كروج باسم
الحوار المتمدن-العدد: 4301 - 2013 / 12 / 10 - 16:27
المحور:
الادب والفن
يوم السابع من حزيران يونيو ، أستيقظ على رنه هاتف لا يذكري سوى بالمواعيد ، أرتدي قميصا أبيض مفتوحا على مستوى الصدر و مزينا بخطوط سوداء ، و سروالا أزرق قصيرا ، فالجو حار و أنا لا أطيق ارتداء ثياب طويلة ...
ألملم أوراقا متناثرة على المكتب و أضعها رفقة أقلام و علبة سجارة بالمحفظة التي ألازمها و تلازمني أينما أحل و أرتحل ، أحمل المفاتيح و بعض النقود و أدلف إلى خارج البيت ، تاركا ورائي مقالات لم أتممها بعد إضافة وثائق إدارة الجمعية و علبة أضع بها أسرارا إلى جانب صور الطفولة ...
انطلق على مهل و تراخ ، فتنثال على مخيلتي بلذة ممزوجة بألم ذكريات مما مر بي في مكتب الموثق حيث أتدرب : كان يجلس على كرسي و إلى جانبه فتاة سمراء ذات وجه بيضاوي و عينين ضيقتين ، بينما اجلس على كرسي مقابل خلف المكتب ، الركبتان ملتصقتان ، يهمسان لبعضهما ، فينتج الهمس بين الفينة و الأخرى مفعولا عجيبا على شكل ضحكات تسخر من الأشياء و المعاني و من أمثالي أيضا ، اجتاحتني رغبة النظر إليهما لكن لم أستطع رفع رأسي المطرق إلى لوحة مفاتيح الحاسوب ، حينها اجتاحني إحساس بالحرقة إلى الحب و الأحضان و القبل و ... لم أحظى يوما بقلب يحبني و يعطف علي ، لن أسامح : تربيتي و كرامتي و المجتمع ، فدائما ما تقف أمامي كحاجز من فولاذ
استغرقني التفكير حتى كدت أصدم بالمارة ، أشير إلى سيارة أجرة ، تتوقف فأطلب إيصالي إلى حيث تغسلني أعين و تلتهني أخرى ...
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟