أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد سعد عبيد - فوضوية العنف واللاعنف - تجربة فوضوية















المزيد.....

فوضوية العنف واللاعنف - تجربة فوضوية


أحمد سعد عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 1261 - 2005 / 7 / 20 - 13:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عند مطالعة تاريخ الممارسة الفوضوية تجدها دائما موصومة بالارهاب والعنف الدموي وجرائم القتل وينسي الكثيرين التأريخ لثقافة اللاعنف التي ولدت من رحم الفوضوية علي يد ( تولوستوي ) فيتاجاهلوا انها ببعت من الفوضوية بل احيانا ينكرون فوضوية تولوستوي ومن موقف الباحث المحايد رأيت ان اعرض الاثنان في خطين متوازيين لتتجلي الحقيقة . –أولا ثقافة العنف : ان كانت الفوضوية في بعض الاحيان تدعوا الي استخدام العنف فهو العنف الشعبي عنف الثورة وليس عنف الجريمة وليس الارهاب فالجرائم الارهابية أضرتها وقد جاء الارهاب الفوضوي من العدمية الروسية علي يد ( سيرج نيتشاييف ) وهو طالب شاب روسي متحمس يقوده تعصب اعمي ونزعة دموية ذهب عام 1869 الي سويسرا ليقابل باكونيين للحصول منه علي تكليف له بتمثيل الحركة الفوضوية وأقنعه بمفهومه الارهابي للفوضوية وعاد الي روسيا لينظم في موسكو وسان بطرسبورج خليتين من الطلاب المتطرفين وذلك في ظل المناخ الروسي المشحون بالاضرابات أخذا تعليمات باكونيين ( الانجيل الثوري ) منهج وسلوك لا اخلاقي ومرعب وذلك من خلال العمل علي الحط من قدر رجال السلطة بكل الطرق الوحشية وان يستبيح السرقة والسطو لتوفير الوسائل المادية اللازمة لتعميق النضال والاغتيالات والعمل مع العصابات الخارجة علي القانون لتصل الدعاية بالجريمة دعاية الامر الواقع الي مرحلة اغتيال الملوك والرؤساء وتفجير وقتل للابرياء بل يصل الامر الي ان يقتل فوضوي رجل مسن برميه من القطار سائرا لمجرد ان يثبت حريته في افعاله . – ثانيا : ثقافة اللاعنف : انبثقت هذه الثقافة من خلال ليون تولستوي هذا النبيل الذي نشأ في ملكية عائلية راقية الذي كان يعيش حياة هادئة في وسط اولاده الثلاثة عشر وأصدر روائعه (الحرب والسلام) و(انا كارينيينا) انفجر فجأة في ازمة وعي ضمير ليصل لان يسأل نفسه – لماذا الحياة ؟ ليبحث عن الاجابة فلم يجدها الا في مفهوم الحب وعدم مقاومة العنف بالعنف وبأسم هذا الحب الذي منعه من ان يعيش من كسب رزق غيره قرر العيش ليقوم بنفسه وبمفرده بحاجته فعاش عيشة فلاح منقاد الي جميع اعمال الارض ويصنع بيده ثوبه وحذائه في بساطة عيش وزهد ويضع مؤلفات منعتها السلطات الدينية في روسيا الا انها انتشرت في كل العالم وهي- اعترافاتي- الاناجيل- ديانتي- السلام فيكم -ما هو الغني؟- ولكن هذا المتصوف الذي انكر جذوره الارستقراطية ومجده الادبي ومواهبه الفنية ترك بيته وعائلته ليموت في محطة قطار علي سرير بسيط من الحديد لقد استمد قاعدته الاسلسية ( عدم مقاومة الشر بالعنف ) من مقولة المسيح ( لاتقاوم الشرير ) ففسرها بان لاتقاوم قط لاتعارض العنف ولا تفعل ما يتعارض مع الحب وليس معني ذلك ان يرفض كل فعل ضد الشر بل يرفض استخدام القوة فممارسة اللاعنف ليست نهج خضوع مختصا بالمظلوميين بل هي موجهة الي كل انسان وخاصة اللذين يتولون الحكم ويري تولستوي ان وجود الدولة يتعارض مع المسيحية والحب المسيحي لا يمكنه التوافق وأفعال العنف التي تمارسها الدولة لذلك يجب رفض كل تنظيم للدولة ورفض الحكم فهو مضر لكل من الحاكم والمحكوم ورفض ارادة القوة الملازمة لكل دولة والتي تدفها الي الابتزازات المرعبة وفي عدائية لجميع اشكال الضغط تمرد تولستوي علي قيام الملكية فالغنى جريمة لأنه يثبت تسلط من يملك علي من لايملك فمن يملك وسائل الانتاج يستطيع ان يرغم العامل علي العمل له وحده ومن مبدأ الحب يري ان كل انسان يعمل حسب قواه ولا يحصل الا علي ما يحتاجه فهو يكتسب قوته هو والمرضي والعاجزين واليتامي . – تجربة فوضوية : جمهورية ماكنو ( الماكنوية ) : في روسيا كان البلاشفة يدعموا سلطاتهم بالتخلص بمن اسموهم اعداء الثورة ومن خلال ذلك قاموا بالتخلص من الفوضويين في المدن والذين كانوا مجموعات صغيرة وضعيفة الا ان ذلك لم يتم بسهولة في جنوب أوكرانيا حيث استطاع الفلاح ( نستور ماكنو ) تأسيس تنظيم فوضوي ريفي قوي اقتصادي وعسكري وهو ابن لفلاح فقير واشترك في ثورة 1905 وحكم عليه بالاعدام في عهد القيصر الا ان العقوبة استبدلت بالسجن وسنوات السجن أثرت في تكوينه الفكري وعند خروجه كون تنظيم مستقل لجماهير الفلاحين وذلك في منطقة متمردة كانت مسرحا لاضطرابات عنيفة حيث كانت محتلة من الالمان والنمساويين الذين اسسوا نظام سياسي رجعي واعادوا الاراضي للبرجوازيين بعد ان استولي عليها الفلاحين الثوار فدافعوا عن مكتسابتهم ضد الالمان وكذلك ضد المفوضيين البلاشفة وما يقوموا به من مصادرة الانتاج والحيوانات وتحت قيادة ماكنو حققوا انتصارا عسكريا علي الاحتلالا أدي الي انسحاب جنود الالمان واتاح لماكنو توفير مخزون احتياطي من السلاح والذخيرة ليطبق لأول مرة في التاريخ مباديء الفوضوية في أوكرانيا الحرة لقد طبقت الادارة الذاتية فالاراضي المستردة من الملاك السابقين وزعت جماعيا من قبل الفلاحين المجتمعين في جماعات (كوميونات ) مع مراعات مباديء الأخوة والمساوة والكل عليه ان يعمل وفق قدرته والمنتخبون في اعمال ادارية علي اساس مؤقت فانهم يعودون الي اعمالهم المعتادة الي جانب اعضاء الجماعة الاخرين وكل مجلس شعبي ليس الا المنفذ لأرادة جميع الفلاحين في المنطقة المنتخب فيها و وحدات الانتاج تتحد في مناطق والمناطق تتحد في أقاليم – المجالس الشعبية أدخلت ضمن نظام اقتصادي متكامل مؤسس علي المساواة الاجتماعية ويشترط ان تكون المجالس الشعبية مستقلة عن اي حزب سياسي وأعضائها يجب ان يكونوا عمال حقيقين يعملوا في خدمة مصالح الجماهير العاملة وكانت نقطة ضعف الحركة الماكنوية هي نقص المثقفين الفوضويين في صفوفها فتعاونوا مع اتحاد ( نابات ) والذي كان يقوده الفوضوي فوليين هذا التحاد عقد مؤتمر قرر فيه عدم المشاركة في المجالس الشعبية السوفييت التي تحولت الي تنظيمات سياسية مقامة علي قاعدة سلطوية مركزية تابعة للدولة هذا القرار اعتبرته الحكومة البلشفية بمثابة اعلان حرب عليها ومنعت النابات من مزاولة اي نشاط فتوجه فولين الي ماكنو وتولي الجانب الثقافي والتربوي للحركة وأقام مؤتمرات تضم وفود من المزارعين والانصار وكون تنظيم مدني كان امتداد لجيش الفلاحين الثلئرين ولقد كان هذا الجيش متحركا بشكل لافت للنظر ومنظم علي اسس فوضوية فمبدأ الانتخاب لكل الرتب والالتزام بالنظام ذاتيا وقواعد النظام تعد من قبل لجان من الانصار ثم يصدق عليه من قبل الجمعيات العمومية وتكون قواعد النظام مراعاة بدقة من قبل الجميع وقد كلفت فرق الاقتحام لهذا الجيش الجيوش البيضاء خسائر كبيرة اما وحدات الحرس الاحمر البلشفية فقد كانت لا تقتل الا علي طول الخطوط الحديدية ودون ان تبتعد عن قطاراتها المصفحة ورفض ماكنو وضع جيشه تحت قيادة تروتسكي الذي كان يناهض الحركة الفوضوية فحظر اقامة مؤتمراتها ونع السلاح عن انصار ماكنو متملصا من واجب تقديم المساعدة لهم في حربهم ضد الجيوش البيضاء ثم يتهمهم بعد ذلك بالخيانة والسلبية وتخلص من ضباط الجيش الماكنوي بحيلة المفاوضة والقي القبض عليهم واعدمهم ونزع سلاح اتباعهم وحاربهم وانسحب ماكنوا لالمانيا ثم هرب الي باريس حيث مات بها فقيرا معدما مريضا وهكذا انتهت تجربة فوضوية تطبيقية.



#أحمد_سعد_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفوضوية- الاناركية- جزء ثان
- الفوضوية - الاناريكية- جزء أول


المزيد.....




- كوليبا يتعرض للانتقاد لعدم وجود الخطة -ب-
- وزير الخارجية الإسرائيلي: مستعدون لتأجيل اجتياح رفح في حال ت ...
- ترتيب الدول العربية التي حصلت على أعلى عدد من تأشيرات الهجرة ...
- العاصمة البريطانية لندن تشهد مظاهرات داعمة لقطاع غزة
- وسائل إعلام عبرية: قصف كثيف على منطقة ميرون شمال إسرائيل وعش ...
- تواصل احتجاج الطلاب بالجامعات الأمريكية
- أسطول الحرية يلغي الإبحار نحو غزة مؤقتا
- الحوثيون يسقطون مسيرة أمريكية فوق صعدة
- بين ذعر بعض الركاب وتجاهل آخرين...راكب يتنقل في مترو أنفاق ن ...
- حزب الله: وجهنا ضربة صاروخية بعشرات صواريخ الكاتيوشا لمستوطن ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد سعد عبيد - فوضوية العنف واللاعنف - تجربة فوضوية