أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - رضا محافظي - عصرنة الادارة أم عصرنة الاداريين ؟














المزيد.....

عصرنة الادارة أم عصرنة الاداريين ؟


رضا محافظي

الحوار المتمدن-العدد: 1239 - 2005 / 6 / 25 - 04:58
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


لا يمر وقت طويل إلا و نقرأ في الصحف و المجلات مقالات يتفنن مؤلفوها في التنظير لعصرنة الإدارة كوسيلة من وسائل الرقي بالبلاد . و قد أصبح هذا الموضوع ملاذا لكثير ممن يكتب فيه كلما كثر الحديث عن الفساد الإداري و يتم اللجوء إليه لتبريد حرارة غضب اجتمـاعـي يظهر هنا أو هناك – في العالم الثالث عموما و في العالم العربي خصوصا - و يتم فيه عرض عيـوب التسييــر الإداري و نقـائصــه و اللجوء إلى تصويره كأنه شخص طبيعي تشوبه بعض العيوب البشرية التي يمكن تجاوزها بمجرد استحداث وسائل و طرائق تسيير جديدة بغض النظر عن الإنسان الذي يطبقها و يضعها موضع التنفيذ .

يدرك كل متابع لتطورات الأمور في العالم اليوم أن التقنية العالية صارت في متناول أبسط المستعملين قبل المختصين و أن استغـلال تلك التقنيـة لتحديـث الإدارة و تجاوز ما تعرفه هذه الأخيرة من ضعف و فساد هو في دائرة الممكن . لكن الشيء الذي يقف عائقا دون ذلك من دون شك هو مدى قابلية الإداريين للتحديث و التطوير في أنفسهم قبل آليات عملهم .

لا تكاد تخلو إدارة من الإدارات فـي العالـم العـربي و العالم الثالث من أجهزة متطورة و من مختلف المراجع العلمية و التوثيقية حول التسيير الإداري الأمثل لكنها في واقع الأمر لا تزيد عن كونها جمادات تحتل حيزا فيها دون أن يكون لها موقع فاعل في التسيير اليومي . من جانب آخر فان الإنترنت حاليا زادت من سهولة الأمر أكثر و جعلت أن التحجج بعدم توفر المعلومات و عدم توفر تفاصيل ما هو جديد في عالم التسيير الإداري تحججا غير مقبول و مردودا على قائله .

هل العيب في تلك الأجهزة و المراجع أم أن العيب في الأشخاص الذين من المفروض أن يستغلوها احسن استغلال ؟

إن التحدي الأساس ، وفق ما يتبين من خلال التجربة ، هو العمل على جعل الإنسان الذي يعمل بالإدارة يتجاوب أولا مع ضرورة التغيير و جعله يقتنع ثانيا بضرورة و أهمية تطويـر مستــواه و الرفع منه . ذلك أن الإنسان هو العنصر الأهم الذي تدور حوله كل الآليـات النظـريـة للتسيير و الذي بدونه تبقى تلك الآليات مجرد نظريات على الورق لا تعرف طريقا إلى الواقع . و قد بينت مختلف التجارب التي كانت ترمي إلى تثبيت برامج تطوير و تحديث في إدارات العالم الثالث أنها آلت إلى الفشل و ربما في بعض الأحيان تم استغلالها في مزيد من الفســاد الإداري . و يرتبط هذا الأمر بطبيعة الحال ارتباطا وثيقا بالمستوى الثقافي للشعوب و الاستعداد النفسي للمجتمعات بكل طبقاتها لتحصيل المعرفة و التشبع بأنواع العلم . إن مجتمعا تحتل فيه المطالعة بضعا من الدقائق في الأسبوع غير مستعد أن يحتضن أرقى آليات التسيير الإداري . و إن شخصا يعجز عن قراءة عناوين الصحف كل صباح و ينظر إلى الكتب نظرته إلى باقي الجماد غير جدير أن يأخذ بزمام برنامج تحديث لجهاز إداري يعمل به أو يوجد على رأسه . و يبقى بالتالي أنه من الضروري بمكان النظر في عمق الأزمة الثقافية التي تعيشها المجتمعـــات العـربـيــــــة و مجتمعات العالم الثالث و في قتامة الصورة التي ترتسم حولها كأساس ترتكز عليه أية سياسة للتحديث و التطوير الإداري . كما أن إعادة النظر في محتوى المنظومة التعليمية و جعلها أكثر ملاءمة مع ما تعرفه باقي المجتمعات هو اكثر من ضرورة في هذا المجال .
رضا محافظي - الجزائر
22 يونيو 2005 م .

[email protected]
هاتف محمول :21-36-08-62 (213+)




#رضا_محافظي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تحديث واتساب الذهبي ضد الحظر (بصورة حصرية): اضافات فوق الممت ...
- السيارات الكهربائية.. طوفان صيني تستعد أوروبا لمواجهته بالتع ...
- “كرسي في الكلوب“ سعر غرام الذهب في الأردن اليوم في محلات الص ...
- “بمزايا رهيبة وفريدة”.. تحميل الواتساب الذهبي 2024 WhatsApp ...
- فلوس زي الرز عند التقديم لمدارس البترول الثانوية 2024 وأهم ا ...
- هآرتس: تزايد المقاطعة الدولية يفاقم مشاكل إسرائيل الاقتصادية ...
- مميزات خطيرة.. تحميل الواتساب الذهبي 2024 النسخة الأخيرة و م ...
- فيديو وصور/ظهور نادر لابنتي بوتين بمنتدى اقتصادي
- صندوق الثروة النرويجي يرفض 56 مليار دولار حزمة أجور لـماسك ف ...
- تركيا تفرضا رسوما جمركية إضافية بـ40% على السيارات الصينية


المزيد.....

- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - رضا محافظي - عصرنة الادارة أم عصرنة الاداريين ؟