أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مريم نامازي - الإسلام السّياسيّ في قلب أوروبّا العلمانيّة















المزيد.....

الإسلام السّياسيّ في قلب أوروبّا العلمانيّة


مريم نامازي

الحوار المتمدن-العدد: 1266 - 2005 / 7 / 25 - 12:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


خطاب مريم نامازي في مؤتمر اتحاد الانسانيين والاخلاقيين العالمي المنعقد في 6 تموز، 2005 في مدينة باريس، فرنسا ضمن جلسة معنونة "حقوق المرأة في المجتمعات الدّينيّة والعلمانيّة“.

- الطفلة عاطفة رجبي البالغة من العمر 16 سنة تم شنقها علانية في وسط المدينة في نيكا - إيران في 15 آب2004 بتهمة القيام باعمال "لاتتفق مع العفة“



.- في نيسان من هذا العام، رجمت أمينة حتّى الموت علانية في منطقة أركو، أفغانستان بعد اتّهامها بالزّنًا من قبل زوجها.



- وفي هذا الشّهر ضرب الأطبّاء لمعالجتهم مريضات ونّساء هُوجِمْنَ بوحشيّة لعدم تحجبهن في البصرة -العراق...



والقائمة لا تنتهي.



هذه الأمثلة هي فقط بعض أكثر الجوانب المرئيّة والشنيعة لنساء وبنات يعيشن في مجتمعات نكبت بالاسلام وتحت القوانين الإسلاميّة – نساء مغطيات بالبركة والحجاب،، مربوطات ومكمّمات ودون حقوق

.

إنّه حقًّا عار القرن الـــ21 .



لكن ذلك لا يحدث فقط في أماكن مثل نيكا، أركو أو البصرة حيث يسبب الإسلام السّياسيّ والحكم الدّينيّ الفوضى، لكنّه أيضًا يجري في نفس قلب الغرب العلمانيّ وأوروبّا ولو بطرق مختلفة وبشكل أكثر دقة الا انه لا يقل شراسة على اية حال.



هنا الإسلاميّون "أكثر تحضّرًا ”.



انهم يطالبون "بحقّ" الحجاب للنّساء والأطفال في فرنسا في حين انهم يفرضون الحجاب الاجباري في الشّرق الأوسط بإلقاء الحامض الحارق على وجوه اللواتي يتجرأن ان يرفضن ويقاومن. وفي بريطانيا يصرخ الاسلاميون (عنصرية) ضد كل من يجاهر برأيه ضد الاسلام وحركته السياسية، بينما في ايران واشباه ايران يقومون بشنق "المجدفين" و"الكفرة“ من جذوع الاشجار ورافعات البناء. هنا ( في الغرب) يطلبون مقاضاة أولئك الّذين "يثيرون الكراهية الدّينيّة" بينما انهم هم أنفسهم من يثير الكراهية والعنف وبشكل لا يمكن وصفه او تخيله وفي كل مكان. هنا في الاتّحاد الأوروبّيّ، يطالبون بالتسامح واحترام معتقداتهم، في حين انهم هم الّذين أصدروا الفتاوي والتّهديدات بالقتل ضدّ أي شخص أعتبروه هم مشين ولا يمكن تحمله. هنا يطالبون ب"الحقوق المتساوية" بمحكمة شريعة للأقلّيّات المسلمة في كندا و ريطانيا بينما قامت نفس محاكم شريعتهم بأجازة الظّلم والبربرية الإسلاميّة في الشرق الاوسط.



وبثبات يقوم الاسلام السياسي وعن طريق استخدام لغة " الحقوق" وصيحات العنصرية ورهاب الاسلام Islamophobia - واليوم اثارة الكراهية الدينية من اجل اخراس اي معارضة ونقد -بتثبيت مواقعه وانزال الضربات بالعلمانية في اوربا بالرغم من ان النقد و"رهابات" الايديولوجيات والثقافات والحركات السياسية لا تعد عنصرية. وحتى في قلب اوربا العلمانية والغرب فان النساء اللواتي قاومن الاسلام السياسي لن يشعرن بالامان بعد الان. بامكانهم رفع الدعاوى القضائية ضدنا قريبا ومواجهة احكام تصل الى 7 سنوات من السجن في بريطانيا لكوننا عدوانيات او تجاوزنا الحد " المنطقي" لنقد الاسلام.



نحن نُسَمَّى بالفعل عنصريّين و”مرضى رهاب الاسلام“ كلّما تكلّمنا لصالح النّساء وضد الإسلام وحركته السياسية. نحن اللواتي اُعْتُبِرْنَااعتبرنا محافظ لندن متطرّفات عندما عارضنا زيارة المدعو "العالم الاسلامي" القرضاوي، والذي لا تفرق مطالبته بتواضع النساء وممارسة العنف ضدّهن وإدانته للأعمال الجنسيّة بمثابة "شذوذ" عن القوانين الإسلاميّة في إيران.



وحتّى هنا فأن حقوق المرأة، حقوقنا، تعد نسبيّة من النّاحية الثّقافيّة وليست حقوقاً عالمية أبدًا. حتّى هنا، كلّ واحدة منا تعد وللأبد من "الأقلية المسلمة"، ينبغي ان تكون لها محاكم شريعة ومدارس أيمانية وحق الحجاب... ولسنا ابداً مواطنات متساويات من قبل القانون ولكن اجزاء متناثرة من تجمعات أقلية تستحق نفس تلك القواعد والقوانين التي هربنا اصلا منها.



يعاد تغليف الإسلام والدّين السّياسيّ باستمرار وبألف طريقة لجعل هذه النّسبيّة والمهادنة الثّقافيّتين أكثر قبولاً للجمهور الغربيّ. الآن هناك إسلام معتدل، إصلاح إسلاميّ، حقوق إنسان إسلاميّة، مناصرة إسلاميّة للمرأة وديمقراطيّة إسلاميّة ( تناقضات لفظيّة في رأيي).



منذ مئة سنة، كان يمكن للبشريّة الطّليعيّة أن تسخر من الفرضية القائلة أن تحرير البشريّة يمكن أن يُحَقَّق من خلال القساوسة او اعتدال الدّين أو ظهور التّفسيرات الجديدة من خلال الكنيسة. اليوم ويا للاسى يمكن "للعلماء والأكاديميّون المحترفون" أن يحدّدوا بأنّ بامكان المرأة الإيرانيّة في الوقت الرّاهن اعتبار ان العلمانية تعني إضافة درجة أفتح من السواد إلى الألوان المعتمدة رسميًّا لحجابها *. ما سخر منه بالامس من المفاهيم يحل اليوم محلّ القيم البشريّة التي تم النضال من اجلها والتسليم بها من قبل المجتمع الحديث.



ان نهوض الدين وتآكل العلمانية والمعايير العالمية هي جزء أساسيّ من النّظام العالميّ الجديد الّذي قد حوّل حقوق المواطنة إلى مجتمعات مجزّأة ممكن التعرف عليها باي وسيلة الا إنسانيّتنا المشتركة وحول قيمنا الانسانية والعالمية الى قيم ثقافية ودينيّة رجعية.



ان قيم التنوير للقرن الثّامن عشر يتم استبدالها ببطء. حتّى في فرنسا حيث حظر الرّموز الدّينيّة المميّزة في المدارس والمكاتب الحكوميّة عد من الخطوات المهمّةً، فان المدارس الإسلاميّة - حيث يحجب الاطفال ويستمر استغلال حقوقهم بقوة - يعْتُبِرَ مسموحة لحد الان.



السّؤال العاجل والذي علينا جميعًا أن نسأله لأنفسنا هو: كيف يمكن لنا أن ندافع عن العلمانية، العالميّة والقيم البشريّة الجديرة بالقرن الــ21 ؟ أعتقد أنّ ذلك ممكن فقط عبر تنوير جديد تقوم به طليعة هذا القرن. يجب أن لا نعطي أيّ امتيازات أكثر إلى الدّين، الخرافة والنّسبيّة الثّقافيّة، علينا الا نحترم ونجيز الاهداف والقيم والممارسات غير الانسانية.



ان المداعاة العنيدة غير المساومة بالعلمانية ودون خجل تشكل فقط الحدّ الأدنى، ومع ذلك، فاننا نقوم بذلك لضمان أن حقوق المرأة مصانة وأنّ



الإنسان يُأتي في المقام الأوّل .



اليوم، أكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة الى نزع الدين من المجتمع. "بامكان اي شخص أن يكون لديه أي معتقدات، يعبّر عنها، ينشرها وينظّم الناس حولها“. السّؤال هو ما الذي يضعه المجتمع من لوائح لحماية نفسه؟. اليوم، يحاول المجتمع حماية الأطفال من إعلانات صناعة التّبغ. وبنفس الطريقة بالظبط بالامكان التعامل مع اعلانات صناعة الدين. لدى المدخّنين كلّ حقوقهم ويمكن أن ينشئوا أيّ جمعيّة و مؤسّسة لإعلان فوائد التبغ وتوحيد كلّ المدخّنين، لكنّ هذا لا يعني إعطاء الضوء الأخضر لصناعة التّبغ. ان ماكنة الإسلام وبقية الديانات الرّئيسيّة الأخرى (المسيحيّة، اليهوديّة، الهندوسيّة إلخ) ليست تجمعات طوّعيّة لمؤمنين بأفكار معيّنة، انهم مؤسّسات سياسية وماليّة ضخمة لم يتم ُتَفَحَّصها أبدًا بشكل مناسب، ولم تخضع للقوانين العلمانية في المجتمع ولم تتقبل تحمل اي تبعات لممارساتها.



لم يأخذ اي شخص السيد خميني الى المحكمة لاصداره فتوى الموت ضدّ سلمان رشدي، ومع هذا فان التحريض على القتل يعد جريمة في كلّ بلدان العالم. وذلك مجرد ركن صغير من اركان شبكة القتل والتّشويه والتّخويف والاختطاف والتّعذيب وإساءة معاملة الأطفال. أعتقد أن كارتل ميدلين للمخدّرات (إسكوبارز)، الثلاثي الصّينيّ و المافيا الإيطاليّة (والأمريكيّة) لا شيئ مقارنة بدين منظّم. انا اتحدث عن صراع منظّم وشرعيّ داخل مجتمع مفتوح وحرّ ضدّ هذه المؤسّسات. وفي نفس الوقت، فأني أنظر الى الإيمان بأي شيئ، حتّى بأكثر المذاهب رجعية وتوحشاً كحقّ لا يمكن نكرانه عن أيّ فرد.“*



هذه المعركة الطّليعيّة قد بدأت بالفعل في إيران حيث تقوم ردة فعل معادية للاسلام لم يسبق لها مثيل تطالب بعلمانية يتم اعلائهما في المجتمع. نشهد بداية مرحلة التنوير لهذا العصر في مكان حُكِمَ بأحد أعمدة الاسلام السياسيّ طوال العقدين الماضيين. وبالاضافة الى الاعتراف بهذا الواقع والمفصل التاريخي الذي نمر به، علينا في هذا المؤتمر أن ننتهز فرصة التّحدّي لعلمانية غير مهادنة وان ننادي بنزع الدين عن المجتمع.



تلك هي الطّريقة الوحيدة - اليوم - لاستذكار المئويّة الاولى لصدور القانون الفرنسي القاضي بفصل الدّين عن الدّولة العام 1905.



* منصور حكمت، صعود وافول الاسلام السياسي



#مريم_نامازي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -بالعربي والتركي-.. تمزيق 400 ملصق للحزب الديمقراطي المسيحي ...
- اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية تصدر بيان ...
- حدثها اليوم وشاهدوا أغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- السعودية.. فيديو تساقط أمطار غزيرة على المسجد النبوي وهكذا ع ...
- فرنسا تعزز الإجراءات الأمنية أمام أماكن العبادة المسيحية
- المجلس اليهودي الأسترالي يتضامن مع مظاهرات طلاب الجامعات الد ...
- طالبة أمريكية يهودية ترفع دعوى قضائية ضد جامعتها المتهاونة م ...
- -نيتسح يهودا- - هل تعاقب واشنطن وحدة عسكرية إسرائيلية لأول م ...
- السلطات الفرنسية تحذر من خطر إرهابي كبير خلال فترة الأعياد ا ...
- فرنسا تشدد الإجراءات الأمنية قرب الكنائس بسبب المستوى العالي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مريم نامازي - الإسلام السّياسيّ في قلب أوروبّا العلمانيّة