محمود سلامة محمود الهايشة
(Mahmoud Salama Mahmoud El-haysha)
الحوار المتمدن-العدد: 4265 - 2013 / 11 / 4 - 17:56
المحور:
الادب والفن
(6) البُـــــــــرْجُ
تخرَجْتُ فتعاقدْتُ للعَمَلِ بالسَعودية ، شغلني مَنامٌ لا أتذكرُ مِنه إلا جملة :"الرحيلُ بَعْدَ اكتِمال البنيانِ" تكرر فنصحني البعضُ بالنسيانِ ، وبالفعل نسيت بانشغالي ببناء برج ببلدي .
استولى البرج بتصميمه وإخراجه كل حياتى بالغربة التى استمرت حوالى عشرين عاما. اليوم قد اكتمل البنيانُ ، أصابتنى وَعْكة بالأمْسِ ، ويجهزونني لعمليةِ قلبٍ مَفتوح ، وبدأ المنامُ يلح علىَّ مِنْ جَديد ..
بقلم الأديب/ ماهر عبد الواحــد.
(7) كَيْدُ نِســـــا
كَرِهَتْ العَلاقةَ الجنسيَّة بَعْدَ زواجٍ أربعينَ سَنَة ، أهْمَلتْ زَوْجَها ، قالَ له طبيبُ المَسَالِكِ : عِشْ حَياةً جنسيَّةً طبيعيَّةً حتى لا يَحْدُثُ التهابٌ للبروستاتا فيحتبس البَوْلُ ، القسْطرَةُ مُتْعِبَة .
نَصَحَهُ المقربونَ بالزواج فتزوج، تنافسَتْ الزوجتان في التبرُجِ والمكياج .. أصيبَ بشللٍ نِصْفي.
بقلم الأديب/ ماهر عبد الواحــد.
(8) البَوَّابـَــة
بَيْـتُهُ طابقانِ ، بوابته من الحَديدِ المدعم والزجاج المسلح .
سافرَ إلى رأسِ البَرِّ مُطمئناً ، فلنْ يتمكن لِصٌ من فتحِ بوابته .
عادَ ، فاتصل باكيا : "اللصُ الجبانُ دَخلَ منَ السَطحِ" .
بقلم الأديب/ ماهر عبد الواحــد.
(9) نَبــــــــــــــــَـــــاتي
لاحظتْ أسْرَتي شغفي بالطيــورِ وأنا بالخامسةِ ، اشتروا لي خمْسَةَ كتاكيت ، وعلموني كيفَ أرْعاها ، لمْ يتبق منها إلا واحِدا .
اتخذته صَديقاً ، كنتُ أحِبُّهُ واشاهِدَهُ وهوَ يكبر بريشِهِ الجَميلِ وَعُرْفِهِ الأحُمَر وآذانِهِ المُجَلجِل .
وَقفَ أعْلى السورِ مؤذِنا ، فأصَابَهُ جَارٌ لى بنبلةٍ في رقبته ، فذبحوه قبلَ أن يموت .
عِنْدَ عَوْدَتي للمنزل ، قدَّمَته لى والِدَتي مطبوخاً ، فأصَابتني نوْبَةٌ من البكاءِ حَادَة ، وحُزْنٌ شديد، كيْفَ آكل صَديقي .... ومن يَوْمِها وأنا نباتي .
بقلم الأديب/ ماهر عبد الواحــد.
(10) وَمْضَـــــــــــــه
يرتبطُ بداية العام الدراسي مَعي بفصْل الخريفِ ، وشراءِ الدفاتِر والتكت والشفاف وعدة الهندسة ، ورائحة جلد الشنطة الجديدة والحزام الجلدي .
مع بداية الصف الثاني الثانوي، أضيف للقائمة ومضة ، فقد تعرفت عليها بالمكتبة عندما طلبت منى مساعدتها فى اختيار ألوان الجلاد والتكت ، كانت رقيقة كنسمة ، جميلة وبسيطة ، لطيفة مهذبة تلقائية ، صرنا صديقين صغيرين إلى أن أمرني عم لي قائلاً : ملكش دعوه بومضه ، فهي مخطوبة لفلان وسيتزوجان العام القادم . تعجبت فأنا لم أطلبها للزواج !!
بقلم الأديب/ ماهر عبد الواحــد.
ملحوظة: نشرت تلك القصص بتصرف.
#محمود_سلامة_محمود_الهايشة (هاشتاغ)
Mahmoud_Salama_Mahmoud_El-haysha#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟