أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن مجاد - بعد مابعد الحداثة ....ضياع بوق اسرافيل !














المزيد.....

بعد مابعد الحداثة ....ضياع بوق اسرافيل !


حسن مجاد

الحوار المتمدن-العدد: 4305 - 2013 / 12 / 14 - 00:52
المحور: الادب والفن
    


( بعد مابعد الحداثة ...ضياع بوق اسرافيل ! )

في واحدة من اهم مقالته سخرية " لماذا لا استعمل الايميل " يقول تيري ايغلتن صاحب كتاب " أوهام مابعد الحداثة " : ( مقاومتي للإيميل لم تبدأ على سبيل الاحتجاج. إنما هي مجرَّد مظهر واحد من مظاهر تخلُّفي التكنولوجي بصفة عامة. لقد ظللت أنظف أسناني بسواك A TWIG لفترة طويلة بعد فترة طويلة من اختراع فرش الأسنان، وأستخدم الآلة الكاتبة لوقت طويل بعد تحوُّل الجميع إلى الكمبيوتر. ويسألونني «لكن كيف تعدل في شغلك؟». فأرد عليهم متشككاً وأنا رافع أحد حاجبيَّ في تعالٍ «أعدل؟». الاستحمام أيضاً يمثل لي مشكلة كبرى، ولكنني عادة ما أحلّها بالانتظار إلى حين يهطل المطر فأنطلق خارجاً لأتقلب على عشب الفناء الأمامي ) .
لا أدري كلما أقرأُ عن النص الإلكتروني أو جماليات النص المتشعب والحداثة المرقمنة وغيرها أتذكر طرفة عمنا تيري ايغلتن ومقالته التي نشرتها مجلة الدوحة ، كما أذكر ناقداً شغل الدنيا كلها عن الرواية الرقميّة ورقمنة السرد والسرد المرقمن ! ، وهو لا يعرف للأسف كيف يطفيء حاسوبه بشكل سليم !
أقرأُ ملفاً مهماً أعدته جريدة " الصباح " العراقيّة عن " الأدائية ... بعد مابعد الحداثة" وأسألُ عن هدف كبيرٍ يصل هموم الصحيفة بالمشكلة الاجتماعيّة المعاصرة في سياق تاريخنا الراهن بكل تناقضاته الفجة .
أودُّ أن أحيي أولاً الأستاذ الدكتور حسن ناظم والمترجم الفذ الأستاذ فلاح رحيم وقد حاول الأوّل أن يقدّم سؤالاً في المبادئ الأولى عبر ترجمته الذكيّة لــمقالة (آلان كيربي ) الموسومة بــ( ماهي بعد مابعد الحداثة ؟) ، وقد قرأ الثاني وأعني به ( فلاح رحيم ) الحالة العراقيّة بما يعانيه هو شخصيّا من تجربة مريرة عبر مقالة تأمليّة تكشف عن رؤى عقلانيّة في مقاله الأروع ( مابعد العلمانيّة ومجالس بغداد ) ويظل السؤال معلقاً ، أ يمتلك العراق وعياً علمانياً في نخبته السياسية أو في شريحته المثقفة ؟،هذا إن كنا مازلنا نتحدث عن وجود نخبة وشريحة بالمفهوم الاصطلاحيّ للمعنى ، وإن أقصينا الهجنة ( القروية- المدنية ) بجدلها وصخبها وبهشاشتها أيضاً تلك التي تشكّل النهر الخلفي الذي يمتح منه المثقف المتأزم و السياسيّ القرويّ، ام إنَّ السياسيّ العراقي لم تفرزه بعد رماد الحروب وتصدع البنى الاجتماعيّة بفعل الحصار والهجرة والتقتيل وقوى الاستبداد السياسيّ والديني والقبلي ، وإنَّ المثقف العراقي ظل عاجزاً عن تحريك شعرة تتدلى من مفرقه وبقي منشغلاً بحلمه البرناسيّ أو بعزلته الوجوديّة ،بينما انخرط الآخرون منهم يطبلون مع السلطة ويضربون على طبلها الخشبيّ ! .
بعد كلّ ذلك عن أية حداثة نتحدث؟ ، وأيّ تحديث نعني؟ .
أو يكمن عمق الأفكار بقدرتها الخارقة وبكل هدوء أن تقفل عصراً وتفتح عصراً آخر،وكأننا على وعي بمسار التاريخ وحركيته وبأيدينا مفاتيحه التي تنوء بها العصور ! .
ولنسترجع سوية ترجمات الدكتورة المترجمة أماني بو رحمه عن الأدائيّة منذ أن تعرفت على بعد مابعد الحداثة وهي تترجم نصوصاً نقدية عن جماليات ماوراء القص كما في حوار لها منشور في الملف نفسه ، والحقيقة ان الكتاب الذي أعدته أولاً مجموعة مقالات منشورة على مواقع الانترنيت وقد تُرجمت حرفياً وهي مقالات افتتاحية في معظمها ؛ ولهذا غلب التكرار عليها وأصبحت كل مقالة صدى للأخرى لانها تقدم تعريفات مكررة ومحطات معادة في النشأة والتكوين ! ؛ وكل ذلك وبسبب منه وبأسباب أخرى بدا ارتباك المصطلح واضحاً لكل من قرأ الكتاب .
ودعونا نسأل هل نحن في عصر بعد مابعد الحداثة وعصر الرقمنة والوسيط الالكتروني وهل يسمح لنا هذا العصر بسرعته الفائقة على أن نتحدث عن السبق الزمني والفتوحات الكبرى وأول من كتب وترجم ، وماذا بعد كل ذلك ؟ ، وما القيمة المعرفية التي يفرزها السبق في طريق لم تتضح نهايته بعد ؟! .
فقط ينبغي أن نتذكر جيداً أنَّ الحداثة أو مابعد بعدها مصطلحات تتيح لكلّ مفكر أن يستعملها بالمقصد الذي يراه ،وهي بهذه السعة والشمول تفرز غموضاً في التحديد ، والتباساً في دقة المفهوم، ولهذا تتعثر كلّ محاولة تبغي أن تضع إطاراً تعريفياً في سعيها لبلورة مفهوم محدد؛ لانها ستطرح ما ينبغي له أن يُضم ! ،أو أن المحاولة في التعريف ستعمل على توسيع الدائرة وهذا ما سيقودها الى الوقوع في المتشابه فتنعدم بسبب من تلك الخصوصيّة ! .
ودعونا نترك الملف ، ونمضي الى مقالات هنا وهناك في تلك الصحيفة وهذه المجلة ، ونقرأ ترجمة وتأليفاً لنجد ما هو أدهى وأكثر مرارة .
الحداثة أو مابعدها موقفٌ حضاري يقتضيه أفق الحرية وفضاء التفكير ، والتفكير والتعبير رهن وعي بالواقع من جهة وتجاوزه من جهة أخرى ، وهي بكلّ اتجاهاتها ترمي الى تحقيق مسعى لمقاومة التخلف الاجتماعي والتحجر العقليّ ! ولئن كانت الحداثة بمشروعها العقلانيّ وبجعلها الانسان الأرضي محوراً لاهتمامها فإن تجربة الانسان هذا لم تنقطع مرارة او خيبة ، صعودا أو نكوصاً ، ولكن الغرابة كل الغرابة أن يكون من الحداثيين وما بعدهم ومابعد بعدهم من يلوك قشر العبارات والمصطلحات ويديرها دون أن يهضم لبها الجوهريّ ، ودون أن يتمثل أبعاد الفكرة وطروحاتها بشكل خال من التقعر اللغويّ والتصحر البيانيّ ،و على الرغم من ذلك تراهم يدافعون عن الحداثة ومابعد بعدها أكثر من دفاع أصحابها الأوائل عنها ، ولربما يبقون متربصين في الدفاع ولا يعرفون أن أصحابها قد غادروها مبكراً ، والغرابة الأكثر جرحاً والأشد إيلاماً أن يصبح الحداثيّ ومابعده ومابعد بعده أكثر تطرفاً في الدفاع عن أفكار تبدو له في بريق ظاهرها أنها وحدها قادرة على خلاص العالم مما هو فيه!.
تيري ايغلتن لا يعرف كيف يرسل مقالته الموسومة بــ( لماذا لا استعمل الايميل ) طبعاً !



#حسن_مجاد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع عمنا جابر عصفور في مجلة العربيّ ....
- نادية العزاويّ ...عن الجوريّ الذي يمكثُ في الأرض أو أبعد من ...
- أ.د.عبد الرضا عليّ ...مقالياً ... استعادة وهج الذاكرة
- تكوين الظاهرة الروائية إعادة النشأة وهيمنة التفسير الايديولو ...
- عالم مهدي عيسى الصقرالقصصي ...ينابيع التجربة ..وتحولات الرؤي ...
- نزعة التعبير الايديولوجي روائيا .... من اشكالية تفسير النشأة ...
- سعدي سماوي في الخروج من القمقم ... البناء ودلالة التعبير الر ...
- عبد الرحيم صالح الرحيم ...في طريقه الى أبواب الليل
- جرار قهرمانة - أو مساء الخير أيها الادب النسوي
- الخزانة المحفوظية ، تأملات في وجوه نجيب محفوظ في النقد العرب ...


المزيد.....




- الفلسطيني مصعب أبو توهة يفوز بجائزة بوليتزر للتعليق الصحفي ع ...
- رسوم ترامب على الأفلام -غير الأميركية-.. هل تكتب نهاية هوليو ...
- السفير الفلسطيني.. بين التمثيل الرسمي وحمل الذاكرة الوطنية
- 72 فنانا يطالبون باستبعاد إسرائيل من -يوروفيجن 2025- بسبب جر ...
- أكثر 70 فنانا يوقعون على عريضة تدعو لإقصاء إسرائيل من مسابقة ...
- -الديمومة-.. كيف تصمد القضية الفلسطينية أمام النكبات؟
- ترامب يواصل حرب الرسوم.. صناعة السينما تحت الضغط
- من فاغنر إلى سلاف فواخرجي: ثقافة -الإلغاء- وحقّ الجمهور بال ...
- سيرسكي يكشف رواية جديدة عن أهداف مغامرة كورسك
- الأفلام السينمائية على بوصلة ترمب الجمركية


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن مجاد - بعد مابعد الحداثة ....ضياع بوق اسرافيل !