أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رائد عبد الرازق - حديث في النساء















المزيد.....

حديث في النساء


رائد عبد الرازق

الحوار المتمدن-العدد: 1283 - 2005 / 8 / 11 - 11:25
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


و حديث في النساء

في القديم كانوا يعتبرونها شيطاناً ، نحساً و مدعاة للشؤم و غضياً من الآلهة ، قدماء العرب اعتبروها عاراً لابد و أن يوارى التراب بسرعة ، لكن الأمور تطورت قليلاً بعد ذلك ، حيث أصبحوا يعتبرونها آداة لتفريغ الكبت ، و آلة متعة ، و مجرد وسيلة وجدت لترضي شهوات غيرها ، من هي ؟ ....... أمي و أمك ، أختي و أختك ، ابنتي و ابنتك ، انها المرأة ، أكثر من نصف المجتمع ، لأن مصطلح " نصف المجتمع " فيه ظلماً لها ، فهي التي تحمل ، تتألم ، تلد ، ترضع ، تسهر ، تربي ، ........... ، فهل هذا فقط نصف ؟ ماذا نفعل نحن الرجال مقابل ذلك ؟ نأكل و ننام و نمارس الجنس و نبقى خارج البيت غالب النهار و نحضر النقود فقط ، فهل في بنية المجتمع نعادل ما تنتجه النساء ؟ انهن من صنعنا نحن الرجال ، هل منا من ولده رجل أو أرضعه رجل أو رباه رجل ؟ لا ، فكيف اذا المرأة نصف المجتمع ؟ انها أكثر . أما اذا قبلنا مجازاً بأننا مسلمون ( فنحن حسب اعتقادي الشخصي و الذي لا ألزم به أحد ، لا نحمل من الاسلام غير الاسم و الهيكل ) فان النبي قال " أمك ، أمك ، أمك ثم أبوك " فالنصيب الأكبر للأم ، هي ثلاثة أرباع المجتمع حسب الحديث الشريف.

في جميع المجتمعات العربية ، و بنسب متفاوتة ، المرأة حتى هذه اللحظة مهانة ، رغم قدوم الاسلام الذي حررها من كثير من القيود ، و رغم التطور المهول في العلوم و التكنولوجيا ، فهي لا تأخذ حظها من الرعاية و القبول و الاهتمام كالرجل منذ لحظة الميلاد ، كما و تكبل بعد انتهاء مرحلة الطفولة بالكثير من القيود التي تطمس شخصيتها و تمسح كيانها و تلغي وجودها ، هل يعقل أنه حتى هذا العهد الغالبية من الفتيات لا رأي لهن في صفقات بيعهن ، عفواً أقصد زواجهن ؟ هل يعقل أن تضرب المرأة حتى اليوم ؟ هل يعقل أن تبقى المرأة تعامل كجارية حتى اليوم ؟ هل يعقل أن تستغل المرأة أبشع استغلال ( خاصة الموظفات منهن ) حتى اللحظة ؟ هل يعقل أنه حتى اللحظة تعاقب المرأة على ذنوب لم ترتكبها ؟ هل و هل و ...... و هل ، انني أجزم بأن أفضل النساء عندنا حالاً مهانة .

هذا و تطالعنا العديد من الصحف و المجلات و المواقع ، زيادة على الواقع الذي نعيشه بأنفسنا ، عن جرائم تقترف بحق النساء اللائي قال عنهن الرسول الأمين " رفقاً بالقوارير " ، فبعد أن تغتصب الفتاة تقتل بحجة مسح العار ، أي أنها أصبحت ضحية من اغتصبها و بعد ذلك ضحية أهلها ، ان وجود مثل من يفكر بتلك الطريقة لغاية اليوم هو العار بعينه ، و قتله للضحية يدل على وجود تخلف جيني و جبن أخلاقي و ضعف عقلي لديه ، لأنه بذلك يهرب و لا يواجه و لا يمارس قوته الا على الضعيف ، و هذه من صفات الأنذال منحطي الأخلاق.
ففي العراق بعد أن حملت بعض النساء جراء اغتصابهن في سجون الاحتلال الأميركي الحضاري ( لاحظوا جيداً: سجن و حمل و اغتصاب ) و بعد أن تم الافراج عنهن قتلهن أهلهن ، أي أنه مورست ضدهن ثلاث جرائم دفعة واحدة ، ثم نذهب لنتوضأ و نصلي الفجر في المسجد ، أي مسجد هذا الذي يقبل بتلك العينات الحقيرة من البشر لتقف تحت سقفه ؟

مازالت المرأة حتى اليوم تهان ان أنجبت اناثاً فقط أو ان أكثرت من انجاب الاناث و لم تنجب الذكر ( حامي حما العرب و صائن مجدها و محررها من التخلف ) و في ذلك اعتراض صريح صارخ لا يقبل التأويل على الله تعالى ، حيث قال بوضوح في بعض آيات القرآن المحكم التنزيل " يهب لمن يشاء ذكوراً " ، " يهب لمن يشاء اناثاً " ، " يزوجهم ذكراناً و اناثاً " ، " يجعل من يشاء عقيماً " ، ثم نصوم رمضان بعد هذا الاعتراض المنحط الوضيع على حكم الله تعالى ، فأي صيام هذا الذي يقبل منا ؟ و هل هو صيام أم جوع كلاب فقط ؟

في غالبية دول بني يعرب لا ترث المرأة أو يتم التلاعب في الحصص ليأكلوا عليها ميراثها و حقها الشرعي ، و يقرؤون القرآن ، أي قرآن هذا الذي تقرؤون أيها ........ ؟
حتى اليوم الغالبية العظمى من النساء العربيات يضربن على أيدي أزواجهن ، و لا يستشرن و لا يقبل لهن رأي ، و لا يحق لهن الاعتراض على أي شيئ ، يتم توقيفها عن الدراسة ليكمل أخوها تعليمه ، ................... الخ .

الحديث في هذا الموضوع يطول و يطول ، و ما أن تنتهي من جزء الا و تدخل جزءً آخراً من المسلسل المشؤوم دون شعور ، العديد من النساء يلجأن بعد الاعتداء عليهن لبعض المؤسسات ، لكن تلك المؤسسات ليست لها القدرة على تحمل آلام نساء شعب كامل ، بل هي تحاول حل بعض المشاكل و بشكل فردي لحالات معينة حسب امكانياتها .

هذا و اذا تجرأت امرأة و لجأت للشرطة فان أول من سيحتقرها و ينظر لها نظرة النشاز هو نفس من سيسجل شكواها من الشرطة ، و حل مشكلتها لن يتم الا بالمصالحة ( تهرب من المسؤولية ) مع زوجها أو تعهد منه بعد مسها ، لكنه فور الوصول الى البيت يكون أول منتقم منها ، أما ان لجأت لاهلها فالمصيبة أعظم ، حيث أن والدها بعد أن باعها ، عفواً ، أقصد زوجها ، فهو يعتبر أنها انتهت بالنسبة له ، و يقوم بدس أمها لتعقلها و تعيدها الى رشدها و تعود لزوجها البطل ، و هنا تكتمل أبعاد المأساة ، فلا المؤسسات قادرة ، و عجز قانوني ، و الأهل ظلمة ، فما الحل يا ترى ؟

الحل ذو جوانب متعددة :
• الجانب الأول منه تشريعي قانوني ، أي أنه لابد للمجلس التشريعي الذي نصب أعضاؤه أنفسهم نواب للأبد علينا ، لابد عليهم من سن قانون اجتماعي حضاري و عصري يحمي جميع الفئات الاجتماعية من الظلم و خاصة المرأة ، و أن يقر عقوبات واضحة على من يعتدي على أي امرأة مهما كانت صلة قرابته منها ، فالزوجة ليست قطعة قماش و لا علبة كبريت ، انها كائن حي بكامل الحقوق .
• الجانب الثاني يتركز في الجمعيات النسوية ، يجب على جميع الجمعيات النسوية أن تنهض بالدور الذي يفترض و أن تقوم به و هو اعداد مسودات قوانين حول هذه القضايا و مطالبة التشريعي باقرارها ، أي تحريك المواضيع ، و تشكيل جماعات الضغط و تفعيل الدور الاعلامي لهذه القضايا ، هذا الأمر أهم ألف مليون مرة من طرح موضوع " أن تأخذ المرأة حقها مثل الرجل في الميراث " و أهم من البحث في وصول المرأة لدائرة صنع القرار ، أريحوا أنفسكم ، فهي لا تأخذ شيئاً من الأساس ، و لن تصل لموقع ، و كيف تصل و هي لا تجد الحد الأدنى من مطالبها ؟ على تلك الجمعيات أن تعالج الأمور بموضوعية و أن تضع أولويات لعملها ، لأن مطالبها الغير معقولة تشبه الذي يزور جائعاً و يقدم له وردة ، هل يأكل الوردة ؟ انه يريد الخبز .
• الجانب الثالث يتمثل في أسيادي الشيوخ ، يقع على كاهلهم مسؤولية كبرى في هذا الأمر ، عليهم رفع الظلم عن النساء في خطبهم و دعواتهم ، بدل من الحديث عن نواقض الوضوء ، عليهم أن يكونوا فاعلين و أن يحركوا مثل هذه الأمور و الا يكتفوا بدور المتفرج أو مفتي السلطان.
• الجانب الرابع في الشرطة نفسها ، عليها عدم التعامل مع الأمور بعقلية العشائرية و الفصائلية ، بل عليها التعامل بالقانون ، يجب أن يكون لها هيبتها وسط الناس و ذلك بتعاملها الحازم الرادع في بعض قضايا الناس اليومية و منها ظلم المرأة.
• الجانب الخامس يتمثل في الأحزاب و القوى ، التي ليس لها من عمل سوى المعارضة التقليدية و انتظار الفعل لتقوم برد الفعل فقط ، عليها أن تبادر باثارة مواضيع المرأة و خاصة قانونية معاقبة المعتدي عليها ، طالما أنهم عاجزين سياسياً عليهم على الأقل العمل في الجانب الاجتماعي .
• الجانب السادس يتمثل في مؤسسات حقوق الانسان التي تكرر نفسها و لا تقوم سوى برصد انتهاكات اسرائيل و كأنها تتنافس في من يغطي أكثر ، هذه المؤسسات عليها عدم نسيان قضايا الناس اليومية كالمرأة ، و عليها الا تكون تقليدية بيروقراطية ، بل عليها أن تتبنى الموضوع و تبادر لاثارته و تعمل بشتى الطرق لانصاف المرأة .

غير ذلك ليس لك سيدتي الفاضلة الا أن تنتظري رحمة الله ، لكن عليك أن تعلمي بأن الله لا يسمع من ساكت ، و أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، و البقية عندكن .

انني على يقين بأن سبب بلائنا نحن العرب هو ظلمنا للمرأة ، التي تنشأ على أسس خاطئة و مقومات هشة ، و تنجب لنا الأطفال الذين ستربيهم كما تربت هي و بالتالي تكون النتيجة تراكم المآسي .

رائـد عبد الرازق - غزة
09/08/05



#رائد_عبد_الرازق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- كنيسة تبارك تعدد الزوجات في حفل زفاف جماعي بجنوب أفريقيا
- عائلات بأكملها مهددة بالانقراض!.. دراسة تكشف المعدل الحقيقي ...
- ميديا بارت: رجل يكسر الصمت ويفضح ملف الاغتصاب في حرب كوسوفو ...
- -القدس عاصمة المرأة العربية-.. تكريما للمرأة الفلسطينية ولتس ...
- لماذا يميل الرجال إلى الوقوع في الحب أسرع من النساء؟
- الرجال أكثر عرضة للوفاة من النساء!.. دراسة تكشف الأسباب
- ”سلمى” تتعرض للعنف الاقتصادي وباحثة في هيئة المساواة ”الدخل ...
- رهينة سابقة لدى حماس تتهم مدربًا إسرائيليًا باغتصابها في منز ...
- دعمك هيوصلك.. طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت با ...
- طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت الجزائر 2025 وال ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رائد عبد الرازق - حديث في النساء