أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سلام عادل - مدينة الثورة .. دعابل يلونها القحط














المزيد.....

مدينة الثورة .. دعابل يلونها القحط


سلام عادل
كاتب وصحافي

(Salam Adel)


الحوار المتمدن-العدد: 1283 - 2005 / 8 / 11 - 08:50
المحور: حقوق الانسان
    


يبدو ان المتتاليات الهائلة من القسوة والاهمال تكرر ذاتها في مدينة الثورة
، تلك المدينة البائسة الخربة ، لارغبات هناك ، بدءا بالهواء الذي لايستطيع
أن يكون نقيا ، من حيث التسلل اليومي للتلوث و الروائح الكريهة ، وانتهاءا
بالشوارع المعطلة والارصفة المثقوبة والمهملة والمستشفيات الفقيرة العاجزة
، ليس عجز الحال والقدرة ، ولكن عجز النسيان والتدفق اليومي لذات الرشوة
فيها ، ما عدا " فقدانات " اخرى في غاية السؤال والتوق اليها بعد عقود من
من الليل ، للاختلاف والتوادد ، بأن العالم بدأ يمارس السعادة والبهجة ...الخ
فمدينتنا " الشبح " المهم جدا ، والذي يحوي على كم الارواح البشرية القادرة
على أن تعطي اصواتها بلا تردد لاية " عمامة " تحمل الهيبة والكاريزما ،
لايسعها أن تفكر بالحرية إلا من خلال صورة الابطال " منقذي العالم"
، فالحرية لاتشبه رصيفا يشف من خلاله البياض او شارعا يعدو في هدوء
وطمأنينة . الحرية ثمن عظيم ، ولكن عندما تتمثل بالبكاء والعويل وانتشار
هائل لاجساد ثكلى ، ما الذي نشعر حينذاك نحن من يغادرنا الصمت والهدوء
والفرح ؟ نشعر ان الارض لاتدور كما يجب وان الشمس لاتشرق كما نريد
الحرية ثمن عظيم بحاجة الى العلاج والبقاء وخصوصا في مدينتنا التي
ماتزال تحمل الكثير من الوجوه الغائمة ، مايزال الاطفال يمارسون ألعابنا
حفاة مثل خريف لايكل عن البداية ، أطفالنا " دعابل " صغيرة يلونها القحط
والسماء الباهته ، نساءنا لاترث الضحك والنجوم ، تتسرب اليها الاقفال
والمغاليق والعقد الذكورية .
مدينتنا " الشبح " لا تهاجر من الريف الى المدينة كي تتمدن بل تهاجر من
من الريف الى البداوة القاحلة ، هكذا جعلها " قائد الضرورة " ، في صور
المساكين فاقدي العصور كلها ، في دفق الرغبات المكبوتة ، في الوان البقاء
والتشبث الاعمى بالجديد والغريب .بدأت مثل أغنية جديدة يرقص حولها الشباب
والمراهقين ، ومارست نهايتها وما تزال مثل " لطمية " طويلة يجترها الاطفال
والنساء والشباب والرجال والشيوخ والعجائز، وكل حلم يدنو ، كي يرفع رأسه
قليلا ليرى النور والبداية.
مدينتنا اليوم خرافة مضحكة لن يصدقها ذوي العقول البيضاء ، لن يؤمن بها قلب
او جسد حتى ، سوى تلك الاجساد التي تشبه جدران لاقلب لها علقت عليها آثام الرغبة
في خلق العالم في صورة قبح مشع .
الثورة لن تثور بعد اليوم على شئ ، لن تثور إلا في حلم طويل اسمه العراق



#سلام_عادل (هاشتاغ)       Salam_Adel#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تراشق بين الأمم المتحدة و مؤسسة -غزة الإنسانية- وإسرائيل بسب ...
- الإغاثة الطبية بغزة: استهداف متعمد للجائعين خلال استلام المس ...
- اعترافات جنود الاحتلال تكشف جريمة إعدام جماعي بحق المجوعين ف ...
- غوتيريش: -الإغاثة- الأميركية في غزة غير آمنة وتتسبب بمقتل ال ...
- ألمانيا تقيّد لمّ شمل عائلات اللاجئين لفترة عامين
- إيران تقدم شكوى بشأن حربها مع إسرائيل لمجلس حقوق الإنسان الأ ...
- حكومة غزة: اعترافات جنود الاحتلال تكشف جريمة إعدام جماعي بحق ...
- موسكو وكييف تتبادلان دفعة جديدة من الأسرى
- ألمانيا: البرلمان يقر تعليق لم شمل أسر اللاجئين للحد من الهج ...
- إيران تنفذ موجة اعتقالات وإعدامات في أعقاب الصراع مع إسرائيل ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سلام عادل - مدينة الثورة .. دعابل يلونها القحط