سعاد خيري والمقاومة الباسلة ... من السويد / ما اشبه الليلة بالبارحة

رافد احمد الحلي

الحوار المتمدن-العدد: 1264 - 2005 / 7 / 23 - 08:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نتابع، نحن عراقيي الداخل بكل اهتمام، ما تنشره مواقع شبكة الانترنت عن أوضاع بلادنا الغارقة في بحر الدماء والظلام والضمأ. ونفاجيء بين حين وآخر بنماذج كتابات لا يمكن وصفها، إلا باللاواقعية، واللاانسانية على أحسن تقدير.
ومن بين تلك الكتابات الأخيرة ما نشرته السيدة سعاد خيري تحت عنوان "المقاومة الوطنية والديمقراطية"، ودعوتها الى "مزيد من التضحيات لطرد الاحتلال" و"عدم التهاون" و"أوهام المقاومة السلمية" والى ما ذلك من وجهات نظر وآراء توحي بان الكاتبة تريد ان تضحي بآخر قطرة دم عراقية، وهي الشيوعية السابقة، وحاملة الجنسية السويدية اليوم، خاصة وان جميع المتابعين يعرفون بأن لا ناقة للسيدة سعاد بالوطن العراقي ولا جمل بشعبه!

وما أشبه الليلة بالبارحة حين تذكرنا مقالة السيدة سعاد الأخيرة، بسابقها من كتابات عن الكفاح المسلح، والانتفاضة الشعبية، في أعوام الثمانينات، خلال تواجدها في مصايف براغ، ومشاتي روسيا، وربوع لندن وصوفيا وبرلين وباريس، طيلة خمسة عقود، باستثناء فترات زمنية قصيرة قضتها معززة مكرمة في العراق مع زوجها الفقيد، الشخصية الوطنية العراقية البارزة زكي خيري، في فترة الجبهة البعثية – الشيوعية سيئة الصيت في السبعينات.
واحسب ان بين سطور مقالة السيدة سعاد اشارات هنا، وبصمات هناك، تحاول فيها النيل من سياسة حزبها السابق، "المهادنة" – حسب وصفها - ومن رفاقها داخل الوطن الذين ما برحوا يسعون للاسهام في كفاح شعبهم من اجل الحياة اولا وقبل كل شيء. ومن المثير هنا ان يشمّ القاريء من متن المقالة براءة السيدة سعاد من ذلك الحزب. وأولئك الرفاق، ورفاقهم، والذين لولاهم لما كانت على ما هي عليه اليوم من اسم، ولقب، وسمعة.
وعلى اية حال نأمل ان لا تستمر الكاتبة في استعارة الشعارات "العروبية" البعيدة عنها لغة وتراثاً، وان لا تزايد على من هم في ميدان النضال الحقيقي، على أرض بلادهم، واهل مكة أدرى بشعابها ديناً ودنيا وثقافة ومواطنة.
وأخيراً، كنا نتمنى ان نقرأ في بعض ثنايا مقالة الكاتبة اشارات على الاقل، لعهد الدماء والتعذيب والارهاب البعثي السابق، الذي تسبب في كل هذا البلاء والطاعون الجاثم على صدر أبناء العراق الصابرين الصامدين في بلادهم.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل