ربيع الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 4394 - 2014 / 3 / 15 - 17:03
المحور:
عالم الرياضة
في عام 2004 وقبيل مسرحية انتخابات الاتحاد المركزي العراقي لكرة القدم والتي اسفرت عن فوز حسين سعيد كرئيس للهيئة التنفيذية بعد صراع ضاري وصل الى حد التلاكم ورمي رصاص مع خصمه أحمد راضي, قسمت الاتحادات الفرعية على اسس طائفية وقومية مقيتة اسوة بالمشهد السياسي الدارج. وذلك لتسهيل مهمة تكوين التكتلات والتحالفات وبيع وشراء الذمم واضعاف كلمة الامانة العامة, والادهى من ذلك كله هو التمهيد لمشروع فدرلة العراق .. هذه اللعبة احيكت بدهاء وحرفنة السيد نجيرفان برزاني وبتنفيذ يده اللطولى الملا عبد الخالق مسعود, حيث ان هذا التقسيم لم تستفاد منه محافظاتنا الجنوبية والوسطى والغربية قيد انملة, فلا نحن انشئنا دوريات محافظاتية مصغرة تسهم في دعم وتطوير اللعبة ولا دورات تطويرية ولا هم يحزنون وانما كل ما جنيناه هو اهدار وتشتيت ميزانية الاتحاد على اتحادات فرعية عاطلة عن العمل وفتح منافذ جديدة للفساد بكل اشكاله, لكن في المقابل لو القينا نظرة خاطفة على القسم الشمالي من عراقنا المبتلى سنلاحظ ان المشهد بات مريب ويتوجب علينا الوقوف عنده وقفة جادة لتصحيح المسار وايقاف المد الكوردي الذي نخر اساسات الكرة العراقية واوشك على الاجهاز عليها كليا.
فأول خطوة اتخذوها الاخوة الكورد كانت رفع اسهم ممثلهم الملا عبد الخالق مسعود, فتدرج بقفزات بهلوانية مثيرة من نائب ثاني وامين مالي في اتحاد حسين سعيد الى نائب اول ورئيس لجنة المسابقات في في اتحاد ناجح حمود والان هو المرشح الوحيد لرئاسة الاتحاد القادم بعد ان انشغل المرشحين بتسقيط منافسيهم الواحد تلو الاخر بكل الطرق المشروعة والغير مشروعة وكان اخر (المسقطين) ناجح حمود بعد ان استبعدته لجنة المسائلة والعدالة بداعي انتمائه لحزب البعث المجتث, ولا ادري اين كانت هذه اللجنة منه في الانتخابات السابقة ام ربما يكون قد خرج من مظلة ومباركة المرجعية التي طالما تبجح بها.
استطاع عبد الخالق مسعود من خلال رئاسته للجنة المسابقات من ترجيح كفة الفرق الشمالية وابرازها على حساب الفرق الجماهيرية العريقة مثل الزوراء والجوية والشرطة والطلبة والميناء والنجف, حيث تلاعب بجداول المباريات وتأجيلها وفق ما تقتضيه المصلحة وتحديد حكام غير نزيهين ومنع جماهير الفرق المنافسة من مرافقة فرقها الى كوردستان, وان حدث فتجابه بالضرب والاعتداء والتصرفات المهينة الخ... وبهذه التصرفات اللا رياضية نجح الملا من خطف درع الدوري العراقي اربع مرات الى اربيل ومرة الى دهوك بعدما كانت تلك الفرق وطيلة تاريخها الكروي تقبع في ذيل ترتيب فرق الدوري. الموضوع الاخر التي دأب الاتحاد الكوردستاني الفرعي على ابرازه هو منتخب كوردستان واشراكه بمختلف البطولات الدولية واهما بطولة العالم لمنتخبات الاقاليم الفيدرالية وكونفدرالية وحرصه على اشلعة اسم الاقليم كمشروع دولة مرتقبة في مختلف المؤسسات الدولية ذات العلاقة كالفيفا واللجنة الاولمبية الدولية والاتحادات القارية الخ.
حيث تقدموا بطلب رسمي الى الفيفا بإنشاء مشروع الهدف في محافظة اربيل ومشروع الهدف عبارة عن دعم فيفوي للدول النامية من خلال بناء قاعات ومراكز تدريب بسيطة لتشجيعهم على نشر اللعبة, طبعا كوردستان ليست بحاجة لدعم من هذا النوع فالمشاريع التعميرية العملاقة قائمة على قدم وساق في كوردستان, وهذا الطلب اثار استغراب الفيفا رغم موافقتهم عليه حيث علق جوزيف بلاتر ولغة ساخر على الطلب الكوردي (المفروض ان الفيفا هي من تطالب العراق بالمساعدة والدعم المالي وليس العكس, واذا كان اغنى بلدان العالم تطالبنا بمشروع الهدف فمذا ننتظر من الدول الفقيرة). الهدف الحقيقي من طلب الاكراد ليس ماديا وانما لتنبيه الفيفا ولفت انتباهها الى ان هناك عضو جديد قد ينظم الى الفيفا بأي وقت تحت اسم وراية كوردستان .
المؤشرات والدلائل كثيرة على هذا الامر بدءا من الدوري الكوردستاني لكرة القدم والذي يتعارض بكثير من الاحيان مع جدول الدوري العراقي لهذا خطط الملا من خلال منصبه كرئيس لجنة المسابقات ان يكون جدول مباريات الدوري العراقي متوافق مع الدوري الكوردستاني وهذا خلاف المنطق اي يجب ان تكون المعادلة معكوسة والدوري الكوردستاني يجب ان تغير مواعيده وتتوافق مع دوري القطر وليس العكس. ناهيك عن اعلام كوردستان المطبوعة على فانيلات لاعبي الفرق الكوردية المشاركة في البطولات الدولية الأسيوية والعربية رغم ان مشاركتها تكون لتمثل العراق وليس كودستان وفق نظم وقوانين تلك البطولات.
هذا كله تم عندما كان الملا عبد الخالق مسعود يشغل مناصب نائب ثاني وامين مالية ثم نائب اول ورئيس لجنة مسابقات ولا ادري ماذا سيحدث عندما يتوج رئيسا على جمهورية كرة القدم العراقية ويصبح قائد الضرورة والامر الناهي في كل الامور ؟ نترك الاجاب لقادم الايام ومبروك عليه مقدما لأن المثل العراقي يقول (البيه زود يعبي بالسكلة رگي).
#ربيع_الربيعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
