أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - علي محمود العمر - مذكرات يوم للوطن والحرية - حلقة 1














المزيد.....

مذكرات يوم للوطن والحرية - حلقة 1


علي محمود العمر

الحوار المتمدن-العدد: 1253 - 2005 / 7 / 9 - 09:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


من قال أن ربيع دمشق قد انتهى مع نفحات قليلة من أريج الحرية، تشممها الظامئون على عجل ثم انتهى كل شيء!؟
.. كلا لم ينته ذاك الربيع ولم يتوقف. وهو ليس مجرد حزمة من الزهر نختطفها من حاكورة الجيران لتزيين مزهريتنا أو تعطير غرفتنا يومين أو أقل. وليتنا نتذكر كلمات نزار قباني - شاعر الشام والحرية-: " إن أصغر زهرة تمد رأسها الأبيض فوق شوك حديقتنا إنما تكلف الربيع عزلة تسعة أشهر من الولادة تحت الأرض، وبين المخططات وقوارير اللون وأسراره الكونية ".. فما بالك إذا كان المولود هو ربيع الحرية الذي يكلف من الصبر، ومشقة الحمل، ووجع الطلق، وعذوبة الوضع وعذابه.. ما يزن ملحمتين معاً: الأمومة الخالدة.. وملحمة التكوين!؟
إن لكيفية نشأة الحرية وامتداد أثرها، ما هو أبعد وأكثر من لحظة أو? زهرة واحدة. وفي هذا الامتداد كله جاء يوم السبت (الموافق 7/5/2..5) في دمشق. الذي كان واحداً من اللحظات الممتدة في سفر الحرية الخالد. بل كان لحظة مشرقة من ربيعها المتصل بكل ما سبقه وما يأتي بعده... فمن قال أن الربيع يغلق مشغله الإلهي أو يكف عن العمل لحظة واحدة، خصوصاً حين يسمى ربيع الوطن والحرية والإنسان!؟
في السبت الموما إليه كان موعد دمشق مع عملين من أعمال الحرية. الأول هو اجتماع الهيئة العامة لجمعية حقوق الإنسان في سورية. وقد جاء أعضاؤها يؤرقهم قلق ممض من عواقب هذا الاجتماع لأنه تضمن انتخاب مجلس إدارة ورئيس جديد طبقاً لنظامها الداخلي. وكان منشأ القلق هو الخوف على مصير الجمعية من حصول اختلاف أو الوقوع في فراغ دستوري يودي بها. خصوصاً أن هذه الجمعية ما تزال وليداً رضيعاً للحرية يتلمس الحبو على أطرافه الغضّة، بينما يمنع دستورها ترشيح إدارتها أو رئيسها أكثر من دورتين. علماً أنها ولدت مع رئيسها الحاضر (الأستاذ هيثم المالح) الذي جعل مكتبه (مع قلبه وعقله) مقراً لتغذيتها بالاستمرار. وهكذا وجدنا أنفسنا (نحن أعضاء الهيئة العامة) نواجه لأول مرة التحدي، بل الخيار الصعب، بين طريقين ظهرا متناقضين تماماً: الأول هو تعديل النظام الداخلي لتمديد انتخاب الرئيس الحاضر حفاظاً على كيان الجمعية. والثاني هو تطبيق النظام الداخلي حرفياً و انتخاب إدارة ورئيس جديد حفاظاً على ضرورة الديمقراطية وتكريس تقاليدها التي لا تفصّل الدساتير والأوطان والمجتمعات في مقاس الاستبداد والمستبدين.
.. وقد كان لكل من الاقتراحين أتباعه وخصومه العنيدين. وبين هذا الفريق وذاك لحظت شيئاً تعدى كلمة العناد (غير الموفقة أصلاً!) لأنه كان خوفاً مخلصاً على وردة الحرية الغضة من الهواء، وخوفاً مخلصاً آخر عليها من احتباس الهواء. وربما جعلني هذا الخوف أتيقن أكثر من أي وقت أنه لا يختلف عن خوف الكثيرين على الوطن من كلفة الحرية والديمقراطية.. أو العكس. لأنه خوف الهشاشة ونقص الخبرة في الخطو على طريق غير مسبوق، هو طريق الوطن والمواطنة معاً، الدولة والديمقراطية، الحرية والعدالة.. إلخ. ومن أجل هذا فإن كلمة معبرة بهذا المعنى (وربما تصح كلمة للبدء أيضاً!) قالها أحد أعضاء الهيئة، كانت كافية لحسم السجال لصالح الانتخاب.. الذي جعل الجمعية تفعل ما نأمل أن تفعله الأوطان والدول والأحزاب، وأن تكسب الديمقراطية دون أن تخسر نفسها قط!
ولحظت بين الموجودين ضيفاً بصفة مراقب غير مخول بالانتخاب. كان يحمل? لهجة تونسية مع يناعة شاب في الثالثة والثلاثين وإشراق ربيع أبدي. فتعرفت عليه دون جهد لأنه يدعى: أبو القاسم الشابي. وأباح لي هامساً أنه جاء يتفقد أحبابه في دمشق ناشداً الاطمئنان على خطوهم إلى الحرية. وحين فاجأه سؤالي عن صلته بالحرية بينما جعل حياته نشيداً للتحرر من الأجنبي. قال مستغرباً: إن التحرر من نير الأجنبي لم يكن يوماً أوحد الغايات أو آخرها. بل كان وسيلة لنيل الحرية الإيجابية التي لا تعرف الهوادة والنقصان. وقال: أن بهاء الحرية لم يغب عن حرفه وإيقاع قلبه يوماً. لكنه لحظ أن شعوب أمته تخلت عنها واهمة أن التحرر من ظلم الغريب هو آخر المطاف. وهاهي تتخلى عن التحرر نفسه أيضاً لأنها اعتقدت أنه يغنيها عن الحرية التي فرطت بها تحت خدعة الشرعيات جميعاً لتنال ظلم ذوي القربى الذي هو أشد وأقسى من وقع الحسام المهند. وهي تؤكد أشرف ظنونه وهي أن شرط الحرية وثقافتها وقيمتها هي الأساس لنيل التحرر وصونه من الأذى، لأنها جوهر الوجود الإنساني، وأن من يخسر نفسه لا ينفعه أن يكسب بعدها أي شيء!؟
وسألته هامساً بين دموعي: وهل لحظت الآن شيئاً يبعث لديك بعض التفاؤل. فربت على قلبي قائلاً: ماذا فهمت من رحيلي إلى الأبدية في ربيع حياتي. إنني كهذا الربيع الذي لا يرتضي التشاؤم يوماً وقد ذهبت سريعاً لأعود. ومهمتي مثلما حياتي هي الحرية دوماً، مثلما الربيع يطلق أزهاره ويمضي ليجهز الحمل.. والطلق.. والوضع من جديد!
.. وبعناد السوريين وقلقهم الممض ألحفت بالسؤال: كيف رأيت مستقبل الحرية والديمقراطية في ضوء جمعيتنا الآن ؟
تنهد قائلاً: المهم في الحرية ما قلته دوماً، إذا الشعب يوماً أراد الحياة!؟
ثم نهض متسللاً للخروج. وحين كافحت للتشبث به همس مطمئناً: لن أكون بعيداً على الإطلاق!؟
.. وانفض اجتماع الهيئة العامة ليعقد مجلس إدارتها ورئيسها الجديد اجتماعه الأول، قبل أن نمضي إلى موعد جديد في منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي. وهناك كان ثمة عمل آخر من أعمال الوطن والحرية لهذا اليوم. وفي غماره فاجأني وجه كان متوارياً خلف مئات الحاضرين. كان صبوحاً يحمل يفاعة شاب في الثالثة والثلاثين مع إشراق ربيع أبدي!؟
.. غير أن حصتي لهذه النشرة تعدت حدودها، فآمل أن تطيقني نشرتكم القادمة لأروي جزءا ً آخر من مذكرات يوم للوطن والحرية في دمشق!


المحامي علي محمود العمر : عضو جمعية حقوق الإنسان في سوريا - مصياف



#علي_محمود_العمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرات يوم للوطن والحرية في دمشق - حلقة 2


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - علي محمود العمر - مذكرات يوم للوطن والحرية - حلقة 1