بيان استقالة الى الراي العام

عبد العزيز الغازي

الحوار المتمدن-العدد: 4414 - 2014 / 4 / 4 - 08:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بيان استقالة الى الراي العام
بعد انسداد اقاق العمل بالفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الانسان بتاونات في السنوات الاخيرة بفعل الصراعات الهدامة التي عرفها والتي كانت وليدة تجربة خاصة بالفرع شابتها العديد من المنزلقات .
وامام الحاح العديد من الفعاليات الحقوقية بالمدينة والطاقات الجديدة الوافدة الى المجال بدافع الاسهام في هذه الواجهة والمسكونة برغبة التعلم والتتمرس على العمل الحقوقي واكتساب ثقافته واليات ومهارات العمل ضمنه.كان قد وقع الاختيار على الانخراط في التجربة الوليدة للهيئة المغربية لحقوق الانسان . اختيار كان محكوما بوجود مساحة مشتركة في القناعات التي تقاسمناها مع الهيئة من خلال ما سطر واقر في وثائقها التاسيسية وقوانينها الاساسية
وبعد انخراط فعال وايجابي في التجربة من موقع الفرع بتاونات المدينة وفق رؤية استراتيجية للعمل قوامها وقاعدتها الايمان بان العمل الحقوقي هو نضال جماهير الضحايا بالدرجة الاولى وهي قاعدته والفئات المستهدفة من عمله حتى لا يظل عملا للنخبة مع ما تحمله من مخاطر الانحراف. فضلا عن اعتبار المرجعية الكونية الحقوقية اطارا ناظما لعمل وكفاح الفرع والهيئة .
وبعد متابعة دقيقة. ناقدة ومتفحصة وتحليلية لاداء اجهزة الهيئة القيادية والفرعية على مستوى مناطق الصراع الطاحن بين الحركات الاحتجاجية واجهزة النظام المختلفة .
وبعد ان اتضح بشكل جليا وبقاطع الشك ان اداء الهيئة قياديا وفرعيا خاصة بالمدن الجامعية . يظل محكوما برؤية وعقل سياسي ثاوي وراء الواجهة الحقوقية .يتاسس على التغاضي عن ما يعرفه المغرب من انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان الى حد وصلت معه هذه الانتهاكات الى درجة تصنيفها حقوقيا ضمن جرائم ضد الانسانية كما هو حاصل بكلية العلوم بفاس وجامعة محمد بن عبد الله بصفة عامة من هدم لمؤسسات تعليمية يجرمها القانون الدولي الانساني و شمول الحملة القمعية لجميع المواقع الطلابية واعتقال العشرات من مناضلي اوطم وتقديمهم الى محاكمات سريعة وشكلية تفتقد لمقومات المحاكمة العادلة واغتيال المناضلين سواء داخل السجون او بالميادين العامة خارج ساحات القضاء كما هو الشان للشهيد احمد بن عمار والشهيد عبد الوهاب نورالدين . او التقتيل المنهجي والبطيء للمعتقلين السياسيين المضربين عن الطعام بسجون النظام بالقنيطرة ومكناس وتازة ومراكش وايت ملول وغيرها من مراكز الاعتقال . يضاف اليه حملات التقتيل المنهجي والاعتداء المنظم التي يتعرض له نشطاء الحركات الاحتجاجية الفئوية سواء امام الوزارات او البرلمان بعاصمة البلد السعيد . والمعمم على كل الحركات الاحتجاجية الشعبية على امتداد الوطن وقطاعات وفئات الشعب الكادح .
كل هذا لم يحرك اي بدرة انتفاض او استنكار او ادانة ولو لفظية للهيئات القيادية للهيئة المغربية لحقوق الانسان او اجهزة فروعها دات الولاية الترابية حيث فضاء وجغرافية هذه الانتهاكات .في الوقت الذي انشغلت فيه هذه الاجهزة باستنكار اجراءات محاكمة الملشيات الفاشية المتاسلمة بارض مصر . دون ان تتوانى عن الانتفاض في وجه المنظمات الحقوقية الاجنبية ان هي اثارت الانتهاكات والاوضاع الحقوقية ببلادنا بدواعي السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية .
وهي رؤية للاسف تتقاسمها الهيئة مع كل الطيف الحقوقي المغربي الذي لم يعد يعتبر الانتهاكات الا ما يمس نشطاءه دون ان يتعداها الى المخالفين له مما حول الحركة الحقوقية وتنظيماتها الى عشائر وقبائل وظيفتها حماية المردين والمنتمين .
لكا هذه الاعتبارات واحتجاجا على :
الصمت المطلق للهيئة المغربية لحقوق الانسان وخاصة هيئتها القيادية . عن ما تشهده الجامعة والحركة الطلابية من انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان التي وصلت الى درجة جرائم ضد الانسانية .
الصمت المطلق تجاه عملية التقتيل البطيء التي يتعرض لها المعتقلين السياسيين المضربين عن الطعام بسجون النظام .
الصمت تجاه القمعي الممنهج والمعمم لكل الاحتجات الشعبية وبجميع مناطق المغرب بما فيها التي تعرفها العاصمة
الانزياح يمينا وانحرافا في اتجاه التطابق مع منظورات الالية الرسمية للنظام في مجال حقوق الانسان ( المجلس الوطني لحقوق الانسان ) بما يشكل خروجا عن الرؤية التوجيهية للهيئة كما اتى اقرارها في المؤتمر التاسيسي وقانونها الاساسي .
اعلن استقالتي من مسؤولية رئاسة فرع تاونات للهيئة المغربية لحقوق الانسان وانسحابي من تنظيماتها بصفة نهائية . وتاكيد استرار انخراطي المبدئي في تبني كل قضايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان ومؤازرة الضحايا بحكم صفتي المهنية اولا ووفقا لقناعاتي الفكرية والسياسية ثانيا .
عبد العزيز الغازي – تاونات

#عبد_العزيز_الغازي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل