تعميـــــــم حول الانتخابات التشريعيــــــة

القيادة المركزية للتجمع الوطني الديمقراطي في سورية

الحوار المتمدن-العدد: 314 - 2002 / 11 / 21 - 03:10
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

   مقدمـــــــة :

في العمل السلمي الديمقراطي ، تبقى ممارسة العملية الإنتخابية هي الشكل الأكثر تعبيراً وتأثيراً في العمل السياسي؛ هي إعادة إنتاج للسياسة في المجتمع ، أو إعادة توليــد لها حين تكــون مسلوبة منه وممنوعة عليه تماماً لفترات طويلة. إن الغربة ما بين الفــرد وممارسـة الترشيــح والانتخاب ، شكل لاستبعاد الشعب والاستبداد بأمره. وحين تتأسس هــذه الحالــة وتستطيل تصبــح داءاً يصيــــب القوى المعارضة ذاتها . تصبح القوى السياسية المعارضة نافرة ثم عاجــزة عن الدخول في مثل هذه العملية. من ذلك أن تأتي الانتخابات يوماً وهذه المعارضـــة لا تملك مرشحــين حقيقيين ، ولا تملك الأدوات الكافية  لخوض الانتخابات . عندئذ تهرب إلى المقاطعة السهلة السلبية الخاملة ، أوالى الاستسلام لأ ليات التي  ناضلت ضدها طوال عمرها ، أو لقسم كبيــر منها لا يحتمل - بعــد- تلك الآمال الكبيرة ، بدلاً من المقاطعة  النشيطة المترافقــة مع الحراك ، و المساهمــة بحيوية تستنفـــذ الشروط العملية داخل دائـــرة البرنامج  السياسي وآليات تحقيقه .

 ينبغي ألا يستسلم التجمع لهذين الخيارين " المستنكفين " بعـد الآن ، وأن يبدأ بمواجهة المسألة والاهتمام بها عملياً : البـــدء بالتــدرب على ممارستها عن طريق النظــر إلى المناضلين الديمقراطيين والشخصيات الوطنية كمرشحين محتملين دائماً ينبغي تطوير قدراتهم ، والنظر إلى التجمعات السكانية والبشرية كدوائر انتخابية ينبغي تطوير إمكانيات الفوز بها عند خوض الانتخابات في أي وقت .

هل هنالك شيء جديد في سورية ، حتى تطرح المسألة جدياً إلى هذا الحد، بعد غياب طويل طويل .. قبل أن تطرح السلطة ذاتها أية مواد تشكل زاداً للنقاش ؟ نعم .. بناءا على ما ورد أعلاه ، إذا استبعدنا جميع المواقف المستعجلة القاطعة سلباً و إيجاباً .

        

  أولا- يتطلع التجمع الى الإنتخابات القادمة ، ويراها مفصلاً تاريخياً يتمنى ألا يفوّت على البلاد . تتمثل هذه الفرصة في ضرورة الكف عن إضاعة الوقت الثمين ، الذي أهدر منه قدر يبعث على الخيبة في العامين الماضيين ، فالسلطة المتيبسة المفاصل بعد ركود طويل ، تتعثر في خياراتها ، وتتأخر في الوفاء بوعدها ، في عصر لا يرحم المترددين ويعاقبهم – مع شعوبهم للأسف – بوضع حجم أكبر من الصعوبات أمامهم ، كلما تأخروا اكثر  تتمثل هذه الفرصة أيضا في طبيعتها التي تحتمل ملاقاة الناس والمعارضة مع السلطة على الطريق التي تفصل بينهما ، مما يسهل المصالحة ، ويستبدل السلبية بالمشاركة ، والنفور بالإيجابية .. ويفتح الطريق إلى الحوار الحقيقي .

            ثانيا- على الرغم من ان الديمقراطية تشكل هدفاً أساسياً للتجمع لايرى من دونها طريقاً للتقدم وتمكين الوطن والوطنية، يدرك أن مسارها يقبل التدرج ومراحل الانتقال ، ولن يمتنع عن خوض الانتخابات والتعامل معها بانفتاح وإيجابية ، في حال توفر الحد الأدنى من الظروف والشروط التي تخرج بها من حالة الصورة الزائفة إلى الحركة السياسية والشعبية الحقة .

 

             ثالثا- أول هـذه الشـروط وأهمهـا حريــة الإجتمــاع والتعبيـر ، ومن امثلتهــا حـق إصــدار البيانات الإنتخابية ، والإتصال المتنوع الأشكال بالناخبين . حرية التعبير هذه مطلب جوهري وواسع ،لايمكن ان يتحول الى حقيقة وواقع في ظل هيمنة الأجهزة الأمنية وتدخلها الواسع في حياة الناس السياسية مضمون حرية التعبير هذه ، تسييس العملية الإنتخابية .. بل إحياؤها .

لذلك ينبغي قبول تعبيرالمعارضة عن نفسها ، والبدء بفتح العمل السياسي في البلاد ، خطوة من ضمن غيرها على طريقة قوننة وتشريع وجوده ، وتحويله الى حقيقة ثابتة في البلاد .

 من تلك الشروط الضرورية أيضاً ، رفع حالة الطوارئ ووقـــف العمل في الأحكـــام العرفية ووضع قانون الانتخاب ، ونظام مجلس الشعب الداخلي على طاولة البحث ، ضمن منظور التحديث والمعاصرة ، ولابد لذلك أن يكون منطلقاً لورشة ضخمة مــــن اجل النظــر في الدستور والقوانين وفصل السلطات ووضع البلاد على سكة الديمقراطية والتقدم ، بمساهمة جميع أبنائها .

       في النتيجة ، لن يكون موقف التجمع من الانتخابات القادمة سلبياً ، وسوف يتعامل معها بانفتاح ونشاط وترقب متفائل ومشاركة إيجابية في البحث والاستعداد وشرح الموقف لأوسع شريحة من الناس . يبدأ ذلك باستطلاع مواقف المفكرين والمثقفين والنخب السياسية والتمثيلية ، وكذلك مواقف وحاجات الشرائح الشعبية في كل مكان يمكن الوصول اليه ، مرورا الى بلورة طاقات المرشحين والناخبين ، وجليها وتطويرها 0وعلى الرغم من ان التجمع يتمنى تحقق مشاركته الفعلية لمصلحة البلاد وخيرها ، الا انه يرى ان في موقفه هذا تعبيرا عن نزوعه الى الايجابية وملاقاة مثيلها عند السلطة في حال وجوده وسوف يبقى هذا صحيحا في حال تقدم بمرشحين ودعا الناخبين الى دعمهم ، او اضطر الى مقاطعة الانتخاب حين لا تلاقيه السلطة الا باستمرار الركود و الممانعة والاستمرار على الطرائق القديمة التي لا تصل بالبلاد الى شيئ في حساب التغيير والتحديث 0

  18 / 11 / 2002                  

  

#القيادة_المركزية_للتجمع_الوطني_الديمقراطي_في_سورية (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات