أليس من المستهجن أن يقول الإنسان العاقل عن خطة شارون المخادعة انتصاراً ؟؟!! أليس من غير المنطقي القول عن انعدام السيادة الفلسطينية على قطاع غزة تحريراً ؟؟!!
لكي نتحصن بالوعي ضد الجهل وبالواقع المؤلم ضد الخيال والعواطف الفارغة ، ونتحصن بالعقل وبالمنطق وبالرجولة وبالصدق أمام الخزعبلات والزيف و " الاستهبال " والكذب والتضليل الذي رافقنا كأمة عربية منذ أيام سيئ الذكر الأهوج الأرعن أحمد سعيد مدير إذاعة " صوت العرب " القاهرية في الستينات من القرن الماضي عندما كان يقلب هزائمنا النكراء إلى انتصارات كاذبة جوفاء !! عندما كان يكذب على العالم بكل وقاحة وصلافة ويدعي بأن الجيش المصري يوشك أن يحرر فلسطين وقد وصل إلى بئر السبع وما هي إلا ساعات وتكون دولة إسرائيل قد انتهت إلى غير رجعة !! كان أحمد سعيد يكذب ذلك الكذب الكبير علينا وعلى العالم والحقيقة المرة كانت تؤكد بأن الطيران المصري في تلك اللحظات ومطاراته وكل تجهيزاته قد انتهى من الوجود وتحطم بالكامل نتيجة الضربات الإسرائيلية الماحقة الذكية والدقيقة والمحكمة في الساعات الأولى من يوم 5 / يونيو " حزيران " / 1967 م ، والحقيقة المرة الأخرى كانت تؤكد بأن الجيش المصري قد ذبح بالكامل في سيناء ..... !! وبعد مرور 35 عاماً من ذلك الكذب المخزي والوقح جاءنا سيئ الذكر الآخر محمد سعيد الصحاف العراقي " ولاحظوا تشابه اسمه مع اسم احمد سعيد وكأن التاريخ الأسود يصر على إعادة نفسه " جاءنا بالكذبات الكبرى وحول الهزائم المؤكدة إلى انتصارات محققة ، كل هذا قد حصل في تاريخنا ، ونقبله ونرضى به لأنه قد حدث وانتهى ويجب أن نستخلص منه العبر !! أليس كذلك !! ولهذا لا بد أن يقف كل المثقفين وكل المخلصين من أبناء فلسطين وقفة للتاريخ وللجغرافيا وللعقل وللمنطق ولرجولتنا قبل كل شيء لنصرخ في وجه كل هؤلاء من قادة المنظمات الفلسطينية الإسلامية والوطنية وبلا استثناء و قادة السلطة الفلسطينية و قادة منظمة التحرير الفلسطينية ، وكل أعضاء المجلس الفلسطيني المنتهي الصلاحية ن وكل أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني المغيبين والغائبين ونقول لهم كفاكم كفاكم إصراركم المضحك والمثير للشفقة على تسمية خطة شارون انتصارا كفاكم !! والقليل من الاحترام لعقل الشعب الفلسطيني ، وإن كنتم تصرون على عدم احترام عقل الشعب الفلسطيني فاحترموا عقولنا نحن المثقفين على الأقل !!! . نقول لكم بضرورة الخروج بإجماع منكم على إلغاء الاحتفالات المضحكة التي تصرون مع الأسف لجر شعبنا للمشاركة فيها ، لأن الاحتفالات هي تعبير عن الفرح ، وهل يعقل أن تجروا الشعب للاحتفالات بتحويل قطاع غزة إلى سجن !!! هل يفرح العاقل عند وضعه في السجن !!!! أم أنكم أصبحتم في مأمن وتعرفون بأن كل العقلاء قد غادرونا واستشهدوا ولم يبقى إلا المهرجين ومحبي الاحتفالات والرقص على الجراحات !!!!! هل تريدوننا أن نحتفل بالحكم الذاتي !! لا يجرؤ رجل في رأسه عقل على تسمية الوضع القانوني لقطاع غزة بعد يومين أي بعد السابع عشر من أغسطس 2005 م إلا بمنطقة حكم ذاتي تابعة بالكامل لدولة إسرائيل ، أليس من العيب أيها الناس الاحتفال بالحكم الذاتي الذي تدعون بأنكم ترفضونه وتمقتونه !!! إن الأمر في منتهى اللا معقول واللا منطق ولا ينطبق عليه إلا تعريف واحد وهو الخداع والخداع للشعب ، القليل القليل من الصدق والقليل القليل من الخجل !! ألا تخشون غضب الشعب في الغد القريب !!عندما يكتشف بأنكم قد دفعتم بأطفاله وأشباله للرقص وللاحتفال بالحكم الذاتي وادعيتم بأنه تحرير وبأنه انتصار !!
ملاحظة هامة : أعتذر للقراء الكرام عن تغيير عنواني وهو من اليوم وصاعداً قد أصبح كالتالي : ــ
" دولة إسرائيل " ــ " منطقة قطاع غزة للحكم الذاتي " ــ بيت حانون
[email protected]
الدكتور محمد سعدي الأشقر
15 / أغسطس " آب " 2005 م

#محمد_سعدي_الأشقر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات