أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - دعاء البياتي - الدعارة بين الماضي و الحاضر














المزيد.....

الدعارة بين الماضي و الحاضر


دعاء البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 4533 - 2014 / 8 / 5 - 06:58
المحور: ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس
    


الدعارة يوما ما كانت مهنة مقدسة , فالتأريخ الانساني القديم يذكر بين حروفه الطينية قصص معبد الإلهة السومرية انانا , الهة الحب و الجمال و الخصب و الجنس لدى السومريين و التي تحور اسمها فيما بعد لتصبح عشتار لدى البابليين , و من ضمن طقوس هذا المعبد المقدسة كان هنالك طقس يسمى الجنس المقدس , يضاف الى طقوس اخرى كطقس تقديم الاضاحي و القرابين من المواشي و المأكولات و المزروعات , الجنس المقدس كان يمارس من قبل كاهنات المعبد و عذراوات المدينة كطقس ديني تعبدي , فعلى كل عذراء ان تنذر نفسها لممارسة الجنس داخل المعبد مع اي حاج غريب , حيث تجلس العذراء مطأطئة الرأس تحمل في حضنها صحن معدني , فيأتي الحاج الغريب ليرمي القطعة النقدية فيه , فيكون هذا التصرف كعلامة داله على ان الحاج قد اختارها لممارسة الجنس معه , و محظوظة هي تلك التي تتلقف القطعة النقدية و تتحلل من نذرها , ان ممارسة الجنس من قبل رئيسة كاهنات المعبد مع الملك يعتبر كتمثيل تجسيدي للإله عشتار و حبيبها المنكوب الاله ديموزي و هو طقس يقام لأجل استحضار المزيد من الخصب و النماء لأرضهم و مزروعاتهم , هذا ما كان يحصل في تلك الازمان , لكن مع حركة عجلات الزمن الى الأمام حيث الحاضر , تبدلت مفاهيم وقيم الانسانية فلم تعد المرأة مرغمة دينيا على ممارسة الجنس من اجل ايفاء بالنذور , لكن و في نفس الوقت , ظهرت الدعارة الجديدة !! و هي اقذر مهنة بالتأريخ الانساني و تتضمن ممارسة الجنس مقابل المال , ان مهنة الدعارة هي من احقر المهن التي عرفها التأريخ , فتخيل نفسك يوما بمكان العاهرة التي تفتح ما بين فخذيها لأي رجل كي يرمي بداخلها سوائله المنوية , لأي رجل مهما كان , معاق , قبيح , قذر , معتوه , فقير , غني , ذكي , غبي !!

لا اعتقد فعليا ان العاهرة تستمع بمثل هذا الدور , و لا تقوم به على اساس الرغبة او الهواية مثلا ؟؟ فهي تهب اجمل ما تملك من اجل حفنة من المال ؟؟ ربما رواية الكاتب الرائع باولو كويلو ( احد عشر دقيقه ) تكون كافيه لفهم احساس و شعور المرأة المشتغلة بهذه المهنة .

المرأة بطبيعتها كائن رومانسي شفاف , يبحث عن الحب و العاطفة , فهي عادة تقدم الجنس من اجل الحصول على دفيء المشاعر , فكيف سيكون موقفها و حالتها النفسية و هي تقدم الجنس من اجل الحصول على حفنة من المال ؟؟

المشكلة في شرقنا الأوسط تكمن في اننا جميعنا نلوم العاهرات على عهرهن , فعادة نحن امة الشرق نهتم بالقشور و نكون فرحين حين نجد علاقة تحمل اوزار فشلنا , لنبقى مؤلهين لنبقى طاهرين كالملائكة لا تشوبنا أي شائبة !! و لا احد منا يبحث يوما عن السبب الحقيقي الكامن خلف شيوع مثل هذه المهنه المبتذله التي تسيء الى جوهر و كيان المرأة ؟؟ لماذا تحولت هذه النسوة الى عاهرات ؟؟ من المذنب الحقيقي خلف هذا التحول المتجرد من العواطف الانسانية ؟؟

الفقر , نعم انه الفقر هو من يدفع الى ارتكاب العهر , في المجتمعات المزدهرة اقتصاديا و ماديا نجد ان نسبة الدعارة منخفضة جدا لدرجة انها تكاد تضمحل , و حتى و ان وجدت فسوف نجد ان من يمارسن هذه المهنة هن نسوة قدمن من بلدان اخرى , حين زرت ميونخ وهي مدينة جميلة في المانيا فوجئت بوجود نساء يقفن خلف نافذات العرض الزجاجية يطرقن الزجاج لأي مار كي يمارس الجنس معهن من اجل المال , اكتشفت لاحقا ان هذه العاهرات هن لسن المانيات فبعضهن رومانيات او روسيات , استنتجت حينها ان الدولة التي تكفل حقوق المرأة و تضمن معاشها و جميع مستلزماتها تنقذها من مهنة الدعارة لكن بطريقة غير مباشرة , و تضمن لها الحق بحياة حرة كريمة مليئة بالكرامة .

اذن اللوم يقع على الدولة اولا و المجتمع ثانيا قبل ان نوقعه على العاهرة , و نطلب محاسبتها و ربما نتشفى بقتلها على اعتبارها مرضا يفتك بالمجتمع , العبرة حاسب الدولة و المجتمع قبل ان تستعرض سكينك و عضلاتك على الضحايا , و من منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر .



#دعاء_البياتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغيب العقلي و سيطرة العاطفي في ظل عصر السبحة و العمامة


المزيد.....




- ماذا نعرف عن الطائرة الصينية التي أسقطت الرافال الفرنسية في ...
- الفلسطينيون يهجرون منازلهم قسرًا بعد هدم مبانٍ في مخيم نور ش ...
- من طالبة في معهد تعليمي إلى البرقع الأفغاني.. قصة ميرا الغام ...
- حلفاء كييف الأوروبيون يوافقون على إنشاء محكمة لمحاكمة بوتين ...
- 8 عقود على انتهاء الحرب: هل تترك واشنطن أوروبا في مهب بوتين؟ ...
- سوريا.. تغريدة وزير الطاقة حول اتفاق مع تركيا تثير تفاعلا
- -واشنطن بوست-: حضور زعماء الدول عرض النصر في موسكو يمثل فشلا ...
- ترحيب حار وحديث بين السيسي وشي جين بينغ في موسكو
- المغرب.. مقتل 9 أشخاص بانهيار مبنى سكني في مدينة فاس
- حتى لو استسلموا أبيدوهم!


المزيد.....

- الروبوت في الانتاج الراسمالي وفي الانتاج الاشتراكي / حسقيل قوجمان
- ظاهرة البغاء بين الدينية والعلمانية / صالح الطائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - دعاء البياتي - الدعارة بين الماضي و الحاضر