أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد بيان - تكتيك يسار أصفر مُغرّب (على وزن المغربة)















المزيد.....

تكتيك يسار أصفر مُغرّب (على وزن المغربة)


احمد بيان

الحوار المتمدن-العدد: 4571 - 2014 / 9 / 11 - 19:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"إن الوعي الثوري ليس وعيا استهلاكيا ولا ترخيصا سياسيا، بل امتداد وعمق وإحاطة تضرب الجذور في مسافات تمكنها من فهم طبيعة وطرق ومنعطفات تطور الصراع الطبقي واستشراف آفاقه"
من خلال التتبع والاستقراء للمعطيات والأعمال المكتوبة والإعجاب ومواقع المعجبين، في واقعنا المغربي اليومي يتضح أن فرط الظروف والوقائع وإرباكها للاستقرار بيسار النظام لتلافي أشكال عديدة وتواجدات متنافرة، تبرز وتلمع الوجوه المتسخة للمرتدين وتوشح برمزية "المنظرين اليساريين" نموذج من أدخله الجرار لقاعة جامعة مكناس لينبعث، لا بفعل شروط الصراع كجواب من موقع اليساري الفعلي على التناقضات القائمة، بل بمنحه إمكانيات من الأعلى، وتجهيز جراره ليناسب الفصول السياسية، وهو لا يمتلك سوى الوصف السطحي منزوعا عن جذوره وتحليل فوقي للتناقضات مستهدفا الترويج والاستدراج لطريقة التجاوز للصراع الطبقي وإخماد التناقضات في وعي الشعب وحاشدا لهذه المهمة رزمة من الاقتباسات لرواد الردة مرشوشة بمنوعات ل"صادقين" يثبت بها الثقة في الوعي المهزوز عند العناصر المؤهلة للميل نحو اليمين. في حين أن أمثاله، قناصة المناسبات، المصطفون خلف خطوط العدو، يفصلون، في مسافة، ومن الخلف، تجربة شعبنا وتاريخه طبقا لمقاس حساباتهم الخاصة، وكأن حساباتهم هي المطلق الذي جئنا بوقائعنا التجريبية، واقع شعبنا البئيس والمنهوك بفرط الاستغلال والاضطهاد والنهب عبر مسار طبعته الخيانة والعمالة والغدر، لتأييدها وإثباتها. وتسخر لهم كل الإمكانيات وفي المقدمة فضاء الإعلام الحديث وخصيصا المدعو "مستقلا" في وضع لا يحتمل التستر خلف لعبة الحياد (وهي تكتيك لا يخدم في اللحظة سوى العدو، إما الى جانب الشعب أو الى جانب العدو)، وناهيك عن الفضاءات المريحة لندواتهم/حفلات الفذلكة الكلامية والتحليلات الديماغوجية المضببة. ولا يفرض عليهم الانزواء والانكماش والسحب للخلف لأذيال معلوماتهم المغرضة سوى المعارك والمواجهات الثورية الحقيقية. وكم هم من يلتحقون عبر بوابة مطالب العدالة والكرامة والحرية وغيرها من الشعارات الجميلة والنبيلة في تجريدها، وهي لا تستنبت في تربتهم ولا يؤمنون بها كأسلوب للحياة اليومية؟! وكذلك انتقال كم خائن أو مرتد الى جهة الأسياد وضغطه على القاموس المهرب وتجميله لمؤخرة الجمل في أسلوب حكاية تليق بالصبيان ويتحرك للاستثمار الذكي في رصيد العلاقات الاجتماعية في أسواق الكلام وما يحتاجه من خبرة وشطارة لغوية من بعدما صنعت لهم الشهرة وأثثت مكانتهم في الأعالي المطلة على أسيادهم. وللأسف كان الإعجاب ليس من موقع ذوي النفوذ بل من موقع ذوي الانتماء اليساري، إما بطاقة ورقية أو ثرثرة كلامية، وكل ما هم عليه هو الترويج للاستقرار ولفلسفة تؤمن للنظام البقاء والاستقرار مسترشدين بدروس الخيانة بعد تجميلها وتحسينها في صياغة لفظية تبدو راقية ومقدمة على أطباق شهوانية للمترددين ودروسا للمندسين وسط المناضلين المبدئيين والعمليين. إن الصراع الى جانب شعبنا يتطلب التهييء الجماهيري وعلى جميع المستويات من أجل معركة مصيرية وعنيفة ضد أعداء يمتصون الدماء البشرية وخيرات السماء والأرض والبحر، أعداء مسلحين بكل وسائل الفتك والدمار الحديثة ومنظمين على هذا الأساس؛ من أجل بناء مجتمع محرر من قبضتهم ومبني على بديل حقيقي ينعدم فيه الاستغلال والاضطهاد ويضمن الحياة الحرة والكريمة والمساواة على أرض شعبنا. يجب أن لا نسمح لمثل هؤلاء أن يكونوا أساطين الفكر اليساري ومنظريه. كما أن في هذه الأجواء واللحظات الحية، من الصراع والمجابهة والتأهب لصد تكتيكات العدو، يتقدم "المثقف السياسي" المحفظ باسمه التنظير الإيديولوجي فارس خياله مكسرا الحدود ومنتقلا كلاميا الى الجهة المناهضة محتفظا بخط الانشطار بين المذهبية والممارسة بين الإطناب في الكلام عن أعوص الإشكالات وعن تجارب حرب التحرير الشعبية والإستراتيجية والتكتيك وتسويق الذات على صورة أفضل مقدم لأعمال الفكر الثوري مع التزام الحدود "النظرية "/الكلامية واستنساخ الكلام والرقص على إيقاع اليسار الإصلاحي عمليا في هبوط الى ما دون المطلوب والعيش في ازدواجية تنزح كلاميا الى الثورية وعمليا وتكتيكيا ملتصقة بذيل الإصلاحيين الجدد. ودرجة الخطورة فيه هو تنامي البيروقراطية واستقواؤها بالعنترية اللغوية والتمرن على تكتيكات وأساليب محترفيها داخل الإطارات الجماهيرية الى حد التكيف معها، وهي السلاح الفتاك الموجه ضد المناضلين المبدئيين والمخلصين، والاستقواء بإرث فكري على صيغة مقولات معينة ومحدودة تستعمل كوصفات لكل اللحظات وبشكل دوغمائي حاد وكل ما هو خارج حكمته تافه.. وكثيرا ما يرمي للخلف وفي لحظات حرجة، بالأخطار المحدقة بالفعل والنضال وقضايا الشعب، في ظل هجوم العدو، ويحتفظ بها لفظيا كتناقض رئيسي، ويبرز عمليا التناقض الثانوي ويقدمه كتناقض حاد مغيرا طابع المعركة الى حالة توتر داخلي يستغله العدو بالنفخ فيه بطرق مختلفة، المدسوسة والمكشوفة، مغلفا ذلك بوجهات النظر منقولة ومستنسخة دون أي فهم صادق وجدي لطبيعة التجاذبات ودرجتها في موطنها، محولا الفكر الثوري العالمي من مرشد عملي خلاق الى تسطيحات مقلوبة ومقتبسة لتبرير الصبيانية وستر الخيوط والنزوع اليميني. بالإضافة الى استغلال موجات الارتداد للهجوم على المناضلين، وبالتالي "البرهنة" على طهرانية خط انتهازي انطلاقا من حساب التفاوت في نسبة الارتداد.. إن الارتدادات كانت بشكل كبير ملازمة لمن يسير في مقدمة الصراع، وهذا ما خول للبعض الرجوع والتراجع.. أما من يسير في المؤخرة وذيل الجماهير.. فلا حاجة له بالارتداد لأنه في المؤخرة سلفا...
إن الوعي الثوري ليس وعيا استهلاكيا ولا ترخيصا سياسيا، بل امتداد وعمق وإحاطة تضرب الجذور في مسافات تمكنها من فهم طبيعة وطرق ومنعطفات تطور الصراع الطبقي واستشراف آفاقه. والثورية نفسها ليست عروضا لقضايا الثورة ولأفكار الثوار وأقوالهم، فبدون عمل دؤوب مبدئي قاعدي ووسط معمعان نضالات الجماهير لن يحالف أفكارنا الصدق ولن تكون لنا نظرية ثورية حقيقية، وهذا ما استخلصه القادة الثوريون التاريخيون، وجعلوا من الفهم اللينيني نبراسا في توجيه عملية بناء الجدل بين النظرية والممارسة تاركين جانبا الوصفات المبطنة بالشعارات الثورية البعيدة عن الممارسة. فلم يرغبوا في أن يكونوا نموذجا لضعف أو انعدام الفعالية بالغياب عن الصراع من موقع واضح وجهوري، لأن الثوري هو صاحب الصيحة والممارسة الثوريتين وليس مقلدهما.



#احمد_بيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النهج الديمقراطي: ما رأيكم دام عزكم؟
- النهج الديمقراطي (المغرب) يرضع اثداء النظام الملكي
- بيان -البديل الجذري المغربي-
- عبد السلام العسال... في الحاجة الى المناضلين وليس الى العبيد ...


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد بيان - تكتيك يسار أصفر مُغرّب (على وزن المغربة)