أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دعامر عبد زيد - المعتقدات الدينية في بابل-















المزيد.....



المعتقدات الدينية في بابل-


دعامر عبد زيد

الحوار المتمدن-العدد: 4270 - 2013 / 11 / 9 - 23:16
المحور: الادب والفن
    


"هذه البلاد أخصب ما عرفناه من بلدان تحمل إلهة الخصب ديميترا" هيرودوت
ا.د.عامر عبد زيد

يعد الدين في الدراسات المعاصرة هو في أصله دَيْن البشر للعالم الآخر وللكائنات العلوية وللقوى الفائقة. لكن تبقى فكرة الدين هي التي تتيح المجال لإدراك طبيعة السلطة للوقوف على ماهية الاجتماع ذاتها.و إن الدين يتضمن:لكن الدين محكوم بمبدأ ( الخارجية ) :أي القول بأن المجتمع يستمد قوانينه من خارجه لا من ذاته.واخر هو المبدأ ( المغايرة ) : أي القول بأن البشر مدينون بمعنى وجودهم إلى غيرهم وليس إلى بشـر مثلهم .فيما جاء المبدء الثالث هو مبدأ ( الانفصال ) أي القول بوجود فارق أو مسافة بين المجتمع ومصدره ، بين المجتمع ومصدره ، بين الجماعة والمبدأ المؤسس لها. فأن هذه المبادئ تحدد أسـس الواقعة الدينيه البدائية فإنها تشــكل من جهة أولى شروط أمكان الدولة ؛ لان نشوء الدولة ما كان ممكناً الإ أن يعقل المجتمع نفسه بواسطة مبدأ خارج عنه.( [1]) إذا كانت هذه آلية المجتمع البدائي في المحافظة على وحدته من التمايز فإنها تسهم في خلق عالم مفارق وأسبغ الشرعية على الملوك اذ في حين هي جزء من نظام تشريعي ماضي من الشفاهيه بوصفه عرفاً يضفي القدسية على لوضع السياسي يرجع تشريعاته إلى الآلهة واوجب الخضوع لها ويعلي من شأن الملك في نفس الوقت. ( [2])
فالدين نسق متضامناً من الاعتقادات و الممارسات المرتبطة بأشياء مقدسة ؛ فانه تولد حدوداً وممنوعات ، وأوامر ونواهياً ، وقواعد أخلاقية تؤسس النمط العلائقي للجماعة ، فالدين بوصفه نظاماً رمزياً وعقائدياً متكاملاً تشامل بالمقدس ، ومن خلاله ينحت المؤمن عالماً يتحرر فيه من عزلته ومن تيهه."( [3]) من اجل دراسة الدين البابلي وبالتالي الحياة الدينية ، نجد من الضرورة التطرق إلى الإلهة وعلاقتها بالإنسان وأثرها في طبيعة المعتقد البابلي الذي يمثل الحياة الدينية



أولا: الإلهة البابلية :

لقد كانت الإلهة البابلية كثيرة العدد فبلغت في القرن التاسع ق.م . ما يقارب خمسة وستين ألفاً، فكان لكل مدينة آلهتها التي تخضع للإله الأعظم .أقدمها اله السماء "آنو" و اله الشمس "شمش" و اله القمر "تنار" و اله الأرض "بعل ".
ولم يعرف البابليون دين التوحيد رغم أنهم اعتمادهم ألها أعظم وهو مردوخ اله بابل وكبي الآلهة البابلية ، والى جانبه "عشتار " وقد اتخذ البابليون شخصيات للآلهة نسجوا حولها الأساطير .منها قصة الخلق التي كتبت على سبعة ألواح وكل يوم من أيام الخلق على لوح وجدت في خرائب مكتبة أشور بانيبال ( [4])
وقد اقتبس البابليون قصة التكوين عن السومريون ؛ إلا أنهم أضافوا بعض التعديلات التي حتمتها التبدلات السياسية .فعندما عظمت مكانة بابل في زمن حمورابي ، رفع حمورابي مردوخ اله بابل المحلي إلى المرتبة الأولى بين الآلهة ، وتألفت أناشيد جديدة من القصص القديمة تتفق والوضع الجديد . وعدل الكهنة قصة الخليقة السومرية وجعلوا مؤداها ، أن مردوخا هو الذي هزم تيامات ، فكافأته الآلهة بالسلطة المطلقة على جميع الكون وجعلوه ملكا عليهم ، وحصل مردوخ على لقب "بعل " الذي كان حتى ذلك الوقت للإله ، أنليل ، أي سيد وملك الإلهة . كل آلهة السماء والأرض ...وكلمته تخلق الخلق أو تمحوهم . منحه أبوه " أيا" اسمه آلا فليسم "أيا" مثلي .وكان بالإضافة إلى ذلك الحكمة بديل ان أيا قال له :" أي بني، ماذا هناك لا تعرفه وأستطيع أن أعلمك إياه ؟ أن كل ما اعره تعرفه أنت أيضاً".ومن أجله ، بنى ال"ايساكل " زكان آلهة بابل وبورسيبا يأتون في يوم عيد رأس السنة الجديدة ليقدموا اليه ولاءهم . وفي اليومين الثامن والحادي عشر من الاحتفالات كان الآلهة يجتمعون ويحيون مردوخ في رهبة ويركعون أمامه ويمنحونه السلطة في تقدير مصائر الكون والناس للعام الجديد . وزوجة مردوخ هي "ساربانيتو " ولها في "ايساكل " هيكل خاص وتبدو ك" سيدتي" في عهد رأس السنة . وهي تدعي مع زوجها للخروج في رأس السنة من قدس الأقداس ، ليتقدما موكب الآلهة الذين يؤتى بهم لتقديم الولاء ولتحديد المصائر والأقدار .( [5])
من هنا فان مفهوم الآلهة من المفاهيم المهمة والفاعلة في الحياة العراقية القديمة سواء عند السومريون أو البابليون من هنا تأتي أهمية التوقف عند أصل الآلهة عند البابليون من حيث :
1. أزلية الآلهة :بينت الملاحم والأساطير السومرية والبابلية لنا أن سكان وادي الرافدين لم يتساءلوا على الإطلاق عن نوعية القوة التي قامت بخلق الآلهة الرئيسة ، بل اعتبروا وجودها من الأمور المسلمة التي لا تحتاج إلى نقاش ، والسبب واضح وبسيط أيضا ، لانهم كانوا يتحسسون تأثير هذه العوامل في حياتهم وفي محاصيلهم الزراعية ولكنهم لا يعملون كيف تكونت في الأصل
"حينما كانت الآلهة ما تزال بشرا
كانوا يضطلعون بالشغل ويحتملون الكد
كان عناء الآلهة كبيرا "( [6])
2. ولادة الآلهة :ان المعطيات المسمارية تناولت أصل الآلهة وقد جاءت التفسيرات محايثة من هنا جاءت التفسيرات عن طريق الولادة ، حيث في أسطورة (انكي وننخرساك )، وذكر الآلهة نمو وهي : "البحر الأول وإلام التي ولدت جميع الآلهة "
3. خلق الآلهة : هناك تصورات أخرى عن أصل الآلهة وهي مأخوذة من المعاني الحرفية التي تظهر في النصوص ففي الوقت الذي تطرقنا إلى ان (الولادة )هي الطريقة التي جاءت من خلالها الآلهة؛ إلا ان النصوص أيضا هناك (الخلق)ففي أسطورة (انكي وننماخ) نجد الإله (انكي) هو الذي أوجد الآلهة على الرغم ان عملية الإيجاد قد لا تعني (الخلق) بل( الولادة ) كما في النص الأتي :
"في تلك الأزمان قال الإله (انكي)للإله (انليل )
يا ابني انليل انه لخار واشنان اللتين خلقناهما "( [7])
4. البشر الذين عدوا آلهة :أن الحديث عن البشر هنا يرتبط ببعدين:
الأول: هو وليد العصر البطولي الذي يمثل عصر القوة هنا ظهر مجموعة منتخبة من البشر وهم من الكهان الذين كال لهم اثر في إنقاذ الأمة والطاعة للإلهة منهم يأتي منهم السومري هو "زيو-سدرا" وهو بطل الطوفان السومري والذي قام بالسجود للإلهين (آنو)و(وانليل ) وبعد انتهاء الطوفان وقاما بمنحه الحياة الخالدة حيث يدخلانه في مجمع الآلهة وينقلانه إلى ارض (دلمون) وفي التصور الملحمي الاكدي- البابلي هناك (اوتو –نابشتم) لم ينل الخلود بصفته بشرا بل بعد أن أصبح هو وزوجته الهين حين ادخلا في مجمع الآلهة بأمر الإله (انليل))( [8])
الثاني يتعلق بالخلود لأسباب سياسية :

ثانيا: اثر الإلهة في الإنسان البابلي :

ممكن تلمس اثر الإلهة في المجتمع البابلي القديم الذي كان يخضع لهذه الجبرية التي ينسبها إلى الالهه وهي صدى لجبرية سياسية واجتماعية التي تجد تمظهراتها في الظاهرة الدينية عبر الحديث عن الرمز والمقدس والاعتقاد والأسطورة والطقوس تتحرك فيها الأهواء بطرق قد لا تجد غير القوة وسيلة للتعبير عن ذاتها وهي ذاتها أكثر جوانب حضارة وادي الرافدين تأثيراً وفعالية على مدى الأجيال التالية ولغاية الوقت الحاضر هو ديانتها التي بنى أُسسها وهياكلها المتكاملة السومريون وأعاد تجميعها وتطويرها البابليون.وهي يمكن ان تتجلى عبر الموضوعات الآتية :
1-خلق الكون والإنسان: لقد كان إنسان- مجتمع هذه الحضارة معتمداً على الآلهة اعتماداً كلياً في عقله وعمله وحياته وزراعته. فعند حصول القحط مثلاً كان الملك الآشوري يكتب بنفسه إلى نوابه من الحكام لقيموا مع الكهنة والناس الصلاة للآلهة من اجل إنزال المطر وهذه العلاقة بين الطبيعة والآلهة فكر تمتد عميقا في الموروث العراقي القديم من خلال عبادة إلام الكبرى حيث كانت المرأة مكتشفة الزراعة إذ" قام الإنسان والمرأة بصفة خاصة بالولادة التي تجعلها مهيأة للزراعة ، ولم يكن الرجل آنذاك يعرف دوره في حمل المرأة إذ من أين له معرفة ذلك طالما ان انتفاخ بطن المرأة وظهور بوادر الحمل ثم الولادة يأتي بعد شهور من الاتصال الجنسي بالمرأة.وهكذا ارتفعت المرأة إلى مرتبة الإلوهية . وأصبحت الإلهة إلام لاحقا تبدو وكأنها سبب إخصاب الأرض في العقيدة الدينية .وتظهر فعالية هذه السلطة من خلال "طقس الاستسقاء " الذي وظيفته "استنزال المطر" عبر "الرقص الديني" كشفت الثقافة النيوليتية الشمالية وخصوصا في سامراء في حدود الإلف الخامس ق.م عن مجموعة من الآثار الدالة على ظهور طقس استنزال المطر "الاستسقاء" لعل أهمها ذلك الطبق الخزفي الذي تظهر عليه أربع نساء متقابلات تتطاير رقصة واضحة أساسها نثر الشعور باتجاه الشرق .ويشكل مظهر النسوة وشعورهن ما يشبه الصليب المعقوف أو رمز السواستيكا الذي هو رمز الخصب الانثوي الذي تمثله المرأة في نهاية عصر النيوليت ويجسد هنا علاقة.0المرأة بالخصب توسلا بالمطر الذي هو أساس الزراعة في منطقة مثل منطقة سامراء التي تقع جنوب الخط المطري في وادي الرافدين .وقد انتشر هذا الرمز انتشارا واسعا في العالم القديم انطلاقا من وادي الرافدين .( [9]) ثم جاءت اللحظة الثانية اللحظة المشاركة (أي مشاركة الذكر في الإخصاب ) منذ الإلف السادس قبل الميلاد سيبدأ الإله الابن ظهوره معها ، وتبدأ الإعمال التشكيلية في رسمهما معا بعد أن كانت وقفا على الام وحدها( [10]).ثمن ان هذا التصور الاسطوري في ظهور الكون امتد الى ولادة والتكوين " الإنسان" في الأساطير العراقية التي تتعرض لخلقه وتكوينه مؤلف من عنصرين استخدمها الآلهة الخالقة ( الإله الخالق ) ، العنصر الأول هو الطين ، والعنصر الثاني هو دم الإله المقتول ، في الرواية العراقية ،ومفادها كما في قصة الخليقة البابلية : اذ بعد انتصار الآلهة في حرب طويلة على قوى الشر (الآلهة القديمة)، خلقت الكون ثم خلقت الإنسان من الماء والتراب (أو دم إله شرير) وحددت مصيره بالعمل والعبودية وتزويد الآلهة بمتطلباتها (القرابين). ومن هنا جاء الاعتقاد لدى قدماء العراقيين بان الإنسان مؤلف من عنصرين هما الروح والجسد ، والجسد هو حسي مادي مرئي ، والروح أو النفس هي عنصر رقيق لا يرى ، وبعد موته (انقطاع آخر نفسه) تذهب روحه الى العالم الآخر، وقدرة الروح على سرعة الحركة.ولم يقسم البابليون الإنسان الى تكوينين متكاملين في بادىء الأمر، كما نعرفهما اليوم بالجسد والروح ، ولكنهم عدوا الإنسان مكون من جسد حي ويحثوا عن مصدر حياته وحركته ، فاعتقدوا إن مصدر الحياة تارة الدم( [11]) . وتارة التنفس وهو العلامة الأكثر حيوية للحياة ( أو بسببها )( [12]) . وقد توصل العراقيون الى فكرة النفس من رؤية الموت ، فالموت يعني انقطاع التنفس ،وتوقف الحركة في الصدر والجهاز التنفسي ومن هنا اشتقت الكلمة التي أطلقها السومريين على الحياة تدل حرفيا على النفس ، كما أطلق البابليون على النفس اسم ( نابشتو ) " napistu" التي تدل على النفس أيضا والبلعوم ، وهذا كله يشير الى العلاقة الوثيقة للحياة بالتنفس .وأطلق العراقيون لفظة " اطيموا" للدلالة على الروح أيضا وللإشارة الى ما يبقى حيا من الإنسان بعد موته ، وهو ذلك الجزء من الألوهية الذي مزجته الآلهة الخالقة بالطين الفاني( [13]) .وأذن فقد آمن العراقيون القدماء بانفصال الروح عن الجسم عند الموت يرجع الى كون الروح تمثل الجانب الإلهي الذي وهبته الآلهة للإنسان عندما خلقته وهي لذلك لا تفنى بفناء الإنسان ، إلا إن حالة الجسد تؤثر فيوضع الروح واستقرارها بعد الموت .
3- الإلهة وعلاقتها بمصير الإنسان : يشغل الموت وعالم الأموات جانباً مهماً من تفكير الإنسان, لأنه يعالج مشكلة أساسية من مشاكل الوجود, وقد بذل الإنسان المعاصر جهوداً كبيرة من أجل كشف أسرار الموت متخذاً من النظريات العلمية والفلسفية والتفسيرات البيولوجية ما يساعده في ذلك, والموت هو النهاية الطبيعية الحتمية التي لا بد وأن تنتهي إليها عملية النضج البيولوجي, ولا نستطيع أن نجد معنى للموت ما لم نجد معنى للحياة( [14]).من هنا فإن وجود الإنسان وعمله وصحته وطول حياته وحياة عائلته مرهونة برضاء الآلهة، وفي غير ذلك (العصيان وعدم الطاعة) تنزل به العقوبات من أمراض وفقر وإملاق وأخيراً الموت. وهذا يُفسر كيف أن الخوف والقلق عاش داخل هذا الإنسان كما عاش الدين في عقله وحياته. من هنا يكون مصير الإنسان من خلال الموت مرتبط إلى حد بعيد بالآلهة أنها قوى خالدة وخارقة لها القدرة على: الخلق، فعندما يقول الإله للشيئ "كن فيكون".. تحديد مواصفات المخلوق وحياته ومصيره مسبقا.. منح عناصر حضارته ووسائل (علامات) لمعرفة رغبات الآلهة وتنفيذها بعد تفسيرها من قبل الكهنة. لكن العقائد البابلية تكشف بان آلهة العالم السفلي عند العراقيين منفصلة عن آلهة العالم العلوي إذ لا سلطة لآلهة العالم السفلي بل يخضع الأول لسلطة الثاني عند نزولهم إلى ( ارض اللاعودة) إلا انه يختلفون عن البشر في كون الإلهة خالدة لا تموت لكنها تتعرض الى العقوبة بان ترسل إلى العالم الأسفل ، إلا أن البشر غير هذا ولم يحوزوا الخلود إلا القليل منهم مثل" اوتو نابيشتم " وهذا ما تبينه ملحمة جلجامش "الآلهة حين خلقة البشر عينت الموت للبشر و احتفظت بالحياة الأبدية لنفسها في أيديها "( [15])
إلا إننا نستطيع أن نكتشف مفهوم الموت او المصير اذ يمكننا ان نعرف المصير بأنه "الضرورة الحتمية التي تتحكم بجميع الناس . ويمكن أن تتجلى هذه القوة بلا ذات من هنا ليس من الضروري أن نجد هيمنة الموضوعية على منظومة معتقدات المجتمع -كما هو الحال في العقل اليوناني والحديث -( فإن منظومة المعتقدات الفاعلة ضمن مجتمع غير محددة لا بالحقائق المنطقية أو التاريخية ولا بالأدلة الواقعية ) ( [16]) لكن أيضا ثمة رؤية أخرى ترى انه " كان عالم القدماء منظومته ذاتية لمجموعة من المفاهيم المترابطة ترابطا دقيقا ، حيث يرتبط كل جزء مع الأجزاء الأخرى ، ولا يكتسب معناه النهائي إلا بالترابط التام داخل هذه المنظومة رغم أن الفهم البابلي يمتاز بالتعددية إلا إننا نستطيع اكتشاف تلك المنظومة من خلال ترابط المفاهيم على مستوى الدلالة التي ممكن أن نجدها في "نام –تارnam-tar" والتي تقابل الكلمة الاكدية "simtu" تترجم الكلمة السومرية بكلمة "مصير" أو "قدر" لكن بالعودة إلى الكلمة السومرية التي تعني كلمة "نام –تارnam-tar" مع اله القدر شيئاً ما قريبا من "ملك الموت" والإله (نامتار)(*) وهو وزير للعالم الأسفل ورسول الربة اريشكيجال وكل شخص "نامتار" خاص به وهو سيد قدره مقرر موته في قاعة خاصة به وهو سيد قدره مقرر موته في قاعة الحياة وفي الكلمة الاكدية "simtu " (شيمتو) المعاني التالية "تقرير" "الغاية" "تعبير""وصية" ،"مصير "،قدر"، الموت المكتوب " فالمصير شيء ما مقدر من قبل الآلهة ( [17]) لكن رغم ان الموت "mitu"مصير محتوم على البشر فان موت (المرء قبل أوانه ) كان يعد لعنة من الآلهة وعلامة سخط الهي ( [18]) أما عن مصير الأموات وكيف كانوا يعاقبون أو يثابون على أعمالهم فقد ورد في النصوص المسمارية إشارة إلى أن الإنسان كان يحاسب على أعماله في هذه الحياة وليس بعد الموت, وذلك لأن الموت بحد ذاته كان يعدّ شر يمثل في قسوته أشد من كل عقاب, بل هو يمثل العقاب الأكبر( [19]).أما عن مصير الأموات وكيف كانوا يعاقبون أو يثابون على أعمالهم فقد ورد في النصوص المسمارية إشارة إلى أن الإنسان كان يحاسب على أعماله في هذه الحياة وليس بعد الموت, وذلك لأن الموت بحد ذاته كان يعدّ شر يمثل في قسوته أشد من كل عقاب, بل هو يمثل العقاب الأكبر( [20]). تلك اللعنة التي قد تاخذ منحى عقاب جماعي للمجتمع عبر تدمير المدن سواء من خلال تسلط الكوارث مثل الطوفان او التخلي عنها ولعل هذا يظهر في أدب المراثي البابلي التي كانت تصف هذا "التعاقب للكوارث الطبيعية والسياسية يعني الموت والمجاعة، وهو يؤدي في واقع الأمر إلى تقليل عدد السكان، وهنا يكمن القرار الآلهة بتدمير الجنس البشري وهو عَتَب إلهي نتيجة الإزعاج الذي يحدثه الجنس البشري لتلك الآلهة من خلال الضجة الناجمة عن ضجيج الناس في المدن"( [21]) كما هو الحال في مرثية " (مردوك) حول تدمير مدينة بابل، التي وجدت في اللوح الرابع من أسطورة (ايرا)، والتي نُظِمَتْ في نهاية الألف الثاني ق.م) [22]).
4-الطقوس والقرابين : بعد الحديث عن الإلهة وسلطتها فان الطقوس الدينية اليومية من صلاة وطهارة وأدعية وترانيم وتراتيل واحتفالات دينية وتقديم النذور والقرابين ما هي سوى وسيلة من اجل الفوز برضا الإلهة وتجنب غضبها وفي هرولته وراء معرفة غده لإرضاء الآلهة غلبت عليه الأساطير والخرافات وهكذا كانت عقيدة القوم تُنسب ذات الإنسان إلى العالم الخارجي "القوى الخارقة" في غياب إرادته.من هنا نرصد الجانب الطقوس والفال في معرفة المقاصد الإلهة البابلية التي ترسم المصير الإنساني وحيث أن الإنسان لا طائل من وجوده في هذه الحياة، وليس أفضل حالاً بعد القبر حيث تعيش روحه في التراب والظلمة، عليه ساده التشاؤم واليأس. ويعرف عالم الموتى ( العالم السفلي) عند السومريين والاكديين بعدة أسماء هي: كور وهو اسم لمدينة كانت مركز عبادة "نرجال " اله العالم السفلي، و( ارض اللاعودة)(كر– نو–كي)"Kur- Nu-Gle" وبالأرض العظمى (كي – كال) " Ki-GAL " ، وصدر العالم ، وسمي الاكدية بيت تموز( [23]) . وسمي (بيت الظلام )(بيت اكليتي) كما سمي أيضا ( خربو) أي الخربة وهي تسمية تشير الى الخراب الذي يقيم فيه( [24]) .إما صفات العالم السفلي وقوانينه فستتضح لنا من رحلة الميت الى ( ارض اللاعودة) ومضمونها :ينحدر الميت أولا الى عالم الأموات في فتحة القبر ويبقى فيه ابد الدهر وتذكر المصادر المسمارية وجود بوابات في الأرض تطل على هذا العالم تؤدي إليه( [25]) . ويمكن لأي حفرة عميقة إن تطل عليه ، كما يوجد له مدخل وراء خط الأفق الغربي حيث مغيب الشمس التي تنزل إليه بعد المغيب( [26]) .
أولا- طقوس
ثانيا-طقوس أو شعائر تكليمتو"Taklimtu": تتكون من "عرض" المتوفى وأمتعته – بما يشبه الهر عند جثة ميت أو تسجينه مكشوفا لكي يراه الناس قبل دفنه ساعة بعد شروق الشمس وفي فترات بعد ذلك ( [27])يبدو ان هذه الطقوس تحمل هدفان:
الأول- منع روح الميت من العودة ؛ من خلال "شعائر التطهير شربتو "suruptu" حيث تحرق مجموعة من مختاره من مقتنيات الميت . وكان ذلك ينفع لحماية الباقين على قيد الحياة من أهل المتوفى من روح الموت ، وتطهيرهم من الاتصال بالجثة ."( [28])
والثاني- تقديم الهدية إلى الآلهة العالم الأسفل من اجل كسب ودها اذ" كان الموتى يرسلون أحيانا في رحلتهم إلى العالم الأسفل مع حاجات القبر التي تتألف من أشياء كانوا يحبونها وكذلك هدايا للآلهة العالم الأسفل "( [29])
6- الكهنوت والدين بمعناه القديم من اجل القيام بالطقوس لابد من وجود المعبد والكهنة ويلاحظ المرء على كل حال عددا وفيرا من المهن يلتحق أربابها بالمعبد وتتمثل فيهم كل الطبقات الاجتماعية ابتداء من العبد حتى ابن الملك وابنته .. ولكن لا يستنكف أفراد هذه الفئات المختلفة من الاندماج في الحياة المدنية فهم لا يأتون بثرواتهم الشخصية إلى الهيكل الذي ينتمون إليه ويملكون أرزاقا شخصية يستثمرونها كما يحلو لهم .وكان المعبد يضم أصنافا مختلفة من الكهنة والكاهنات، لها تقاليدها وأزياؤها وحياتها الخاصة . وكانت مهمة الكهنة الأساسية القيام بالطقوس والشعائر الدينية والإشراف على شؤون العبادات ومعاونة المتعبدين في أداء الطقوس الدينية فضلا عن مهام بعضهم الخاصة بادارة شؤون المعبد الأخرى الاقتصادية وغيرها .وكان المعبد مكانا تعقد فيه بعض المحاكمات وأداء القسم وإبرام بعض العقود كما كان المكان الذي تقام فيه الاحتفالات العامة في أيام الأعياد الدينية وبخاصة أعياد راس السنة التي كانت تجري في بداية كل عام وتستغرق احد عشر يوما مملوءاً بالنشاطات الدينية والاحتفالات والمهرجانات التي يرتاح فيها الناس من تعب ومشاكل السنة المنصرمة ( [30]) .كانت تعد في بلاد ما بين النهرين مراكز اقتصادية ودينية هامة جدا ويروى إن هذه المعابد كانت لها علاقات تجارية مع الخارج مثل مصر ، كما كانت تمتلك يدا عاملة وفيرة تستخدمها لتربية العجول والخنازير والحمير والخراف ، ولزراعة الشعير والقمح والبلح ، كما كانت هذه المعابد تضع يدها على الحرف حتى كان الفلاحون تحت سيطرتها والرعاة والصيادون . وباختصار ، فأنها كانت تملك كل ما من شأنه تامين مسيرة مشروع مستقل .وعن العاملين في أملاك المعبد يأتي العبيد .فكان العبيد يؤلفون طبقة خاصة يتكون معظمهم من أسرى الحرب ، حيث ينذر عدد معين منهم للآلهة من قبل الملك بعد الحملة الظافرة ،ولو إن الكثيرين منهم كانوا يهدون إلى المعبد من قبل الكرماء من الأشخاص المنتفعين ( [31])وذلك لان المعابد تعد عادة مراكز اقتصادية وإدارية في العصور التاريخية وما قبلها فتطورها يشير إلى تطور المدينة على مستوى العمارة ، كما إن غناء المعبد وثروته تشير الى غنى القوة الاقتصادية للمدينة وسيطرتها على الأراضي المحيطة ، ثم إن طبيعة الإله وخواصه تشير إلى القوة الجاذبة للمتعبدين من خارج المدينة إليها . حتى إن الإمكانيات العلمية والتعليمية في المعبد هي الأخرى تشير إلى قدرة المعبد على الاستمرار والديمومة لكثرة الأجيال التي تتدرب على إداراته واحدا بعد الأخر .أما عن الموقع الذي تشغله المعابد بالنسبة لتخطيط المدن ، نلاحظ إن المعابد تختلف باختلاف أساليب تخطيط المدن . ففي الشمال حيث النظام المتراص في تتابع الأحياء " القطاعات السكنية تكون المدينة الملكية عادة خارجة جزئيا عن أسوار المدينة أو تقع على الحافة الخارجية القريبة للنهر والمطلة عليه وهناك عادة تنتشر المعابد بين القصور كما هو االحال في خرسبار وفي نينوى .إما في الجنوب حيث تتركز منطقة القصور والمعابد في مركز المدينة ووسطها فان المعابد تتوزع عادة في المناطق المجاورة للزقورة وقد يحيط بها جميعا سور مركزي واحد .ومن الملاحظ إن موقع المعبد يشكل مكانا مقدسا إذ تعتبر المواقع التي تشيد عليها المعابد داخل المدن مقدسة ولذلك لا تترك أو تهمل وإنما تبقى في مواقعها حيث يتم تجديد بنائها بين فترة وأخرى ،فان المعابد تظهر بحسب سلطة الآلهة فهناك آلهة قومية وأخرى محلية . وتتنوع المعابد من حيث الوظيفة التي تقدمها منها ماهو مزار أو منها ما يتخذ لغرض التعلم .ومهما يكن من أمر فان للمعابد مكانة كبيرة لأنها تمثل تجسيدا لسلطة الآلهة التي تشغلها الألوهية . قامت حضارة وادي الرافدين على قاعدة دينية. من هنا ركَّز العلماء- الكهنة جهودهم في كافة مجالات المعرفة من أجل كشف رغبات الآلهة وتنفيذها. وهذا هو السبب الذي يجعل التقسيم الحديث للفكر والمعرفة إلى فنون وعلوم تطبيقية يبدو غريباً عن تصورهم، حيث اعتبروا كل العلوم ذات أهمية متساوية، ولم يستطيعوا ملاحظة عملية نشوء وتطور المعرفة كما هو حاصل في العصر الحديث.
7- التابو في الدين البابلي : وهكذا حصرت هذه الحضارة العقل البشري وكافة فروع الحياة في مجالات فكرية محدودة تحيطها أعداد ضخمة من القيود والمحرمات والممنوعات، لأِن الدين هنا أصبح وعاء هذه الحضارة وعاملاً مستقلاً محدداً ومقيداً لحركة وتطور عناصرها الدنيوية التي أصبحت تابعة للدين، وهنا يظهر دور الدين وعمق أثره من خلال تأصيله الاعتقاد بان الإله يبسط حمايته على الإنسان الذي يعمل وبمشيئته ومن لا يحترم تلك المشيئة فانه يثير حفيظته ويتخلى عنه وفي الأيام العادية تكون الإلوهية الحامية لكل فرد مقيمة في باطن العبد وتتخذه مقرا لهل فالناس -وفق الاعتقاد البابلي –كالمدن لكل منهم اله شفيع وخادم ، يقف الاله الحامي على يمين الإنسان والإلهة على يساره وفي الدعاء :"ليقف الهي على يميني وإلهتي على يساري "( [32]) هذا الوقوف يعتبر حماية ودفاع عن الإنسان من الأرواح الشريرة مكونه من (شياطين وأشباح ) التي تشبها البلاغة البابلية بأنها "هائمة كالعشب الذي يغطي وجه الأرض ، برقها يصعق ويحرق كالنار ، تصيب الإنسان بالمرض وهو في فراشه ، وتضيق على جسده ، وتملأ المدن والأرياف نواحا وأهات ، وهي تواجه الرجل الذي تغضب عليه الإلهة وتغطيه كرداء وتنقض علية إذ أنها تسرع إمام الإلهة مطلقة الأرواح الشريرة صرخاتها ، صوره قاسية عمقتها التفسيرات الدينية للمعبد وتسربت عميقا في الأنا الجمعية هذا المعتقد الذي يجعل بلاد الرافدين تعتبر العدو الأول للإنسان هو نفسه . هنا يتعمق الاعتقاد فيربط بين الشر الأخلاقي والشر المادي بين الخطيئة والبلاء لهذا يعتبر البابليون أن الخطاء "الذنب " ألقصدي أو غير ألقصدي واعي أو غير واعي يغيظ الإله . عقوبة انكيدو بسبب جبنه وخموله وعدم مصاحبته جلجامش في حملته ( [33])حيث تخبرنا ملحمة جلجامش :"ولكن أنليل أجابه قائلاً: ((ان انكيدو هو الذي سيموت, ولكن جلجامش لن يموت)).
ثم انبرى شمش السماوي وأجاب أنليل البطل وقال:
ألم يقتلا ثور السماء وخمبابا بأمر مني؟
فلامَ يقع الموت على انكيدو وهو بريء؟" ( [34])
8- البعد السماوي للقوانين : في التأكيد على مبدأ ( الخارجية ) :أي القول بأن المجتمع يستمد قوانينه من خارجه لا من ذاته.وهذا ما تجلى في أن الإلهة قامت بأنزل نواميس الحضارة للناس بضمتها الملوكية واختار إله المدينة واحداً من أهلها لينوب عنه في إدارة شؤونها. ولأِن إله المدينة (الإله الحامي) هو الملك والمالك لها، وأنه اختار الملك لتنفيذ أوامره وتعظيم شأنه، إذن من أولويات واجب الملك قيادة شعبه لرفع شأن ومنزلة الإله الحامي في مجمع الآلهة، وهو ما يُجسدِّ في نفس الوقت رفع شأن مدينته ومنزلته بين الملوك.ومن هذا نستنتج أمرين :
الأول : خاص بطبيعة الإنسان -كما وجدناه في الفقرات السابقة –فهو ضعيف إمام قوى الإلهة الخارقة لذا فهو يحتاجها دائما في حياته بمقابل أن يخدم الإلهة ويقدم القرابين والخضوع والعبادة وقد لاحظنا انتشار الفكرة السومرية إلى الشرق الأدنى القديم .
الثاني : أن مجتمع الإنسان على الأرض يحتاج إلى من يقوده ويوجهه وبذلك يكون هناك تماثل مع مجتمع الإلهة فكان إلزاما أن تنزل الملكية من السماء وبذلك يتم التطابق بين المجتمعين ( [35])
لقد اعتقد العراقيون أن الإله (شمش) وقد تصوره البابليين بأنه يأتي كل صباح من وراء الجبال العظيمة ويختفي بالليل في الارض السفلى ويعده البابليين القاضي الاعظم ومصدر الشرائع والعدل وله ابنان العدل (كتو) والحق (ميشاور) وهو الذي املى على حمورابي قوانينه وغيره من الملوك والمشرعين وصور بيده (منجل )رمز كونه الفيصل او القاطع بين الحق والباطل وصور في مسلة حمورابي جالس ويقف الملك البابلي بخشوع ( [36])



#دعامر_عبد_زيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دعامر عبد زيد - المعتقدات الدينية في بابل-