الدمعة العاشرة في عيون سربرينتشا

شيرين يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1255 - 2005 / 7 / 14 - 13:17
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

الحادي عشر من يوليو في العام 1995 مدينة صغيرة في شرق البوسنة تدعي سربرينتشا تحت وابل من الرصاص و زحام من المشانق حيث الذبح على الهوية في سبعة أيام متتالية!!
حصد الموت 8000 روحا ً و الفقد لحق بنحو 5000فرداً و 60 مقبرة جماعية .
و القوات الصربية القاتلة لم تعلن مسئوليتها عن المذبحة إلا في أكتوبر2004 حين أصدرت جمهورية صرب البوسنة ولأول مرة في تقرير سلم للأمم المتحدة أعدته لجنة مشكلة لهذا الخصوص بأنه تمت "تصفية آلاف المسلمين" في سربرنيتشا بأيدي قوات صرب البوسنة عام 199وأوضح التقرير أن مرتكبي المجازر حاولوا نقل جثث القتلى من مكان وقوع الجريمة إلى أماكن أخرى لإخفائها ، صدر التقرير النهائي للجنة متضمناً أدلة على ضلوع شرطة الجمهورية الصربية وقواتها المسلحة في قتل 7800 شخص من غير الصرب عقب سقوط سربرنيتشا. وحدد التقرير أماكن المقابر الجماعية التي لم يكن بعضها معروفاً من قبل. وفي نوفمبر/تشرين الثاني، اعتذرت حكومة الجمهورية الصربية لأول مرة عن انتهاكات حقوق الإنسان في سربرنيتشا وما حولها.
وفي يونيو2004، بدأ استخراج الجثث المدفونة بالمقابر الجماعية التي حددتها لجنة سربرنيتشا. وبحلول نهاية عام 2004 كان قد تم إخراج نحو 1300 جثة والتعرف عليها، وهي لأشخاص قُتلوا بعد سقوط سربرنيتشا التي كان يتمركز بها نحو 110 من قوات حفظ السلام الهولندية مزودة بأسلحة خفيفة حين سقطت المدينة دون أن تطلق رصاصة واحدة !!
في حين قالت صحيفة إندبندنت الصادرة الأربعاء29/6/2005 إن اليونان فتحت تحقيقا قضائيا لمعرفة مدى تورطها في مجزرة سربرنيتشا التي وقعت في البوسنة عام 1995 وراح ضحيتها 8000 مسلم.وكان تقرير للقوات الهولندية التي كانت مكلفة بحفظ السلام في تلك المدينة قد وصف كيف أن الوحدة التي قامت بالمجزرة كانت ترفع العلم اليوناني, كما أنه كشف عن أن اليونان أرسلت سفنا محملة بالسلاح إلى صرب البوسنة مما يتعارض مع العقوبات الدولية آنذاك.ويفصل التقرير بعض ما جاء في مكالمات جرت بين المتطوعين اليونانيين والقائد الصربي راتكو ملادتش, الذي تبحث عنه القوات الدولية لتقديمه للمحاكمة بتهمة اقتراف جرائم في حق الإنسانية, يحثهم فيها على رفع العلم اليوناني فوق سربرنيتشا وتسجيل تلك الحادثة لأغراض إعلامية ، مما دفع بوزير العدل اليوناني آناستاسيوس باباليغوراس للقول أمام جلسة للبرلمان اليوناني يوم الجمعة 24/6/2005" إن اليونانيين شاركوا في تلك المجازر لكن أفراد الجيش لم يشاركوا فيها."
لمعت العديد من الأسماء في سماء الإجرام الصربي ممن هم مطلوبين للعدالة على خلفية مذبحة سربرينتشا و لعل أبرزها الزعيم الصربي السابق رادوفان كارذاديتش وقائد جيشه الجنرال راتكو ميلاديتش ، وأكدت محكمة الجزاء الدولية للنظر في جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة بشكل قطعي أن مجزرة سربرنيتشا تشكل إبادة جماعية. وأصدرت في أبريل/نيسان 2004 حكما وجاهيا بالسجن 35 عاما على الجنرال الصربي البوسني راديسلاف كرستيتش الذي كان يقود القوات التي استولت على المنطقة.
و قد تعرضت منطقة البلقان منذ القرن التاسع الميلادي للعديد من الحروب الدموية ، ومنذ هذا التاريخ والصراعات العرقية والأيديولوجية لم تهدأ، ومن بينها حروب البلقان (1912 - 1913) والحرب العالمية الأولى التي اندلعت شرارتها في سراييفو عام (1914 - 1919م) وحرب استقلال الجمهوريات اليوغسلافية التي ضُمت قسراً في أعقاب الحرب العالمية الثانية 1938 - 1945م ، و كان الدخول العثماني إلى البلقان بشكل فعال عام 1463 م , و بعد حوالي عشرين سنة فتحوا البوسنة , وعلى مدى خمسة قرون أصبحت جزءَاَ منً الدولة العثمانية , وبعد عام 1878 م بدأت هزائم العثمانيين , و عهد مؤتمر برلين للنمسا بالسيطرة على البوسنة و الهرسك حتى قيام الحرب العالمية الأولى 1914 م , و بعد انتهائها 1918 م قامت يوغوسلافية التي ضمت البوسنة و الهرسك إليها , فبقيت 45 عاما تحت الحكم الشيوعي , استقلت بعد تفكك يوغوسلافية .

فواصل :-
· أعلنت شرطة صرب البوسنة أنها عثرت يوم الثلاثاء 5 يوليو على قنبلتين كبيرتين لهما قوة تدميرية هائلة, حيث تحتويان على 35 كيلوجرامًا من المتفجرات في موقعين داخل مصنع خرسانة سابق بجوار النصب التذكاري لمذبحة سربرنيتشا.

· اتهم تقرير برلماني فرنسي الجنرال الفرنسي برنار جانفيه بارتكاب خطأ برفضه السماح بشن هجمات جوية كما طلب الهولنديون لحماية الجيب.

· سجلت في المدة الأخيرة حوادث قتل تعرض لها المسلمون العائدون حديثاً لديارهم في سربيرينتشا (شرق البوسنة)، وأُحرقت امرأة تجاوزت السبعين داخل بيتها، واغتصبت فتاة في السابعة عشرة بمدينة "فيشي جراد" غرب البوسنة قبل قتلها، كما قتل أحد المسلمين في مدينة بالي (30 كيلو متراً شرق سراييفو) معقل صرب البوسنة سابقاً حيث وجدت جثته خارج بيته.

#شيرين_يوسف (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل