أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسام كيالي - الرئيس المثقف بشار الأسد يهاجم المثقفين















المزيد.....

الرئيس المثقف بشار الأسد يهاجم المثقفين


حسام كيالي

الحوار المتمدن-العدد: 1277 - 2005 / 8 / 5 - 09:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أجرى الرئيس الأسد مقابلة مع جريدة المجد الأردنية، ذات النفس القومي الحاد. وكعادته حلّق الرئيس السوري في فضاء من " الفكر والثقافة! " والأيدلوجيا ذات الطعم البائت، مُستمرئاً وظيفة المعلّم الذي يعرف كل شيء. الرئيس بشار ورث شيئاً من التعالم من أبيه وإنما ، والحق يقال، كان الأب أذكى وأكثر باطنية. فالأب كان يظهر رغبته في أخذ دور المعلم العارف من طريق خفية. أما الدكتور الإبن فيأخذها من قصيرها، ويتخفّف من باطنية أبيه الكتيمة، ليشرع بمهاجمة المثقفين. لكن مهلاً
أول فتوحات الرئيس بشار في الثقافة هي التي، على ما يبدو، شجعته على الاستمرار في الدور. من يذكر؟ مؤتمر شرم الشيخ الذي حظره لأول مرة رئيساً للجمهورية العربية السورية، بعد أن عُدل دستورها في خمس دقائق حاسمة، وذلك بإنقاص عمر رئيس الجمهورية ست سنوات عن عمر الاربعين (عمر الرشد عند البعض )، زيادة على الترفيع الصاروخي إلى رتبة فريق، إضافة إلى الاختلاء ولمدة نصف ساعة مع مادلين أولبرايت أثناء عزاء المرحوم. أغلب الظن أنهما تكلما عن " البابا غنوج والفتة بحمص " كما يمزح السوريون. المهمّ أنه وفي مؤتمر القمة ذاك، ضرب مثلاً في أن الأمور على اختلاف، وأن الأشياء تختلف مثلما أن السيارة الزرقاء ليست كالحمراء، ولا الحمراء كالصفراء... وسط دهشة الزعماء العرب، حيث تباسم البعض، وتمطى البعض، وارتسم في وجه البعض سؤال عماذا يتكلم ابن الأخ هذا. كثيرون يقولون أن تثبّت الرئيس الابن على مرحلة سابقة عزّزها مثالٌ مدهش كهذا يحار أكبر العقول استكناه معناه. سيارات حمراء وزرقاء وصفراء، والأهم أن الرئيس أكمل مستذكراً درس مادة " القومية " في المدارس الثانوية السورية ولولا قليلاً لنام النائمون أصلا في المؤتمر. من يذكر؟
سنترك الدرس القومي الذي اجترحه السيد الرئيس على صفحة " المجد " ونتناول فقط ما قاله عن المثقفين. ليس أي مثقفين! وإنما مثقفو بلاده. مثقفو البلاد التي يحكمها، أيْ والله! اسمعوا.
ان الشعب السوري ( رجاء ضعوا كلمة: أنا عوضاً عن الشعب السوري. فالتعبيران سواء في سورية الأسد ) «لا يحترم المثقفين الدائرين في فلك المحافل الغربية، والمستفيدين من مراكز التمويل الاجنبي، والمغرمين بالظهور على شاشات القنوات الفضائية».
أنا شخصياً أراهن على أن 99,99 بالمائة من المثقفين السوريين سيتفاجأون بكلام الرئيس. هم، أي المثقفون السوريون، كانوا شديدي ثقة من ان كلاما كهذا لا يريده الرئيس، وإنما هو من صنع لبلاب الثقافة أمثال الأستاذ الشعيبي. طبعاً الكل سمع من قبل كلاماً كهذا من بعثيين، ومثقفي مخابرات، ومثقفي التفكير بالقدم بدل الرأس، لكنهم كانوا أبداً يضعون الرئيس بعيداً، ويحفظون له مقاماً. فما رأيهم الآن ولسان الرئيس وليس لسان عماد أو دخل الله أو أحمد علي الله... ما رأيهم وقد قال ما قال عنهم؟
بالنسبة لي كمثقف سأدافع بما أعرفه وأخبره. وأعتقد أنه آن الاوان كي يُناقش الرئيس مباشرة مع مغادرة مواقع المواجهة مع " مصدر أمني مسؤول. ومصادر مقربة من القصر. وكلام تقارير المراسلين الموظفين في المخابرات قبل صحفهم.... وعماد الله ودخل الله وعلى باب الله.... " فالرئيس على ما يبدو ممتلئٌ رغبة في بـ " النقاش ". وباعتباره أي الرئيس مستجد على الجدل العلني ( ظل هو ونظامه يعطون أذنا من طين وأذنا ما لمْ نسبّح بالنعماء والمنجزات ) كان عليه أن يتجنب انطباق المثل " أول ما نطحْ شطحْ ".
يا ريّس! المثقفون الذين تكلمت عنهم بالسوء. ليسوا كما تقول، فلنحفظْ لك شيئا من احترام المكان الذي قعدت فيه، سواء أكان في قلوب الناس أم على قلوب الناس. أنت تصرح على أنهم " يدورون في فلك المحافل الغربية". بالمقارنة معك شخصياً سيادة الرئيس وبالمعنى الذي ذهبت إليه، لن يغبّر كل المثقفين المتهمين ولا أضعافهم على قصب عبائتك في السبق. فأنت القائل في مقابلتك مع مجلة التايم الأمريكية موجهاً كلامك للإدارة الأمريكية وحلفائها " ... أنا لست صدام حسين. أنا أريد أن أتعاون! " والحال وبما أنك ربيب أسرة حكمت سورية طويلاً، فإنك ولا شك قصدت عامداً إيراد امصطلح الأمني السوري ألا وهو " التعاون ". لغير السوريين نعلمهم أن طلب التعاون يعني وضع الشخص لنفسه في موضع العميل " كَتّاب التقارير ". وهو ما ترجم عملياً بتسليم الـCIA ملفات سوريين، اختلفت المصادر في تقديرها بين 3000 و30000 وهذا ليس سراً فأنت تفاخرت به مرات عديدة، وآخرون من أقطاب نظامك يسيل لعابهم وهم يظهرون العتبَ من عدم الرضا الأمريكي، رغم الوفاء والطاعة، والأمريكيون أعلنوه مرات ومرات.
أما ما يخص كلامك عنهم بأنهم " المستفيدين من مراكز التمويل الاجنبي ". فلنا أن نقارن اتهامك هذا بالواقع. المثقفون السوريون الذين تعنيهم وكما خبرتهم ( معتّرين ) بالمعنى السوري للكلمة. بعض من عنيتهم جائعون. أكرر جائعون. ومع ذلك يعارضون نظامك، ويحملون أرواحهم على أكفهم عندما يكتبون في الجرائد، أو يقابلون في الفضائيات. كل السوريون يعلمون ان كلامي هذا صحيح. وبالمقارنة يا سيادة الر ئيس، فإن كل فرد من عائلتك " الأعوام والأخوال " يملك مليارات، أكرر مليارات. أحيانا مليارات الدولارات، وكلها مودعة في أوربة. علماً أنْ لا عائلتك، بيت الأسد، ولا أخوالك، بيت مخلوف، ورثوا أطياناً أو مصانع قبل أن تستولوا على السلطة. جدّكَ كان انساناً متواضعاً، ولشدة تواضعه رغب في أن يسترضي سلطات الانتداب الفرنسي، فوقع مع أقرانه عريضة التمنّي على فرنسا بفصل دولة العلويين عن دولة العرب السنة المتعصبين. أنت نفسك أعدت المغزى ذاته وإن بالمقلوب، عندما سألك الصحفي هل بردت نار الثأر، فقلت : " والدليل أنني أجلس في هذا المكان! ". هل نذكرك بأموال أعمامك" رفعت وجميل " القارونية أم بأوناسيسيّة ابن خالك رامي؟ أم أنك لا تذكر كيف طار ثلثا تركة المرحوم الشهيد المظلّي الرائد الركن الفارس المهندس الباسل في بنوك فرنسا، وهي أيضاً بالمليارات وبالدولار، وذلك لأن أوراق الوصية لم تكن مكتملة؟ هل ترغب بأن نذكرك باستثمارات أختك؟!
حقيقة لولا أن الرئيس جاء بحبّه لما طحنا له. لو أنه لم يذهب إلى الاتهام والتخوين والتعيير بما تعيّر به النساء في الحارات، لما أجرينا هذه المقارانات مع العائلة الكريمة. لو أنه تكلم في علم السياسية والاجتماع، لجنحنا له. لو أنه جادول وساوم وناقش، لملنا له. لكنه هكذا أراد.
في الزيارة الميمونة لبريطانيا، صرحت السيدة الأولى " أسماء الأخرس " زوجة الرئيس بأنها تفخر بجنسيّتها البريطانية، متناسية جنسيتها السورية. بالمناسبة ما مغزى أن تُكنى السيدة أسماء بالأسد بدلاً من الأخرس أليس تقليداً وتيمّناً بالأجنبي؟ للمرء أن يكون غبياً تماماً ليرى ما يرى الرئيس من أدانة لمثقفين سوريين لمجرد أنه يشاركون في ندوات عالمية، بينما لا يرى أن هناك مغزى عميقاً من أن يتزوج رئيس دولة امرأةً تحمل جنسية دولة أخرى وتفخر بها. لعل الرئيس يعتبر المثقفين سذّجاً ولا يدرون ما يدور في الخفاء من تفاهمات وترتيبات وصفقات. لعله يأخذ المثل من نفسِه، إذْ تعثّر على درج الإليزيه بسبب انعدم الثقة بالنفس، ومع ذلك استضافه رئيس دولة كبرى.
الطريف الحمصي، وهو يعرفك سيادة الرئيس فقد كان زميلاً لك أثناء إعدادك لترث سورية من بعد وفاة الوالد، هذا الطريف استلقى على ظهره من شدة الضحك عندما قرأ كلامك عن غرام أولاء المثقفين بالقنوات الفضائية. ولم أكن أدري لأي سبب خطف الآلة الحاسبة وراح يلعب بها بينما أكتب أنا هذا المقال. أخيراً أعلمني أن حسابه رسا على أن كل المثقفين الذين يكرههم الرئيس، مضروبين بمربع العدد تجنّباً للخطأ، حصلوا على عدد ساعات بث تقع نسبته إلى عدد ساعات البث التي حصل عليها الأسدان الأب والإبن كنسبة الـ 1 /1000000000. لا غرابة فالتلفزيون السوري بقناتيه هو ملك " خاصّ ". فإذا أضفنا إلى كل هذا عدد ساعات البث التي يحصل عليها الموالون المخلصون في فضائيات الفراغ العربي، فإن الرقم سيتحوّل إلى رقم فلكي لا تحسبه آلتنا الحاسبة المتخلفة. وأضاف الطريف الحمصي إن المتتبع لموقع صحيفة تشرين في الـ 21 و22 و23 من الشهر الماضي سيجد أن الصفحة تخلو من أي خبر غير أخبار الرئيس بشار. فالصحف عندنا في سورية الأسدملكيّة " خاصة "
أين الغرابة إذا ما كانت سورية تسمى بسورية الأسد؟!

أخيراً سيادة الرئيس سجناء سجونك السياسيين هم مثقفون، أغلبيتهم الساحقة مثقفون. فهل تنطبق عليهم الوصفة الأمنية التي ذكرت؟
لاذقية العرب 3/8/2005
حسام الدين كيالي



#حسام_كيالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- غيتار بطول 8 أقدام في موقف للمركبات الآلية يلاقي شهرة.. لماذ ...
- ساعة ذهبية ارتداها أغنى راكب على متن -تيتانيك-.. تُباع في مز ...
- اغتيال -بلوغر- عراقية وسط بغداد.. ووزارة الداخلية تفتح تحقيق ...
- ثوران بركان إيبيكو في جزر الكوريل
- -إل نينو- و-لا نينا- تغيران الطقس في أنحاء العالم
- مكسيكي يقول إنه فاز بشراء أقراط بـ28 دولارا بدل 28 ألف دولار ...
- سيناتور روسي يقيم جدوى نشر أسلحة نووية أمريكية في بولندا
- هذا هو رد بوتين على المساعدات لأوكرانيا من وجهة نظر غربية (ص ...
- الولايات المتحدة تطور طائرة -يوم القيامة- الجديدة
- الجيش الروسي يستعرض غنائمه من المعدات العسكرية الغربية


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسام كيالي - الرئيس المثقف بشار الأسد يهاجم المثقفين