أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حُسام كصّاي - الاسلام هو الحل















المزيد.....

الاسلام هو الحل


حُسام كصّاي

الحوار المتمدن-العدد: 4373 - 2014 / 2 / 22 - 21:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كتبت في مقالة سابقة عنوانها "العلمانية هي الحل" .. وتعرضت للأنتقاد من كثير من اصدقاء الوسط الثقافي .. لكن الكثير منهم لم يكمل قراءة المقال للنهاية .. او يتمعن بفلسفته جيداً, لأن المقال في النهاية يشير الى ان "الإسلام هو الحل" .. لكن بدون تصور ايديولوجي (عقائدي) مبني على طروحات شخصانية لقادة احزاب ومنظمات مشتغلة بالمجال السياسي, .. اي إن العلمانية هي الحل لا يمكنها ان تتجاوز على قيمة إن الإسلام هو الحل .. بل هي انبثاق من ذلك الإسلام ومبادئه _ إذا شئنا ان نسميها علمانية عربية مؤمنة ومحترمة _ بمعنى ان العلمانية لم تختلف عن الكثير من قيم الإسلام _, وان الإسلام لا يقبل القسمة ولن يكون إلا حلاً لمشاكلنا السياسية والفكرية والاجتماعية.
وان الإسلام هو الحل الأمثل للمشكلات العربية المعاصرة, .. لكن المشكلة مرتبطة بنموذج اكبر من تصور الإسلام, ومتحايلة عليه ومتجاوزه لقيمه ومبادئه إذ ان الكثير من الإسلاميين (قادة الجماعات السياسية _ الدينية) يصطفون بنفس خانة الغرب الاستعماري ويُصنفون كجزء من كُل, يحاول ذلك الكل تجريد هذا الدين من وزنه الحضاري ومكانته العالمية .. كما ويحاولون ان ينقلوا الإسلام من "حالة حل" الى "حالة مشكلة" للمجتمع من خلال الميل الى التطرف وتبني خيارات العنف والأرهاب .. وإيمانها بأن الحل يتم من خلال الحل العسكري (الجهادي) المتمثل بحمل السلاح والدعوة للقتل والترويع والتهديد والوعيد وتبني فتاوى سياسية اكثر مما هي دينية, وهذه هي مشكلة الدينية _ السياسية لأن التكفير يقع هنا إزاء الأخر لمجرد الخلاف على قضية دنيوية او سياسية لا صلة لها بالإيمان او العبودية لكن يُصَور لها على انها قضية إيمان وعقيدة.
أن الإسلام هو الحل .. بينما "الإسلاموية" او الإسلام السياسي هو المشكلة والمعضلة الحقيقية التي يعانيها المجتمع العربي اليوم, .. اي انه النقيض التام لقيم الإسلام الأولي العبادي .. ومن هنا لا بد من تفكيك المفهوم بين الإثنين لرفع الغموض الحاصل والجهل المُتعمد من الربط بين كليهما, .. فالإسلام هو التسليم والانقياد والخضوع لأوامر الله عز وجل, أي هو امر رباني, .. بينما الإسلام السياسي هو الخضوع والركوع لأمرة زعيم حزب او قائد ميليشيا يلعب بورقة المقدس من أجل جني ثمار المدنس, .. والإسلام هو تحقيق رفاهية ومصلحة العامة بينما الإسلام السياسي هو تحقيق ملذات وشهوات الأحزاب السياسية والجماعات المسلحة, والإسلام هو عمل من اجل الأخرة, والإسلام السياسي هو عمل دنيوي بحت, فلا يمكن ان يُخدع العقل العربي بعملية الربط المغلوط به بين الإسلام الرسولي والإسلام السياسي, .. خدمة للإسلام الحقيقي, .. فأكثر ما اصاب الإسلام هو من نظيرة _ او بالأحرى نقيضه الحتمي _ (الإسلام السياسي) بسبب عنف وتعصب وراديكالية الأخير التي صورت للعالم ان الإسلام هو الإسلام السياسي ذاته وكل عمل مسلح وارهابي او سلوك عدواني انجر على الإسلام وحُسب على انه فعل من قيم إسلام الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم), واصبحت صورة العربي والمسلم صورة مؤلمة ومؤسفة ومخجلة تخذل الضمير والوجدان, وتخدش الحياء والذوق الديني للعرب بسبب التعصب الأعمى .. وهو ما اشار اليه الامام الإصلاحي محمد عبدة: ان تعصب بعض رجال الدين هو الذي اضر بالدين, .. لأن التعصب ليس ديدن الإسلام بل ديدنه الرحمة والتسامح والاخوة والعفو عند المقدرة, .. وان الوسطية هي منهاج الإسلام, (وجعلناكم امةٍ وسطا), .. فكل عمل عدواني تطرفي عنفوي لا يبت لأسلام الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين, بل هو عمل رجال الدين (المودرن) الجدد, رجال عصر العولمة الدينية والفتاوى السياسية ووعاظ السلاطين.
فالإسلام لا يمكن سواه حلاً ولن يكون البديل غير الإسلام .. أما الإسلام السياسي فهو مجرد اجتهاد بشري وقوانين وضعية دستورية سنها رجال اجتهدوا فيها, لا تمثل كل الإسلام وانما جزء بسيط ومخجل ومتواضع من قيم الإسلام, وإن الإسلام الرسوّلي تعرض لتشويه منظم من خلال التوظيف الديني _ السياسي للإسلام.
أي ان موضوع "الإسلام هو الحل" مرتبط بمشكلة اكبر انه موضوع الجدل البيزنطي, .. ألا وهي قضية جدل الصراع بين الدين والدولة والسياسة والسلطة والحكم, .. فالخلاف مازال سارياً حتى اللحظة حول تحديد هوية الدولة هل هي هوية عربية ام اسلامية, فلا الإسلاميون قنعوا العلمانيون بضرورة تعريب وعلمنة الدولة, ولا العلمانيين بسطوتهم ونفوذهم ودعمهم استطاعوا اقناع الإسلاميين او دمجهم بالمجتمع بطريقة مُثلى, وبالمحصلة ظل الحل لا هو إسلامي ولا هو علماني بذلك التصور الذي يريده انصار كلا التيارين.
ونحن لا نريد علمنة بما هي دين يعادي الإسلام بل بما هي نظام او برنامج ينظم آلية ترسيخ الإسلام كمنهاج شامل للحياة .. وان العلمانية تعني التطور والمدنية والتقدم, .. والإسلام الحقيقي لا يرفض التطور او يحارب المدنية بل فالإسلام اول ما اقام دولة هي دولة دينية مدنية أرسى دعائمها الرسوّل (صلى الله عليه وسلم) لأنها دولة مرتبطة برئيس موُحىّ إليه من السماء, وهذه هي خصيصة وميزة الدولة الدينية الإسلامية, .. حيث اقام الرسول صلى الله عليه وسلم دولة دينية سياسية مدنية مكتملة الأركان والشروط.
والعلمانية العربية التي نتوق ترسيخ مبادئها وقيمها هي العلمانية المتصالحة مع الدين .. العلمانية التي لا تعني انها الدين او ضد الدين .. بل التي تعني انها النظام السياسي الذي يحترم الدين الإسلامي ويحافظ على قيمه ومبادئه دون التفريط بأي الثوابت والتعامل مع المعطيات .. فالمشكلة ليس مع التنزيل حتى العلمانية او العلمانيين ليس لديهم خلاف بالتنزيل وانما في التآويل, وهذه الأخيرة ليست بمشكلة كبيرة يمكن تجاوزها طالما لم تمسس جوهر الإسلام او تثلم من ثوابته.
فالإسلام هو الحل .. ولا يمكن ان يكون البديل غيره .. اما حينما نقول علمانية او حداثة او مدنية فهي مسميات ومفاهيم لم تشق عصا الطاعة للدين الإسلامي او تتجاوز على قيمه الروحية والرمزية بالنسبة للمجتمعات العربية الإسلامية .. بل على العكس نريد منها ان تعمل جاهدة على دمج العرب بالمعاصرة والتطور من اجل الخروج من قبوّ النكوص التاريخي الذي وقعت في شباكه الأمة العربية مذ عهد النهضة العربية الأولى ابان محمد علي باشا, .. والانبثاق الى قمة النهضة الحضارية التي هي مطلب الإسلام والعروبة .. وطموح الأنسان العربي الذي يسعى جاهداً للبحث في نهضة الأمة العربية _ الإسلامية من خلال منظور وسطي اسلامي مدني يراعي التطور التاريخي الحاصل في المجتمعات الأخرى, .. دون ان يتجاوز على ثوابت الإسلام وتقاليد التربية العربية, .. ومن هنا يمتثل لنا شعار الإسلام هو الحل, شرط ألا يتحول الى كلمة حق يراد بها باطل من خلال رفع هذا الشعار كدعاية انتخابية او يافطة على مبان ومقار الأحزاب الأسلامية المشتغلة بالعمل السياسي.
بل يجب أن يكون الإسلام هو الحل لكل المشكلات التي تصيب المجتمعات والعربية _ الإسلامية على وجه الخصوص, .. لكن الأمر يحتاج الى رجال دين مُخلصين ثُقاة .. وليس رجال دين ميليشياويين يعتاشون على الدم والاغتيال والسرقات والزج اللامبرر لقيم الدين في السياسة التي انتجت الطائفية كنتاج حتمي للتوظيف السلبي للدين في السياسي, .. كون الطائفية ليس إلا مشروع سياسي يحاول الصعود على اكتاف الدين من اجل نيل مراتب السياسة والسلطة والمال والنفوذ.
اذن فالإسلام هو الحل .. والإسلام السياسي هو المشكلة وهو الطائفية والدمار والخراب, .. بل هو والعلمانية الغربية صنوان وكانا سبب خراب مشاريع الامة العربية من وحدة واستقرار ونهضة, لأن الثيوقراطية والعلمانية ليس إلا مفاهيم كنسية غربية تغريبية تم إلباسها ثوباً عربي وعمامة اسلامية لا تليق بها.



#حُسام_كصّاي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفية: خريف الثورات العربية
- جدّل المقدس والمدنس (نظرية الديني والسياسي)
- العلمانية هي الحل
- تداعيات العنف الطائفي في العراق


المزيد.....




- اسلامي: نواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة وفق 3 أطر
- اسلامي: قمنا بتسوية بعض القضايا مع الوكالة وبقيت قضايا أخرى ...
- اسلامي: سيتم كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العلقة بين اير ...
- اسلامي: نعمل على كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العالقة بي ...
- اللواء سلامي: اذا تخلى المسلمون عن الجهاد فإنهم سيعيشون أذلا ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- اللواء سلامي: نحن المسلمون في سفينة واحدة ويرتبط بعضنا بالآخ ...
- اللواء سلامي: إذا سيطر العدو على بقعة إسلامية فإنه سيتمدد إل ...
- اللواء سلامي: اذا تخلى المسلمون عن الجهاد فإنهم سيعيشون إذلا ...
- اللواء سلامي: الأمة الإسلامية تتحرك بفخر نحو قمم الفتوحات


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حُسام كصّاي - الاسلام هو الحل