أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دنيا فاضل فيضي الاربلي - علم الاجتماع قاعدة للعمل السياسي















المزيد.....

علم الاجتماع قاعدة للعمل السياسي


دنيا فاضل فيضي الاربلي

الحوار المتمدن-العدد: 1286 - 2005 / 8 / 14 - 10:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


علم الاجتماع قاعدة للعمل السياسي - ترجمة واعداد

في كتـاب مقـدمة نحـو علـم الاجتمــاع والذي اصدر عام 1974 لـ جي . إي كولثـورب ، وكتاب نظريات الاجتماع لـ بي. سوروكين الذي اعيد طبعه عام 1964 وكتب اخرى مثل النظرية الاجتماعية والهيكل الاجتماعي لـ آر ميرتون 1968، نطلع على علم الاجتماع وكيف انه الدراسة العلمية للسلوك الانساني ويعنى بصور المجتمع حيث الجماعات التي لها نشاطات اقتصادية واجتماعية وسياسية ودينية، ثم نغوص اكثر لنرى ان باحثي علم الاجتماع يدرسون مثل هذه المساحات من الناحية البيروقراطية والمجتمعية والسلوك المتنوع والعائلة والآراء السياسة والتغييرات الإجتماعية والتحشدات المجتمعية ومشاكل معينة مثل الجريمة والطلاق وسوء معاملة الأطفال وامور اخرى ذات علاقة؛ فعلم الاجتماع يحدد القوانين التي تحكم السلوك الانساني في المحتوى الاجتماعي وبعض الاحيان يتم تمييز ذلك بانه علوم اجتماعية عامة مأخوذة من علوم اجتماعية اخرى خاصة مثل الاقتصاد وعلوم السياسة والتي تعرف نفسها لمجموعة مختارة من الحقائق او العلاقات الاجتماعية، وكيف ان فريق من الفلاسفة الذين يعنون بعلم النظريات امثال بلاتو وبوليلويز وماكيافيل وفيكو وهوبيز ولوك ومونتيسك وروسو حاولوا معالجة المشاكل السياسة وفق محتوى اجتماعي واسع، كل هذه الحقائق .. الا تقودنا الى استنتاج بديهي في محاولة التجمعات الإنسانية الى اتخاذ محتوى خاص بها سياسيا والابتعاد عن الوحدوية حتى ان كانت تعيش في قطر واحد؟ ان لكل تجمع بشري صفاته الخاصة به وتجاربه الحياتية خاصة اذا اخذنا بنظر الاعتبار كون ان العائلة هي الصورة المصغرة عن المدينة وبالتالي فان لكل عائلة خصوصيتها وحدودها المتمثلة بالاسوار التي لا يمكن تجاوزها دون استئذان او اتصال من قبل الطرفين.. فمن الطبيعي اذن ان تتجه بعض التجمعات البشرية في القطر الواحد او الدولة الواحدة الى التكتل في محتوى سياسي خاص بها وبالتالي الانفاصل عن المحتوى العام والخروج بنظام مجتمعي يتيح لها بان تتصل بالمجتمعات الاخرى سياسيا واقتصاديا وفكريا عبر مناخات سياسية ضمن اطار الدولة الواحدة وبشكل منظم ومنسق اكثر من حالة اختلاطها ببعضها بشكل عشوائي والمواجهة المباشرة مع بعضها البعض والخضوع لقوانين وانظمة لا تنسجم مع انتماءاتها المجتمعية، خاصة اذا كانت مسبقا قد مرت بسنوات من النضال والتحدي فهي مثقفلة اصلا وتتوق الى ان تبني نفسها من جديد، لتتواصل مرة اخرى مع المجتمعات المجاورة في مناخ تسوده الحالة المستقرة وكما يطلق عليه الباحثون الاجتماعيون steady status – النظرية الثانية في علم الاجتماع والتي تكون بمثابة النتيجة بعد سلسلة من التغييرات المجتمعية وحديثا اصبحت نظرية تخضع للتحفظ...
فعلى سبيل المثال، إعتبر مونتيسك ان الاشكال السياسية للمراحل المختلفة بمثابة متابع للعمل تحت ظروف مناخية وجغرافية واقتصادية وعوامل نفسية... وفي القرن الثامن عشر قدم المفكرون الإسكتلنديون تحقيقا بشأن طبيعة الاجتماع، فمثلا الأكادميون امثال ادم سمث اعتبروا ان التماسك المجتمعي تقف وراءه اسباب غير-اقتصيادية. نقف هنا لنتسائل.. كيف يمكن للمجتمع العراقي ان يتماسك وهو خليط من عدة قوميات وأديان كل قومية ودين يقف وراءها سيل من قصص المعاناة والاحقاد والحكايا بسبب سياسة فرض "الصورة الواحدة" واساليب القهر والاذلال التي استخدمت ضد كل القوميات؟ ربما تشترك اطياف الشعب العراقي بقضية واحدة وهي انها كلها عانت من النظام السابق ولكنها لا يمكن ان تتوحد ثقافيا وحضاريا لأن لكل منها مصالح محددة يتفق عليها جماعات خرجوا بتكتلات بصورة المجتمع الأولي ولعل خير دليل على ذلك هو انهيار تلك "الدولة الموحدة" في غضون ايام قلال فاين تلك القوة المزعومة في توحد هذه الأطياف؟ وبالتالي، الا يحق للعمل السياسي ان يأخذ بنظر الاعتبار هذه الناحية الاجتماعية وتنظيم سياسة العراق وفق معايير التكتل المجتمعي بشكله الطبيعي؟ حتما ان الامر كذلك.. رغم صعوبة تقبل بعض من عامة الناس لهذه التغييرات السياسية وخاصة من عاشوا مناخ سياسي واقتصادي شبه موحد في مراكز المدينة واطرافها.
نعود الى سيل المعلومات الهائل ونقرأ عن القرن التاسع عشر الذي كان بمثابة الناشر الحقيقي لعلم الاجتماع حيث تطور العلم الى دراسة مستقلة بذاتها. تم وضع مصطلح الاجتماع من قبل اوغست كومت عام 1838 حيث حاول تحليل النواحي الحياتية الثقافة والسياسة والاقتصادية لتعريف المبادئ غير الموحدة للإجتماع في كل مرحلة من تطور الحياة الانسانية الاجتماعية، وبروز باحثين امثال ويبر- Max Weber ودرخيم - mile Derkheim فهم من وجد دراسة علم الاجتماع الحديث، فالاول ادخل علم الاحصاء في دراسته والثاني اعتمد النظريات في العمل التطبيقي ودراسة المعتقدات كأنظمة بضمنها الدين وعلاقاتها مع النشاطات الاجتماعية. وكل هذه الدراسات كانت تأخذ بنظر الاعتبار عناصر معينة من الحقب التأريخية أو واقع حالي كمواد اجتماعية للتحليل. فالدين هو صورة اكيدة لاختلاف مجتمع عن غيره وعليه تكون عملية الاعتراف بدين واحد سائد على حساب اديان اخرى "سائدة" ايضا ولكن في نطاق اضيق عملية تعسفية بل وغير عادلة.. اي انني ان كنت اعيش في بلاد لها دينها الرسمي وانا لي ديني ولكنه غير "رسمي" فاني ساشعر بغربة وانا في بلدي لعدم وجود ثقة بيني وبين النظام الذي اسير عليه وهو لا يعطيني حقي السياسي كاملا وشعوري بالتالي باني مهمش او ثانوي.. كالذي يعاني من الـ home sick خارج بلده سواء اكان لاجئا ام لا.. وكذلك الحال حين اكون منتميا الى قومية في بلاد لا تريد ان تعترف بها رسميا وهنا ابدأ بالتمرد على ابسط القوانين اذا كان البلد ديمقراطيا.. او ان الزم الصمت خوفا من الأذى اذا كانت سياسة البلد دكتاتورية وانزوي الى جحور صغيرة يلتف حولها من لهم نفس همومي.. لأبدأ رحلة النضال السري الذي حتما ينتهي الى اعلان حتى وان استغرق مئات السنين ... وهكذا.
ان عملية الانفاصل السياسي في داخل المجتمع تأتي بعد سيل من الحقب والحروب والمنازعات كحل منطقي وعقلاني من اجل اعادة تشكيل المجتمع بصورة جديدة ينتظم فيه السالب مع الموجب كحلقات الذرات ومن ثم تتفاعل مع بعضها البعض بشكل اكثر عقلانية وتنظيما من جديد ولكن وفق مناخات صحية اكثر وبشكل مستحدث، ذلك ان كافة التغييرات المجتمعية جاءت نتيجة النزاع وهي نظرية علم الاجتماع الثانية لكارل ماركس "نضرية النزاع" – conflict theory ودور الخلافات والنزاعات في تغيير المجتمعات من حالة الى اخرى.



#دنيا_فاضل_فيضي_الاربلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشد العصبي ما هي اسبابه وكيف نتخلص منه؟


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دنيا فاضل فيضي الاربلي - علم الاجتماع قاعدة للعمل السياسي