أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - لميس المسالمة - صحافة الميني جوب














المزيد.....

صحافة الميني جوب


لميس المسالمة

الحوار المتمدن-العدد: 1239 - 2005 / 6 / 25 - 04:58
المحور: الصحافة والاعلام
    


بين فترة واخرى يطلع علينا الصحفي السوري خليل صويلح بتحقيقات ينشرها في صحيفة الحياة اللندنية ، تتناول الحياة السياسية او الثقافية في سورية ، من نوع تعبر عنه العناوين التالية لآخر ثلاثة مساهمات : " تزوّج عبر الانترنت تعش سعيدا على الضفة الاخرى ! " ، و"اطنان من كتب ع. ع. ع تهجع في المستودعات السورية " ، وبالطبع احرف العين الثلاثة هي لرئيس اتحاد الكتاب العرب علي عقلة عرسان ، واخيرا هذا العنوان اللوذعي : " السوريون والسياسة : محكومون بخيبة الأمل ! " ...
وهذه التحقيقات ، او من الافضل ان نقول عنها : ريبورتاجات ، تتميز بأنها ذات طابع خاص فعلاً ، للاسباب التالية :
1 ـ انها اولا لا يمكن ان تنشر في صحيفة تشرين الحكومية حيث يعمل خليل صويلح منذ سنوات طويلة ويدير ملحق الكتب ، ليس لأن ادارة الصحيفة يمكن ان تعترض عليها لأسباب رقابية لا سمح الله ، بل لأن الكاتب يربأ بنفسه ان تنشر جواهره في صحيفة محلية تنفع افضل للفّ صندويشة الفلافل وليس لتغذية العقل .
2 ـ ولأنها ، متابعة للسبب السابق ، تعرّفنا على شخصية اخرى للكاتب غير التي اعتدنا عليها في تشرين ، بحيث نتساءل اذا كان نموذج الدكتور جيكل والمستر هايد هو دليل القارىء الذكي الى كتابات السيد خليل والسيد صويلح . ففي الحياة يقول خليل في ع. ع. ع. ما قاله مالك في الخمر، واما في تشرين فإننا اذا لم نقرأ المدائح في ع. ع. ع. نفسه فإننا حتما لن نقرأ ما يمس قلامة ظفر ع. ع. ع. بسوء !
3 ـ ولأنها ، وهذا هو الاخطر ربما ، تكشف لنا مواقف خليل صويلح الحقيقية من مسائل السياسة الداخلية في سورية ، فنتأكد مما نعرفه جيدا جدا، اي عزوف صاحبنا عن المشاركة في العمل العام حتى على سبيل الدفاع عن صحفي زميل مثله ، واستعداده لتحقير السياسة والسخرية من المشتغلين بها ، وقلب شعار الراحل الكبير سعد الله ونوس رأسا على عقب : " نحن محكومون بالأمل " تصبح عند خليل صويلح : " نحن محكومون بخيبة الأمل " !!!
4 ـ وهي اخيرا ريبورتاجات تنقل كلاما كبيرا على السنة نساء ورجال وصبايا وشباب لا نعرف من هوياتهم الا الاسم الاول فقط ، وبالتالي لا نعرف هل اسماء ماهر وجمانة وزياد وعبد السلام ورائد ، وجميعها اتت في التحقيقات السابقة ، هي بالفعل لبشر من لحم ودم ، أم هي من بنات وسباب افكار لوذعي واحد هو خليل صويلح ؟
ولنأخذ كمثال هذه الفقرة الاولى من ريبورتاجه المعنون : " السوريون والسياسة : محكومون بخيبة الأمل ! " ونشرته صحيفة الحياة بتاريخ 6/6/2005 . يقول خليل صويلح : " كانت اسوار الجامعة هي البذرة الأولى لولادة الافكار الجديدة ، ومنها تنطلق شرارة التظاهرات في التعبير عن احتجاج سياسي ما . اليوم تحولت هذه التظاهرات الغاضبة مسيرات تأييد ، وبات صعباً ان تجد جيلا شابا متمردا ، كما كان يحدث في الخمسينات والستينات من القرن الفائت ، حين اقتحمت شابة متمردة تدعى غادة السمان أسوار الجامعة بـ " الميني جوب " ، لتكون أول طالبة تعلن تمردها على التقاليد الصارمة . ولم يعد بالامكان فرز الشباب إلى تيارات سياسية : وجودية وماركسية وقومية ، كي تعلو وتيرة السجال بينهم . هناك نمط واحد يشبه الزي الموحد ، هذا الزي الذي أُلزم بارتدائه طلبة الجامعة فترة طويلة ، وإذ به يتحول إلى نمط تفكير عنوانه « التلقين » . هكذا، فقد الشباب السوري آماله في التعبير عن هواجس مختلفة ، بوجود أحزاب مغلقة على ذاتها . حتى أن مئات الشباب لا يعرفون حزباً آخر غير" حزب البعث " الحاكم . هذا إذا ما تناسينا ضغوط البطالة التي قادت آلاف الشباب إلى الانطواء والتفكير في الهجرة " ...
وهذا مثال آخر على لسان شاب اسمه رائد ، " يؤكد ان الشباب السوري فقد إيمانه في التغيير دفعة واحدة ، وعاف السياسة جملة وتفصيلا ، وبات الواحد منا، يضرب موعدا غراميا في كافتيريا شعبية ، وقت احتجاج تظاهري أو مسيرة في ساحة ما ، ليسجل بسلوكه هذا احتجاجه الخاص ، ليس على الممارسة السياسية فحسب ، بل على عالم كامل هو الشرق . ويضيف : لم يعد نشيد " يا شباب العرب هيا وانطلق يا موكبي " يثير حماستي ، حتى مفردة " وطن " لم تعد ذات وقع سحري على مسمعي ، بعدما فقدت الشعور بالمواطنة والانتماء. فأنا أُشبعت بالقصائد النارية وخطابات التلفزيون الرسمي التي تقوم على التدجين والتعليب والابتسار"...
هل استحضار ميني جوب غادة السمان في المثال الاول هو افضل البراهين على تحرر او خنوع الجامعة ؟ الم يسمع خليل صويلح بعشرات حملات الاعتقالات التي شنتها وتشنها الاجهزة الامنية ، دائماً وباستمرار وعلى امتداد عقود بعد ان اقتحمت غادة السمان الجامعة ، وبالتأكيد ليس بسبب ارتداء او عدم ارتداء التنورة القصيرة التي تبدو وكأنها خلبت ألباب صاحبنا ؟
وفي المثال الثاني ، أين يكمن التناقض في ان يضرب الشاب موعدا غراميا ، وان يشارك في تظاهرة احتجاجية ؟ السؤال طبعا موجه الى خليل صويلح ـ المستر هايد لأننا لا نستطيع ابدا ان نكون متأكدين من وجود شاب سوري اسمه رائد ولم تعد كلمة " وطن " ذات وقع سحري على مسمعه . الاغلب ان هذا الرائد هو من اختراع ذلك الخليل ، مفصلا على قياس افكاره وقناعاته ، ولا بأس بشرط ان يمتلك صاحبنا جرأة كتابة ربع هذا الكلام ، او خمس الكلام الذي يغمز من قناة على عقلة عرسان ، في صفحاته التشرينية !
وإذا كان النقاش حول الوجودية ( التي يعتبرها الدكتور جيكل حزباً سياسياً ! ) قد توقف في العالم كله وليس في الجامعات السورية فقط ، فهل توقف النقاش السياسي بين البعثيين والناصريين والشيوعيين والإخوان المسلمين بعد زمن طويل من هجرة غادة السمان الى بيروت ؟
وهل هذه الصورة الشبيهة بالكولاج من كل واد عصا هي بالفعل اختصار صورة الشباب الجامعي السوري في المرحلة الراهنة : حزب البعث كزي موحد ، أو الإنطواء والبطالة والهجرة ؟ أليس في هذا الاختزال الكثير من قلة الامانة، بل والاهانة البالغة بحق شابات وشباب سورية ؟
ألا يليق بهذا النوع بالذات من الكتابة صفة صحافة الميني جوب ، ليس على مثال غادة السمان طبعاً ، بل على قياس تنورة روبي ؟



#لميس_المسالمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - لميس المسالمة - صحافة الميني جوب