أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجيد ابراهيم خليل - حدث بالأمس ويحدث اليوم















المزيد.....

حدث بالأمس ويحدث اليوم


مجيد ابراهيم خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1247 - 2005 / 7 / 3 - 12:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حدث بالأمس ويحدث اليوم ..............قراءة في التراث
هارون الرشيد خامس خلفاء الدولة العباسية كان قد عهد بولاية العهد إلى أبنائه الثلاثة :الأمين والمأمون والقاسم ، كعادة من سبقوه من الخلفاء بولاية العهد لأكثر من واحد طمعا في حصر السلطة وبقائها في نطاق العائلة . .يتولى الامين الخلافة على أن يتولاها بعده أخوه المأمون استنادا إلى نصوص موثقة كتبها الرشيد وأشهد على صحتها الناس وأودعها الكعبة ، وفي هذه الوثائق نصوص ملزمة لكل من الأمين والمأمون ،تحدد لكل طرف مايملك وكيف يتصرف في شؤون ما عهد إليه ،ويحترم كل طرف التزامات الطرف الآخر . بويع للأمين بالخلافة ببغداد سنة 193 هجرية فأمر بإعطاء الجنود مرتب أربعة وعشرين شهرا ، أما المأمون ، وكان في ( خراسان ) ، فقد بايع لأخيه الأمين ولنفسه وأعطى الجنود مرتب اثني عشر شهرا.المال الممنوح للجنود ،استخدم لغرض سياسي هو كسب الجيش إلى جانب السلطة السياسية وقد مارسه المامون وهو ولي للعهد ،قبل أن يكون خليفة .
بعد وقت قصير من تولي الأمين الخلافة ، بدأت الخلافات بين الأخوين ولأكثر من سبب . إن نزعة التسلط والسيطرة وحب المال كانت أسبابا مهمة للصراع الذي وصل إلى حد الحرب بين الأخوين . أرسلت الجيوش من (خراسان ) حيث كان يقيم المأمون لمحاربة الأمين في بغداد .حدثت معارك شرسة بين الطرفين وحوصرت بغداد وعانى أهلها معاناة مرة . كان الصراع من أجل السلطة سببا في مآسي عديدة : التخريب والقتل وتعريض أمن الناس للخطر ، فقد نصب محاصرو بغداد المجانيق والعرادات واحتفروا الخنادق ، يرمون بالعرادات المقبلين والمدبرين ، كذلك أمر الأمين برمي المحاصرين (بكسر الصاد ) بالنفط والنيران والمجانيق ، وهكذا أصبح أهل بغداد وقودا للحرب رغما عن إرادتهم وقناعتهم وأدى ذلك إلى خراب بغداد وتدمير معالمها الجميلة .
كان قواد الأمين يحرقون الدور والدروب ويهدمونها بالمجانيق والعرادات وفعل المهاجمون نفس الشيء ، فإذا استجاب لهم أهل ناحية ما خندقوا عليهم ووضعوا سلاحهم وأعلامهم ، ومن رفض الدخول في طاعتهم أو الاستجابة لمطالبهم قاتلوه وأحرقوا منزله وأطلق المهاجمون تسمية ( دار النكث ) على الأمكنة التي لم تستجب لطاعتهم .مل المقاتلون القتال ولم يبق في الطرقات إلا المجرمون والسفلة ،وقد استعان الأمين في حربه بهؤلاء.
كان المهاجمون من أصحاب المأمون يهدمون دور من لم يستجب لمشيئتهم وينصرفون ، فيقلع أصحاب الأمين الأبواب والسقوف ويكونون أضر على أصحابهم . .إن الممارسات التعسفية التي تعرض لها الناس من قبل الحكام ، والظلم الذي عانوه في أوقات السلم وأوقات الحرب أيضا ،هز قيم وأخلاق الناس وغير كثيرا منها . إن المهاجمين لم يكتفوا بالقتل والتدمير والحرق بل منعوا التجارة واحتكروا السلع فغلت الأسعار بحكم هذا الحصار الذي أضر بالناس ولم يتضرر منه الأمين وحاشيته فهم منغمسون في اللهو والشراب . وبعد الهزائم المرة ، أقبل الخليفة على اللهو والشراب ووكل أمر بغداد إلى صاحب الشرطة ومساعده اللذين وضعا وكلاء بأبواب المدينة فانعدم الأمن ببغداد ( فكان لصوصها وفساقها يسلبون من قدروا عليه من الرجال والنساء والضعفاء من الملة والذمة )
وعلى امتداد الصراع توالت هزائم الأمين أمام المأمون فقد انحاز ولاة الأقاليم إلى موقف الخليفة الأقوى وأعلن هؤلاء نقض مبايعتهم السابقة للأمين وبايعوا للمأمون وأسفرت المعارك عن هزيمة الخليفة الأمين الذي أصبح يسمى الخليفة المخلوع .



قتل الأمين سنة 198 هجرية واحتز رأسه ونصب الرأس على باب الأنبار ببغداد ، وخرج الناس بأعداد غفيرة للنظر إليه .
في فترة الفراغ السياسي ، أي بعد مقتل الأمين وانهيار السلطة ، حاول العلويون اقتناص الفرصة للوصول إلى السلطة فقد ثار محمد بن ابراهيم المعروف بابن طباطبا العلوي وقائد جيوشه ( أبو السرايا ) وكان سبب الثورة المال وحب التسلط ، فقد كان أبو السرايا من جنود (هرثمة بن أعين ) أحد قواد المأمون الذي ماطله بالأرزاق وأخرها فكان ذلك سببا في الثورة ،وقد استخدم أبو السرايا الدعاية العلوية لتبرير الثورة .لم ينجح في مسعاه وفشلت الثورة فأسر وقتل . بعد هزيمة أبي السرايا بايع الطالبيون شخصا آخر ، وهذه المرة في مكة ، وقد باءت المحاولة بالفشل أيضا .
استغل آخرون فترة الفراغ السياسي المشار إليها فنصبوا (اسحاق بن موسى المهدي ) خليفة للمأمون ببغداد ، ولأسباب تتعلق بالحصول على المال لا غير ، ثم بايع أهل بغداد ( منصور بن المهدي ) عم المأمون ، يحكمها بغياب الخليفة ، رافضا أن يكون هو الخليفة ثم بويع (ابراهيم بن المهدي ) بالخلافة .
وللإشارة إلى أحوال بغداد في فترة الفراغ السياسي (بين سنة 198 مقتل الأمين وسنة 204 دخول المأمون بغداد ) ، في سنة 201 هجرية كانت بغداد ما تزال تعاني من فراغ السلطة والخليفة المأمون في خراسان ، والبلد ليس فيها جيش قوي ، وقد شهدت هذه الفترة فسادا مستشريا فتجردت المتطوعة للنكير على الفساق والسبب في ذلك كما أورده الطبري في الجزء السابع من تاريخه وابن الأثير في الجزء الرابع من كتابه : الكامل في التاريخ (ان فساق الحربية والشطار الذين كانوا ببغداد الكرخ آذوا الناس اذى شديدا وأظهروا الفسق وقطع الطريق وأخذ الغلمان والنساء علانية من الطرق فكانوا يجتمعون فيأتون الرجل فيأخذون ابنه فيذهبون به فلا يقدر أن يمتنع وكانوا يسألون الرجل أن يقرضهم أو يصلهم فلا يقدر أن يمتنع عليهم ....وكانوا يجبون المارة في الطرق وفي السفن وعلى الظهر ويخفرون البساتين ويقطعون الطرق علانية ولا أحد يعدوا عليهم ) و( آخر أمرهم انهم خرجوا إلى (قطربل ) وانتهبوها علانية وأخذوا المتاع والذهب والفضة والغنم والبقر والحمير وغير ذلك ودخلوا بغداد وجعلوا يبيعونها علانية وجاء أهلها فاستعدوا السلطان فلم يمكنه تعديهم عليهم ولم يرد عليهم شيئا مما كان أخذ منهم )
بغياب السلطة السياسية وغياب الأمن تشتد معاناة الناس وتتعرض حياتهم إلى الخطر ، مالم يبادروا بأنفسهم إلى اتخاذ اجراءات لحماية حياتهم وممتلكاتهم ، وهو ما حصل فعلا ، فقد رأى الناس الظلم والتعدي والفساد ورأوا أن السلطة غير قادرة على مواجهة ذلك ، فتنادى صلحاء كل درب وحي واجتمعوا إلى بعضهم البعض وقالوا (إنما في الدرب الفاسق والفاسقان إلى العشرة وقد غلبوكم وأنتم أكثر منهم فلو اجتمعتم حتى يكون أمركم واحدا لقمعتم هؤلاء الفساق ) وبهذه الطريقة تمت مقاومة المفسدين والمخربين .
دخل المأمون بغداد سنة 204 هجرية ، وقبل وصوله ، كان أهل بغداد قد خلعوا ابراهيم بن المهدي عن الخلافة واختفى عن الأنظار ، وبدأت بغداد في عهدها الجديد تستعيد عافيتها ونضرتها وانقطعت الفتن





#مجيد_ابراهيم_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أساليب سلطوية - من التراث
- سطوة المال قراءة في التراث
- فنان الذاكرة و نشيد الموت العراقي
- الفنان علي رشيد الموسوي يقف ضد الحرب ... ألف غورنيكا


المزيد.....




- مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية
- -لم توفر بيئة آمنة للطلاب اليهود-.. دعوى قضائية على جامعة كو ...
- البنك الاسلامي للتنمية وافق على اقتراح ايران حول التمويلات ب ...
- استباحة كاملة دون مكاسب جوهرية.. هكذا مرّ عيد الفصح على المس ...
- قائد الثورة الاسلامية سيستقبل حشدا من المعلمين 
- تونس تحصل على 1.2 مليار دولار قرضاً من المؤسسة الدولية الإسل ...
- مين مستعد للضحك واللعب.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 20 ...
- «استقبلها وفرح ولادك»…تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ك ...
- لوموند تتابع رحلة متطرفين يهود يحلمون بإعادة استيطان غزة
- إبادة جماعية على الطريقة اليهودية


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجيد ابراهيم خليل - حدث بالأمس ويحدث اليوم