محمد الأبرش
الحوار المتمدن-العدد: 1263 - 2005 / 7 / 22 - 04:03
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
بعد ان جرى الإيعاز لشريك البلاد بنسبة عشرة بالمئة (90% له مقابل 10 % لمخلوف ) ، رجل الأعمال الشهير رامي مخلوف ، بنقل أعماله التي تبلغ مليارات الدولارات المنهوبة من عرق الشعب السوري إلى دول عربية وأجنبية ، تحسّباً لمصائب الخلاّن ، وتقلبات الأزمان . وبعد أن جرى تجميد غازي كنعان ،وإدخال فاروق الشرع في حالة الكوما السياسية ، وإطاحة بهجت سليمان . لم يبقَ من العصابة الحاكمة سوى ستّة هم : بشار الأسد وزوجته أسماء الأخرس ، و ماهر الأسد و زوجته منال جذعان ، وبشرى الأسد و زوجها آصف شوكت .عصابة الستة هذه هي عصارة المافيا السورية التي تسيطر على المال والإقتصاد والنفط والتهريب والتجارة والصناعة والسياحة والعمولات والصفقات والتشبيح والترانزيت والسمسرة وتجارة السلاح وبزنس الإرهاب . لقد أصبح أصغر مواطن في سورية من الدير إلى الساحل ومن الشهباء إلى حوران ، يعرف أن زعيم المافيا الحاكمة يسلك أحد طريقين ، إمّا أنه ينفّذ ما يريده سادته الأمريكان والاسرائيليون ، لتسليم سورية لهم ، " بالضبّة والمفتاح" ، بعد أن تصبح يباباً خراباً وقاعاً صفصفاً ، أوأن زعيم المافيا المذكورة ، رجل مغفّل و ساذج وأحمق ومغرور وأرعن وغبي ، لايفقه في السياسة شيئاً ، ولذلك يتصرّف بهذا الأسلوب الذي لايقلّ خطورةً عن أسلوب التواطؤ والتآمر وتسليم البلد للأعداء . ثم يغلّف ذلك كلّه بالحديث عن حرصه على تطور البلد ، والعمل على إطعام الناس ، وكأنه يطعمهم من ( حُرّ ماله) وكأنّهم شحّاذون على باب بيته ، ألا يخجل هذا المافيوزي الدولي من مثل هذا الحديث ، وكأنّهم كانوا جائعين قبل اغتصابه للحكم ، وهل ينسى هذا المأأفون أنّ الشعب السوري كان شبعاناً قبل اغتصابه الحكم ، وأنه لاينتظره لكي يطعمه بل هو يطعم نفسه بعرق جبينه وسواعده . وزعيم المافيا يجوّع السوريين ويسرق سورية من بابها إلى محرابها ، ثم يقول أنه يطعم الشعب السوري . إنّ السوريين شبعانون على مدى الدهر ، وقد أطعموه وأطعموا عائلته وطائفته الذين كانوا جائعين ، وهم لايحتاجون إلى لصّ دولي مثله كي يطعمهم . إنّ هذا اللصّ الذي سرق الكهرباء والنفط والتجارة مع عراق صدّام ، والتي ندفع ثمنها الآن ، والسياحة والتهريب والأسواق الحرّة والموبايل ، يتنطّح للحديث عن مكافحة الفساد . إنه رأس الفساد وصانعه وحاميه ، وهل للصّ أن يكافح الفساد ، إلاّ إذا كان سيعمل على مكافحة الشرفاء أو صغار الحرامية من أجل أن يبقى اللصوص الكبار ، وهو على رأسهم ، يسرحون ويمرحون .
لقد طفح الكيل ، وانفضح السرّ ، وانكشف الغطاء والستر ، ولم يعد خافياً على عشرين مليون سوري ، بفضل الفضائيات والقهر والظلم والإستعباد والإستبداد ، بأنّ المافيا السداسية تسير إلى حتفها بظلفها ، وتأخذ معها الوطن والشعب إلى الحفرة . وما ذنب عشرين مليون مواطن سوري كي يعيشوا عبيداً وأرقّاء وأقنان وأزلام من أجل أن يحكم ويتمتع ستّة أشخاص ليسوا عائلة واحدة فقط ، بل فخذ صغير من العائلة . والعائلة لا ناقة لها و لاجمل ، تتحمّل الغُرم ، وتتمتع مافيا الستّة بالغُنم . هذه المافيا تعتقد أن لها حقاً إلهياً في وراثة الحكم ، وأن الله خلق الشعب السوري من أجل خدمتها فقط ، وأنّ وظيفة الشعب السوري أن يكون أرقّاء وأقنان وأزلام وعبيد لنزوات هذه العصابة ومصالحها وسمسراتها . إنّ يوماً قريباً ينتظر هذه العصابة المافيوزية ، وسوف لن تجد لها ملجاً وملاذاً في أيّ مكان على سطح الأرض ، كما جرى لشاه إيران ، وسوف لن تنفعها ملياراتها وأرصدتها المكدّسة في بنوك الخارج ( يوم لاينفع مالٌ ولا بنون ، إلاّ من أتى الله بقلبٍ سليم ) ولأن قلوبهم ملأى بالضغينة والحقد ، ولأنها ملّوثة بالنهب والدم ، فإنّ أرصدتهم وأموالهم لن تنفعهم ولن ينالوا منها شيئاً .
ثم على من يضحك زعيم المافيا السداسية ، إلاّ على نفسه ، عندما يقول لصحيفة أمريكية بأنه يوجد تناقض بين وصفهم له بأنه ضعيف لايسيطر على الأمور ، وبأنه ديكتاتورتوتا ليتاري ... وهل وصل الغباء والجهل ، بهذا المنظوم الأبله إلى حدٍ يجهل فيه أنّ الضعيف هو الذي يعمل ديكتاتوراً ، وأنّ فاقد الثقة بالنفس هو الذي يبطش بغيره و لايقيم له حساباً . وأنّ القويّ الواثق من ذاته لا يكون ديكتاتوراً أبداً بل يكون رحب الصدر ويعمل على نشر الديمقراطية مبتدئاً بنفسه وبمن حوله من أركانات نظامه المهترئ الآيل إلى السقوط ، وليس بمن حوله من أفراد مافيا العائلة الكبار والمتوسطين والصغار ، والأزلام والمحاسيب ، والذين يبلغون العشرات . ثم يقول بأنه يستشير الجميع ، ونتحدّاه بأن يذكر اسماً واحداً فقط ممن يستشيرهم ، إنه لا يستشير إلاّ من يقولون له مايريد وما يرغب وما يحبّ ، وهل هذه استشارة أو استخارة .
ليس بعيداًً ذلك اليوم الذي سينتفض فيه الشعب ويخلع رداء العبودية والقهر والظلم والاستعباد والإذلال عن نفسه ، حينئذٍ سوف يبحث زعيم المافيا السداسية عن موطئ قدم له في العالم ، لكنه لن يجده ، كما حدث مع الشاه ن وسوف يبحث عن صديق مخلص واحد لكنه لن يعثر عليه لأنه لم يزرع مع الجميع إلاّ الشوك والعوسج ، وسوف يبوق به أقرب الناس عليه ، لأنه " استخرى " الجميع .
وكما انتفض الشعب الإيراني منذ ربع قرن ضد عرش الشاه وضد جيشه الذي كان خامس جيش في العالم وكان يدين بالولاء الكامل له وحده ، سوف ينتفض الشعب السوري المقدام ، عاجلاً أم آجلاً ، ضدّ عصابة و مافيا الستّة التي تتقاسم ثروات الأمة وتتحكّم بها ، ولا تترك لملايين الشعب حتى الفتات ، وهي لا توفّر جهداً في العمل على تدمير سورية وتحطيمها وتسليمها خراباً يباباً لأمريكا ولليهود ، مقابل تصاعد رصيد أفرادها ، ومن يلوذ بهم ، إلى عشرات مليارات الدولارات ، من دم الشعب السوري وعرقه ودموعه ، ثمّ يتشدّق هذا المافيوزي الأرعن ، بالوطنية والمبدئية والثوابت ، بحيث ينطبق عليه القول الشهير ( إن القحباء أكثر ما تكون فصاحةً عندما تتحدّث عن الشرف ) .
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟