أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - صباح راهي العبود - التدخين السلبي ..........موت بطيء















المزيد.....

التدخين السلبي ..........موت بطيء


صباح راهي العبود

الحوار المتمدن-العدد: 4369 - 2014 / 2 / 18 - 17:20
المحور: الطب , والعلوم
    


تندرج ممارسة التدخين ضمن الحريات الشخصية, وهذه الحرية ظلت مصانة لعدة مئات من السنين ولم يكن بمقدور فرد أو حكومة أو أية جماعة الإعتراض عليها أو محاولة الحد منها سواء أكانت لسيكارة أم( لناركيلة) أم لأية طريقة من طرق التدخين يمكن للمدخن ممارستها أنٌا شاء وعلى وفق مايشتهي ويريد. لكن الدراسات العلمية التي أجريت خلال العقود الأخيرة خرجت بنتائج مخيفة ومفزعة,إذ ثبت أن المدخن في أثناء التدخين يوزع الأذى على من ينفث دخانه في وجوههم أوالموجودين في المحيط آو حتى المارة,وأصبحت المسألة خارج نطاق المروءة والإنسانية لا سيما وإن هذا أضحى أحد أسباب موت أشخاص ممن إستنشقوا دخان التبغ مجبرين وعلى المدى البعيد.
على إثر النتائج التي خرجت بها الدراسات كان لابد للحكومات القيام بحماية مواطنيها من غير المدخنين من أخطار هذه الملوثات لا سيما وأن منع هذا الأذى أو إيقافه لا يحصل بوازع أو رادع ذاتي من قبل المدخنين.وقد أثمرت جهود كثير من الحكومات أخيراَ في إيقاف هذا الهدر الصحي لمواطينيها من خلال إجبار المدخنين على كف إيذائهم للناس بسن القوانين الصارمة في هذا الخصوص.وإتضح جلياَ أثر تلك الجهود في حماية البيئة من التلوث المدمر بدخان التبوغ وإنقاذ المواطنين غيرالمدخنين منه.
ولابد من إيضاح الفرق مابين المدخن الحقيقي والمدخن السلبي, فالأول هو من إستنشق دخان سيكارته مباشرة ثم نشره من حوله,أما المدخن السلبي فهو الذي يستنشق مقدارمن الدخان المكون من مزيج دخان التبغ المتصاعد ودخان ينفثه المدخن فيتسرب هذا الدخان الى رئتيه رغماَعنه, ويزداد الأمر سوءاَ في الحيز الضيق المغلق.وهذا النوع من التدخين لا يقل خطراَ عن التدخين المباشر لا بل يزيد عليه.
لقد أثبتت الدراسات التي أجريت حول موضوع التدخين السلبي أن من نتائجه السيئة هو المرض والعجز وقد تسبب الوفاة في المدى البعيد مما حفز الكثير من الحكومات على وضع القواعد والقوانين التي تنظم إستخدام التبوع والتضييق على المدخنين وحماية من حولهم من شره القاتل حتى أصبحت هذه الإجراءات الشغل الشاغل للشركات المصنعة للتبوغ منذ نصف قرن مضى هذا يهدد مصالحها التجارية ,وقد يلغي وجودها الى الأبد.
تنصب الإجراءات المتخذة من لدن الحكومات في الأقل على منع التدخين في الأماكن المغلقة التي يرتادها الناس كالمطاعم والمقاهي والحانات والنوادي الليلية وقاعات الإجتماعات وأماكن العمل والمدارس والمستشفيات والمطارات والسفن ووسائل النقل الأخرى من قطارات وسيارات وطائرات وحتى داخل البيوت,ومنع الدعايات التي تروج للتدخين والسعي لنشر الصور المنفرة للتدخين كنشر صورة لرئة مدخن مقارنتها بأخرى غير متأثرة بدخان تبغ مثلاً وغيرها من الأمور التي تُحدث لدى المدخنين ردود فعل سلبية لهذه الممارسة. وهذه الإجراءات المتخذة أثبتت فاعليتها الكبيرة في السيطرة على آثار التدخين السلبي القاتلة وتهيئة بنيات خالية من هذا الدخان ,وهي مسؤولية الحكومات والمنظمات الدولية.
لم يكن التدخين معروفاَ قديماَ وإنما هو إكتشاف إقترن بوصول كولومبس وجماعته ببواخرهم الى جزر البحر الكاريبي ووضع أقدامهم على أرض جزيرة كوبا في 12 اوكتوبرعام 1492 ثم نقلوا بعضاَ من بذوره الى أوربا لدى عودتهم. وهو من فصيلة الباذنجانيات ,أما سفيرفرنسا لدى البرتغال (جين نيكوت الذي سميت مادة النيكوتين بإسمه) فقد إستلمها كهدية مستوردة من فلوريدا التي إستعمرها الأوربيون فقدمها بدوره الى الملكة لإستعمالها كعلاج يشفي الصداع ,ثم قام الفلاحون بزراعته وإستعماله كعشب بري للإسترخاء.وبداية رفضه الأوربيون وقاوموه بشدة, لكن تجار التبوغ وبدوافع المنفعة والإثراء أصروا على إدخاله إذ كان يدر عليهم أرباحاَ خيالية ,كما أن إنتشاره في البلاط الملكي وبين رجالات الحكم والحاشية كان دافعاَ يدفع الشباب لتقليد ذلك على إعتبارأن ممارسة التدخين ترفاَ برجوازياَ يدل على رقي ممارسيه. كان هذا في أواخر القرن السادس عشر الميلادي,وهكذا إنتشرت زراعته ومعها إنتشرالتدخين في دول أوربا ثم في بقية أرجاء الدنيا على الرغم من تصدي بعض الأديان لهذه الكارثة التي لم تكن مصائبها في الحسبان وعد مسكراَ أو( مفتراَ),لكن أديان أخرى لم تعده كذلك, ولم يدر في خلد الناس وخاصة الأطباء موضوع وخطر التدخين والتدخين السلبي ونتائجه الكارثية مبكراَ.
إن دخان التبغ الجانبي الذي ينتشر في الهواء المحيط يمثل 85% من كمية الدخان ,ويحتوي على مواد إحترقت ببطء وبدرجة حرارة منخفضة (من دون لهب),لذا فإن تركيزها يكو أكبر وضررها أشد من الدخان الأساسي وعلى عكس ما يعتقده الناس ,في حين أن 15% من الدخان وهو المستنشق من قبل المدخن يحتوي على مواد إحترقت سريعاَ فتكون درجة حرارته مرتفعة (لوجود لهب), لذا سيكون تركيزها قليل نسبياَ وهو يمثل التيار الأساسي لدخان التبغ,وسيجبر كل مشاركي المدخن الأساس في المكان على التدخين السلبي.وهذا الأمر سيكون مدعاة للمرض والأصابة بأمراض من بينها السرطان خاصة لمن يتعرض منهم لهذا الدخان ولفترات متقاربة ولمدة طويلة وبكثافة عالية مثل أطفال المدخنين وزوجاتهم ورفاق العمل.ولقد أمكن إثبات هذا الأمر من خلال قياس كمية النيكوتين في لعاب ومخاط هؤلاء المساكين.
يحتوي الدخان الجانبي الذي يستنشقه غير المدخنين على 4000 مادة كيمياوية مختلفة,منها 250مادة ملوثة و69 مادة مسرطنة تسبب كل منها نوعاَ معيناَ من أنواع السرطان,وهذا الدخان أخطر من تيار الدخان الرئيس إذ أنه يحتوي على أربعة أضعاف المواد السامة التي يحتويها .وفي إحدى التجارب بهذا الخصوص وضعت ثلاث من السكائر في غرفة مغلقة حجمها 60 متراَ مكعباَ ,وبعدإحتراقها بالكامل قيست درجة التلوث في الغرفة والذي تسبب عنها فوجد أنها تعادل عشرة أضعاف التلوث الصادر من عادم محرك سيارة بعد تركه يدورفي تلك الغرفة للفترة نفسها.
وهنا لا بد لنا من درج أهم المواد المدمرة التي يحتويها دخان التبغ في أثناء التدخين السلبي.
*النيكوتين وهو مادة كيمياوية سامة ويكفي (60) ملي غرام منه لقتل إنسان بالغ في حالة تناوله لها,وهومن أشباه القلويات,ويصنف من عقاقير الإدمان.وهو يعمل على تسريع التنفس ونبضات القلب ويرفع ضغط الدم ويسبب الغثيان وخاصة لدى المبتدئين,ويثبط مركز الشعور بالجوع فيقلل الشهية .
*سيانيد الهيدروجين,وهومن أخطر الموادالسامة ,وهذه المادة تستعمل في الأسلحة الكيمياوية القاتلة إذ هو من المواد ذات السمية الشديدة,يمكن إمتصاصه عن طريق الجلد أو الرئتين,يتحد مع الأنزيمات التي تحتوي على عناصر لإنتاج الطاقة فيتعطل عملها لتفقد القدرة على القيام بالوظائف الحياتية الضرورية ويتوقف حصول خلايا الجسم على الأوكسجين فيحصل الإختناق.
*الزرنيخ,وهذه المادة سامة تستعمل عادة في إبادة الحشرات والطحالب والقوارض.وهي تسبب للإنسان المدخن المباشر أو السلبي القيء والإسهال والهزال والطفح الجلدي وزيادة سمك الجلد خاصة في راحة اليدين وباطن القدمين والإعتلال العصبي.والشعور بالغثيان.وتحلل كريات الدم الحمراءوالذي ينتج عنه الفشل الكلوي وتضخم الكبد والطحال,وأمراض الأوعية الدموية في الساقين والقدمين ,وارتفاع ضغط الدم والسكري,وربما يؤدي الى تسمم الجنين داخل الرحم.
* الأمونيا وغاز النشادر(هيدروكسيد الأمونيوم) والتي تسبب أذى للرئة وتهيجات وإلتهابات في الجلد والعين والأنف والجزء العلوي من الجهاز التنفسي والربوالشعبي.وهو المسؤول عن تولد الطبقة الصفراء على سطح اللسان ,وله تأثير على الغدد المسؤولة عن التذوق في اللسان, كما يسبب زيادة في إفرازات اللعاب ويهيج السعال ويعرض الإنسان الى تكرار الإصابة بالزكام وإلتهاب الفم والحلق والبلعوم.
*الكادميوم الذي يسبب الفشل الكلوي وأزمات رئوية, وأنواع متعددة من السرطان وإرتفاع الضغط وتغبر الرئة.
*الرصاص ,وهويساهم في الإصابة بأمراض القلب وجهاز الدوران.وله تأثير على الجهاز العصبي وجهاز الهضم والجهاز التناسلي والكلى, وأحد أسباب فقر الدم والغثيان.ويحدث خدر في الأطراف وصداع وأرق وتغير في المزاج وفقدان الشهية وتشنجات عصبية وغثيان وآلام في البطن وزرقة حول اللثة ونقصان في السائل المنوي لدى الرجال.
*البولونيوم210 ,هو مادة مشعة تسبب السرطان ويوجد في التبغ المزروع في بيئة ترابية سماده فوسفاتي,وهذه المادة تتركز في جسم المدخن على مدار سنوات التدخين فتسهل الإصابة بالسرطان.وسميته تزيد كثيراً على سمية سيانيد الهيدروجين,وهومشع لأشعة (ألفا) المدمرة للأنسجة الحيوية,يدخل مجرى الدم الى نخاع الدماغ ليعطل الجهاز المناعي ,كما أنه يهاجم الحامض النووي ويوقف الأعضاء الداخلية.إذن هو مادة خطرة جداًوفتاكة وتهتك أنسجة الجسم.
البوتان.وهو مادة سامة جداً عند إستنشاقه أو إبتلاعه,يطلق غازات سامة عند ملامسته للماء,مهيج للجهازالتنفسي ومضر للرئتين, ويسبب جفاف الجلد وتشققه,وله تأثير سرطاني,وقد يسبب إضعاف الخصوبة وضرراً متوارثاً جنينياً,كما أن تأثيراته تراكمية وطويلة الأمد في البيئة.
*أول أوكسيدالكربون من الغازات السامة . يكون تأثيره في البداية لا يتعدى الإحساس بالإرهاق والتعب,وعلى المدى البعيد يكون سبباً في إزدياد حالات أمراض القلب على المدى البعيد وسبب عدم إنتظام دقات القلب لأنه يساعد على إفراز عدد من الهورمونات مثل الأدريالين.وهو يعمل على إنقاص كمية الأوكسجين المحمل بكريات الدم الحمراء الى أنسجة الجسم وخاصة عضلة القلب,ويعد هذا الغاز مهيجاً للغشاء المخاطي والشعب والحويصلات الهوائية.وله تأثيرات إنحطاطية على الجهاز العصبي,ويقلل نشاط الهدابات المتناهية في الصغروالتي تساعد على إزالة المادة المخاطية من المجاري الهوائية بالرئتين,كما يسبب إنقباضاً في أوعية الدم الصغيرة.
القطران وهو مادة صمغية تشبه الزفت وينتج من إحتراق التبغ فيسبب إنسداد المجاري التنفسية ,كما إنه سبب رئيس للسرطان لأنه يحوي مواد شديدة الضرر ومحثة على السرطان.

*الأكاسيد النيتروجينية التي تسبب زيادة إفرازات الغشاء المخاطي للقصبات الهوائية والتي تؤدي الى تضخم الغدد اللمفاوية فيها.
إضافة الى الكثير من المواد الاخرى الضارة والقاتلة التي لم تذكر.
يلجأ بعض المدخنين الى تهوية الغرف والأماكن المغلقة التي يمارسون فيها التدخين من خلال فتح النوافذ وتشغيل المراوح الكهربائية بقصد تنقية الجوفيها والتخلص من خطر دخان السكائرعلى أطفالهم وهم بذلك يقعون في وهم كبيرإذ أن السموم غير المرئية التي تنبعث مع الدخان تستقر على شعر وملابس المدخن والمجاورين له,وعلى الوسادات والسجاد الموجود في المكان وكل قطع الأثاث وحتى مقاعد السيارة وجميع المواد التي يتعامل معها الإنسان عن طريق اللمس أو الإستنشاق أوالإبتلاع.ومن ضمن هذه السموم المستقرة معادن ثقيلة ومواد مشعة ذات خطر كبيرعلى صحة الأبناء وبصورة خاصة الأطفال منهم.وتستقر أيضاً على المصاعد الكهربائية وجدران القاعات عند التدخين داخلها.ولابد لنا من التأكد على أن المساعي المبذولة لغسل الأماكن وتنظيفها بالمنظفات العادية لا يكون ذا جدوى لأن هذه المواد المترسبة تقاوم ذلك وتتفاعل مع الملوثات الشائعة في الهواء الداخلي فينتج عنها مزيج سام يسبب السرطان وخاصة للأطفال.
لابد لنا بعد أن إستعرضنا أهم ما يحتويه دخان السكايرمن مواد ضارة للبشر من إستعراض أهم الأمراض والأخطار التي يتعرضون لها جراءالتدخين السلبي وهي:-
*17% من سرطانات الثدي والكلى والرئة يسببها التدخين السلبي.
*ذبحة صدرية وجلطة قليبية وزيادة في لزوجة الدم وإضطراب النبض.
*تصلب الشرايين في مختلف أجزاء الجسم.
*مشاكل في الجهاز التنفسي (ربو,إلتهاب قصبات,........) وتدهور الوظائف التنفسية.
*مشاكل في الجهاز العصبي (إنخفاض القدرة على الإدراك والخرف بعد سن الخمسين).
أما ما يصيب الحوامل فالتدخين السلبي يسبب صغر حجم الوليد ويعجل في الولادة قبل إتمام مدة الحمل نتيجة لما يسببه من تقلصات للرحم الا جانب النقص في إرواء المشيمة الذي يؤدي الى إنفصام المشيمة عن جدران الرحم والى تشوهات الجنين ومن ضمنها صغر الجمجمة.وتزداد إحتمالية موت الجنين داخل الرحم.وفيما يخص الأطفال فالتدخين السلبي يزيد إحتمالية تعرضهم للإصابة بالسل. كما يسبب الإصابة بأنواع من الحساسية ,وتخلف في النمووصعوبات في التعلم وتسوس الأسنان وإلتهاب الأذن الوسطى وأورام دماغية ويهيج أنسجة الفم ومنطقة الحلق ويصيب الطفل بالسعال وأزيز الصدر ويثير النوبات الصدرية,الى جانب ظهور السلوك العدواني لدى هؤلاء الأطفال.
في تقرير مركز الصحة العالمي نشر عام 1975 ورد فيه أن عدد الذين يلاقون حتفهم أو يعيشون حياة تعيسة بسبب التدخين يفوق عدد الذين يموتون بسبب الطاعون والكوليرا والجدري والسل والجذام والتيفوئيد في كل عام.
أما تقرير الكلية الملكية للأطباء المنشور عام1977(التدخين والصحة) فقد ورد فيه أن من بين كل عشرة مدخنين هناك (3-4) منهم سيلاقون حتفهم بسبب التدخين.وفي الولايات المتحدة الأمريكية سجلت إحصائيات الولادات أن معدل وفيات سرطان الرئة لأشخاص لم يكونوا من المدخنين وصلت الى 3000 حالة في السنة نتيجة لتعرضهم للتدخين السلبي. وفي دراسة في السويد ظهرأن التدخين السلبي يقتل أكثر من 600000 شخص في أرجاء مختلفة من العالم في كل سنة أي ما يعادل 1% من مجموع الوفيات على سطح الكرة الأرضية وكالآتي:-
379 ألف حالة وفاة بأمراض قصور وظائف القلب ونقص التروية القلبية.
165 ألف حالة وفاة بسبب عدوى الجهاز التنفسي السفلي.
73 ألف وفاة بسبب الربو.
21.5 ألف حالة وفاة بالسرطان.
في بريطانيا أظهرت إحدى الدراسات بخصوص التدخين السلبي أن هذا النوع من التدخين الذي يُجبَر الناس عليه يضر بالذاكرة وتزداد نسبة النسيان عندهم بنسبة تزيد عن 20% قياساً الى المدخنين,وبنسبة50% عن الذين لا يتعرضون للتدخين السلبي.
مجلة هكساين السويسرية نشرت عام 1978 دراسة لحساب معدل إستهلاك السكاير فكان سيكارتين في اليوم الواحد لكل إنسان يعيش على المعمورة وهذا إتضح من خلال إحصاء ماتنتجه مصانع التبوغ. ولو جمعنا كمية النيكوتين التي تلفضها هذه السكايرفإن بإمكانها مجتمعة من إبادة الجنس البشري بأجمعه في ساعات.
نشرت مجلة الجمعية الطبية الأمريكية عام 1991 بحثاًعلمياًحول العلاقة بين التدخين السلبي وأمراض شرايين القلب إتضح من خلاله بأن 40000 أمريكي من غير المدخنين ماتوا في أوائل ثمانينات القرن الماضي بسبب التدخين السلبي نتيجة لما ينفثه المدخون في الأجواء المغلقة,وهذه النتائج أذهلت الأطباء وأرعبت الناس في كل أنحاء الكرة الأرضية فدُق ناقوس الخطرفي أرجاء الكرة الأرضية وبالأخص في أمريكا وأستراليا ودول أوربا التي عمدت على منع التدخين في الأماكن المغلقة بشكل عام كما ورد سلفاً في المقال.
اشارت الدراسات الى أن أكثر الأشخاص الذين يتعرضون للتدخين السلبي هم دول شرق أوربا وغرب المحيط الهادي وجنوب شرق آسيا بنسبة تفوق 50%,وأن (1.2)مليار مدخن حول العالم يعرضون ما لا يقل عن (1.8) مليار من غير المدخنين لآثار التدخين السلبي الضار والقاتل (حسب دراسة عام 2004) وزاد هذا العدد بعد ذلك.
بعد أن قامت دول العالم بمنع التدخين في الأماكن العامة إنخفض عدد المتأثرين بالتدخين السلبي بدرجة كبيرة ومعه إنخفض عدد حالات الدخول الى المستشفيات بسبب أمراض القلب في تلك الدول. فعلى سبيل المثال إنخفض عدد المراجعين في مستشفيات كاليفورنيا بنسبة 15%في السنة الأولى للمنع ثم إرتفعت هذه النسبة كثيراً بعد ثلاث سنوات من هذا الإجراء.وهكذا تثمر إجراءات الحكومات التي تحرص على سلامة مواطنيها.
يمكن معرفة درجة التلوث السلبي من خلال قياس مادة النيكوتين لدى الأشخاص والتي يتم العثور عليها في اللعاب والدم والبول والشعروالأظافر إذ تكون على أشدها لدى العاملين في المكاتب والمعامل والمقاهي والملاهي والنوادي المغلقة وفي دور سكن الطلاب وهذا ماذكرناه سلفاً.
وأخيراً فهل ستبقى حجة لدى المدخنين في الإصرار على مواصلة أذى الآخرين بعد أن أوضحنا لهم حجم الدمار الذي يسببونه لهم ومن ضمنهم فلذات أكبادهم ناهيك عما يحدثونه من دمار لأنفسهم؟؟ وهل حصلت عندهم القناعة بحجم تلك الجريمة حتى وإن لم يحاكم عليها حاكم ولا يمنعها دين؟؟ وليعلم الجميع بأن التدخين بنوعيه المباشروالسلبي ما هو إلا عملية تناول سموم وإنتحار بطيء عليهم تجنبه وتلافيه, وتجب محاربته بكل الوسائل, وممارسة ما يحملونه من قيم ثقافية ووعي وإرادة لا بد من توفيرها لهذه المعركة



#صباح_راهي_العبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقوب السوداء.........ليست ثقوباً
- أبحر البلم العشاري وغاب في الذكرى.....................عشية أ ...
- قتال بين عمر وعبدالزهرة في كواكب أخرى من الكون


المزيد.....




- لولو صارت شرطية.. تردد قناة وناسه بيبي الجديدة 2024 على جميع ...
- الشاي السيرلانكي مقابل التكنولوجيا الايرانية
- هل تنتقل المواجهات النووية إلى الفضاء؟.. وما خطورة نظام النب ...
- شاهد: ارتفاع قياسي في مستويات المياه تزامنًا مع فيضانات تضرب ...
- ريابكوف: روسيا تعد مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يدعو لمنع س ...
- كيف أثر التغير المناخي على شدة أمطار الإمارات وعُمان؟ دراسة ...
- الرواد الروس يخرجون بأول مهمة إلى الفضاء المفتوح لهذا العام ...
- انفجار هائل يغطّي مجرّة بأكملها.. تبعد عنا 12 مليون سنة ضوئي ...
- مشاحنات روسية أميركية بمجلس الأمن بشأن تسليح الفضاء
- الإمارات: حالات -محدودة- مرضت بسبب التأثر بالمياه الناجمة عن ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - صباح راهي العبود - التدخين السلبي ..........موت بطيء