أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود جديد - العلاقات السعودية - الإيرانية إلى أين ؟















المزيد.....

العلاقات السعودية - الإيرانية إلى أين ؟


محمود جديد

الحوار المتمدن-العدد: 4462 - 2014 / 5 / 24 - 12:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العلاقات السعودية - الإيرانية إلى أين ؟
محمود جديد
في 8 أيار / ماي / الجاري كتبت على صفحتي في زاوية خاطرة صباحية مايلي : " استعراض العضلات الصاروخية السعودية مؤخّراً في مناورات " سيف عبدالله " ليست لتحذير إيران وتخويفها فقط ، وإنّما أيضاً لتبرير المفاوضات معها في المستقبل غير البعيد ..."
ولكن المفاجأة أنّ هذا المستقبل غير البعيد جاء بسرعة ، حيث دعا وزير خارجية السعودية في يوم 13 / 5 / 2014 نظيره الإيراني لزيارة الرياض في الوقت الذي يشاء للتفاوض حول مختلف القضايا ، وحلّ أيّة مسائل خلافية إن وُجِدت ...
والأسئلة التي تطرح نفسها هنا : ماسبب اختيار هذا التوقيت ؟ وهل هذه الدعوة " فشّة خلق " كردّ فعل على أخبار سمعها من وزير الدفاع الأمريكي للرياض في اليوم الذي سبقه ؟ أم أنّ حرارة زيارة تشاك هاغل أنضجت الطبخة التي سعى الإيرانيون لإعدادها بإلحاح وبمساعدة خليجيين آخرين ؟ أم أنّ وقائع جديدة في المنطقة فرضت نفسها على الموقف السعودي الراهن ؟
تساؤلات كثيرة بحاجة إلى متابعة وتوضيح وهذا ماسأحاول المساهمة في الإجابة عنه :
كلّنا يعلم انعكاسات الثورة الإيرانية بسلبياتها وإيجابياتها على محيطها العربي والإسلامي خلال 35 عاماً ، وخاصة الدول الخليجيّة وعلى رأسها المملكة السعودية ، غير أنّ وصول أحد الشخصيات البارزة في التيار الإصلاحي داخل إيران إلى رئاسة الجمهورية فسح المجال لإحياء وتجديد ما حلُم به الرئيس الأسبق محمد خاتمي وسعى صادقاً لتجسيده وتسويقه إقليميّاً ودوليّاً ، ولكنّه لم يلقٓ-;- آنذاك الاستجابة المطلوبة التي يستحقّه . كما أنّ علاقة سلفه رفسنجاني كانت جيدة مع السعودية .. وقد شكّلت العلاقة مع الرياض ركناً أساسيّا من برنامج روحاني الانتخابي الذي حاول متابعته وتنفيذه بعد وصوله للسلطة في إيران ، وهو أصلاً ينتمي لتيّار خاتمي ، وفي هذا السياق زار وزير خارجيته معظم دول الخليج ، ولكنّ السعودية لم تستجب لرغبة روحاني فحسب ، وإنّما حاولت تصعيد الموقف ضدّ إيران واستعداء أمريكا عليها لدرجة حاولت فيها ( إسرائيل ) استغلال هذا الموقف باتجاه المزيد من التطبيع مع دول الخليج من جهة ، وتوظيفه لاستهداف المشروع النووي الإيراني والمبالغة في التهويل والحديث عن مخاطره على أمن المنطقة من جهة ثانية ..
غير أنّ إدراك روحاني لأهميّة الدور السعودي في منطقة الخليج والعالم الإسلامي وضرورته ليس لتحقيق علاقة إيرانية خليجية مستقرّة ومتطوّرة فحسب ، وإنّما لحلّ العديد من الملفّات الهامّة في المنطقة ومنها الملفّ السوري واللبناني والبحريني، والعراقي وهذا جعله - على مايبدو - يتابع الموضوع بصبر وإصرار وكما يقول البعض " بجٓ-;-لٓ-;-د حائك السجّاد العجمي " ..
ولكنّ قلق السعودية ورغباتها ليست بذي بال لدى الإدارة الأمريكية إذا كان الموضوع يدخل في دائرة المصالح الاستراتيجية الأمريكية . ومن المحتمل أن يكون ماسمعه المسؤولون السعوديون من الأمريكيين وخاصة من وزيرالدفاع تشاك هاغل عند زيارته الأخيرة إلى الرياض وبوضوح شديد وبدون أصبغة دبلوماسية ، فلا ضربة عسكرية لسورية وتحطيم القدرات العسكرية للنظام فيها ، ولا تسليحاً بصواريخ مضادة للطائرات للمجموعات المسلّحة ، ولا عقوبات جديدة على طهران ، ولا تراجعاً عن معالجة الملف النووي الإيراني بصورة سلمية ، ولا رفع الغطاء الأمريكي عن المالكي في العراق ، ولا موافقة على تصعيد الموقف في لبنان والسماح بخروجه عن دائرة التحكّم .. وبالتالي ، فإنّ السعودية عاجزة عن تحقيق أيّ شيء ذي أهمية في تلك الملفات دون دعم أمريكي مباشر ، ولذلك وصلت حيالها إلى الطريق المسدود في سياستها السابقة ، وما عليها سوى التكيّف مع الأمر الواقع ، وإعادة ترتيتب البيت السعودي بما يتطلّبه الموقف من هذه المعطيات .. وفي هذا السياق تمّ تحجيم وإبعاد بندر بن سلطان والعديد من أخوته الذين كان لهم دور بارز في رسم وتنفيذ السياسة السعودية السابقة الفاشلة ، واستخدام هذه الخطوة كمشجب لتعليق أخطاء السياسة السعودية عليه في الفترة الماضية ، هذا من جهة ، كما أنّ الخلاف السعودي القطري ، وجنوح بعض دول الخليج باتجاه تحسين العلاقات الثنائية مع إيران وخروجها عن بيت الطاعة السعودي كان له أثر في هذا التوجّه من جهة ثانية .. ويُضاف إلى ذلك قيام سلطان عُمٓ-;-ان بوساطة خاصة بعيدة عن الأضواء بين السعودية وإيران وبتشجيع خاص من طهران ، والاهتمام الخاص الذي لقيه السفير السعودي في إيران من قبل الخارجية الإيرانية ودوائر صنع القرار وتقاريره الإيجابية عن نشاطاته هناك ، وخاصّة مايتعلّق منها بمدى جدّيّة ومصداقية روحاني تجاه تحسين العلاقات مع الرياض .. وإذا أضفنا إلى هذا كلّه التطوّرات الميدانية الأخيرة في سورية ، وفشل الجهود السعودية في تغيير الموقف الروسي والصيني تجاه دعم وحماية نظام بشار الأسد ، ونتائج الانتخابات في العراق ، وعجز تيّار المستقبل في عزل ومحاصرة حزب الله في لبنان بالدرجة التي كانت مستهدفة ، ووضوح وثبات موقف النظام المصري وحساباته الاستراتيجية لأهمية الساحة السورية بالنسبة للأمن القومي المصري ، وتراجع الاهتمام العالمي بأحداث منطقة الشرق الأوسط .. كلّ هذه المعطيات التي عرضناها دفعت الرياض لإعادة تقييم سياستها تجاه النظام الإيراني ، ولكن من المحتمل أن تجري ذلك وفقاً لتوقيتات ورزنامة المفاوضات حول الملفّ النووي الإيراني ومحطته النهائية ، فإذا توصّل الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن زائد ألمانيا إلى اتفاق دائم مع إيران عندئذ ستنهي السعودية تردّدها وتسرع الخطا باتجاه إقامة علاقات جيدة مع النظام الإيراني ، ولكنّ روحاني في هذه الحالة لن يبدي الرغبة نفسها التي يبديها الآن - حسب تقديرنا- ، وسيحاول الحصول على نقاط إضافية ليست على جدول أعماله واهتماماته في هذه المرحلة .. وإذا فشلت المفاوضات الدولية حول الملف النووي وتوتّرت الأجواء الغربية مع طهران ، فلن تخطو الرياض خطوات إضافية باتجاه تحسين العلاقات معها ، وتصبح بوصلتها رصد ما يُستجّد في هذا المجال من تطورات واتخاذ التوجّه المنسجم معها ...وهذا كلّه سيترك انعكاسات سلبية أو إيجابية على الأزمة في سورية وفقاً لكل احتمال...
في : 24 / 5 / 2014



#محمود_جديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفقة حمص في الميزان
- سورية : محرقة ومغرقة حتى إشعار آخر
- أكاذيب ممزوجة بحقائق حول صلاح جديد / الحلقة 6 /
- أكاذيب وحقائق حول صلاح جديد / الحلقة الخامسة /
- أكاذيب وحقائق عن صلاح جديد / الحلقة الرابعة /
- أكاذيب وحقائق عن صلاح جديد / الحلقة الثالثة /
- أكاذيب وحقائق عن اللواء صلاح جديد / الحلقة الثانية /
- أكاذيب وحقائق عن الشهيد صلاح جديد
- - غزوة الأنفال - في كسب : الدوافع والآفاق .
-     - طبخة جنيف 2 لم تنضج بعد ، وقد تحرقها المقامرات  وكثرة ...
-            مؤتمر جنيڤ-;- 2 محطة للحلّ أم للتصعيد ؟ 
- اتفاق جنيڤ-;-2 شرّ لا بدّ منه ، ومحطّة لكشف النوايا وا ...
- اختطاف رجاء الناصر سيناريو معكوس لاختطاف عبد العزيز الخيّر و ...
- الاعتداءات الإسرائيلية مستمرة بالتقسيط على سورية ، ولا بدّ م ...
- وداعاً أبا أحمد ( الدكتور إبراهيم ماخوس ) ، أيّها الرفيق الغ ...
- أوباما بين التخبّط والتردّد والمراجعة
- جريمة الكيماوي اللغز
- إيقاف العنف المجنون في سوريّة واجب وطني وإنساني ملحّ
-   - وجهة نظر حول إقامة حكم ذاتي كردي في سوريّة - 
- هل الرئيس مرسي وحزبه مظلومان ؟


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود جديد - العلاقات السعودية - الإيرانية إلى أين ؟