أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شيركو سروجي - التغـيير في سـوريا ..والبديل الوطني الديموقراطي المطلوب














المزيد.....

التغـيير في سـوريا ..والبديل الوطني الديموقراطي المطلوب


شيركو سروجي

الحوار المتمدن-العدد: 1233 - 2005 / 6 / 19 - 05:33
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لم يعد جديداً الحديث عن التغيير والقول بضرورته وحتميته ، ويبدو لكل متابع للأوضاع والتطورات السياسية ، على الصعيد العالمي عموماً وعلى الصعيدين الإقليمي والمحلي خصوصاً ، أن رياح التغيير تهب بتسارع ملحوظ ، في ظل شعارات من الديموقراطية واحترام حقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب وحل كافة المسائل العالقة التي تشكل مصدراً لعدم الاستقرار في العالم بعامة ، وفي منطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص ، بما فيها المسائل القومية والطائفية كأجزاء لا تنفصم عن مسائل الديموقراطية وحماية الإنسان وحقوقه فرداً كان أم جماعةً .
ولعل ما حدث في السنوات الأخيرة ، وخاصة بعد الحادي عشر من أيلول 2001م ، وتحرير العراق من الديكتاتورية العنصرية ، وانسحاب القوات السورية من لبنان ، وما رافق ذلك من انتفاضات وتحركات واسعة شهدتها شوارع بلدان منطقة الشرق الأوسط ( انتفاضة آذار 2004م في كردستان سوريا ، انتفاضة الشعب اللبناني في شباط 2005م ) كل ذلك يشكل علامات لن تمحى من تاريخ هذه المنطقة ، وهي قد شكلت وستشكل مفاصل انطلاق مهمة لبلدانها نحو إنجاز الاستقلال الجديد، استقلال الشعوب من نير الاستبداد والقمع والتفرقة العنصرية ..
وإسقاطاً على الوضع السوري ؛ فإن المؤشرات كلها تشير – بما لا يدع مجالاً للشك – إلى أن التغيير بات قاب قوسين أو أدنى ، وأن الشعب السوري قد بدأ عّدّه التنازلي نحو الوصول إلى حياة جديدة يرجى لها أن تكون حياة ديموقراطية بعيدة عن الاستغلال والاضطهاد والقمع بكافة صوره وأشكاله ..
إلاّ أن كل ذلك الحديث عن التغيير القادم ، والحياة الجديدة التي تنتظر الشعب السوري بعربه وكرده وأقلياته ، لا يعني أن هذا الشعب وقواه الحية ستستقبل ذلك التغيير على طبق من ذهب ، بل مطلوب منها العمل والاستعداد لهذا الاستحقاق التاريخي، وإلا فإن التغيير القادم سيكون على مقاسات مصالح قوى وأطراف أخرى – ربما تكون غير سورية – وليست على مقاس مصلحة الشعب السوري وخصوصية حالته .
فإذا كان الوضع الدولي والإقليمي ، كنتيجة للنظام العالمي الجديد ، يدعو إلى التغيير في سوريا ، وتعمل القوى الدولية الفاعلة – بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية - على تحقيق ذلك ، فإنها لا تأخذ في عملها هذا في الحسبان إلاّ مصالحها الخاصة بها في الدرجة الأولى ( وهذا لا يعني بالضرورة تعارض تلك المصالح مع المصلحة الحقيقية للشعب السوري ) ، وإذا كانت السلطة السورية – فرضاً – ستقوم بـ » التغيير « - كما يتوقع البعض من المؤتمر العاشر القادم لحزب البعث – فإن ذلك » التغيير « لن يكون إلا على مقاس هذه السلطة ، لتمديد أجَلها والحفاظ على هيمنتها ، بإبداء بعض التنازلات ، حتى يزول ما تعتقد هذه السلطة بأنه » إعصار مؤقت« ، لتعود بعدها إلى فرض قبضتها السابقة ، كما عودتنا على مدى تاريخها ، وكما قامت هي بتعريف نفسها وطبعها للشعب السوري عبر عشرات السنين .
المطلوب إذاً ، هو البحث عن بديل وطني ديموقراطي حقيقي قادر على الانطلاق نحو مرحلة تأسيسية جديدة لصياغة دستور جديد للبلاد يعترف بكافة المكونات الوطنية السورية ويعطيها جميعاً أدوارها الكاملة لتتمكن من حماية أنفسها وتطوير خصوصياتها في الفسيفساء الوطني ، ولتتمكن بالتالي من أداء واجبها في الدفاع عن الوطن الذي يزنرها بشريط من الحرير . إذ لن يستطيع الشعب ، ولن يقبل ، بالدفاع عن سلطة تلغيه وتزنره داخل سجن كبير تسميه بـ » الوطن « .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية الكردية : آفاق وتحديات..
- حـول التغيـير في سـوريا ، وطـرق الإتـيان به
- وزارة، موازنة، مراسيم...الخ.. سوريا إلى أين؟
- التنظيمات السياسية الكردية في سوريا: دعوة إلى التفكير قبل ال ...
- من أجل سلام يدوم في الشرق الأوسط: مايك تيرنر يقترح تقسيم الع ...
- الحزام العربي في ذكراه الثلاثين


المزيد.....




- بعد إزالة آخر سد.. شباب السكان الأصليين يستعيدون نهرهم التار ...
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات فيديو -سرقة أسوار حديدية من الطر ...
- وفد ديني من القدس يتفقد كنيسة العائلة المقدسة في غزة بعد الق ...
- غزة: مقتل 32 فلسطينيا على الأقل وإصابة أكثر من 100 آخرين أثن ...
- أفول الهيمنة الأميركية.. صعود الصين والمأزق في الشرق العربي ...
- القسام تبث مشاهد لعمليات استهداف آليات وقتل جنود إسرائيليين ...
- بعد الحرب.. إيران تعلن فشل خطة تدمير برنامجها النووي بالكامل ...
- لجنة الانتخابات بالكاميرون تبدأ استقبال ملفات المترشحين للرئ ...
- خبير عسكري: مقاومة غزة بدأت تستخدم تكتيكات جديدة وذكية في عم ...
- فسيفساء بومبيي الإيروتيكية.. كنز سرقه النازيون قبل 80 عامًا ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شيركو سروجي - التغـيير في سـوريا ..والبديل الوطني الديموقراطي المطلوب