كيف تصبح مسؤولا سوريا؟

أمجد سمير ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 1219 - 2005 / 6 / 5 - 12:12
المحور: كتابات ساخرة
    

كان المدعو "فلان"يرغب بالمنصب وبان يعرفه الناس ويصبح مسؤولا ويعجبه أن تكون صوره على صفحات الصحف المحلية
وتعجبه السيارات الحديثة الفارهة التي تتوقف أمام قصور وفيلات المسؤولين.
إنه يريد المنصب لكنه يشعر بقرارة نفسه أنه غير مؤهل له، لافكريا، و لا من حيث الكفاءة والخبرة.

اعتكف «فلان» في منزله أسبوعاً، راقب الصحف المحلية والتلفزيون الحكومي، وحاول أن يتعرف على بعض من يظهر عليها ضيفاً، أو متحدثا على التلفزيون فرأى
،أنهم لا يتميزون عنه كثيرا،فشهادات الدكتوراة التي يحملونها وهمية مثل شهادته
وكفاءتهم مثله معدومة،وبعد هذه الأسبوع قرر إنهاء اعتكافه وأعلن أنه اهتدى لأفضل طريقة تجعله شخصا مسؤولا تنهال عليه المناصب من كل حدب وصوب ،وتنهال عليه الأموال والمكافآت والرشاوي والسيارات الحديثة"وبخاصة المرسيدس ".
هذه الطريقة نشرها في كتيب قرر توزيعه مجانا رغبة منه في اظهار نفسه ككاتب ومثقف له كتب! أولاً، وتحقيق فائدة لأمثاله من عديمي الكفاءة والنزاهة ثانياً، فربما التفوا حوله يوما ليشكلوا مركز قوة جديد يحظى بمباركة كبار الفاسدين، ويمنعون أي إصلاحي غبي من نبش ملفات فسادهم.
وقد أطلق على هذا الكتيِّب عنوان: «كيف تصبح مسؤولا؟».

فماذا يقول هذا الكتيِّب؟.
يبدأ الكتيِّب بما يلي:
- هل ترغب بإرضاء غرورك، وتريد أن تصبح شخصاً مسؤولا ؟..
- هل تريد أن يشار إليك؟.. ويتحدثون عنك؟.. وتنقل صحف الحزب والثورة أقوالك وتصريحاتك؟..
- هل تريد أن تكون لك فيلات وسيارات ويتسابق الناس لنيل رضاك؟.
- هل تريد ان تصبح من ذوي "الكروش" الكبيرة؟.
إذا كنت بتلك المواصفات.. ولديك هذه الرغبة ما عليك إلا أن تصبح..
مثل بعض مسؤولي هذه الأيام!.
كيف؟!
إليك الطريقة التي تيسر لك أن تصبح مسؤولا وبالتالي ذا كرش كبير..
-شارك في احتفالات السلطةواحرص أن يراك الجميع وانت تعلق الصور واللافتات ,واحرص أن تدبك في الاحتفال ولتكن خبطة رجلك على الارض قوية.
- كن" فسفوسا",ولا تتردد في متابة التقارير بزملائك في العمل,فإذا قال زميل لك إنه اشترى من الجمعية الاستهلاكية أرز مسوس أو سكر منتهي الصلاحية,اكتب فيه تقرير فورا حتى تشحطه المخابرات من منزله ليلا ويحاكم بتهمة نشر الاخبار الكاذبة والمسيئة للدولة والاخبار التي توهن نفسية الامة.
-اكتب مقال تتحدث فيه عن منجزات السلطة وأشد فيه بالشوارع والمدارس والهواء الذي تؤمنه السلطة مجانا لجميع المواطنين,
وارسل مقالك هذا لصحيفة حزب الثورة الحاكم.
-شارك هاتفيا ببرامج تلفزيونك الحكومي وكرر شكرك للسلطة وامدحها.
بهذا تكون قد اصبحت" طرطورا" وتكون قد أدمنت رائحة "البصطار",فتخصص لك السلطة سيارة ويخصص لك أحدالمسؤولين الذين سبقوك على طريق السلطة برنامج تلفزيوني لتتحدث فيه عن منجزات السلطة وتضحياتها في سبيل الشعب.

طبعا لا ينبغي أن تتوقف عند هذا الحد وإلا فإن الميزات التي تخصصت بها معرضة للتلاشي.

-اكتب قصيدة في مدح السلطة ,وأرسلها لصحيفة حزيران الحكومية,ولابأس أن يكون مطلعها"أخاف عليك أيتها السلطة".
ولا تنسى في جميع المقالات أن تضع دال نقطة قبل الاسم,ليتذكر الجميع أنك تحمل دكتوراة في الاقتصاد,ولا تخف لن يسالك أحد من اين حصلت عليها أو ما هي الابحاث الاقتصادية التي أعددتها

-اكتب مقال تتهجم فيه على كل يريد الاصلاح وان يكون المواطن محترما في بلده,وأرسل هذا المقال لصحيفة حزب الثورة الحاكم.
بعد هذا ما عليك إلا أن تنتظر تعيينك في منصب.
أمجد سمير ياسين.

#أمجد_سمير_ياسين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات