حبذا: لو اندفع ساسة PDK و YNK أكثر قومية واستراتيجية!

جان آريان - ألمانيا

الحوار المتمدن-العدد: 4311 - 2013 / 12 / 20 - 23:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

►-;- ويفضل منطقيا لتيار كونفرانس ٥-;- آب ولتيار منظومة PYD الوصول إلى توافق وعمل سياسي وجبهوي ميداني مشترك!

من خلال دراسة ومتابعة مواقف وتعامل بعض مسؤولي حزبي الديموقراطي والإتحاد الوطني الكوردستانيين مع الشأن الكوردستاني الغربي على الأقل منذ قيام انتفاضة وثورة الشعوب السورية على مدار حوالي ٣-;-٣-;- شهرا، يتضح للكثير من النخب والساسة الكورد الموضوعيين نسبيا، مدى سلبية تلك المواقف وذلك التعامل المعني.
لا يخفى على أحد، بأن عقلية وأداء ساسة شعوبنا الشرقية تكاد تكون قاطبة، يحملان باستمرار صفات الهيمنة والانحياز الأعمى لمن يخضع تلقائيا لتلك العقلية والأداء الغير ايجابيين لمسارحركة تحرر هذه الشعوب وتطورها المتنوع. لكن طالما شعبنا الكوردستاني بشكل عام، رغم تمتع بعض مناطق جنوب كوردستان بحكم ذاتي موسع نسبيا ضمن العراق، لايزال هو في مرحلة النضال التحرري القومي، فيفترض بل ويستوجب على نخب وساسة الكورد أن يخففوا ويقللوا قدر المستطاع من تلك المواصفاة السلبية وذلك للمصلحة القومية الإستراتيجية الكوردستانية خصوصا في هذا الظرف المواتي نسبيا خلال العقود الأخيرة وبالأخص منذ اندلاع الثورة السورية.
لا شك بأن الأطراف الرئيسية لإمتداد تيار كونفرانس آب ١-;-٩-;-٦-;-٥-;- ( حزبي آزادي، يكيتي وبعض المجموعات المتفرعة منهم ) والعديد من النخب الكوردية الموضوعية كانوا يوجهون بعض الانتقادات البناءة الضرورية الى بعض سياسات وارتباطات ساسة أحزاب ،PDK ،YNK و PKK مع أجهزة السلطات الغاصبة لكوردستان في أوقات كانت فيها هذه السلطات قوية والظروف الدولية والأقليمية لصالحها أيضا، مما كان ذلك يؤدي إلى الإقتتال المأسوي الداخلي بين قوات هذه الأحزاب وإلى نتائج انتكاسية كارثية فعلا على الشعب الكوردستاني وعلى قضيته التحررية معا. وبهذا الصدد أقول دائما: لله الحمد بأن شاءت الأقدار منذ انتهاء الحرب الباردة السوداء السابقة في بداية التسعينيات كي يقوم الغرب بقيادة أمريكا ووفق استراتيجية جديدة في المنطقة بحماية ودعم بعض مناطق كوردستان الجنوبية حتى تحرير العراق سنة ٢-;-٠-;-٠-;-٣-;- ، وإلا لكانت تلك السياسات والارتباطات السلبية لأولئك الساسة الكورد ستؤدي الى المزيد من التقتيل والدمار والتشريد والتعريب في كوردستان الجنوبية ودون امكانية انتزاع حقوق مهمة تذكر. فإنطلاقا من هذه الحقائق يمكن تقييم تلك الانتقادات بالبناءة والايجابية آنذاك، هذا ورغم ذلك كانت أطراف هذا التيار ومعظم أبناء الشعب الكوردي الغربي ومن منطلق قومي شريف يمدون حركة التحرر الكوردستاني الجنوبية وفق الامكانيات المتوفرة بالمساعدات المادية والمعنوية أيضا. كما إن أطراف هذا التيار وطبقا لخصوصية جغرافية وديموغرافية غرب كوردستان كانت أكثر شعبية وأكثر نشاطا نضاليا نسبيا على ساحة هذا الجزء حتى قبل إشعال الثورة السورية وذلك احتجاجيا إعلاميا وسياسيا وكان العديد من مسؤوليهم وأعضائهم يتعرضون الى الملاحقات والإعتقالات والتعذيب من قبل جلاوزة النظام البعثي الدكتاتوري الشوفيني السوري، هذا رغم انتقادي الشديد لهم حاليا بصدد عدم تهيئتهم وامكانيتهم لتشكيل قوى مسلحة على ساحة غرب كوردستان بعد التفاهم والتوافق الأخويين مع YPG المناضلة والمضحية في هذه الفرصة الذهبية والمأسوية أيضا والتي فيها أصبح النظام في الحضيض والمجموعات الاسلاموية والقوموية الإرهابية تشن هجمات على الكورد ومناطقهم وترتكب جرائم وحشية هناك، وكذلك لوضع اللبنة الأمنية الأساسية على الميدان وبالتالي لتثقيل الورقة الكوردية داخل المجالس والمحافل المعنية بالشأن السوري ولحماية وانتزاع حق تقريرمصير الشعب الكوردي مستقبلا داخل سورية اتحادية جديدة، هذا ونحن نعلم اليوم، بأن معظم فئات وطوائف السوريين ينظمون ويشكلون خلاياهم وكتائبهم المسلحة.
بينما، وعلى سبيل المقارنة النسبية مع أطراف هذا التيار، يتبين للكثيرمن النخب والساسة الكورد، بأن ساسة حزبي الديموقراطي (البارتي - جناح السيد بشار) والديموقراطي التقدمي ( جناح السيد درويش) الكورديين والمجموعات المتفرعة عنهما كانوا يكادون يتحاشون أي انتقاد بناء وغير بناء الى تلك السياسة والى ذلك الإرتباط لحزبي PDK و YNK مع السلطات الغاصبة والنتائج المأسوية المذكورة عنها آنذاك، وكذلك كانا يسعران الخلافات بينهما ولا يزالا يحاولان عبر الاستفادة منهما بأن يهيمنا على القرار الكوردي الغربي. ومن ناحية أخرى، كما تعلم أغلبية الشعب الكوردي، بأن هذين التيارين وخلال العقود السابقة وحتى الآن يكادا لم يحركا ساكنا على ساحة غرب كوردستان بل وحتى كانا يهاجمان نشاطات وتجمعات التي كانت يقوم بها التيار الأول وتيار PYD في السنين الأخيرة أيضا، هذا فضلا عن شعبيتهما المتدنية بالقياس مع هذين الأخيرين.
هكذا، ورغم وجود هذه الفوارق الواضحة بين هذه التيارات المذكورة من حيث درجة الشعبية، النشاط السابق والتضحية بل والكفاح المسلح الآن من قبل YPG ومدى الأهمية الإستراتيجية الكوردستانية من هذا كله في هذه المرحلة الحساسة والمصيرية خصوصا بالنسبة لغرب كوردستان، لا يزال بعض ساسة PDK و YNK يتعاملون بنفس الإسلوب التقليدي مع الشأن الكوردي الغربي، بحيث يدفع PDK تيار السيد بشار الى الواجهة وهكذا يفعل YNK بخصوص السيد درويش أيضا وذلك على حساب قضية الشعب الكوردي الغربي من خلال عدم قابلية وإمكانية الوصول الى توافق هذه التيارات الكوردية على خطط وبرامج عمل مهمة بخصوص الشأن الكوردي سياسيا وأمنيا والمعارضة السورية والمحافل الدولية المرتقبة نتيجة اتباع ذلك الإسلوب الذي يدفع بهما بأن يتحكما بالوضع الكوردي الغربي وهذا بالطبع ما لم يتم القبول به مطلقا من جانب التيارات الأخرى الأكثر تضحية وجماهيرية تاريخيا وحاليا أيضا كمثال PYD التي تناضل عبر YPG والأسايش في معمعان الكفاح المسلح التحرري على الأرض وتقدم أروع أمثلة الشهادة هناك. في هذا السياق، لا بد من القول: بأن PKK تدعم وتناصر دون تحفظ PYD ومنظومتها السياسية والأمنية والإعلامية، لكن ذلك تم ويتم على قاعدة واقعية متينة، وهي أن أنصار ورفاق PYD كانوا لسنين طويلة يشاركون فعلا PKK في الكفاح المسلح التحرري داخل كوردستان الشمالية ويقدمون مختلف أنواع الدعم والمساندة لها من جانب، ومن جانب آخر قام أنصار PYD منذ تأسيسها بنشاطات احتجاجية وسياسية وإعلامية مهمة على ساحة غرب كوردستان وعلى إثرها تعرض العديد من نشطائها الى الملاحقة والإعتقال والتعذيب من قبل جهزة السلطة الهمجية السورية، وكذلك يلتف حول PYD أوسع الجماهيرالكوردية مقارنة بكل تيار كوردي غربي، هكذا بعكس تياري السيدين بشار و درويش الذين يكادان لم يسخر أنصارهما وأعضائهما في الكفاح المسلح التحرري داخل كوردستان الجنوبية سابقا هذا فضلا كما ذكرت عن عدم تمتعهما بجماهير واسعة ولا تحريكهما لساكن على ساحة غرب كوردستان.
لذلك يفترض ويفضل جدا، بأن ينأى الأخوة ساسة PDK و YNK انفسهم من ذلك التعامل السلبي مع تلك التيارات الكوردية الغربية، بل وأن يبدوا تعاملا موضوعيا أكثر قومية واستراتيجية قدر المستطاع معها من ناحية، وكذلك من ناحية ثانية يفضل بذل المزيد من الجهود لمكافحة الفساد ولاسترجاع وضم المناطق الكوردستانية الإستراتيجية المتناذعة عليها الأكثر خصوبة وسهلا وغنى بتروليا ومعدنيا على الأقل الى منطقة الحكم الذاتي الحالي، هذا فضلا عن ضرورة اعطاء إهتمام أكبرلتوحيد قواهما الأمنية والمؤسسات المالية والادارية داخل الأ قليم.
وفي هذا المجال أيضا، يفضل منطقيا للتيارالأول ( حزبي آزادي، يكيتي وبعض المجموعات المتفرعة منهم ) وللتيار PYD ومنظومتها أن يتوصلا في أقرب وقت ممكن الى توافق وعمل سياسي وجبهوي ميداني مشترك وذلك على قاعدة مشتركاتهما المتشابهمة المذكورة آنفا وعلى قاعدة الانضباط الكافي الذي سيحد من الفساد خلال مرحلة الادارة الذاتية أو الحكم الذاتي مستقبلا وكذلك على أسس التمسك بثوابت حقوق الشعب الكوردي على أرضه التاريخية وذلك قبل أن تمضي هذه الفرصة الذهبية مرة خرى سدى. لكنه في هذا الاطار، وللأسف الشديد، هناك بعض ساسة التيار الأول يتحاشون العمل الميداني المسلح الشاق، بل يميلون أكثر الى التهافت على بعض المظاهر والمجالس المرفهة هنا وهناك وبما يطمحون الى مكتسبات شخصية جاهزة ودون الاهتمام المطلوب بأولويات وضروريات العمل الكوردي الجاد وبالتالي يتراكضون خلف خطى تياري بشار ودرويش تحت حجج وذرائع واهية، وهذا ما يعرقل نشوء ذلك التوافق المنشود بين التيار الأول وبين تيار منظومة PYD.

#جان_آريان_-_ألمانيا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات