|
تكفير التفكير وتجميد التجديد
حسن أحمد عمر
(Hassan Ahmed Omar)
الحوار المتمدن-العدد: 1227 - 2005 / 6 / 13 - 10:15
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الدين السماوى—يهودى00مسيحى00إسلامى¬---هو مجموعة من المبادىء والقيم النبيلة والمثل العليا ألمكتوبة فى كتاب سماوى أنزله الله تعالى على أحد أنبيائه بالوحى وأمره بإبلاغ رسالته للناس بأسلوب حضارى يتميز بالمحبة والسماحة والأدب الرفيع الجم 000فإذا استوعب الأشخاص مفردات الدين وتعاليمه وشرائعه وفهموها وآمنوا بها واستقرت فى عقولهم وهيمنت على أفئدتهم وتحولت إلى سلوكيات واضحة جلية برشدها ورقيها وسموها على شكل أفعال حميدة وتصرفات مسئولة ومعاملات إنسانية فى جميع المناحى الحياتية اليومية 00كان ذلك دليلأ على إنتماء هؤلاء الأشخاص لذلك الدين وعندئذ يمكن تعريف هؤلاء الأشخاص بأنهم (( متدينون )) ولكنهم –المتمسكون بدينهم--- لا يمثلون هذا الدين بحال من الأحوال ولكن يمثلون أنفسهم لأن الدين مبادىء وقيم ومثل وخلق ينفذها اشخاص على الطبيعة إذأ ليس الدين هو هؤلاء الأشخاص لأنهم لو كفروا به وتنكروا لمبادئه فلن ينقص ذلك من الدين شيئأ وسيظل الدين هو الدين ومن هنا نأتى إلى نقطة فى غاية الأهمية وهى أن الدين—أى دين ---بنصوصه وقيمه وشعائره وشرائعه ومبادئه يصبح حجة على أى إنسان تابع له وليس العكس إطلاقأ فلا يوجد إنسان حجة على دينه بحيث يستطيع التحكم فى أيديولوجياته من حيث التبديل والتغيير والإضافة والحذف لأن الدين السماوى ملك لله وحده وهو المتصرف فيه كيفما يشاء00 إذأ هؤلاء الذين اجتهدوا وتفكروا فى الدين لا يمكن بحال أن يكونوا سندأ أبديأ للفكر الدينى على مر التاريخ وإلى يوم القيامة ذلك لأنهم عاشوا عصورأ تختلف عن عصرنا وظروفا تغاير ظروفنا وأفكارا وطموحات لا تمت لعصرنا بصلة 000 هم قد اجتهدوا لأنفسهم وليس لنا 00عندما تدبروا وفكروا واجتهدوا كانوا يعلمون تمام العلم أن ذلك كله إجتهادات وليست مقدسات لأن من يجتهد ليصبح إجتهاده مقدسأ لا يصح أن يحسب من العلماء او المجتهدين أو المفكرين فالمفكر الحق هو الذى يعلم أن إجتهاده إجتهاد بشرى قابل للأخذ او الرد ولن تتعطل العقول لأنه فكر وتدبر--- إذ أن لكل عقل نفس الحقوق التى له غير منقوصة --- كما حدث فيما بعد حيث ركن اللاحقون على فكر السابقين وأهملواعقولهم التى ميزهم بها خالقهم عن سائر الكائنات الأخرى00 ليس لأحد إذأ ان يجتهد لنا أو أن يورثنا فكره مجبرين وهو الذى عاش فى عصور مضت واختفت وزالت من الوجود 00فالواجب على كل ذى دين أن يجتهد لعصره الراهن بما يتلاءم معه ومع مستحدثات المشاكل والقضايا فى عالم يغص بالتكنولوجيا والعلوم الحديثة الشائكة الشائقة 00 إن زماننا يحتاج فقهأ وعقلأ جديدا وفكرأ جديدأ يلائم و يساير روح العصرمع المحافظة على الأسس والقيم التى تبنى عليها الأديان وترتفع بها الأمم والأوطان إن الذين يفرضون علينا تراث السابقين---أى فكرهم وفقههم---هم مجموعة من عبدة التراث الجامدين فى أماكنهم الفاقدين لأهلية العقل والتجديد والإبداع 00 إن الكتب السماوية مفتوحة على مصراعيها أمام الجميع لكى يقرؤها ويتدبروها ويفقهوها ويجتهدوا فيها فهذه الكتب الشامخة 00ألتوراة والإنجيل والقرآن---هى كتب الله تعالى وحكمه وليست حكرأ لأحد 00من حق المسيحى واليهودى قراءة القرآن وتدبره وفهمه ومن حق المسلم قراءة الإنجيل والتوراة وتدبرهما وفهمهما 00يجب أن يتوحد أهل الكتب السماوية ---مسلم ومسيحى ويهودى---فى طريق واحد يعبد فيه الله سبحانه بلا شريك وتنقذ شرائعه السمحة الرحيمة فوق ربوع الكرة الأرضية 00كفى عراكا وقتالأ ايها المحاربون النشطاء لأن المستفيد الوحيد من تقاتلكم وتناحركم هو عدوكم القديم الشيطان الرجيم كفى تزكية لأنفسكم فليس فيكم من هم أبناء الله وأحباؤه وكيف تكونون أحباءه ومعظمكم لا يعبده إلا وهو مشرك به وفضلتم الدنيا على الآخرة وغرتكم الأمانى وظننتم ظن السوء وكنتم قومأ بورا لن يغيركم الله ولن يغير ما فيكم من أخطاء وشروروضلالات حتى تغيروا ما بأنفسكم إن المفكرين المجتهدين للوصول بالبشرية إلى بر الامان متهمون بالكفر والضلالة لأنهم أعملوا عقولهم فكرأ وتدبرا وكفاحأ فى النصوص الدينية لكى يستخلصوا منها فقهأ جديدأ يساير العصر ويحافظ على قيم الدين النبيلة وأسسه الكريمة وفضائله إن الباحثين من علماء الدين الإسلامى الحنيف يطاردهم عبدة التراث بتهم التكفير الجاهزة والتفصيل لكل واحد منهم ما يناسبه من تهم يليها التفجير بالسيارات المفخخة أو الإغتيال بالرشاشات هؤلاء المفكرون الذين يكافحون من أجل توضيح الرؤية الحقيقية الناصعة لدين الله الحنيف الإسلام ولدرأ أ قل شبهة تتهم الإسلام بالعصبية أو الهمجية او الإرهاب وهو الدين العظيم الملىء بكل معانى المحبة والسلام والتعايش مع الآخر وإحترام عقيدته وفكره ومنطقه ومنهجه 000 ألم يئن للذين يكفرون المفكرين أن يحركوا عقولهم إجتهادأ فى الحياة والدين وإبتغاءأ لفقه جديد يلائم روح العصر الذى نعيشه ويحافظ –فى ذات الوقت—على ثوابت الدين والعقيدة والمثل العليا والقيم النبيلة الراقية ؟؟ ألم يئن لهم تحريك عقولهم الساكنة الجامدة التى أسلموها للتراث يحركها كيفما يشاء ؟؟ ألم يئن لهم أن يفيقوا ويغيروا ما بأنفسهم لأن الله لن يغيرهم وسيتركهم يعمهون لأنهم فضلوا الموروثات والعنعات والكتب الصفراء على كتابه العزيز الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه (( قل من كان فى الضلالة فليمدد له الرحمن مدأ )) د/حسن أحمد عمر طبيب مصرى 12/6/2005 تكفير
#حسن_أحمد_عمر (هاشتاغ)
Hassan_Ahmed_Omar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ناقشوهم ولا تهاجموهم
المزيد.....
-
هويتنا العربية الإسلامية.. بين الانتساب قولًا والتحقق فعلًا
...
-
وفاة مراقب الإخوان المسلمين السابق بسوريا عصام العطار
-
وفاة أحد كبار جراحي غزة في سجن إسرائيلي
-
عبد الله الثاني يؤكد لبابا الفاتيكان استمرار الأردن بدوره ال
...
-
المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف تل أبيب بصواريخ الأرقب
-
عبد الله الثاني يؤكد لبابا الفاتيكان استمرار الأردن بدوره ال
...
-
بالفيديو.. -المقاومة الإسلامية في البحرين- تضرب هدفاً إسرائي
...
-
هيئات فلسطينية تعلن استشهاد رئيس قسم العظام بمستشفى الشفاء ف
...
-
الجهاد الاسلامي وحماس تدينان قتل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية
...
-
ماذا نعرف عن -المقاومة الإسلامية في البحرين- التي أعلنت مسؤو
...
المزيد.....
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
المزيد.....
|