أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبده جميل اللهبي - فلسفة الحب....بس بدون لعب بعواطف الاخرين.














المزيد.....

فلسفة الحب....بس بدون لعب بعواطف الاخرين.


عبده جميل اللهبي

الحوار المتمدن-العدد: 1242 - 2005 / 6 / 28 - 12:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في حياتنا اليومية الكثير من المفارقات والمتغيرات العجيبة سهلة الحدوث00
ومما ارقني فعلا واقلق راحتي هي تصرفات بعض الهمج من الناس الذين يحبون ان يتلاعبون بعواطف الاخرين ،ولمجرد انتهاء مصالحهم تجدهم يتخلون عنك بكل سهولة وكأن الامر لا يعنيهم 00
يتظاهرون بحبهم المفعم بالاخلاص والتضحية والوفاء معك وما ان تنتهي مصالحهم حتى يبدأون بالاحقاد ومقابلتك بكل انواع السب والشتيمة والبذأة00
حصل معي هذا فعلا في معركة عاطفية خضتها مع احد الشباب الاصغر مني سنا ،تنسمت من خلالها بكل مفاتن الحياة الجميلة ،الا ان الامر لم يدم طويلا حتى انصرف عني مخلفا وراه الكتير من الآهات والاحزان00ولم اكتفي بذالك اذا لم اقل انني وصلت الى درجة البكاء المتواصل حزنا وكمدا على ذالك الحبيب00
كما لو انني طفل حرموه من ضرع امه00
هكذا هي الحياة بمفارقاتها العجيبة 00لكن الامر لايقف عند هذا الحد فرغم الخفايا والاسرار الكامنة خلف هذه القصة العاطفية يكمن خلفها ايضا فضاضة الموقف وسيف الخيانة وقبح الفعلة 00
التلاعب بمشاعر وعواطف الاخرين صار امرا ميسرا ولا يحتاج الى عناء او مشقه0 ثلاث سنوات من الحب المفعم بعبارات الضم والتقبيل ينتهي في غضون ساعات 0وتتحول القلوب فجأة من اليونة الى القسوة ومن سهولتها الى صعوبتها00
الي يحب عمره مايكره"وهذا ماوجدته عندي فعلا ،فقلبي لايحمل ولا ذرة كره او حقد لهذا الانسان الواطي 0بعكس مايحمله ناحيتي من كره وحقد وسب وشتيمة وغير ذالك الكثير00000000

بكل الغات "نجد انفسنا نضع من نحبهم في حنايا قلوبنا 00فالمرء حين يحب الاخر ،فهو يعرف تماما من تنه يحب شخصا اخر غيره00اذا الحب ينتظر التبادل ،ويامل الوصول الى حالة من التجاوب ،لكنه يقوم في الاصل على الاستقلال والفردية والاختلاف00
وانت حين تحب اخاك الانسان 0فانك لا تحبه لانه متطابق معك تمام التطابق ،او لانه صورة منك تتأمل فيها ذاتك وقد انعكست امامك 00بل تحبه لانه ذالك الخر الذي يملك فردية مستقلة ووجودا خاصا 0ولهذا فالحب الحقيقي هو ذالك الشعور الذي افهم منه الاخر من حيث هو شخص مغاير لي مؤكدا في الوقت نفسه بكل حرارة عاطفية ودون أدنى تحفظ حقيقة ذالك الاخر ونوع اسلوبه في الوجود00
المحب الحقيقي 00هو الذي ينفق بسخاء ،من صميم ذاته ،لانه يصدر أفعاله من شخصية غنية الاعماق ،وهنا تتجلى عظمة الحب00
فالمحب لايحب نظيره فحسب بل هو يتجه بمحبته نحو سائر اخوانه في الانسانية وفي مقدمتهم الضعيف والفقير والمسكين00
يقول الفيلسوف الوجودي"كيركجارد"00ان الضمير المفقر من كل حب فهو بطبيعته حليف القلب اليابس والجمال الاجوف والعقلية المشتته 00
واذا كانت الديانات السامية قد جعلت من المحبة فضيلة الفضائل ،فذالك لانها فطنة الى ان المحبة حين تكون صادقة مخلصة فانها تنطوي في ذاتها على قيمة قاطعة تبرز وحدها في شتى انحرافات الحب00
وانه لمن مكارم الاخلاق ان تحب كائنا من كان المحبوب ،بل حتى ولو كان المحبوب غير جدير بالحب ،اعني حتى اذا لم يكن اهلا لتلك العاطفة التي تحملها له0000
فالمحبة أفعال توجه الى الاخرين 00لذا كان الكثير من المتصوفين يكثرون من الحديث عن "المحبة"00
فلا بد لنا من ان نمضي مباشرة نحو الاخر ،لكي نحبه لذاته لا لذواتنا بوصيفة انه اخا لنا في الانسانية00
وما دام السر الالهي كما يحكي المتصوفة يتجلى في الانسان فانه لابد للانسان من ان يتجه مباشرة نحو تلك الذات البشرية التي تخفي في طياتها كل اشكال ومعاني



#عبده_جميل_اللهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديماغوجية الدين 000 في تعزية الجماهير0
- الاستمناء الفكر .....0سلفية اليمن نموذجاً
- أنين صنعاء 000هل تسمعونه ؟؟0
- أُخرجوا من المأزق الديني.... إنها العلمانية
- العودة الى الذات..
- تدنيس القرآن.. امرٌ عادي جدا!!.
- ............أثر الاحلام على العقائد الاسلامية
- سلمان رشدي .......الحقيقة الضائعة0
- في زمن العولمة...ماهو مصير النص الديني؟
- إيسياغولوجية التخلف عند العقل العربي المسلم


المزيد.....




- مزاعم روسية بالسيطرة على قرية بشرق أوكرانيا.. وزيلينسكي: ننت ...
- شغف الراحل الشيخ زايد بالصقارة يستمر في تعاون جديد بين الإما ...
- حمير وحشية هاربة تتجول على طريق سريع بين السيارات.. شاهد رد ...
- وزير الخارجية السعودي: حل الدولتين هو الطريق الوحيد المعقول ...
- صحفيون وصناع محتوى عرب يزورون روسيا
- شي جين بينغ يزور أوروبا في مايو-أيار ويلتقي ماكرون في باريس ...
- بدء أول محاكمة لجماعة يمينية متطرفة تسعى لإطاحة الدولة الألم ...
- مصنعو سيارات: الاتحاد الأوروبي بحاجة لمزيد من محطات شحن
- انتخابات البرلمان الأوروبي: ماذا أنجز المشرعون منذ 2019؟
- باكستان.. فيضانات وسيول عارمة تودي بحياة عشرات الأشخاص


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبده جميل اللهبي - فلسفة الحب....بس بدون لعب بعواطف الاخرين.