لماذا لا تعتذر فرنسا للجزائر عما ارتكبت من مجازر اثناء احتلالها لهذا البلد؟

محمد عجلاني

الحوار المتمدن-العدد: 1262 - 2005 / 7 / 21 - 12:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

د. محمد عجلاني
لقد ارتكبت فرنسا اثناء احتلالها للجزائر مجازر لا تعد ولا تحصي، واعمال عنف غير مبررة تقشعر لها الابدان، ومن اهمها حادثة مجزرة سطيف المدينة التي وقع فيها اكثر من 45 الف جزائري بين قتيل وشهيد وذلك عام 1945 عندما هبوا يطالبون باستقلال بلادهم كما وعدوا بذلك.
ولم تكتف فرنسا بارتكاب المجازر داخل الجزائر نفسها بل تعدتها الي باريس وفي شهر نوفمبر 1961 مات عدة جزائريين متظاهرين غرقا في نهر السين بسبب مطالبتهم باستقلال بلادهم.
والغريب في الامر، ان فرنسا اعتذرت وعلي لسان شيراك عن ممارسة ومسؤولية الدولة الفرنسية في اضطهادها لليهود في عام 1940 تحت حكومة فيشي وتتردد اليوم في الاعتذار للشعب الجزائري عن ما فعلته بهم من اعمال شنيعة، لدرجة ان الضابط الفرنسي ارساريس يعترف بانه مارس عمليات التعذيب علي الجزائريين وبأن بعضهم مات تحت التعذيب وهذا الضابط ما زال حيا يرزق، بدون اي خوف من اي ملاحقة قضائية.
ولاحقت فرنسا والدول الاوروبية كلها الضباط الذين كان لهم دور في المأساة اليهودية وقبضت عليهم وحاكمتهم من امثال الضابط النازي كلوز باربي وموريس بابون قائد الشرطة الفرنسية والمسؤول عن ارسال اليهود الي مجازر اوشفيتس، فلماذا تتم ملاحقة اولئك الضباط والمسؤولين ويتم السكوت عن الاخرين، هل دم الجزائري ارخص من دم اليهودي ولا يستحق التعويض واحترام ذكري موتاه كما يتم الامر بالنسبة لليهود؟
لقد طالب الرئيس بوتفليقة من فرنسا الاعتذار عن ما حدث اثناء احتلالها للجزائر وقد طلب منها وبقوة لان ذلك هو الذي يمهد لمصالحة حقيقية بين الحكومتين والشعبين، فرنسا التي بنت سياستها علي مباديء حقوق الانسان واعتذرت لليهود عن ما لحق بهم من مآس قادرة اليوم علي ان تفعل نفس الشيء بالنسبة للجزائريين ان كانت راغبة حقا بعلاقة صحيحة مع هذا البلد الذي قدم مليون شهيد من اجل التمتع باستقلاله وحريته، وحان الاوان لكي تطوي صفحة الماضي بشكل جيد وبدون اي اوهام ونسيان لما حدث، وبداية البداية تبدأ بكلمة عفوا ايها الشعب العظيم وشيراك الذي قالها لليهود بالنسبة الي مجزرة فال ديف قادر علي ان يقولها للجزائريين اليوم بالنسبة الي مجزرة مدينة سطيف.

ہ كاتب من سورية يقيم في باريس

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل